حديث: يفرش رجله اليسرى وينصب رجله اليمنى
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب ما جاء في النهي عن عقبة الشيطان وهو الإقعاء المكروه
وفي رواية: كان ينهى عن عَقِبِ الشيطان.
صحيح: رواه مسلم في الصلاة (٤٤٨) من طريق حسين المعلم، عن بُديل بن ميسرة، عن أبي الجوزاء، عن عائشة في حديث طويل سبق ذكره في بداية القراءة بفاتحة الكتاب، وفي باب الاعتدال في الركوع والسجود.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله.أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النبوي الشريف شرحًا وافيًا، مستندًا إلى كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة:
نص الحديث:
عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: "كان النبي صلى الله عليه وسلم يفرش رجْلَه اليُسرى، وينصبُ رجْلَه اليُمنى، وكان ينهى عن عُقْبةِ الشيطان. وفي رواية: كان ينهى عن عَقِبِ الشيطان."
1. شرح المفردات:
* يَفْرِشُ رِجْلَهُ الْيُسْرَى: يبسطها ويُمِدُّها ويجعلها على الأرض، بحيث تكون منبسطةً ومطمئنةً.
* وَيَنْصِبُ رِجْلَهُ الْيُمْنَى: يُقِيمُها ويجعلها منتصبةً (أي مثنيةً)، بحيث تكون أصابعها تجاه القبلة.
* عُقْبَةِ الشَّيْطَانِ: هي الجلوس في الصلاة على هيئة معينة، وسيأتي بيانها.
* عَقِبِ الشَّيْطَانِ: بمعنى "عُقْبَتِهِ"، أي جلسته وشكله الذي يأمر به.
2. المعنى الإجمالي للحديث:
يصف هذا الحديث هدي النبي صلى الله عليه وسلم في الجلوس للاستراحة أثناء الصلاة (جلسة الاستراحة) أو في الجلوس بين السجدتين، وفي الوقت نفسه ينهى عن هيئة جلوس مذمومة.
* الجزء الأول (هدي النبي): كان صلى الله عليه وسلم إذا جلس في الصلاة (غير جلسة التشهد)، يجعل رجله اليسرى مبسوطةً تحت مقعدته، ويرفع رجله اليمنى منتصبةً، ويجعل أصابعها نحو القبلة. هذه الهيئة تدل على الخشوع والتواضع والاستعداد للقيام للركعة التالية.
* الجزء الثاني (النهي): وكان صلى الله عليه وسلم ينهى عن "عقبة الشيطان"، وهي الهيئة المخالفة لهديه، حيث يجلس المصلي على وركيه، وينصب ساقيه وقدميه، ويجلس على عقبيه (أي على مؤخرة قدميه). وقد سُميت "بعقبة الشيطان" لأنها تشبه جلوس الشيطان (كما في بعض الروايات)، أو لأن الشيطان هو الذي يوسوس للمصلي بالجلوس بهذه الكسل والاسترخاء المذموم، المنافي للخشوع وهيبة الصلاة.
3. الدروس المستفادة منه:
1- وجوب متابعة النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة: فالصلاة كما قال صلى الله عليه وسلم: "صَلُّوا كَمَا رَأَيْتُمُونِي أُصَلِّي". فهذا الحديث دليل على مشروعية هيئة معينة في الجلوس، وكراهية هيئة أخرى.
2- استحباب هذه الهيئة في الجلوس غير جلسة التشهد: وهيئة "افتراش الرجل اليسرى ونصب اليمنى" مستحبة في الجلوس بين السجدتين، وفي جلسة الاستراحة بعد القيام من السجود الثاني قبل الركعة التالية.
3- كراهية "عقبة الشيطان": وهي الجلوس على العقبين مع نصب الساقين، فهذه الهيئة مكروهة كراهة تنزيه، لأنها هيئة متكاسل ومستريح، لا تليق بمقام مناجاة الله تعالى.
4- محاربة الشيطان في العبادة: حتى في الهيئات والأشكال يأمر الشيطان بالتقصير والكسل، فيجب على المسلم أن يعرف عدوه ويخالفه.
5- الاهتمام بهيبة الصلاة وخشوعها: فالهيئة المذمومة تنافي الخشوع والوقار الذي يجب أن يكون عليه المصلي، بينما الهيئة المشروعة تعين عليه.
6- دقة الصحابة رضي الله عنهم في نقل هدي النبي: حيث نقلت لنا أم المؤمنين عائشة حركاته وسكناته في الصلاة بدقة بالغة.
4. معلومات إضافية مفيدة:
* موضع الهيئة: الهيئة المذكورة (افتراش اليسرى ونصب اليمنى) تكون في الجلوس الذي ليس هو جلسة التشهد الأخير. أما في جلسة التشهد (التشهد الأول والأخير)، فالسنة هي "التورك" في التشهد الأخير و"الافتراش" في الأول، وله هيئات أخرى مفصلة في كتب الفقه.
* حكم "عقبة الشيطان": ذهب جمهور العلماء إلى كراهة هذه الجلسة في الصلاة، وليست حرامًا، إلا أن الأولى للمصلي أن يجتنبها اتباعًا لنهي النبي صلى الله عليه وسلم.
* الفرق بين الروايتين: رواية (عُقْبَةِ الشيطان) و (عَقِبِ الشيطان) متقاربتا المعنى، فالعقبة هي المرة من العَقِب، أي الجلوس على العقبين.
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
تخريج الحديث
وقوله: كان ينهى عن عُقْبَة الشيطان - وهو الإقعاء المكروه الذي فسره أهل اللغة كما سبق فإذا جعلنا الإقعاء على نوعين نوع فسره أهل اللغة فيكون مكروهًا، ونوع فسره الفقهاء فيكون مستحبًا وبهذا يمكن الجمع بين الحديثين، ولا نحتاج إلى نسخ ما قاله ابن عباس كما ادعى المازري بأنه لم يعلم ما ورد من الأحاديث الناسخة التي فيها النهي عن الإقعاء.
وأبدى الحافظ ابن حجر احتمالًا آخر، وهو أن يكون النهي الوارد في هذا الحديث للجلوس للتشهد الأخير، ويكون القعود على العقبين بين السجدتين.
انظر «التلخيص» (١/ ٢٥٨) وهو تبع في ذلك البيهقي (١/ ١٢٠) يقول: «فلا يكون منافيا لما روينا عن ابن عباس وابن عمر في الجلوس بين السجدتين» انتهين
ومن الإقعاء المكروه أن يجلس الرجل في الصلاة معتمدًا على يده اليسرى لما جاء:
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 368 من أصل 1241 حديثاً له شرح
- 343 كان إذا صلى فرج بين يديه حتى يبدو بياض إبطيه
- 344 ضع كفيك إذا سجدت وارفع مرفقيك
- 345 هكذا كان رسول الله ﷺ يسجد
- 346 كان النبي ﷺ إذا سجد جافى حتى يرى من خلفه...
- 347 كنت أنظر إلى بياض إبطيه إذا سجد
- 348 إذا سجد جافى حتى يرى بياض إبطيه
- 349 لو كنت قدام النبي لرأيت إبطيه
- 350 إذا فعلت ذلك سجد كل عضو منك
- 351 إذا سلم أقبل بوجهه عن يمينه حتى يرى بياض خده
- 352 أستعينوا بالركب
- 353 يسجد على سبعة أعضاء ولا يكف شعرا ولا ثوبا
- 354 إذا سجد العبد سجد معه سبعة أطراف
- 355 أثر الطين في جبهة النبي من صلاة الفجر
- 356 كان إذا سجد أمكن أنفه وجبهته من الأرض
- 357 السجود على سبعة أعظم: الجبهة والأنف واليدين والركبتين والرجلين
- 358 اليدان تسجدان كما يسجد الوجه
- 359 اللهم أعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك
- 360 أعوذ برضاك من سخطك، وبعفوك من عقوبتك
- 361 سجد النبي ﷺ ويداه قريب من أذنيه
- 362 يسجد على أليتي الكف
- 363 إذا ركع بسط ظهره وإذا سجد وجه أصابعه قبل القبلة
- 364 كان إذا ركع فرج أصابعه وإذا سجد ضم أصابعه
- 365 إذا كان في وتر من صلاته لم ينهض حتى يستوي...
- 366 ثم يثني رجله فيقعد عليها معتدلا
- 367 الإقعاء على القدمين هي السنة
- 368 يفرش رجله اليسرى وينصب رجله اليمنى
- 369 لا تعتمد على يدك اليسرى في الصلاة
- 370 إتمام التكبير والجلوس بعد الركعة الثانية
- 371 اعتمد على الأرض بيده إذا قام من الركعتين
- 372 لم يبق من مبشرات النبوة إلا الرؤيا الصالحة يراها المسلم
- 373 لا تقرأ راكعا ولا ساجدا
- 374 حرم الله على النار أن تأكل أثر السجود
- 375 أما السجود فاجتهدوا في الدعاء، فقمن أن يستجاب لكم
- 376 أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد
- 377 عليك بكثرة السجود لله فإنك لا تسجد لله سجدة إلا...
- 378 أعِنِّي على نفسِك بكثرة السجود
- 379 من دلك على هذا؟
- 380 عليك بالسجود فإنك لا تسجد لله سجدة إلا رفعك الله...
- 381 أبو ذر يروي: ما من عبد يسجد لله سجدة إلا...
- 382 اللهم اغفر لي
- 383 افتقدت النبي ﷺ ذات ليلة فظننت أنه ذهب إلى بعض...
- 384 أعوذ بك منك لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت...
- 385 وسبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي
- 386 سبحان ربي العظيم في الركوع والأعلى في السجود
- 387 اللَّهُمَّ اغفر لي ذنبي كله دقه وجله
- 388 اللَّهُمَّ لك ركعت وبك آمنت ولك أسلمت
- 389 ركع بقدر قيامه يقول: سبحان ذي الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة
- 390 سجد وجهي للذي خلقه وصوره
- 391 اللَّهُمَّ لك ركعتُ وبك آمنتُ ولك أسلمتُ وعليك توكلتُ
- 392 سبحان ربي العظيم في الركوع ثلاثًا
معلومات عن حديث: يفرش رجله اليسرى وينصب رجله اليمنى
📜 حديث: يفرش رجله اليسرى وينصب رجله اليمنى
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: يفرش رجله اليسرى وينصب رجله اليمنى
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: يفرش رجله اليسرى وينصب رجله اليمنى
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: يفرش رجله اليسرى وينصب رجله اليمنى
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








