حديث: أما إنه ليس من أهل هذه الأديان أحد يذكر الله هذه الساعة غيركم

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب وقت صلاة العشاء وتأخيرها

عن ابن مسعود قال: أخَّر رسولُ الله ﷺ صلاةَ العشاءِ ثم خرج إلى المسجد، فإذا الناس ينتظرون الصلاة قال: «أما إنه ليس من أهل هذه الأديان أحدٌ يذْكر الله هذه الساعة غيرَكم». قال: وأنزل هؤلاء الآيات: ﴿لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ﴾ حتى بلغ: ﴿وَمَا يَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ يُكْفَرُوهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ﴾ [آل عمران: ١١٣ - ١١٥].

حسن: أخرجه أحمد (٣٧٦٠)، وأبو يعلى (٥/ ١٣٩) (٥٢٨٥ الأثري)، والبزار «كشف الأستار» (١/ ١٩٠)، والحارث بن أبي أسامة: في «بغية الباحث» (١/ ٢٥٥) (١٣٢) كلهم من طريق عاصم، عن زِرٍّ، عن عبد الله بن مسعود فذكره.

عن ابن مسعود قال: أخَّر رسولُ الله ﷺ صلاةَ العشاءِ ثم خرج إلى المسجد، فإذا الناس ينتظرون الصلاة قال: «أما إنه ليس من أهل هذه الأديان أحدٌ يذْكر الله هذه الساعة غيرَكم». قال: وأنزل هؤلاء الآيات: ﴿لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ﴾ حتى بلغ: ﴿وَمَا يَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ يُكْفَرُوهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ﴾ [آل عمران: ١١٣ - ١١٥].

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله.
أما بعد، فإني أسأل الله تعالى أن يوفقني لشرح هذا الحديث الشريف شرحًا وافيًا مفيدًا، مستندًا إلى كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.

الحديث بلفظه:


عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: أخَّر رسولُ الله ﷺ صلاةَ العشاءِ ثم خرج إلى المسجد، فإذا الناس ينتظرون الصلاة قال: «أما إنه ليس من أهل هذه الأديان أحدٌ يذْكر الله هذه الساعة غيرَكم». قال: وأنزل هؤلاء الآيات: ﴿لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ﴾ حتى بلغ: ﴿وَمَا يَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ يُكْفَرُوهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ﴾ [آل عمران: ١١٣ - ١١٥].


1. شرح المفردات:


● أخَّر: بمعنى أَجلَّ وؤَخَّر وقت الصلاة إلى آخر وقتها المُفضَّل أو إلى جزء من وقت الجواز.
● يَذْكُرُ اللهَ: يشمل كل قول أو فعل يقرب إلى الله تعالى، ومن أعظمه انتظار الصلاة والاشتغال بالطاعة.
● أهل هذه الأديان: يقصد بهم أتباع الديانات الأخرى الموجودة آنذاك، كاليهود والنصارى والمشركين.
● هذه الساعة: الوقت المتأخر من الليل، وهو وقت صلاة العشاء.
● وأنزل هؤلاء الآيات: أي نزلت هذه الآيات الكريمة في هذا السياق، مُبيِّنةً فضل هؤلاء المنتظرين للصلاة.


2. المعنى الإجمالي للحديث:


يخبر الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قد أخر صلاة العشاء في ليلة من الليالي إلى وقت متأخر، فلما خرج إلى المسجد وجد الناس جالسين ينتظرون إقامة الصلاة، فامتدحهم صلى الله عليه وسلم وأخبرهم بأنه في هذا الوقت المتأخر من الليل لا يوجد أحد من أتباع الديانات الأخرى يذكر الله أو يقيم عبادة كما يفعلون، مما يدل على تميز هذه الأمة واجتهادها في الطاعة. ثم نزلت الآيات من سورة آل عمران (113-115) مؤكدة هذا المعنى ومبينة أن أهل الكتاب ليسوا سواء، فمنهم قائم بالقسط (العدل) وقارئ لآيات الله آناء الليل، وهو من أهل الإيمان والخير الذي لا يضيع عند الله.


3. الدروس المستفادة والعبر:


1- فضل انتظار الصلاة: انتظار الصلاة في المسجد من الأعمال العظيمة التي يمدح عليها المسلم، وهو داخل في عموم ذكر الله.
2- تميز الأمة الإسلامية: الأمة الإسلامية هي الأكثر حرصًا على الطاعات والقربات في أوقات قد يغفل عنها الآخرون أو ينشغلون فيها بالدنيا.
3- استحباب تأخير صلاة العشاء: الحديث دليل على استحباب تأخير صلاة العشاء إلى آخر وقتها المفضّل (وهو ثلث الليل الأول عند جمهور العلماء) إذا أمن المشقة على المصلين.
4- الترغيب في قيام الليل: الوقت المتأخر من الليل هو وقت النزول الإلهي والرحمة، والاشتغال فيه بالطاعة له فضل عظيم.
5- العدل والإنصاف: الآيات التي نزلت توضح أن الحكم على الناس لا يكون جملة واحدة، فمن أهل الكتاب من هو صالح ومؤمن، والله تعالى لا يضيع أجر من أحسن عملاً.
6- ربط الأحوال بالوحي: النبي صلى الله عليه وسلم كان يربط وقائع الحياة بالوحي، مما يعزز يقين المؤمن بأن كل شيء في هذه الأمة مبني على توجيه إلهي.


4. معلومات إضافية مفيدة:


● مصدر الحديث: رواه البخاري في صحيحه (باب تأخير العشاء) ومسلم وغيرهما.
● الوقت المستحب للعشاء: الوقت المستحب لها هو التأخير ما لم يشق على الناس، كما في هذا الحديث.
● انتظار الصلاة: من فضله أنه في صلاة ما دام في المسجد ينتظر الصلاة، وتكتب له الملائكة الصلاة حتى يصلي.
● الآيات المذكورة: وهي من سورة آل عمران، تمدح فريقًا من أهل الكتاب الذين آمنوا و stood بالقسط وذكر الله كثيرًا، وتؤكد أن الله لن يضيع أجر المحسنين.

أسأل الله تعالى أن يجعلنا من الذين يذكرونه في كل وقت، ويوفقنا لطاعته، ويجعلنا من المتقين الذين يعلمهم الله ويوفقهم لأعمال الخير.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

أخرجه أحمد (٣٧٦٠)، وأبو يعلى (٥/ ١٣٩) (٥٢٨٥ الأثري)، والبزار «كشف الأستار» (١/ ١٩٠)، والحارث بن أبي أسامة: في «بغية الباحث» (١/ ٢٥٥) (١٣٢) كلهم من طريق عاصم، عن زِرٍّ، عن عبد الله بن مسعود فذكره.
ورواه الطبراني في «الكبير» (١٠٢٠٩) من طريق الأعمش، عن زِرّ به.
وإسناده حسن لأجل عاصم وهو: ابن أبي النجود.
قال الهيثمي في «مجمع الزوائد» (١/ ٣١٢) رواه أحمد وأبو يعلى والبزار والطبراني في «الكبير» ورجال أحمد ثقات، ليس فيهم غير عاصم بن أبي النجود، وهو مختلف في الاحتجاج به، وفي إسناد الطبراني: عبيد الله بن زَخْر وهو ضعيف». انتهى.
وأورده أيضًا البوصيري في: إتحاف الخيرة (٢/ ٦٩ - ٧٠) وعزاه أيضًا إلى أبي بكر بن أبي شيبة، والنسائي في: الكبري«، وابن حبان في: صحيحه«كلهم من طرق عن عاصم (بن أبي النجود).
وقوله: «أهل الأديان«المراد بهم اليهود والنصارى في المدينة وما يجاورها، لا على الأرض إطلاقًا، لأن ذكر الله تعالى لا تتوقف في أي ساعة من ساعات الليل والنهار.
وخلاصة القول في وقت صلاة العشاء:
قال الحافظ الزيلعي: تكلم الطحاوي في: شرح معاني الآثار (١/ ١٥٨) ههنا كلامًا حسنًا ملخصه أنه قال: «يظهر من مجموع الأحاديث أن آخر وقت العشاء حين يطلع الفجْرُ، وذلك أن ابن عباس وأبا موسى والخضرمي رووا أن النبي ﷺ في أخَّرها إلى ثلث اللَّيلِ، وروى أبو هريرة وأنس أنه أخرها حتى انتصف الليلُ، وروى ابن عمر أنه أخَّرها حتى ذهب ثلث الليل، وروَتْ عائشهُ أنه أعْتَمَ بها حتى ذهب عامهُ اللَّيلِ، وكل هذه الروايات في «الصحيح» قال: فثبت بهذا أنَّ اللَّيلَ كله وقت لها، ولكنَّه على أوقات ثلاثة: فإما من حين يدخلُ وقْتُها إلى أن يَمْضِيَ ثلثُ اللَّيلِ فأفضلُ وقتٍ صُلِّيَت فيه، وأما بعد ذلك إلى أن يَتم نصفُ اللَّيل في الفضل دون ذلك، وأما بعد نصفِ اللَّيلِ فدونه، ثم ساق بسنده عن نافع بن جبير، قال: كتب عمر بن الخطاب إلى أبي موسى: وصَلِّ العشاء أيَّ اللَّيلِ شئتَ، ولا تَغْفَلْها. ولمسلم في قصة التعريس عن أبي قتادة أن النبي ﷺ قال: «ليس في النوم تفريط، إنما التفريط أن يؤخر صلاةً حتى يدخلُ وَقْتُ الأُخْرى، فدلَّ على بقاء الأولى إلى أن يدخل وقتُ الأُخرى، وهو طلوع الفجر الثاني».
انظر: «نصب الراية» (١/ ٢٣٤ - ٢٣٥).
هذا كلام حسن ولكن في بعضه نظر، وقد سبق أن بَيَّنتُ معنى حديث عائشة: «ذهب عامة الليل» بأنه كثير منه ... إلخ

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 107 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أما إنه ليس من أهل هذه الأديان أحد يذكر الله هذه الساعة غيركم

  • 📜 حديث: أما إنه ليس من أهل هذه الأديان أحد يذكر الله هذه الساعة غيركم

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أما إنه ليس من أهل هذه الأديان أحد يذكر الله هذه الساعة غيركم

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أما إنه ليس من أهل هذه الأديان أحد يذكر الله هذه الساعة غيركم

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أما إنه ليس من أهل هذه الأديان أحد يذكر الله هذه الساعة غيركم

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب