حديث: لن تزالوا في صلاة ما انتظرتم الصلاة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب وقت صلاة العشاء وتأخيرها

عن أبي سعيد الخدري قال: صَلَّينا مع رسول الله ﷺ صلاةَ العَتَمَةِ، فلم يخرجْ حتى مَضَى نحو من شَطر اللَّيلِ فقال: «خذوا مقاعدكم» فأخذنا مقاعدنا، فقال: «إن الناس قد صَلُّوا وأخذوا مَضَاجِعَهم، وإنَّكم لن تَزَالُوا في صلاةٍ ما انتظرتُم الصلاةَ، ولولا ضَعْفُ الضِّعِيفِ، وسُقْمُ السَّقيم لأخَّرتُ هذه الصلاةَ إلى شطر اللَّيلِ».

صحيح: أخرجه أبو داود (٤٢٢)، والنسائي (٥٣٨)، وابن ماجة (٦٩٣) كلهم من طريق داود ابن أبي هند، عن أبي نَضْرة، عن أبي سعيد فذكره.

عن أبي سعيد الخدري قال: صَلَّينا مع رسول الله ﷺ صلاةَ العَتَمَةِ، فلم يخرجْ حتى مَضَى نحو من شَطر اللَّيلِ فقال: «خذوا مقاعدكم» فأخذنا مقاعدنا، فقال: «إن الناس قد صَلُّوا وأخذوا مَضَاجِعَهم، وإنَّكم لن تَزَالُوا في صلاةٍ ما انتظرتُم الصلاةَ، ولولا ضَعْفُ الضِّعِيفِ، وسُقْمُ السَّقيم لأخَّرتُ هذه الصلاةَ إلى شطر اللَّيلِ».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن ينفعنا بما نسمع ونقول.
هذا الحديث العظيم رواه الإمام البخاري في صحيحه، والإمام مسلم، وأبو داود، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه، عن الصحابي الجليل أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، وهو حديث صحيح متفق عليه.

أولاً. شرح المفردات:


● صلاة العتمة: هي صلاة العشاء، وسُميت بذلك لأنها تؤخر إلى العتمة، أي شدة الظلام.
● شطر الليل: النصف، أي مضى نصف الليل.
● مقاعدكم: أماكن جلوسكم.
● مضاجعهم: أماكن نومهم وفرشهم.
● ضعف الضعيف: أي الضعفاء وكبار السن والمرضى.
● سقم السقيم: مرض المريض.

ثانياً. المعنى الإجمالي للحديث:


يخبرنا الصحابي أبو سعيد الخدري رضي الله عنه أنهم صلوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة العشاء في ليلة من الليالي، فلم يخرج النبي صلى الله عليه وسلم لإمامتهم حتى اقترب منتصف الليل. فلما خرج، أمرهم بالجلوس في مصلاهم بعد الانتهاء من الصلاة، ثم أخبرهم أن الناس الآخرين قد صلوا في أوقاتهم المبكرة وذهبوا إلى فرشهم للنوم. ثم بين لهم فضل انتظار الصلاة، وأنهم ما داموا جالسين في مصلاهم ينتظرون إقامة الصلاة، فإنهم في صلاة وأجرها. ثم ذكر سبب عدم تأخيره للصلاة إلى منتصف الليل دائماً، وهو مراعاة حال الضعفاء والمرضى والمشقة التي قد تلحقهم من التأخير.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- فضل انتظار الصلاة: الحديث أصل عظيم في فضل الجلوس في المسجد انتظاراً للصلاة، وأن المسلم يُكتب له أجر الصلاة كاملة ما دام في انتظارها، وهذا من فضل الله تعالى وكرمه على هذه الأمة.
2- مراعاة حال المصلين: من حكمة النبي صلى الله عليه وسلم وشفقته بأمته أنه كان يراعي أحوالهم المختلفة. فمع محبته لتأخير صلاة العشاء إلى وقت الفضيلة (وهو آخر وقتها)، إلا أنه كان يتخير الوقت المناسب الذي لا يشق على الضعفاء والمرضى وكبار السن.
3- بيان الوقت المفضّل لصلاة العشاء: الحديث يدل على أن آخر الوقت هو الأفضل لأداء صلاة العشاء لمن لم يشق على الناس، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «لولا ضعف الضعيف، وسقم السقيم لأخرت هذه الصلاة إلى شطر الليل».
4- التيسير ورفع الحرج: من قواعد الشريعة الإسلامية التيسير وعدم التشديد على الناس، ومراعاة ظروفهم وقدراتهم. فالمشقة تجلب التيسير.
5- الحث على ملازمة المساجد: الحديث يحث المسلم على ملازمة المسجد والجلوس فيه بعد الصلوات، وانتظار الصلاة التالية، لينال هذا الأجر العظيم.

رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:


- وقت صلاة العشاء يمتد من مغيب الشفق الأحمر إلى منتصف الليل.
- الأفضل في حق الإمام مراعاة أحوال المأمومين، فلا يؤخر الصلاة إلى آخر الوقت إذا كان فيه مشقة عليهم.
- فضل انتظار الصلاة داخل المسجد يشمل انتظار أي صلاة، وليس فقط صلاة العشاء.
- هذا الفضل العظيم (الكتابة في صلاة) يتحقق بمجرد الجلوس في المصلى بنية انتظار الصلاة، حتى لو كان الإنسان يقرأ القرآن أو يذكر الله أو يتعلم العلم.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من الذاكرين الشاكرين، والمحافظين على الصلوات في أوقاتها، وأن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

أخرجه أبو داود (٤٢٢)، والنسائي (٥٣٨)، وابن ماجة (٦٩٣) كلهم من طريق داود ابن أبي هند، عن أبي نَضْرة، عن أبي سعيد فذكره.
واللفظ لأبي داود. وأبو نَضْرة هو: المنذر بن مالك بن قُطَعة العَبدي.
وقوله: «صلَّينا مع رسول الله ﷺ صلاة العتمةِ» - أي صلاة المغرب كما في النسائي وابن ماجة، لأن العرب كانوا يطلقون على صلاة المغرب العَتَمة، وقد نُهينا عن ذلك.
وإسناده صحيح، ورجاله ثقات، صحّحه ابن خزيمة، وأخرجه في صحيحه (٣٤٥) من طرق عن داود بن أبي هند.
هكذا رواه بِشْرٍ بن المفضل وغيره عن داود بن أبي هند، وخالفهم أبو معاوية الضرير، عن داود ابن أبي هند فقال: عن جابر بن عبد الله، وهو سيأتي فيما بعد.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 102 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لن تزالوا في صلاة ما انتظرتم الصلاة

  • 📜 حديث: لن تزالوا في صلاة ما انتظرتم الصلاة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لن تزالوا في صلاة ما انتظرتم الصلاة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لن تزالوا في صلاة ما انتظرتم الصلاة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لن تزالوا في صلاة ما انتظرتم الصلاة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب