حديث: شغلونا عن الصلاة الوسطى ملأ الله بيوتهم وقبورهم نارًا

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب الدليل لمن قال: الصلاة الوسطى هي العَصْرُ

عن حذيفة قال: قال رسول الله ﷺ يومَ الأحزاب: «شغلونا عن الصلاة الوسطى، ملأ الله بيوتهم وقبورهم نارًا» يعني: صلاة العصر.

حسن: رواه البزار «كشف الأستار» (٣٨٨) عن سلمة بن شَبِيب، ثنا عبد الله بن جعفر الرّقيّ، ثنا عبيد الله بن عمرو، عن زيد بن أبي أنيسة، عن عَديّ بن ثابت، عن زِر، عن حذيفة فذكر الحديث.

عن حذيفة قال: قال رسول الله ﷺ يومَ الأحزاب: «شغلونا عن الصلاة الوسطى، ملأ الله بيوتهم وقبورهم نارًا» يعني: صلاة العصر.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النبوي الشريف شرحًا وافيًا، مستندًا إلى كلام أهل العلم المعتمدين لدى أهل السنة والجماعة.

نص الحديث:


عن الصحابي الجليل حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يومَ الأحزاب (أي في غزوة الخندق): «شَغَلُونَا عَنِ الصَّلَاةِ الْوُسْطَى، مَلَأَ اللهُ بُيُوتَهُمْ وَقُبُورَهُمْ نَارًا» يُرِيدُ: صَلَاةَ الْعَصْرِ.
(رواه الإمام مسلم في صحيحه)


1. شرح المفردات:


* يوم الأحزاب: هو يوم غزوة الخندق، حيث تحالفت قبائل قريش وغيرها من الكفار (الأحزاب) لمحاربة المسلمين في المدينة المنورة.
* شغلونا: منعونا وألهونا، أي صرفونا عن أدائها في وقتها.
* الصلاة الوسطى: هي الصلاة التي وصفها الله تعالى بالوسطى في قوله: {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى} [البقرة: 238]. والمقصود بها هنا صلاة العصر كما بيَّنها النبي صلى الله عليه وسلم.
* ملأ الله بيوتهم وقبورهم نارًا: دعاء عليهم بأن يعمهم العذاب في ديارهم وفي قبورهم قبل يوم القيامة، وهذا يدل على عظم جرم من يشغل المسلمين عن صلاتهم.


2. المعنى الإجمالي للحديث:


يخبر الصحابي حذيفة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم، في اليوم الشديد الذي حوصر فيه المسلمون في غزوة الخندق واشتد عليهم القتال، تذكر أن وقت صلاة العصر قد فات المسلمين ولم يؤدوها في وقتها بسبب شدة المعركة واشتغالهم بالدفاع عن أنفسهم ودينهم أمام جيوش الأحزاب.
فغضب صلى الله عليه وسلم من هذا التضييع – وإن كان لعذر – وغضب لله تعالى، فدعا على أعداء الله من المشركين الذين كانوا سببًا في هذا الشغل، بأن يملأ الله نارًا بيوتهم التي يسكنونها وقبورهم التي يدفنون فيها، عقابًا لهم على عداوتهم للإسلام وإلهاء المسلمين عن عبادة ربهم.


3. الدروس المستفادة والعبر:


1- عناية الإسلام بالصلاة وعظم شأنها: الحديث يظهر المكانة السامية للصلاة في الإسلام، حتى في أحلك الظروف وأصعب الأوقات كأثناء الحروب والمعارك. فالمسلم مطالب بالمحافظة عليها مهما كانت الظروف.
2- بيان أن "الصلاة الوسطى" هي صلاة العصر: هذا الحديث من الأدلة القاطعة في تحديد الصلاة الوسطى، التي اختلف فيها السلف، وقد رجح كثير من العلماء – استنادًا إلى هذا الحديث وغيره – أنها صلاة العصر.
3- مشروعية الغضب لله تعالى: غضب النبي صلى الله عليه وسلم هنا كان لله، لأن حرماته انتهكت، فهو قدوة في أن يغضب المسلم إذا انتهكت محارم الله، لا إذا انتهكت مصلحته الشخصية.
4- جواز الدعاء على الكفار المحاربين: يدل على مشروعية الدعاء على الكفار الذين يعادون الإسلام ويصدون عن سبيل الله، وخصوصًا من كان سببًا في صرف المسلمين عن طاعة الله.
5- بيان شدة عذاب الكفار: الدعاء بملء البيوت والقبور نارًا يشير إلى شدة العذاب الذي ينتظر الكافر في الدنيا (بقتله أو هزيمته) وفي الآخرة (بعذاب القبر وعذاب النار).
6- الحرص على أداء الصلاة في وقتها: حتى مع وجود الأعذار الشرعية التي تبيح الجمع بين الصلاتين (كما جمع النبي صلى الله عليه وسلم في تلك الغزوة بين الظهر والعصر، وبين المغرب والعشاء)، فإن الأصل والمطلوب هو أداؤها في وقتها.


4. معلومات إضافية مفيدة:


* الجمع في غزوة الخندق: في نفس غزوة الخندق، جمع النبي صلى الله عليه وسلم بين الظهر والعصر، وبين المغرب والعشاء، بسبب شدة الحال والقتال. وهذا الجمع جائز للمسلمين عند وجود المشقة الشديدة، كالسفر أو المطر أو المرض. فلم يتركوا الصلاة بالكلية، ولكن جمعوا بينها.
* المراد بالصلاة الوسطى: على الرغم من ترجيح أن المقصود هي العصر في هذا الحديث، إلا أن هناك أقوالًا أخرى للعلماء في تحديدها (كصلاة الفجر أو الظهر)، ولكن هذا الحديث هو أقواها.
* عظمة ذنب تضييع الصلاة: الحديث يحذر تحذيرًا شديدًا من التهاون بالصلاة أو تضييعها، فإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم قد غضب ودعا على الكفار بسبب منعهم للمسلمين عنها بعذر القتال، فكيف بحال من يضيعها بكسل أو انشغال بالدنيا من غير عذر؟
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البزار «كشف الأستار» (٣٨٨) عن سلمة بن شَبِيب، ثنا عبد الله بن جعفر الرّقيّ، ثنا عبيد الله بن عمرو، عن زيد بن أبي أنيسة، عن عَديّ بن ثابت، عن زِر، عن حذيفة فذكر الحديث.
قال البزار: رواه عاصم، عن زِر، عن علي، وقال عَدِي: عن زِر، عن حذيفة.
وقال الهيثمي في «المجمع» (١/ ٣٠٩): رواه البزار، ورجاله رجال الصحيح.
قال الأعظمي: وصحّحه أيضًا ابن حبان (٢٨٩١) فرواه من طريق هاشم بن الحارث المروزي، قال: حدثنا عبيد الله بن عمرو به ولفظه: «شغلونا عن صلاة العصر» قال: ولم يُصَلِّها يومئذ حتى غابتِ الشمس.
وهاشم بن الحارث ذكره المؤلف في الثقات (٩/ ٢٤٤) وقال: مستقيم الحديث، وربما أغرب.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 83 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: شغلونا عن الصلاة الوسطى ملأ الله بيوتهم وقبورهم نارًا

  • 📜 حديث: شغلونا عن الصلاة الوسطى ملأ الله بيوتهم وقبورهم نارًا

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: شغلونا عن الصلاة الوسطى ملأ الله بيوتهم وقبورهم نارًا

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: شغلونا عن الصلاة الوسطى ملأ الله بيوتهم وقبورهم نارًا

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: شغلونا عن الصلاة الوسطى ملأ الله بيوتهم وقبورهم نارًا

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب