حديث: أتي بالموت حتى يجعل بين الجنة والنار، ثم يذبح

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب خلود الجنة والنار

عن عبد اللَّه بن عمر، أن رسول اللَّه ﷺ قال: «إذا صار أهل الجنة إلى الجنة، وصار أهل النار إلى النار، أتي بالموت حتى يجعل بين الجنة والنار، ثم يذبح، ثم ينادي مناد: يا أهل الجنة لا موت، ويا أهل النار لا موت، فيزداد أهل الجنة فرحا إلى فرحهم، ويزداد أهل النار حزنا إلى حزنهم».

متفق عليه: رواه البخاريّ في الرقاق (٦٥٤٨)، ومسلم في الجنة (٢٨٥٠: ٤٣) كلاهما من طريق عبد اللَّه بن وهب، حدّثني عمر بن محمد بن زيد بن عبد اللَّه بن عمر بن الخطاب، أن أباه حدثه عن عبد اللَّه بن عمر، فذكره.

عن عبد اللَّه بن عمر، أن رسول اللَّه ﷺ قال: «إذا صار أهل الجنة إلى الجنة، وصار أهل النار إلى النار، أتي بالموت حتى يجعل بين الجنة والنار، ثم يذبح، ثم ينادي مناد: يا أهل الجنة لا موت، ويا أهل النار لا موت، فيزداد أهل الجنة فرحا إلى فرحهم، ويزداد أهل النار حزنا إلى حزنهم».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يجعلك من أهل الجنة الذين يفرحون بذبح الموت. هذا حديث عظيم من أحاديث البعث والنشور وأهوال يوم القيامة، ورد في الصحيحين من رواية الصحابي الجليل عبد الله بن عمر رضي الله عنهما.

أولاً. شرح المفردات:


● صَارَ أَهْلُ الْجَنَّةِ إِلَى الْجَنَّةِ: أي دخلوا الجنة واستقروا فيها.
● صَارَ أَهْلُ النَّارِ إِلَى النَّارِ: أي أُلْقُوا في النار واستقروا فيها.
● أُتِيَ بِالْمَوْتِ: أي يُجاء بالموت في صورة كائنٍ مُخَصَّص (كشاةٍ أو كبش) ليُذبح.
● حَتَّى يُجْعَلَ بَيْنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ: يُوضع في مكانٍ مرئيٍّ لأهل الجنة وأهل النار.
● ثُمَّ يُذْبَحُ: يُقتل ذبحاً بإذن الله تعالى.
● يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ لَا مَوْتَ: نِداءٌ يعلن انقطاع الموت وخلودهم.
● يَا أَهْلَ النَّارِ لَا مَوْتَ: نِداءٌ يعلن انقطاع الموت وخلودهم في العذاب.
● فَيَزْدَادُ أَهْلُ الْجَنَّةِ فَرَحًا إِلَى فَرَحِهِمْ: فرح الخلود في النعيم.
● وَيزْدَادُ أَهْلُ النَّارِ حُزْنًا إِلَى حُزْنِهِمْ: حزن الخلود في العذاب.

ثانيًا. شرح الحديث:


يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم عن مشهد عظيم يحدث بعد انقضاء الحساب ودخول أهل الجنة الجنة، وأهل النار النار. فيُجاء بالموت -وهو مخلوق من مخلوقات الله- في صورة محسوسة (كشاة أو كبش) ويوضع بين الجنة والنار حيث يراه الجميع، ثم يُذبح ذبحاً. وبعد أن يُذبح، ينادي منادٍ من عند الله تعالى يعلن للجميع: "يا أهل الجنة لا موت"، أي أن الموت قد انقطع إلى الأبد، فأنتم خالدون في نعيمكم لا موت يقطع عليكم لذتكم. وفي المقابل ينادي: "يا أهل النار لا موت"، أي أن الموت قد انقطع إلى الأبد، فأنتم خالدون في عذابكم لا موت يريحكم منه أو يقطع عنكم عذابكم.
فهذا النداء هو الإعلان الرسمي والنهائي عن بداية الخلود الأبدي، فيكون ذلك سبباً لفرحٍ إضافي لأهل الجنة، فهم لا يخافون فقدان النعيم، وحزناً إضافياً لأهل النار، لأنهم يئسوا من أي خلاص.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- حقيقة الموت: الموت ليس عدماً محضاً، بل هو مخلوق من مخلوقات الله تعالى، يُفنيه الله تعالى عندما يشاء، كما في قوله تعالى: {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ}.
2- الخلود في الآخرة: الحياة الآخرة هي دار القرار والخلود، إما في نعيم مقيم، أو في عذاب مقيم. لا موت بعدها ولا فناء.
3- انقطاع التوبة: هذا المشهد يكون بعد انقطاع كل أمل للتوبة أو الخروج من النار، فهو يزيد اليقين لأهل الجنة واليأس لأهل النار.
4- عظمة الله وقدرته: من مظاهر قدرة الله الباهرة أن يجعل الموت كائناً محسوساً يذبح أمام الخلائق، فهذا من الأمور التي تُعجز العقول ولا يستطيع تصورها إلا الله تعالى.
5- الحث على العمل للجنة: الحديث يحفز المؤمن على العمل الصالح ليفوز بالخلود في النعيم، ويحذره من المعاصي لئلا يخسر فيخلد في العذاب.

رابعاً. معلومات إضافية:


● مصدر الحديث: أخرجه الإمام البخاري في صحيحه (كتاب الرقاق، باب صفة الجنة والنار) برقم (6548)، ومسلم في صحيحه (كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها، باب آخر أهل النار خروجاً وآخر أهل الجنة دخولاً) برقم (2850).
● حكم الحديث: حديث صحيح متفق عليه، وهو من أعلى درجات الصحة.
● معنى "يزداد أهل الجنة فرحا إلى فرحهم": فرحهم الأول بدخول الجنة ورؤية الله تعالى، والفرح الثاني بانقطاع الموت وتباشير الخلود الأبدي.
نسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يجعلكم وإيانا من أهل الجنة، وأن يقينا عذاب النار.
والله أعلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الرقاق (٦٥٤٨)، ومسلم في الجنة (٢٨٥٠: ٤٣) كلاهما من طريق عبد اللَّه بن وهب، حدّثني عمر بن محمد بن زيد بن عبد اللَّه بن عمر بن الخطاب، أن أباه حدثه عن عبد اللَّه بن عمر، فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 265 من أصل 286 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أتي بالموت حتى يجعل بين الجنة والنار، ثم يذبح

  • 📜 حديث: أتي بالموت حتى يجعل بين الجنة والنار، ثم يذبح

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أتي بالموت حتى يجعل بين الجنة والنار، ثم يذبح

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أتي بالموت حتى يجعل بين الجنة والنار، ثم يذبح

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أتي بالموت حتى يجعل بين الجنة والنار، ثم يذبح

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب