حديث: إذا سجد العبد سجد معه سبعة أطراف

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب السجود على سبعة أعظم

عن العباس بن عبد المطلب أنه سمع رسول الله ﷺ يقول: «إذا سجد العبدُ سجد معه سبعةُ أطراف: وجهُه وكفاه وركبتاه وقدماه».

صحيح: رواه مسلم في الصلاة (٤٩١) عن قتيبة بن سعيد، ثنا بكر (وهو ابن مُضَر) عن ابن الهاد، عن محمد بن إبراهيم، عن عامر بن سعيد، عن العباس بن عبد المطلب فذكر الحديث.

عن العباس بن عبد المطلب أنه سمع رسول الله ﷺ يقول: «إذا سجد العبدُ سجد معه سبعةُ أطراف: وجهُه وكفاه وركبتاه وقدماه».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله تعالى أن ينفعنا وإياك بالعلم النافع والعمل الصالح.
الحديث الذي طلبت شرحه هو حديث شريف رواه الإمام مسلم في صحيحه عن العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه، أنه سمع رسول الله ﷺ يقول: «إذا سجد العبدُ سجد معه سبعةُ أطراف: وجهُه وكفاه وركبتاه وقدماه».
وفي رواية أخرى: «أُمِرْنَا أَنْ نَسْجُدَ عَلَى سَبْعَةِ أَعْظُمٍ».


الشرح الوافي للحديث:



# 1. شرح المفردات:


● سَجَدَ: الخضوع لله تعالى بوضع جبهته وجزء من وجهه على الأرض تعبداً لله.
● سَبْعَةُ أَطْرَاف: سبعة أعضاء أو مواضع من الجسد.
● وَجْهُهُ: يشمل الجبهة والأنف. (وهو الطرف الأول والرئيسي).
● كَفَّاهُ: راحتَا اليدين، أي باطن الكفين. (طرفان: اليمين واليسار).
● رُكْبَتَاهُ: مفصلا الساقين. (طرفان: الركبة اليمنى واليسرى).
● قَدَمَاهُ: أصابع القدمين والجزء الأمامي من باطن القدم. (طرفان: القدم اليمنى واليسرى).

# 2. المعنى الإجمالي للحديث:


يبيّن النبي ﷺ في هذا الحديث هيئة السجود الصحيحة التي أمرنا الله بها، وهي أن يضع العبد في سجوده هذه الأعضاء السبعة كلها على الأرض، بحيث تكون ملامسة لها. وهذا من تمام الخشوع والامتثال لأمر الله تعالى في الصلاة. والسجود بهذه الكيفية هو من الأمور المجمع عليها بين أهل العلم، وهو ركن من أركان الصلاة لا تصح الصلاة إلا به.

# 3. الدروس المستفادة والفَوائد:


● بيان هيئة السجود الشرعية: الحديث يحدد بوضوح مواضع السجود التي يجب أن تلامس الأرض، مما يزيل اللبس ويحفظ صلاة المسلم من الخطأ.
● أهمية استكمال أركان الصلاة: السجود على هذه الأعضاء السبعة ركنٌ من أركان الصلاة، فمن ترك شيئاً منها عامداً بطلت صلاته، ومن تركه سهواً وجب عليه سجود السهو.
● إظهار كمال الخضوع والذل لله: السجود هو أعلى مظاهر العبودية والخضوع، حيث يضع العبد أعز أعضائه (وجهه) في أدنى مكان (الأرض) طاعةً لله تعالى. وتشارك أعضاء الجسد الأخرى في هذا الخضوع.
● التسوية بين الجوارح في العبادة: يسجد مع الوجه أعضاء أخرى من الجسم، فكأن الجسد كله يشترك في عبادة الله وخشيته.
● الاهتمام بدقة الأداء في العبادة: الإسلام دين الدقة والانضباط، حتى في حركات الصلاة، مما يجعلها تؤدى على الوجه الذي يرضي الله تعالى.
● التيسير ورفع الحرج: العضو المطلوب هو جزء من الوجه (الجبهة والأنف) وجزء من الكفين والقدمين، وليس بالضرورة أن يكون العضو كله ملامساً للأرض، مما يدل على يسر الإسلام وسماحته.

# 4. معلومات إضافية مفيدة:


● حكم السجود على الأعضاء السبعة: هذا الحديث أصل من أصول صفة الصلاة، وهو ركنٌ من أركانها عند جمهور العلماء (الشافعية، والحنابلة، ورواية عند الحنفية، وهو قول المالكية في المشهور). فمن ترك تعمداً السجود على أحد هذه الأعضاء بدون عذر، بطلت صلاته.
● العذر بعدم القدرة: من لم يستطع السجود على بعض هذه الأعضاء بسبب مرض أو إصابة، فإنه يسجد على ما يستطيع، ويومئ بالسجود إذا كان لا يستطيع السجود مطلقاً، لقوله تعالى: {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ} [التغابن: 16].
● هل يشترط كشف الأعضاء؟ ذهب جمهور العلماء إلى أنه يجب إصابة هذه الأعضاء للأرض مباشرة، ولا يحول بينها وبين الأرض حائلٌ كثيف (كالقبعة أو القفاز أو الجورب السميك) إلا لعذر. أما الحائل اليسير (كلباس الرأس الخفيف أو غطاء الوجه الشفاف للمرأة) فجائز عند الكثيرين.
● توجيه النبي ﷺ للمصلي: كان النبي ﷺ يوجه من يسيء في صلاته، ومن ذلك قوله للذي صلى بطريقة غير صحيحة: «إِذَا أَرَدْتَ أَنْ تُصَلِّيَ فَأَسْبِغِ الْوُضُوءَ، ثُمَّ اسْتَقْبلِ القِبْلَةَ فَكَبِّرْ، ثُمَّ اقْرَأْ بِمَا تَيَسَّرَ مَعَكَ مِنَ الْقُرْآنِ، ثُمَّ ارْكَعْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ رَاكِعًا، ثُمَّ ارْفَعْ حَتَّى تَعْتَدِلَ قَائِمًا، ثُمَّ اسْجُدْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ سَاجِدًا، ثُمَّ ارْفَعْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ جَالِسًا، ثُمَّ اسْجُدْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ سَاجِدًا، ثُمَّ افْعَلْ ذَلِكَ فِي صَلَاتِكَ كُلِّهَا» (متفق عليه). وفيه التأكيد على الطمأنينة في السجود، والتي تتحقق بإصابة جميع الأعضاء للأرض بخشوع.
أسأل الله تعالى أن يتقبل منا الصلاة
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الصلاة (٤٩١) عن قتيبة بن سعيد، ثنا بكر (وهو ابن مُضَر) عن ابن الهاد، عن محمد بن إبراهيم، عن عامر بن سعيد، عن العباس بن عبد المطلب فذكر الحديث.
يبدو أنّ هذا الحديث سقط في بعض نسخ مسلم، فإنّ الزيلعي في «نصب الراية» (١/ ٣٨٣) عزاه لأصحاب السنن الأربعة، فتنبه.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 354 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: إذا سجد العبد سجد معه سبعة أطراف

  • 📜 حديث: إذا سجد العبد سجد معه سبعة أطراف

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: إذا سجد العبد سجد معه سبعة أطراف

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: إذا سجد العبد سجد معه سبعة أطراف

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: إذا سجد العبد سجد معه سبعة أطراف

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب