حديث: كان إذا سجد أمكن أنفه وجبهته من الأرض
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب السجود على الجبهة مع الأنف
حسن: رواه أبو داود (٧٣٤)، والترمذي (٢٧٠)، والطحاوي (١٤٩٢)، والبيهقي (٢/ ١٢)، وصحّحه ابن خزيمة (٦٤٠) كلهم من حديث فليح بن سليمان، حدثني عباس بن سهل، عن أبي حميد الساعدي، فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.أما بعد، فإليك شرح الحديث الشريف:
الحديث:
عن أبي حميد الساعدي رضي الله عنه أن النبي ﷺ كان إذا سجد أمكن أنفه وجبهته من الأرض.
1. شرح المفردات:
● أمكن: أي وضع وأنزلهما وألصقهما بالأرض حتى يستقرا عليها تمامًا.
● أنفه وجبهته: الأنف هو الجزء البارز من الوجه، والجبهة هي مقدمة الرأس فوق الحاجبين.
2. المعنى الإجمالي للحديث:
يصف الصحابي الجليل أبو حميد الساعدي رضي الله عنه هيئة النبي ﷺ في السجود، حيث كان يضع أنفه وجبهته على الأرض بشكل كامل ومستقر، بحيث يلامسان الأرض تمامًا ولا يكون بينهما وبينها فراغ.
3. الدروس المستفادة منه:
● وجوب إتمام السجود: الحديث يدل على وجوب إصابة الأنف والجبهة للأرض في السجود، وهو من أركان الصلاة.
● الاهتمام بهيئة الصلاة: ينبغي للمصلي أن يحرص على اتباع هدي النبي ﷺ في كل حركات الصلاة، خاصة في السجود.
● التواضع لله تعالى: إلصاق الأنف والجبهة بالأرض دليل على كمال الخشوع والتذلل لله عز وجل.
● الاستقرار في السجود: لا يكفي مجرد ملامسة الجبهة والأنف للأرض، بل يجب الاستقرار والطمأنينة في هذه الهيئة.
4. معلومات إضافية مفيدة:
- اتفق الفقهاء على أن السجود على سبعة أعضاء: الجبهة والأنف (يعتبران عضوًا واحدًا في بعض الأقوال)، والكفين، والركبتين، وأطراف القدمين.
- بعض العلماء يرى أن إصابة الأنف للأرض سنة وليس واجبًا، لكن الأفضل الاتباع الكامل لهدي النبي ﷺ.
- في السجود يسن أن يكون الأنف والجبهة مكشوفين غير مغطيين، إلا لعذر.
أسأل الله تعالى أن يعلمنا ما ينفعنا، وأن ينفعنا بما علمنا، وأن يوفقنا للاقتداء برسوله ﷺ في كل أقواله وأفعاله.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تخريج الحديث
قال الأعظمي: بل هو حسن فقط من أجل فليح بن سليمان الخزاعي فإنه وإن كان من رجال الجماعة إلا أنه مختلف فيه، والخلاصة فيه: أنه يحسن في الشواهد.
وروي أيضًا عن وائل بن حجر، قال: «رأيت رسول الله ﷺ يسجد على الأرض واضعًا جبهته
وأنفه في سجوده».
رواه الإمام أحمد (١٨٨٦٤) وعنه الطبراني في «الكبير» (٢٢/ ٢٩) عن عبد الصمد، قال: حدثنا عبد العزيز بن مسلم، حدثنا الأعمش، عن عبد الجبار بن وائل، عن أبيه، فذكره. وعبد الجبار لم يسمع من أبيه.
قال الترمذي عقب إخراج حديث أبي حميد: «والعمل عليه عند أهل العلم أن يسجد الرجل على جبهته وأنفه، فإن سجد على جبهته دون أنفه فقد قال قوم من أهل العلم يجزئه. وقال غيرهم: لا يجزئه حتى يسجد على الجبهة والأنف».
قال الأعظمي: وبه قال أحمد وإسحاق وهو قول الشافعي أيضًا.
هذا هو الصحيح من فعل النبيّ ﷺ في وضع الأَنْف مع الجبهة على الأرض، وأما ما روي: «من لم يُلْزق أنْفَه بالأرض إذا سجد لم تَجُزْ صلاتُه»، فكلها ضعيفة منها حديث ابن عباس في الكبير (١١٩١٧)، والأوسط (٤١١١) للطبراني وفيه الضحاك بن حُمرة قال البخاري: منكر الحديث مجهول، وضعَّفه غير واحد، وفي التقريب: «ضعيف». وحُمرة: بضم المهملة وبالراء.
ومنها حديث أم عطية: «إن الله لا يقبل صلاة من لا يُصيبُ أنفُه الأرضَ» رواه الطبراني في الكبير (٢٥/ ٥٥)، والأوسط (٤٧٥٨) وفيه سليمان بن محمد القافلاني وهو متروك كما قال الهيثمي في مجمع الزوائد (٢٧٦٣).
ومنها ما رواه ابن أبي شيبة (١/ ٢٦٢) عن ابن فضيل، عن عاصم، عن عكرمة قال: مر رسول الله ﷺ على إنسان ساجد لا يَضعُ أنْفَه في الأرض فقال: من صلى صلاة لا يصيبُ الأنفُ ما يُصيبُ الجبينُ لم تُقبل صلاتُه». وهو مرسل.
ورواه الدارقطني (١٣١٩) وعنه البيهقي (٢/ ١٠٤)، والحاكم (١/ ٢٧٠) كلّهم من طريق الجراح بن مخلد، ثنا أبو قتيبة، ثنا سفيان الثوري، ثنا عاصم الأحول، عن عكرمة، عن ابن عباس، فذكره.
قال الدراقطني: قال لنا أبو بكر: لم يسنده عن سفيان إلا أبو قتيبة فالصواب عن عاصم عن عكرمة مرسل».
وقال الحاكم: صحيح على شرط البخاري ولم يخرجاه. وقد أوقفه شعبة عن عاصمه. ثم رواه الحاكم من الطريق السابق عن شعبة، عن عاصم الأحول، عن عكرمة، عن ابن عباس من قوله. انتهى.
ولكن رواه البيهقي في الموضع المشار إليه أعلاه فقرن شعبة بالثوري في الرفع.
فهذا الحديث دائر بين الإرسال والوقف والرفع.
وقال البيهقي في «المعرفةه (٣/ ٢٣): «وإنما أسنده بذكر ابن عباس فيه أبو قتيبة، عن سفيان وشعبة، عن عاصم، عن عكرمة، وغلط فيه، ورواه سماك بن حرب، عن عكرمة، عن ابن عباس
موقوفًا، قال الترمذي فيما قرأت من كتابه: حديث عكرمة أصح، وكذلك قاله غيره من الحفاظ» انتهى. أي: أن المرسل هو الأصح.
ولكن عارضه قول من قال: أبو قتيبة هو سلم بن قتيبة الشعيري الخراساني ثقة، وثقه أبو داود وأبو زرعة والحاكم وابن حبان وغيرهم. وأخرج له البخاري.
قال ابن الجوزي في التحقيق (٢/ ٢٥٧): «هو ثقة أخرج عنه البخاري، والرفع زيادة وهي من الثقة مقبولة».
والخلاصة: أن هذا الحديث يقويه فعل النبي ﷺ بأنه كان يضع أنفه مع جبهته عند سجوده، وسبق قول الترمذي من قال من أهل العلم: يجب وضع الأنف مع الجبهة في السجود وهم الجمهور.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 356 من أصل 1241 حديثاً له شرح
- 331 أهل الثناء والمجد أحق ما قال العبد وكلنا لك عبد
- 332 لك الحمد ملء السماوات وملء الأرض وملء ما بينهما
- 333 قول ربنا ولك الحمد عند الرفع من الركوع
- 334 اللهم ربنا ولك الحمد
- 335 من وافق قوله قول الملائكة غفر له ما تقدم من...
- 336 ربنا ولك الحمد حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه
- 337 إنما جعل الإمام ليؤتم به
- 338 وضع اليدين قبل الركبتين في الصلاة
- 339 فلا يبرك كما يبرك البعير وليضع يديه قبل ركبتيه
- 340 اعتدلوا في السجود ولا يبسط أحدكم ذراعيه انبساط الكلب
- 341 لا يسجد الرجل باسطا ذراعيه كالكلب
- 342 ينهى عن افتراش الذراعين افتراش الكلب أو السبع
- 343 كان إذا صلى فرج بين يديه حتى يبدو بياض إبطيه
- 344 ضع كفيك إذا سجدت وارفع مرفقيك
- 345 هكذا كان رسول الله ﷺ يسجد
- 346 كان النبي ﷺ إذا سجد جافى حتى يرى من خلفه...
- 347 كنت أنظر إلى بياض إبطيه إذا سجد
- 348 إذا سجد جافى حتى يرى بياض إبطيه
- 349 لو كنت قدام النبي لرأيت إبطيه
- 350 إذا فعلت ذلك سجد كل عضو منك
- 351 إذا سلم أقبل بوجهه عن يمينه حتى يرى بياض خده
- 352 أستعينوا بالركب
- 353 يسجد على سبعة أعضاء ولا يكف شعرا ولا ثوبا
- 354 إذا سجد العبد سجد معه سبعة أطراف
- 355 أثر الطين في جبهة النبي من صلاة الفجر
- 356 كان إذا سجد أمكن أنفه وجبهته من الأرض
- 357 السجود على سبعة أعظم: الجبهة والأنف واليدين والركبتين والرجلين
- 358 اليدان تسجدان كما يسجد الوجه
- 359 اللهم أعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك
- 360 أعوذ برضاك من سخطك، وبعفوك من عقوبتك
- 361 سجد النبي ﷺ ويداه قريب من أذنيه
- 362 يسجد على أليتي الكف
- 363 إذا ركع بسط ظهره وإذا سجد وجه أصابعه قبل القبلة
- 364 كان إذا ركع فرج أصابعه وإذا سجد ضم أصابعه
- 365 إذا كان في وتر من صلاته لم ينهض حتى يستوي...
- 366 ثم يثني رجله فيقعد عليها معتدلا
- 367 الإقعاء على القدمين هي السنة
- 368 يفرش رجله اليسرى وينصب رجله اليمنى
- 369 لا تعتمد على يدك اليسرى في الصلاة
- 370 إتمام التكبير والجلوس بعد الركعة الثانية
- 371 اعتمد على الأرض بيده إذا قام من الركعتين
- 372 لم يبق من مبشرات النبوة إلا الرؤيا الصالحة يراها المسلم
- 373 لا تقرأ راكعا ولا ساجدا
- 374 حرم الله على النار أن تأكل أثر السجود
- 375 أما السجود فاجتهدوا في الدعاء، فقمن أن يستجاب لكم
- 376 أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد
- 377 عليك بكثرة السجود لله فإنك لا تسجد لله سجدة إلا...
- 378 أعِنِّي على نفسِك بكثرة السجود
- 379 من دلك على هذا؟
- 380 عليك بالسجود فإنك لا تسجد لله سجدة إلا رفعك الله...
معلومات عن حديث: كان إذا سجد أمكن أنفه وجبهته من الأرض
📜 حديث: كان إذا سجد أمكن أنفه وجبهته من الأرض
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: كان إذا سجد أمكن أنفه وجبهته من الأرض
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: كان إذا سجد أمكن أنفه وجبهته من الأرض
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: كان إذا سجد أمكن أنفه وجبهته من الأرض
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








