حديث: الشمس تجري حتى تنتهي إلى مستقرها تحت العرش

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب بيان الزّمن الذي لا يُقبل فيه الإيمان

عن أبي ذرٍّ، أن النّبيّ ﷺ قال يومًا: «أتدرون أين تذهبُ هذه الشَّمسُ؟» قالوا: اللَّه ورسوله أعلم. قال: «إنّ هذه تجري حتى تنتهي إلى مستقرِّها تحت العرش. فتخرُّ ساجدةً، فلا تزال كذلك حتى يقال لها: ارْتفعي، ارْجعي من حيثُ جئتِ، فترجعُ. فتصبحُ طالعةً من مطلعها. ثم تجري حتى تنتهي إلى مستقرها تحت العرش، فتخرُّ ساجدةً، ولا تزال كذلك حتى يقال لها: ارْتفعيّ، ارْجعي من حيثُ جئتِ، فترجعُ. فتصبح طالعةً من مطلعها، ثم تجري لا يستنكرُ الناس منها شيئًا حتى تنتهي إلى مستقرِّها ذاك تحت العرش. فيقال لها: ارْتفعيّ، أصبحي طالعةً من مغربك، فتصبحُ طالعةُ من مغربها». فقال رسول اللَّه ﷺ: «أتدرون متى ذاكم؟ ذاك حين ﴿لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا﴾ [سورة الأنعام: ١٥٨]».

متفق عليه: رواه البخاريّ في بدء الخلق (٣١٩٩)، ومسلم في الإيمان (١٥٩) كلاهما من حديث إبراهيم بن يزيد التيميّ، عن أبيه، عن أبي ذرّ، فذكره، واللفظ لمسلم، ولفظ البخاريّ فيه اختصار.

عن أبي ذرٍّ، أن النّبيّ ﷺ قال يومًا: «أتدرون أين تذهبُ هذه الشَّمسُ؟» قالوا: اللَّه ورسوله أعلم. قال: «إنّ هذه تجري حتى تنتهي إلى مستقرِّها تحت العرش. فتخرُّ ساجدةً، فلا تزال كذلك حتى يقال لها: ارْتفعي، ارْجعي من حيثُ جئتِ، فترجعُ. فتصبحُ طالعةً من مطلعها. ثم تجري حتى تنتهي إلى مستقرها تحت العرش، فتخرُّ ساجدةً، ولا تزال كذلك حتى يقال لها: ارْتفعيّ، ارْجعي من حيثُ جئتِ، فترجعُ. فتصبح طالعةً من مطلعها، ثم تجري لا يستنكرُ الناس منها شيئًا حتى تنتهي إلى مستقرِّها ذاك تحت العرش. فيقال لها: ارْتفعيّ، أصبحي طالعةً من مغربك، فتصبحُ طالعةُ من مغربها». فقال رسول اللَّه ﷺ: «أتدرون متى ذاكم؟ ذاك حين ﴿لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا﴾ [سورة الأنعام: ١٥٨]».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله خاتم النبيين وإمام المتقين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، حياكم الله و بياكم أيها السائل الكريم، ونسأل الله أن يفتح علينا أبواب فهم حديث نبيه ﷺ. هذا الحديث العظيم الذي رواه الإمام مسلم في صحيحه عن الصحابي الجليل أبي ذر الغفاري رضي الله عنه، فيه من عجائب الخلق وأمارات الساعة ما ينبغي لكل مؤمن أن يتأمله.

أولاً. شرح المفردات:


● تَجْرِي: تسير في فلكها المحدد بقدرة الله تعالى.
● مُسْتَقَرِّهَا تَحْتَ العَرْش: المكان الذي تنتهي إليه مسيرتها اليومية وهو تحت عرش الرحمن، وهو أعلى المخلوقات.
● تَخِرُّ سَاجِدَةً: تخر خاضعة منقادة لأمر خالقها، والسجود هنا حقيقي يليق بها كما أخبر الصادق المصدوق ﷺ.
● لَا يَسْتَنْكِرُ النَّاسُ مِنْهَا شَيْئًا: يعتاد الناس على طلوعها من المشرق ولا يتعجبون من ذلك.
● تَطْلُعُ مِنْ مَغْرِبِهَا: تخرج من جهة الغرب، وهي من أشراط الساعة الكبرى.

ثانياً. المعنى الإجمالي للحديث:


يخبر النبي ﷺ أصحابه عن حقيقة مسير الشمس اليومية، وأنها تجري بتقدير العزيز العليم حتى تصل إلى نقطة النهاية تحت العرش، فتسجد لخالقها وتستمر في سجودها حتى يؤذن لها بالعودة إلى مطلعها، وهكذا في كل يوم. ثم يبين ﷺ أن هذا النظام سيبقى قائماً حتى يأذن الله باختلاله، فتمرّ الشمس في يوم من الأيام بدورة عادية حتى تصل إلى موضع سجودها تحت العرش، فيؤمر أن تطلع من مغربها، فتفعل، وعندها تقفل أبواب التوبة ولا ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- عظمة الخالق وإتقان خلقه: النظام الكوني الدقيق свидетель على قدرة الله وعظمته، وأن كل شيء يجري بأمره وتسخيره.
2- انقياد المخلوقات لخالقها: الشمس وهي من أعظم المخلوقات تسجد وتخضع لله تعالى، فالإنسان أولى بالعبادة والخضوع.
3- اليقين بعلامات الساعة: طلوع الشمس من مغربها من الأحداث العظيمة التي أخبر عنها النبي ﷺ، وهي من العلامات الكبرى التي لا تسبقها إلا علامات صغرى.
4- الحث على المسارعة إلى التوبة: إذا طلعت الشمس من مغربها أغلق باب التوبة، فالعاقل يبادر إلى التوبة قبل فوات الأوان.
5- التذكير بالآخرة: الحديث يذكر بيوم القيامة وأهواله، ليكون الإنسان على استعداد للقاء ربه.

رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث أصل في إثبات صفة السجود للشمس، وهو سجود حقيقي يليق بها ولا يعرف كيفيته إلا الله، نؤمن به كما جاء من غير تكييف ولا تمثيل.
● العرش هو أعلى المخلوقات، وهو سقف الجنة، وقد استوى عليه الرحمن استواء يليق بجلاله.
● طلوع الشمس من مغربها يقع مرة واحدة فقط، وبعدها لا يقبل إيمان كافر، ولا توبة عاصٍ، كما دلت عليه الآية الكريمة.
- يستحب للمسلم أن يدعو بدعاء النبي ﷺ الذي علمه لأبي ذر في هذا الحديث: "يا الله إني أسألك بنور وجهك الكريم"، وهو دعاء عظيم.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن يوفقنا لطاعته وبلوغ مرضاته، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في بدء الخلق (٣١٩٩)، ومسلم في الإيمان (١٥٩) كلاهما من حديث إبراهيم بن يزيد التيميّ، عن أبيه، عن أبي ذرّ، فذكره، واللفظ لمسلم، ولفظ البخاريّ فيه اختصار.
وفي رواية لهما: «فذلك قوله تعالى: ﴿وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ﴾
[سورة يس: ٣٨]».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 159 من أصل 1075 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: الشمس تجري حتى تنتهي إلى مستقرها تحت العرش

  • 📜 حديث: الشمس تجري حتى تنتهي إلى مستقرها تحت العرش

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: الشمس تجري حتى تنتهي إلى مستقرها تحت العرش

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: الشمس تجري حتى تنتهي إلى مستقرها تحت العرش

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: الشمس تجري حتى تنتهي إلى مستقرها تحت العرش

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب