حديث: يسمر رسول الله مع أبي بكر في أمور المسلمين

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب جواز السمر في الفقه والخير بعد العشاء

عن عمر بن الخطاب قال: كان رسول الله ﷺ يسْمُرُ مع أبي بكر في الأمر من أمور المسلمين، وأنا معهما.

صحيح: رواه الترمذي (١٦٩) قال: حدثنا أحمد بن منيع، حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عمر بن الخطاب فذكر الحديث.

عن عمر بن الخطاب قال: كان رسول الله ﷺ يسْمُرُ مع أبي بكر في الأمر من أمور المسلمين، وأنا معهما.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث عظيم رواه الإمام الترمذي في سننه، وفيه دلالات مهمة تتعلق بمنهج النبي ﷺ في القيادة والتشاور. وإليك الشرح الوافي له:

نص الحديث:


عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: "كان رسول الله ﷺ يَسْمُرُ مع أبي بكر في الأمر من أمور المسلمين، وأنا معهما".


1. شرح المفردات:


● يَسْمُرُ: من السَّمَر، وهو الحديث ليلاً. يقال: سامَرَهُ أي حدَّثه بالليل. والمقصود هنا أنه ﷺ كان يجلس مع أبي بكر في الليل للتحدث في شؤون المسلمين.
● في الأمر من أمور المسلمين: أي في بعض القضايا المهمة التي تخص المسلمين، سواء كانت سياسية أو عسكرية أو اجتماعية.
● وأنا معهما: أي أن عمر بن الخطاب كان حاضرًا معهما في هذه المجالس.


2. المعنى الإجمالي للحديث:


يخبرنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن النبي ﷺ كان يعقد جلسات ليلية خاصة مع أبي بكر الصديق رضي الله عنه لمناقشة بعض القضايا المهمة المتعلقة بالدولة الإسلامية، وكان عمر يحضر هذه الجلسات كونه من كبار الصحابة وأحد المستشارين المقربين.


3. الدروس المستفادة منه:


● أهمية المشورة في الإسلام: النبي ﷺ وهو المعصوم المؤيَّد بالوحي كان يشاور أصحابه، مما يدل على أن المشورة سنة نبوية وضرورة قيادية.
● اختيار أهل الخبرة والرأي: أبو بكر وعمر كانا من أكمل الصحابة عقلاً ورأياً وتقوى، فاختيارهما للمشورة يدل على أهمية انتقاء المستشارين الأكفاء.
● السرية في بعض الأمور: كون المشورة تتم ليلاً (سمراً) قد يدل على أن بعض القضايا تحتاج إلى كتمان وحذر، خاصة ما يتعلق بالحرب والسياسة.
● تقديم أبي بكر في المشورة: هذا يدل على فضله ومكانته عند النبي ﷺ، حيث كان أول من يُستشار في الأمور المهمة.
● التواضع النبوي: النبي ﷺ لم يستبد برأيه، بل جلس مع أصحابه كواحد منهم يناقش ويحاور.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث أخرجه الترمذي وقال: "حديث حسن"، وهو من الأحاديث التي تدل على منزلة أبي بكر وعمر رضي الله عنهما.
- كان النبي ﷺ يشاور الصحابة في الأمور التي لم ينزل فيها وحي، أما ما نزل فيه الوحي فكان يتبع ما أوحي إليه.
- من القضايا التي قد تكون محل مشورة: غزوة بدر، أحد، الخندق، وكذلك الأمور الداخلية لإدارة الدولة.
- استمر هذا النهج بعد النبي ﷺ، حيث كان الخلفاء الراشدون يشاورون كبار الصحابة في الأمور المهمة.


الخلاصة:


الحديث يدل على أن القيادة الناجحة تقوم على المشورة والحكمة، وأن اختيار المستشارين الأكفاء من أسرار نجاح الدولة الإسلامية. وفيه أيضًا تربية عملية من النبي ﷺ لأصحابه على تحمل المسؤولية والمشاركة في صنع القرار.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الترمذي (١٦٩) قال: حدثنا أحمد بن منيع، حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عمر بن الخطاب فذكر الحديث.
قال الترمذي: حديث حسن.
قال الأعظمي: بل هو حديث صحيح، ورجاله ثقات.
وللحديث إسناد آخر كما قال الترمذي: «وقد روي هذا الحديثَ الحسنُ بن عبيد الله، عن إبراهيم، عن علقمة، عن رجل من جُعفيَ يقال له»قيس«أو»ابن قيس«عن عمر، عن النبي ﷺ، هذا الحديث في قصة طويلة». انتهى.
قال الأعظمي: في قول الترمذي إشارة إلى أن علقمة لم يسمع من عمر بن الخطاب، أو أنه روي علي وجهين: مرة بدون واسطة، وأخرى بالواسطة، وهذا هو الصحيح، فقد ثبت لقاء علقمة، «وهو: ابن قيس النخعي» من عائشة وعمر بن الخطاب.
وأما القصة التي يشير إليها الترمذي فهي ما رواه أحمد (١٧٥) عن أبي معاوية، حدثنا الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة قال: جاء رجل إلى عمر وهو بعرفة.
قال أبو معاوية: وحدثنا الأعمش، عن خيثمة، عن قيس بن مروان أنه أتى عمر فذكر القصة.
فساق أبو معاوية إسنادين في أحدهما: علقمة أنه حضر القصة في عرفة.
وأما حديث الحسن بن عبيد الله فأخرجه أيضًا الإمام أحمد (٢٦٥) عن عفان، حدثنا عبد الواحد بن زياد، حدثنا الحسن بن عبيد الله، حدثنا إبراهيم، عن علقمة، عن القَرْثع، عن قيس، أو ابن قيس - رجل من جُعْفِيّ - عن عمر بن الخطاب فذكر القصة إلا أنه لم يذكر قصة السمر.
ويظهر منه أنه وقع خطأ في نسخة الترمذي فإن علقمة لا يروي عن رجل يقال له «قيس أو ابن قيس» كما قال الترمذي، وإنما يروي عن القرثع - الضبي - عن قيس، أو ابن قيس.
وأما القصة فانظر في فضائل عبد الله بن مسعود.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 114 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: يسمر رسول الله مع أبي بكر في أمور المسلمين

  • 📜 حديث: يسمر رسول الله مع أبي بكر في أمور المسلمين

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: يسمر رسول الله مع أبي بكر في أمور المسلمين

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: يسمر رسول الله مع أبي بكر في أمور المسلمين

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: يسمر رسول الله مع أبي بكر في أمور المسلمين

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب