كنا نصلي مع النبي المغرب ثم نرجع إلى منازلنا

حديث: كنا نصلي مع النبي المغرب ثم نرجع إلى منازلنا

عن جابر بن عبد الله قال: كُنَّا نُصَلِّي مع النبي ﷺ المغربَ ثم نرجعُ إلى منازِلنا، وهي مِيلٌ وأنا أُبْصر مواقع النَبْلِ».

حسن: رواه الإمام أحمد (١٤٩٧١) وأبو يعلى «المقصد العلي» (١٩٢) والبزار «كشف الأستار» (٣٧٤) كلهم من طرق عن سفيان، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، قال: سمعت جابر بن عبد الله فذكر الحديث.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث الشريف رواه الإمام البخاري في صحيحه، عن الصحابي الجليل جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، وهو حديث عظيم فيه دلالات مهمة تتعلق بوقت صلاة المغرب وفضلها.

أولاً. شرح المفردات:

● نُصَلِّي مع النبي ﷺ المغربَ: أي كنا نؤدي صلاة المغرب جماعة خلف النبي صلى الله عليه وسلم.
● ثم نرجعُ إلى منازلنا: أي بعد الانتهاء من الصلاة مباشرة نعود إلى بيوتنا.
● وهي مِيلٌ: أي أن المسافة بين المسنب وبيوتنا كانت تقدر بميل (وهو وحدة قياس للمسافة، والميل يساوي approximately 1.6 كم).
● وأنا أُبْصر مواقع النَبْلِ: أي أن الضوء كان لا يزال كافياً لأن أرى مكان سقوط السهام التي أرميها، وذلك يدل على أن الظلام لم يكن قد حل بعد بشكل كامل.

ثانياً. المعنى الإجمالي للحديث:

يخبرنا الصحابي جابر بن عبد الله رضي الله عنهما عن حالهم مع النبي صلى الله عليه وسلم، حيث كانوا يصلون صلاة المغرب جماعة معه في المسجد، ثم يعودون إلى بيوتهم بعد الصلاة مباشرة، وكانت بيوتهم على بُعد ميل من المسجد، وكان الضوء عند عودتهم لا يزال موجوداً بحيث يمكن للرجل أن يرى مكان سقوط السهم الذي يرميه، مما يدل على أنهم كانوا يصلون المغرب في أول وقتها.

ثالثاً. الدروس المستفادة منه:

1- استحباب التبكير في صلاة المغرب: الحديث دليل واضح على أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي المغرب في أول وقتها، وهو ما يسمى "في وقت الفضيلة". وهذا هديه صلى الله عليه وسلم، حيث قال: «لا تَزَالُ أُمَّتِي عَلَى الْفِطْرَةِ مَا لَمْ يُؤَخِّرُوا الْمَغْرِبَ حَتَّى تَشْتَبِكَ النُّجُومُ».
2- مشروعية صلاة الجماعة في المسجد: كان الصحابة يحرصون على أداء الصلوات خلف النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد، مما يدل على عظم فضل صلاة الجماعة.
3- بيان أول وقت المغرب: وقت صلاة المغرب يبدأ بمغيب قرص الشمس كاملاً، وينتهي بغياب الشفق الأحمر (الشفق هو الحمرة التي تظهر في الأفق بعد غروب الشمس). وهذا الحديث يدل على أن أول الوقت هو الأفضل.
4- قصر وقت صلاة المغرب: كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي المغرب بخفة وسرعة دون إطالة، مما يسمح للمصلين بالانصراف سريعاً إلى أعمالهم وبيوتهم.
5- همة الصحابة ونشاطهم: رغم أن بعد المسافة، كان الصحابة يحرصون على الحضور إلى المسجد لأداء الصلاة في جماعة، مما يدل على علو همتهم وحبهم للعبادة.

رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:

● فضل صلاة المغرب: للمغرب فضل عظيم، فهي الصلاة الوحيدة التي تُصلى ثلاث ركعات في اليوم والليلة، وهي من الصلوات التي ورد في الحث على المحافظة عليها.
● التأخير بلا عذر: تأخير صلاة المغرب إلى وقت اشتباك النجوم (أي إلى وقت العشاء) بدون عذر شرعي مكروه، إلا إذا كان هناك سبب مشروع كالمرض أو السفر أو نحو ذلك.
● الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم: يستحب للمسلم أن يحرص على الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم في التبكير إلى الصلوات وأدائها في أول وقتها، خاصة صلاة المغرب.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا ممن يقيم الصلاة ويحافظ عليها في أوقاتها، وأن يوفقنا لاتباع سنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم.
والله أعلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الإمام أحمد (١٤٩٧١) وأبو يعلى «المقصد العلي» (١٩٢) والبزار «كشف الأستار» (٣٧٤) كلهم من طرق عن سفيان، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، قال: سمعت جابر بن عبد الله فذكر الحديث.
وإسناده حسن؛ فإن عبد الله بن محمد بن عقيل مختلف فيه غير أنه يحسن حديثه، وقد مضت ترجمته بالتفصيل في كتاب الحيض.
والإمام أحمد رواه عن عبد الرزاق، - وهو في المصنف (٢٠٩١) عن سفيان به مثله، ورواه أيضًا عن وكيع، عن سفيان به قال: «الظهر كاسمها، والعصرُ بيضاءُ حية، والمغربُ كاسمها، وكُنَّا نُصَلِّي مع رسول الله ﷺ المغربَ، ثم نأتي منازِلَنا وهي على قدْر مبلٍ، فنرى مواقعَ النَبْلِ، وكان يُعجِّلُ العشاءَ ويؤخِّر، والفجرُ كاسمها وكان يُغَلِّسُ بها».
وقوله: «الظهر كاسمها» أي: يؤخذ وقتها من اسمها الدال على الظهيرة، هو بمعني شدة الحر.
«والعصر بيضاء» أي: ذات بياض.
«والمغرب» أي: تصلي صلاة المغرب عند غروب الشمس.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 91 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: كنا نصلي مع النبي المغرب ثم نرجع إلى منازلنا

📜 حديث: كنا نصلي مع النبي المغرب ثم نرجع إلى منازلنا

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: كنا نصلي مع النبي المغرب ثم نرجع إلى منازلنا

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: كنا نصلي مع النبي المغرب ثم نرجع إلى منازلنا

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: كنا نصلي مع النبي المغرب ثم نرجع إلى منازلنا

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية