كان رسول الله ﷺ يؤخر صلاة العشاء الآخرة

حديث: كان رسول الله ﷺ يؤخر صلاة العشاء الآخرة

عن جابر بن سمرة قال: كان رسول الله ﷺ يُؤَخِّرُ صلاةَ العشاء الآخِرَةِ.
وفي رواية: كان رسول الله ﷺ يُصَلِّي الصلوات نحوًا من صَلاتِكم، وكان يُؤَخِّرُ العَتَمَةَ بعد صلاتكم شيئًا، وكان يُخِفُّ الصلاةَ، وفي رواية: يُخَفِّفُ.

صحيح: رواه مسلم في المساجد (٦٤٣) عن أبي الأحوص، عن سماك، عن جابر، والرواية الثانية: عن أبي عوانة، عن سماك به مثله.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ﷺ، أما بعد:
حياكم الله و بياكم أيها السائل الكريم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
الحديث الذي ذكر رواه الإمام مسلم في صحيحه عن الصحابي الجليل جابر بن سمرة رضي الله عنه، وهو حديث صحيح ثابت.

1. شرح المفردات:

● يُؤَخِّرُ: أي يُجِيْءُ بها في وقت متأخر، لا في أول وقتها.
● صلاةَ العشاء الآخِرَةِ / العَتَمَةَ: هما اسمان لصلاة واحدة، وهي الصلاة التي بعد المغرب، وسُميت "عتمة" لظلمة الليل واشتداد العتمة (الظلام) عند أدائها.
● نحوًا من صَلاتِكم: أي أن صلاته ﷺ كانت تشبه صلاتكم في الهيئة والأركان.
● يُخِفُّ الصلاةَ / يُخَفِّفُ: أي يقصر في قراءتها وأدائها من غير إخلال بالأركان والواجبات، فلا يطيل فيها إطالة تشق على المصلين.

2. المعنى الإجمالي للحديث:

يخبرنا الصحابي جابر بن سمرة رضي الله عنه عن هدي النبي ﷺ في صلاة العشاء، حيث كان:
● يؤخرها عن أول وقتها (الذي يبدأ بمغيب الشفق الأحمر) إلى آخر وقتها الاختياري (وهو ثلث الليل أو منتصفه على خلاف بين العلماء).
● كانت صلاته ﷺ تشبه صلاة الصحابة في هيئتها وأركانها، لكنه كان يخالفهم في توقيت صلاة العشاء بالتأخير.
● كان يخففها، أي لا يطيل فيها بالقراءة أو القيام، مع إتمام أركانها على أكمل وجه.

3. الدروس المستفادة والعبر:

1- مشروعية تأخير صلاة العشاء: وهذا من رحمة الله تعالى ويسر الشريعة، حيث جعل لها وقتاً واسعاً يتناسب مع ظروف الناس. والتأخير هنا إلى آخر الوقت الاختياري (وهو يمتد إلى منتصف الليل تقريباً)، وهو أفضل لمن كان في جماعة، كما هو هدي النبي ﷺ.
2- التخفيف في الصلاة وعدم الإطالة المشقة على الناس: وهذا من كمال رأفة النبي ﷺ بأمته وشفقته عليهم، حيث كان يراعي حال المصلين خلفه، خاصة في صلاة العشاء التي يكون الناس فيها قد أتوا من يوم شاق ويريدون الراحة. وفيه دليل على أن الإمام مطالب برعية من خلفه وألا يشق عليهم.
3- الجمع بين السنن حسب الحال: كان النبي ﷺ أحياناً يعجل بها وأحياناً يؤخرها، حسب المصلحة والحال. فالتأخير هنا ليس على إطلاقه، بل هو من السنن التي يفعلها أحياناً. وقد جاء في أحاديث أخرى أنه ﷺ صلىها في أول الوقت وأحياناً في آخره.
4- اتباع هدي النبي ﷺ في العبادات: فالأفضل للمسلم أن يقتدي بالنبي ﷺ في جميع أحواله، فيأخذ بسنته في التأخير أحياناً وفي التخفيف دائماً، خاصة إذا كان إماماً.
5- مراعاة ظروف المأمومين: من أهم duties الإمام أن يراعي حال كبار السن والضعفاء والمرضى وأصحاب الحاجات، فيخفف الصلاة من غير نقصان.

4. معلومات إضافية مفيدة:

● حكمة التأخير: من حكم تأخير صلاة العشاء انتظار الناس ليشهدوها، وليتهيأ المتخلف عن صلاة المغرب ليدركها في جماعة، وكذلك لتكون الصلاة في وقت السكون والهدوء الذي يناسب الخشوع.
● الفرق بين الوقت الاختياري والاضطراري: وقت العشاء الاختياري يمتد إلى منتصف الليل، والاضطراري إلى طلوع الفجر. والأفضل أداؤها في الجماعة في آخر الوقت الاختياري.
● التخفيف لا يعني الإخلال: التخفيف معناه عدم الإطالة في القراءة والسجدات والركوع، مع الإتيان بالصلاة كاملة الأركان والواجبات، بحيث لا يشق على الناس.
أسأل الله تعالى أن يفقهنا في الدين، وأن يعلمنا ما ينفعنا، وينفعنا بما علمنا، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في المساجد (٦٤٣) عن أبي الأحوص، عن سماك، عن جابر، والرواية الثانية: عن أبي عوانة، عن سماك به مثله.
ورواه أبو داود الطيالسي في مسنده (٨١٠) عن قيس، عن سماك، عن جابر بن سمرة ولفظه: كان رسول الله ﷺ لا يصلي الظهر نحو صلاتكم، والعَصْرَ نحو صلاتكم، والمغربَ نحو صلاتكم، وكان يُؤَخِّر العِشاءَ شيئًا.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 99 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: كان رسول الله ﷺ يؤخر صلاة العشاء الآخرة

📜 حديث: كان رسول الله ﷺ يؤخر صلاة العشاء الآخرة

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: كان رسول الله ﷺ يؤخر صلاة العشاء الآخرة

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: كان رسول الله ﷺ يؤخر صلاة العشاء الآخرة

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: كان رسول الله ﷺ يؤخر صلاة العشاء الآخرة

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية