حديث: اللهم أعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب نصب القدمين ورصّهما في السجود
صحيح: رواه مسلم في الصلاة (٤٨٦) عن أبي بكر بن أبي شيبة، حدّثنا أبو أسامة، حدثني عبيد الله بن عمر، عن محمد بن يحيى بن حبَّان، عن الأعرج، عن أبي هريرة، عن عائشة، فذكرته.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا حديث عظيم رواه الإمام مسلم في صحيحه، وفيه تتجلى صورة من صور عبادة النبي ﷺ وخلوته بربه، ودعائه بأعظم الأدعية. وإليك الشرح الوافي له على النحو التالي:
أولاً. شرح المفردات:
● فَقَدْتُ: أي لم أجده في مكانه المعتاد.
● الْفِرَاشِ: المكان الذي كان ينام فيه عليه الصلاة والسلام.
● فَالْتَمَسْتُهُ: بحثت عنه.
● وَقَعَتْ يَدِي: وصلت يدي ولمسته.
● بَطْنِ قَدَمَيْهِ: يعني أخمص القدمين، الجزء الذي يصِل إلى الأرض أثناء السجود.
● مُنْصُوبَتَانِ: مثنَّاتان ومنتصبتان بشكل عمودي أثناء السجود، وهي هيئة السجود الصحيحة.
● أَعُوذُ: ألجأ وأتحصن وأعتصم.
● رِضَاكَ: محبتك ورضوانك.
● سَخَطِكَ: غضبك ومقتك.
● مُعَافَاتِكَ: السلامة والعافية من كل شر وعقوبة.
● عُقُوبَتِكَ: العقاب والعذاب.
● لَا أُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ: لا أستطيع أن أعدّ أو أحيط بجميع أوصاف المدح والثناء التي تستحقها.
● أَنْتَ كَمَا أَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ: أنت كما عرَّفتنا بنفسك، ووصفتها من كمال وجلال وجمال.
ثانيًا. المعنى الإجمالي للحديث:
يحدثتنا السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها عن موقف يدل على اجتهاد النبي ﷺ في العبادة وقيام الليل. ففي إحدى الليالي، لم تجده في فراشه، فقامت تبحث عنه، فوجدته في سجوده ساجدًا لله تعالى، قد انفرد بمناجاة ربه. ولمست قدميه الشريفتين وهو على هذه الحال، يرفعهما في سجوده، وهو يردد هذا الدعاء العظيم الذي هو من جوامع الكلم، يلجأ فيه إلى الله ويستعيذ به من غضبه وعقوبته، ويعترف له بالعجز عن الإحاطة بثنائه وكماله.
ثالثًا. الدروس المستفادة والعبر:
1- اجتهاد النبي ﷺ في العبادة: على الرغم من أن الله قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، إلا أنه كان يقوم الليل ويجتهد في الدعاء والمناجاة، مما يدل على شكر النعمة وخوفه من الله حق الخوف، وهو أسوة للمؤمنين في الاجتهاد في الطاعة.
2- استحباب الخلوة والانفراد بالله: خروج النبي ﷺ ليلاً إلى المسجد ليتعبد فيه سرًا بعيدًا عن أعين الناس، يدل على أهمية الإخلاص وقيام الليل.
3- أدب الدعاء والاستعاذة: علمنا النبي ﷺ كيف نلجأ إلى الله، فلا ملجأ منه إلا إليه. فقوله: «أَعُوذُ بِكَ مِنْكَ» هو ذروة الأدب والعبودية، حيث يعترف العبد أنه حتى لو هرب من الله، فإنه لا يهرب إلا إلى الله، فله الأمر كله.
4- الاستعاذة برضا الله من سخطه: وهذا من أحسن الدعاء، حيث يطلب العبد أعلى المراتب (الرضا) ليعصمه من أدناها (السخط)، ويطلب المعافاة لتحميه من العقوبة.
5- اعتراف العبد بعجزه عن ثناء الله: فمهما مجد العبد ربه وحمده، فإنه لن يبلغ حقيقة ثناء الله على نفسه، فالله كما وصف نفسه في كتابه أو على لسان رسوله. وهذا غاية الأدب مع الله تعالى.
6- فضل هذا الدعاء: فهو من جوامع الدعاء التي يحوي مضامين عظيمة، فيستحب للإكثار منه، خاصة في السجود الذي هو أقرب ما يكون العبد من ربه.
رابعًا. معلومات إضافية مفيدة:
● مكانة الحديث: هذا الحديث من الأحاديث الصحيحة الثابتة في صحيح مسلم، وهو من أصح الكتب بعد القرآن الكريم.
● الحكمة من قيام الليل: قيام الليل هو شرف المؤمن، وهو وقت النزول الإلهي، ووقت تنزل الرحمة والاستغفار، وهو من أسباب قوة الإيمان ورفعة الدرجات.
● الهيئة في السجود: هيئة النبي ﷺ في السجود (قدماه منصوبتان) هي الهيئة الصحيحة للسجود، حيث يستحب أن يكونا مرتفعتين ومتجهتين نحو القبلة.
● الدعاء في السجود: السجود هو موطن إجابة الدعاء، كما أخبر النبي ﷺ، فيستحب للإنسان أن يكثر من الدعاء فيه بما ورد من الأدعية النبوية الصحيحة، ومنها هذا الدعاء العظيم.
أسأل الله تعالى أن يرزقنا حسن العبادة، والإخلاص فيها، وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تخريج الحديث
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 359 من أصل 1241 حديثاً له شرح
- 334 اللهم ربنا ولك الحمد
- 335 من وافق قوله قول الملائكة غفر له ما تقدم من...
- 336 ربنا ولك الحمد حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه
- 337 إنما جعل الإمام ليؤتم به
- 338 وضع اليدين قبل الركبتين في الصلاة
- 339 فلا يبرك كما يبرك البعير وليضع يديه قبل ركبتيه
- 340 اعتدلوا في السجود ولا يبسط أحدكم ذراعيه انبساط الكلب
- 341 لا يسجد الرجل باسطا ذراعيه كالكلب
- 342 ينهى عن افتراش الذراعين افتراش الكلب أو السبع
- 343 كان إذا صلى فرج بين يديه حتى يبدو بياض إبطيه
- 344 ضع كفيك إذا سجدت وارفع مرفقيك
- 345 هكذا كان رسول الله ﷺ يسجد
- 346 كان النبي ﷺ إذا سجد جافى حتى يرى من خلفه...
- 347 كنت أنظر إلى بياض إبطيه إذا سجد
- 348 إذا سجد جافى حتى يرى بياض إبطيه
- 349 لو كنت قدام النبي لرأيت إبطيه
- 350 إذا فعلت ذلك سجد كل عضو منك
- 351 إذا سلم أقبل بوجهه عن يمينه حتى يرى بياض خده
- 352 أستعينوا بالركب
- 353 يسجد على سبعة أعضاء ولا يكف شعرا ولا ثوبا
- 354 إذا سجد العبد سجد معه سبعة أطراف
- 355 أثر الطين في جبهة النبي من صلاة الفجر
- 356 كان إذا سجد أمكن أنفه وجبهته من الأرض
- 357 السجود على سبعة أعظم: الجبهة والأنف واليدين والركبتين والرجلين
- 358 اليدان تسجدان كما يسجد الوجه
- 359 اللهم أعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك
- 360 أعوذ برضاك من سخطك، وبعفوك من عقوبتك
- 361 سجد النبي ﷺ ويداه قريب من أذنيه
- 362 يسجد على أليتي الكف
- 363 إذا ركع بسط ظهره وإذا سجد وجه أصابعه قبل القبلة
- 364 كان إذا ركع فرج أصابعه وإذا سجد ضم أصابعه
- 365 إذا كان في وتر من صلاته لم ينهض حتى يستوي...
- 366 ثم يثني رجله فيقعد عليها معتدلا
- 367 الإقعاء على القدمين هي السنة
- 368 يفرش رجله اليسرى وينصب رجله اليمنى
- 369 لا تعتمد على يدك اليسرى في الصلاة
- 370 إتمام التكبير والجلوس بعد الركعة الثانية
- 371 اعتمد على الأرض بيده إذا قام من الركعتين
- 372 لم يبق من مبشرات النبوة إلا الرؤيا الصالحة يراها المسلم
- 373 لا تقرأ راكعا ولا ساجدا
- 374 حرم الله على النار أن تأكل أثر السجود
- 375 أما السجود فاجتهدوا في الدعاء، فقمن أن يستجاب لكم
- 376 أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد
- 377 عليك بكثرة السجود لله فإنك لا تسجد لله سجدة إلا...
- 378 أعِنِّي على نفسِك بكثرة السجود
- 379 من دلك على هذا؟
- 380 عليك بالسجود فإنك لا تسجد لله سجدة إلا رفعك الله...
- 381 أبو ذر يروي: ما من عبد يسجد لله سجدة إلا...
- 382 اللهم اغفر لي
- 383 افتقدت النبي ﷺ ذات ليلة فظننت أنه ذهب إلى بعض...
معلومات عن حديث: اللهم أعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك
📜 حديث: اللهم أعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: اللهم أعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: اللهم أعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: اللهم أعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








