حديث: أعتنموا بهذه الصلاة فقد فضلتم بها على سائر الأمم

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب وقت صلاة العشاء وتأخيرها

عن معاذ بن جبل يقول: بَقَينا النبي ﷺ في صلاة العَتَمَة فأَخَّر حتى ظنَّ الظَّان أنه ليس بخارج، والقائل منا يقول: صَلَّى، فإنا لكذلك، حتى خرج النبي ﷺ فقالوا له كما قالوا: فقال لهم: «أَعْتِنموا بهذه الصلاة، فإنكم قد فُضِّلْتُم بها على سائر الأمم، ولم تُصَلِّها أمةٌ قبلكم».

صحيح: أخرجه أبو داود (٤٢١) قال: حدثنا عمرو بن عثمان الحِمصي، ثنا أبي، ثنا حَريز - يعني ابن عثمان - عن راشد بن سعد، عن عاصم بن حُميد السَّكوني، أنه سمع معاذ بن جبل يقول: فذكر الحديث.

عن معاذ بن جبل يقول: بَقَينا النبي ﷺ في صلاة العَتَمَة فأَخَّر حتى ظنَّ الظَّان أنه ليس بخارج، والقائل منا يقول: صَلَّى، فإنا لكذلك، حتى خرج النبي ﷺ فقالوا له كما قالوا: فقال لهم: «أَعْتِنموا بهذه الصلاة، فإنكم قد فُضِّلْتُم بها على سائر الأمم، ولم تُصَلِّها أمةٌ قبلكم».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله خاتم النبيين وإمام المتقين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإني أقدم لكم شرحًا لهذا الحديث النبوي الشريف، الذي رواه الصحابي الجليل معاذ بن جبل رضي الله عنه، وأخرجه الإمام أحمد في مسنده، وغيره.

نص الحديث:


عن معاذ بن جبل يقول: بَقَينا النبي ﷺ في صلاة العَتَمَة فأَخَّر حتى ظنَّ الظَّان أنه ليس بخارج، والقائل منا يقول: صَلَّى، فإنا لكذلك، حتى خرج النبي ﷺ فقالوا له كما قالوا: فقال لهم: «أَعْتِنموا بهذه الصلاة، فإنكم قد فُضِّلْتُم بها على سائر الأمم، ولم تُصَلِّها أمةٌ قبلكم».

1. شرح المفردات:


● بَقَينا: انتظرنا وترقبنا خروجه.
● العَتَمَة: هي صلاة العشاء، وسُميت بذلك لأنها تصلى في وقت العتمة، وهو أول ظلمة الليل.
● فأَخَّر: أي أخر النبي صلى الله عليه وسلم صلاة العشاء عن وقتها المعتاد.
● حتى ظنَّ الظَّان أنه ليس بخارج: أي بلغ التأخير مبلغًا جعل بعض الحاضرين يظن أن النبي صلى الله عليه وسلم لن يخرج للصلاة.
● والقائل منا يقول: صَلَّى: أي أن بعض الصحابة كان يقول: لعل النبي صلى الله عليه وسلم قد صلى في بيته ولن يخرج.
● فإنا لكذلك: أي كنا في حالة الانتظار والتساؤل هذه.
● أَعْتِنموا: اعتنوا بها واهتموا بها، وأدوها في جماعة.

2. المعنى الإجمالي للحديث:


يخبر الصحابي معاذ بن جبل رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم أخر صلاة العشاء في ليلة من الليالي حتى شكك الناس في خروجه للصلاة، بل ظن بعضهم أنه قد صلى في بيته ولن يخرج. وبينما هم في هذا الانتظار، خرج النبي صلى الله عليه وسلم، فسأله الصحابة عن سبب التأخير، فأخبرهم أنهم قد فضلوا بهذه الصلاة على سائر الأمم، وأنه لم يصلها أحد قبلهم، وحثهم على الاعتناء بها والمحافظة عليها.

3. الدروس المستفادة منه:


● فضل صلاة العشاء في الجماعة: فقد بين النبي صلى الله عليه وسلم أن هذه الصلاة من الخصائص التي تميزت بها هذه الأمة.
● التأكيد على أداء الصلوات في جماعة: حيث حث النبي صلى الله عليه وسلم على الاعتناء بهذه الصلاة، وهو يشمل المحافظة على أدائها في وقتها مع الجماعة.
● الصبر على انتظار الصلاة: فقد انتظر الصحابة رضي الله عنهم النبي صلى الله عليه وسلم مع شكهم في خروجه، مما يدل على حرصهم على الصلاة معه.
● تفضيل الأمة الإسلامية على سائر الأمم: بأن جعل الله لها صلوات لم تكن للأمم السابقة، ومنها صلاة العشاء.
● بيان حكمة النبي صلى الله عليه وسلم في التأخير: حيث كان يؤخر الصلاة أحيانًا ليعلم الناس فضل الانتظار والحرص على الجماعة.

4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث يدل على أن صلاة العشاء من الصلوات التي لها فضل عظيم، وينبغي للمسلم أن يحرص على أدائها في جماعة.
- يؤخذ من الحديث أن التأخير أحيانًا له حكمة، كتعليم الناس الصبر والانتظار للصلاة.
- ينبه الحديث إلى أن الأمة الإسلامية قد خصها الله بخصائص لم تكن للأمم السابقة، مما يدعو المسلم إلى الشكر والافتخار بدينه.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من المحافظين على الصلوات، المقيمين لها في جماعة، وأن يوفقنا للاقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم في جميع أحوالنا.
وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

أخرجه أبو داود (٤٢١) قال: حدثنا عمرو بن عثمان الحِمصي، ثنا أبي، ثنا حَريز - يعني ابن عثمان - عن راشد بن سعد، عن عاصم بن حُميد السَّكوني، أنه سمع معاذ بن جبل يقول: فذكر الحديث.
وإسناده صحيح، ورجاله ثقات غير عاصم بن حُميد السكوني صاحب معاذ فقد شك البزار في سماعه من معاذ، والصواب أنه سمع منه، وهو الحمصي المخضرم من الطبقة العليا من تابعي أهل الشام.
والإعتام - الدخول في العَتَمة، وهي ظلمة الليل.
وقوله: بَقَينا - بفتح الباء والقاف، بوزن رَمينا.
قال الخطابي: «معناه - انتظرنا. يقال: بَقَيتُ الرجل أبقيه إذا انتظرته».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 103 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أعتنموا بهذه الصلاة فقد فضلتم بها على سائر الأمم

  • 📜 حديث: أعتنموا بهذه الصلاة فقد فضلتم بها على سائر الأمم

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أعتنموا بهذه الصلاة فقد فضلتم بها على سائر الأمم

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أعتنموا بهذه الصلاة فقد فضلتم بها على سائر الأمم

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أعتنموا بهذه الصلاة فقد فضلتم بها على سائر الأمم

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب