حديث: أوصيكم بأصحابي ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب المعاصي من أمر الجاهليّة، ولا يكفر صاحبها بارتكابها إِلَّا بالشّرك

عن ابن عمر قال: خطبنا عمر بالجابية فقال: يا أيّها النّاس إني قمت فيكم كمقام رسول اللَّه ﷺ فينا فقال: «أُوصيكم بأصحابي، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم يفشو الكذب، حتى يحلف الرّجلُ ولا يستحلف، ويشهد الشَّاهد ولا يستشهد، ألا لا يخلونّ رجلٌ بامرأة إِلَّا كان ثالثهما الشيطان، عليكم بالجماعة، وإيّاكم والفرقة، فإنّ الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد، من أراد بحبوحة الجنة فليلزم الجماعة، من سرّته حسنته وساءته سيّئتُه فذلكم المؤمن».

صحيح: رواه الترمذيّ (٦٥) عن أحمد بن منيع، حدثنا النَّضر بن إسماعيل أبو المغيرة، عن محمد بن سوقة، عن عبد اللَّه بن دينار، عن ابن عمر، فذكر الحديث.

عن ابن عمر قال: خطبنا عمر بالجابية فقال: يا أيّها النّاس إني قمت فيكم كمقام رسول اللَّه ﷺ فينا فقال: «أُوصيكم بأصحابي، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم يفشو الكذب، حتى يحلف الرّجلُ ولا يستحلف، ويشهد الشَّاهد ولا يستشهد، ألا لا يخلونّ رجلٌ بامرأة إِلَّا كان ثالثهما الشيطان، عليكم بالجماعة، وإيّاكم والفرقة، فإنّ الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد، من أراد بحبوحة الجنة فليلزم الجماعة، من سرّته حسنته وساءته سيّئتُه فذلكم المؤمن».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النبوي الشريف الذي رواه الصحابي الجليل عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه:

نص الحديث:


عن ابن عمر قال: خطبنا عمر بالجابية فقال: يا أيّها النّاس إني قمت فيكم كمقام رسول اللَّه ﷺ فينا فقال: «أُوصيكم بأصحابي، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم يفشو الكذب، حتى يحلف الرّجلُ ولا يستحلف، ويشهد الشَّاهد ولا يستشهد، ألا لا يخلونّ رجلٌ بامرأة إِلَّا كان ثالثهما الشيطان، عليكم بالجماعة، وإيّاكم والفرقة، فإنّ الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد، من أراد بحبوحة الجنة فليلزم الجماعة، من سرّته حسنته وساءته سيّئتُه فذلكم المؤمن».

شرح المفردات:


● خطبنا عمر بالجابية: أي ألقى علينا عمر بن الخطاب رضي الله عنه خطبة في مكان يسمى "الجابية" في بلاد الشام.
● كمقام رسول الله: أي وقف فينا كما كان يقف النبي صلى الله عليه وسلم ليخاطب الناس.
● أوصيكم بأصحابي: أوصيكم بالخير لهم، والاعتراف بفضلهم، ومحبتهم، واتباع منهجهم.
● ثم الذين يلونهم: أي الجيل الذي بعد الصحابة، وهم التابعون.
● ثم الذين يلونهم: الذين بعد التابعين، وهم تابعو التابعين.
● يفشو الكذب: ينتشر ويظهر الكذب بشكل واسع.
● حتى يحلف الرجل ولا يستحلف: أي يحلف بدون أن يطلب منه أحد اليمين، لشدة انتشار الكذب وعدم الثقة.
● ويشهد الشاهد ولا يستشهد: يشهد بدون أن يُطلب منه الشهادة، لنفس السبب.
● لا يخلون رجل بامرأة: لا يجلس رجل مع امرأة أجنبية في مكان خالٍ من المحارم.
● ثالثهما الشيطان: يكون الشيطان حاضرًا معهما يوسوس لهما ويدفعهما إلى المعصية.
● عليكم بالجماعة: الزموا جماعة المسلمين وإمامهم، ولا تفرقوا.
● وإياكم والفرقة: احذروا التفرق والاختلاف.
● الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد: الشيطان أقرب إلى الشخص المنعزل، وأبعد عن الاثنين المتآخيين في الخير.
● بحبوحة الجنة: أي وسط الجنة وأفضلها، أو سعتها ونعيمها.
● فليلزم الجماعة: فليلتزم بجماعة المسلمين وسنتهم.
● من سرته حسنته: من فرح بفعله للحسنة.
● وساءته سيئته: وحزن على فعله للسيئة.
● فذلكم المؤمن: فهذا هو المؤمن حقًا.

المعنى الإجمالي للحديث:


يبدأ الحديث بوصية النبي صلى الله عليه وسلم بالصحابة الكرام، ثم بالتابعين، ثم بتابعي التابعين، وهم خير القرون كما في الحديث الصحيح. ثم يذكر النبي صلى الله عليه وسلم علامة من علامات آخر الزمان، وهي انتشار الكذب حتى يصبح الأمر طبيعيًا أن يحلف الإنسان دون حاجة، ويشهد دون طلب. ثم يحذر من الخلوة بين الرجل والمرأة الأجنبية، لأنها مدعاة للفتنة وسبب لدخول الشيطان بينهما. بعد ذلك يوصي بالتمسك بالجماعة واجتناب الفرقة، لأن الشيطان يسهل عليه إغواء المنعزل، بينما يصعب عليه ذلك إذا كان الشخص مع جماعة. ويبين أن من أراد الفوز بالجنة فعليه بلزوم جماعة المسلمين. وأخيرًا، يذكر علامة الإيمان، وهي فرح المؤمن بالطاعة وحزنه على المعصية.

الدروس المستفادة من الحديث:


1- وجوب محبة الصحابة والترضي عنهم: والاعتراف بفضلهم، واتباع منهجهم، لأنهم نقلوا لنا الدين.
2- التحذير من الكذب: وأن انتشاره من علامات الساعة، وأنه يؤدي إلى فقدان الثقة بين الناس.
3- تحريم الخلوة بين الرجل والمرأة الأجنبية: لأنها من أسباب الوقوع في الفاحشة، والشيطان يحضر في مثل هذه المواطن.
4- الحث على لزوم جماعة المسلمين: وعدم التفرق، لأن في الاجتماع قوة، وفي التفرق ضعف.
5- أن الشيطان أبعد عن الشخصين المتآخيين في الخير: مما يشجع على المصاحبة في الطاعات.
6- أن لزوم الجماعة من أسباب الفوز بالجنة: لأن الجماعة هي طريق السلامة من الضلال.
7- أن من علامات الإيمان: الفرح بالطاعة والحزن على المعصية، لأن ذلك دليل على صحة الإيمان في القلب.

معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث رواه الإمام أحمد في المسند، والترمذي في سننه، وقال: حديث حسن صحيح.
- الجابية: مكان في جنوب سوريا، كان معسكرًا للجيش الإسلامي في عهد عمر رضي الله عنه.
- الوصية بالصحابة ثم التابعين ثم تابعيهم تأكيد على منهج أهل السنة والجماعة في تقدير السلف الصالح.
- الحديث يدل على أن الخلوة المحرمة هي التي تكون بين رجل وامرأة لا تحل له، وأما مع المحارم فجائزة.
- لزوم الجماعة يعني لزوم جماعة المسلمين وإمامهم، وعدم الخروج عليهم، والتمسك بسنة النبي صلى الله عليه وسلم.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من الذين يسمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن يوفقنا للعمل بهذا الحديث، وأن يحشرنا في زمرة النبي صلى الله عليه وسلم وصحبه الكرام.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الترمذيّ (٦٥) عن أحمد بن منيع، حدثنا النَّضر بن إسماعيل أبو المغيرة، عن محمد بن سوقة، عن عبد اللَّه بن دينار، عن ابن عمر، فذكر الحديث.
ورواه الإمام أحمد (١١٤)، وصحّحه ابن حبان (٧٢٥٤)، والحاكم (١/ ١١٣) كلهم من طريق محمد بن سوقة. قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين». وقال الترمذيّ: «حسن صحيح غريب».
وفي الباب عن أبي موسى قال: سمعت رسول اللَّه ﷺ يقول: «من عمل حسنةً فسُرَّ بها، وعمل سيئة فساءته فهو مؤمن». وهو منقطع.
رواه الإمام أحمد (١٩٥٦٥)، والبزار -كشف الأستار (٧٩) -، والحاكم (١/ ١٣، ٥٤) كلهم من حديث عبد العزيز بن محمد، عن عمرو (يعني ابن أبي عمرو)، عن المطلب، عن أبي موسى، فذكر الحديث.
والمطلب هو ابن عبد اللَّه بن حنطب لا يعرف له سماع من الصّحابة، كما نقل الترمذيّ في: العلل الكبير (٢/ ٩٦٤) عن البخاريّ.
وقال الحاكم: «وقد احتجا برواة هذا الحديث عن آخرهم، وهو صحيح على شرطهما ولم يخرجاه، إنما خرجا في خطبة عمر بن الخطّاب: «من سرّته حسنتُه، وساءته سيّئتُه فهو مؤمن» انتهى. ووافق الذهبي على شرطهما.
والصّواب أنه ليس بصحيح، ولا على شرطهما؛ لأنّ في إسناده انقطاعًا، والحديث المنقطع ليس بصحيح فضلًا أن يكون على شرطهما.
وفي الباب أيضًا عن عامر بن ربيعة، قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «من مات وليس عليه طاعة مات ميتةً جاهليّة، فإنْ خلعها من بعد عقدِها في عنقه، لقي اللَّه تبارك وتعالى وليست له حُجّةٌ. ألا لا يخلُوَنَّ رجلٌ بامرأة لا تحلُّ له، فإنَّ ثالثَهما الشّيطان، إِلَّا مَحْرم، فإنَّ الشَّيطان مع الواحد، وهو من الاثنين أبعد، من ساءته سيّئتُه، وسرّته حسنتُه فهو مؤمن». قال حسين: «بعد عقده إيّاها في عنقه».
إسناده ضعيف. رواه الإمام أحمد (١٥٦٩٦)، والبزار -كشف الأستار- (١٦٣٦) كلاهما من حديث شريك، عن عاصم بن عبيد اللَّه، عن عبد اللَّه بن عامر (يعني ابن ربيعة)، عن أبيه، فذكر الحديث.
وعاصم بن عبيد اللَّه هو ابن عاصم بن عمر بن الخطّاب ضعيف، وبه أعلّه الهيثميّ في «المجمع» (٥/ ٢٢٣ - ٢٢٤).

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 162 من أصل 1075 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أوصيكم بأصحابي ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم

  • 📜 حديث: أوصيكم بأصحابي ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أوصيكم بأصحابي ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أوصيكم بأصحابي ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أوصيكم بأصحابي ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب