حديث: إذا ركع بسط ظهره وإذا سجد وجه أصابعه قبل القبلة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب الاعتماد على الكفين في السجود، وضم أصابعهما وتوجيهها إلى القبلة

عن البراء بن عازب، قال: كان النبيُّ ﷺ إذا ركع بسط ظهره، وإذا سجد وّجه أصابعه قبل القبلة، فتفاجَّ.

حسن: رواه البيهقي (٢/ ١١٣) عن أبي العباس محمد بن إسحاق الثقفي، ثنا الحسين بن علي الصدائي، حدثني أبي علي بن يزيد، عن زكريا بن أبي زائدة، عن أبي إسحاق، عن البراء، فذكره.

عن البراء بن عازب، قال: كان النبيُّ ﷺ إذا ركع بسط ظهره، وإذا سجد وّجه أصابعه قبل القبلة، فتفاجَّ.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، حياكم الله و بياكم أيها السائل الكريم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث الشريف يصف لنا هيئة النبي صلى الله عليه وسلم في الركوع والسجود، مما يدل على اهتمامه صلى الله عليه وسلم بإتقان الصلاة وإكمال هيئاتها.

أولاً. شرح المفردات:


● بسط ظهره: أي مدّه وجعله مستوياً، لا منحنياً ولا مرتفعاً أكثر من اللازم.
● وّجه أصابعه: أي جعلها متجهة نحو القبلة. والواو في "وّجه" للتأكيد على الفعل.
● قبل القبلة: أي جعل أطراف أصابعه متجهة ناحية الكعبة.
● فَتَفاجَّ: هذه الكلمة تحتاج إلى بيان. ومعناه: فتح أصابعه في السجود وفرّق بينها قليلاً، ولم يلصقها ببعضها.
وتحتمل معنى آخر: "فَتَفَاجَّ": أي أن السجود يتسم بالاتساع في الفخذين والرجلين، وهذا يدل على التباعد بين القدمين والفخذين بشكل طبيعي أثناء السجود.

ثانياً. المعنى الإجمالي للحديث:


يصف لنا الصحابي البراء بن عازب رضي الله عنه كيف كان أداء النبي صلى الله عليه وسلم لهاتين الهيئتين العظيمتين في الصلاة:
1- في الركوع: كان صلى الله عليه وسلم يسوّي ظهره ويبسطه، بحيث لو صُبَّ عليه الماء لاستقر، لا يكون محدودباً (منحنياً) أكثر من اللازم، ولا مرتفعاً عن مستوى رأسه. وهذا من كمال الخشوع والتواضع لله تعالى.
2- في السجود: كان صلى الله عليه وسلم يجعل أصابع يديه متجهة نحو القبلة، ويفرّق بينها قليلاً ولا يلصقها ببعضها. وهذا الهيئة من كمال الخضوع والذل بين يدي الله عز وجل.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- وجوب الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة: فصلاة المسلم لا تكمل ولا تصح إلا إذا كانت موافقة لصلاة النبي صلى الله عليه وسلم في أقوالها وأفعالها وهيئاتها، كما قال صلى الله عليه وسلم: «صَلُّوا كَمَا رَأَيْتُمُونِي أُصَلِّي» (رواه البخاري).
2- إتقان هيئات الصلاة: الحديث يدل على اهتمام الشريعة بجميع حركات الصلاة، كبيرة كانت أم صغيرة، مما يعطيها جمالاً وكمالاً وروحانية.
3- الهيئة الخاصة في الركوع: بسط الظهر في الركوع يدل على التواضع والاستسلام التام لله، وهو هيئة تليق بمقام من يقول فيه المصلي: "سبحان ربي العظيم".
4- الهيئة الخاصة في السجود: توجيه الأصابع نحو القبلة وتفريقها (التفخيذ) في السجود من سنن الهيئة التي ينبغي للمصلي أن يحافظ عليها، فهي من كمال الخشوع وإظهار الذل والانكسار لله تعالى.
5- دقة الصحابة في النقل: يدل هذا الوصف الدقيق على حرص الصحابة رضي الله عنهم على نقل كل شيء عن النبي صلى الله عليه وسلم، حتى حركات أصابعه في الصلاة، ليتأسى بهم المسلمون من بعدهم.

رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث يدخل في باب سنن الصلاة وهيئاتها، وهي الأمور المستحبة التي يكمل بها أجر الصلاة ويحصل بها كمال الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم.
- هيئة بسط الظهر في الركوع هي السنة، وخالفها من يحدب ظهره أكثر من اللازم أو يرفعه.
- هيئة توجيه الأصابع نحو القبلة وتفريقها في السجود هي السنة المؤكدة، وقد وردت فيها أحاديث أخرى صحيحة تؤكد هذا الفعل.
أسأل الله تعالى أن يعيننا على أداء الصلاة كما يحب ويرضى، وأن يتقبل منا صلاتنا وصيامنا وقيامنا، إنه سميع مجيب.
وصلى الله على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البيهقي (٢/ ١١٣) عن أبي العباس محمد بن إسحاق الثقفي، ثنا الحسين بن علي الصدائي، حدثني أبي علي بن يزيد، عن زكريا بن أبي زائدة، عن أبي إسحاق، عن البراء، فذكره.
وأبو العباس محمد بن إسحاق الثقفي هو السراج صاحب المسند إلا أني لم أجد هذا الحديث في «حديث السراج» المطبوع بتحقيق الأخ ابن عكاشة، ولكن وجدته في «مسند السراج» (٣٥٢) بتحقيق الشيخ إرشاد الحق الأثري.
وإسناده حسن من أجل الكلام في الحسين بن علي الصدائي، ولكن قال الحافظ في «الدّراية»: «إسناده صحيح».
قال الأعظمي: هو مختلف فيه، فقال أحمد: «ما كان به بأس» وتكلّم فيه أبو حاتم غير أنه يحسن حديثه هذا لوجود شواهد متفرقة له.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 363 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: إذا ركع بسط ظهره وإذا سجد وجه أصابعه قبل القبلة

  • 📜 حديث: إذا ركع بسط ظهره وإذا سجد وجه أصابعه قبل القبلة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: إذا ركع بسط ظهره وإذا سجد وجه أصابعه قبل القبلة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: إذا ركع بسط ظهره وإذا سجد وجه أصابعه قبل القبلة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: إذا ركع بسط ظهره وإذا سجد وجه أصابعه قبل القبلة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب