حديث: ذهبوا بخميصتي هذه إلى أبي جهم
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب كراهية الصّلاة في ثوب له أعلام
وقال هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، قال النَّبِيّ ﷺ: «كنتُ أنظر إلى عَلَمِها، وأنا في الصّلاة، فأخاف أن تفتِنِّي».
متفق عليه: رواه البخاريّ في الصّلاة (٣٧٣)، ومسلم في المساجد (٥٥٦) كلاهما من حديث ابن شهاب، عن عروة، عن عائشة واللّفظ للبخاريّ.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث الشريف الذي روي عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها:
الحديث:
عن عائشة أن النَّبِيّ ﷺ صلى في خميصةٍ لها أعلام فنظر إلى أعلامها نظرةً، فلمّا انصرف قال: «اذهبوا بخميصتي هذه إلى أبي جهم، وائتُوني بأنبجانية أبي جهم، فإنها أَلْهَتْنِي آنفًا عن صلاتي».
وقال هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، قال النَّبِيّ ﷺ: «كنتُ أنظر إلى عَلَمِها، وأنا في الصّلاة، فأخاف أن تفتِنِّي».
1. شرح المفردات:
● خميصة: كساء من صوف أو خزّ له أعلام (أي نقوش أو رسوم ملونة).
● أعلام: جمع علم، وهو الرسم أو النقش البارز والملون على الثوب.
● ألهتني: شغلتني وأزالتني عن الخشوع في الصلاة.
● أنبجانية: كساء غليظ ليس فيه أعلام ولا نقوش، وهو أبسط وأقل تزويقًا.
● أبو جهم: هو صحابي جليل، واسمه عمير بن حذيفة العدوي.
● تفتني: توقعني في الفتنة وتشغلني عن العبادة.
2. شرح الحديث:
كان النبي ﷺ يصلي في ثوب (خميصة) عليه نقوش وألوان جذابة، فانجذب بصره إلى هذه النقوش أثناء الصلاة، مما شغله عن الخشوع والتركيز في صلاته.
فلما انتهى من الصلاة، أمر ﷺ بأن يُستبدل هذا الثوب المزخرف بثوب آخر بسيط (أنبجانية) ليس فيه زخرفة أو ألوان، حتى لا يُشغله أثناء الصلاة مرة أخرى.
وفي رواية أخرى أوضح النبي ﷺ سبب ذلك بقوله: "كنت أنظر إلى علمها وأنا في الصلاة فأخاف أن تفتني"، أي يخشى أن تشغله هذه الزخارف عن الخشوع في الصلاة وتصرفه عن ذكر الله.
3. الدروس المستفادة منه:
1- وجوب الخشوع في الصلاة: الصلاة تحتاج إلى تركيز تام وخشوع، وأي شيء يشغل المصلي عنها يُعتبر مكروهاً أو محرماً إذا أفسد الخشوع.
2- اجتناب ما يشغل في الصلاة: ينبغي للمصلي أن يتجنب كل ما قد يلفت انتباهه أثناء الصلاة، سواء كان ثوبًا مزخرفًا، أو صورًا على الجدار، أو أي شيء آخر.
3- حرص النبي ﷺ على الكمال في العبادة: النبي ﷺ هو الأسوة الحسنة، وقد غيَّر ثوبه لمجرد نظرة شغلته عن الصلاة، مما يدل على عظم حرصه على إتمام الصلاة بخشوع كامل.
4- التجرد من الزينة في الصلاة: يستحب للمصلي أن يلبس ثوبًا بسيطًا غير مزخرف أثناء الصلاة حتى لا ينشغل بزخرفته.
5- الخوف من الفتنة: النبي ﷺ يخاف على نفسه من الفتنة، فكيف بنا؟ وهذا يدل على وجور الحذر من كل ما قد يصد عن العبادة.
4. معلومات إضافية مفيدة:
- هذا الحديث يدل على أن الصلاة يجب أن تؤدى بخشوع كامل، وأن كل ما يشغل عنها يجب إزالته.
- الفقهاء استدلوا بهذا الحديث على كراهية الصلاة في الثياب المزخرفة التي تلفت الانتباه.
- ينبغي للمسلم أن يختار مكان الصلاة بعيدًا عن المشتتات، كالصور والزخارف والأصوات المزعجة.
- هذا الحديث يظهر تواضع النبي ﷺ وحرصه على أن تكون عبادته خالصة لله تعالى دون أي تشويش.
أسأل الله تعالى أن يعيننا على الخشوع في صلاتنا، وأن يجعلنا من المقبلين عليه في عبادتهم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تخريج الحديث
وأمّا ما علّقه البخاريّ عن هشام فوصله مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة، حَدَّثَنَا وكيع، عن هشام به ولكن لفظه: أن النَّبِيّ ﷺ كانت له خميصةٌ لها علم، فكان يتشاغل بها في الصّلاة. فأعطاها أبا جهْم، وأخذ كِساءً له أنْبِجانيًّا. فلعل هشامًا كان يروي على اللفظين. واللّفظ الثاني له متابع، عن علقمة بن أبي علقمة، عن أمه، أن عائشة قالت: أَهدى أبو جَهْم بن حذيفة لرسول الله ﷺ خميصةً شاميةً لها عَلَمٌ. فشهد فيها الصّلاة. فلمّا انصرف قال: «رُدِّي هذه الخميصة إلى أبي جَهْم، فإني نظرتُ إلى عَلَمها في الصّلاة، فكاد يفتِنُنِي» رواه مالك في الصّلاة (٦٧) عن علقمة بن أبي علقمة به.
وأم علقمة اسمها: مرجانة وهي مقبولة، لأنَّها توبِعَتْ متابعة قاصرة. وبهذا يكون إسناد مالك حسنًا.
ثمّ رواه مرسلًا عن هشام بن عروة، عن أبيه، أن رسول الله ﷺ ليس خَميصةً لها علَمٌ، ثمّ أعطاها أبا جهم، وأخذ من أبي جهم أنْبَجَانِيةً له، فقال يا رسول الله! ولِم! فقال: «إني نظرتُ إلى علمها في الصّلاة».
قال ابن عبد البر: هذا مرسل عند جميع الرواة عن مالك.
وقوله: خميصة: وهي كساء مربع من صوف.
وقوله: «بأنْبَجَانِية: قال القاضي عياض: رُوِينا بفتح الهمزة وكسرها، وبفتح الباء وكسرها أيضًا في غير مسلم، وبالوجهين ذكرها ثعلب.
قال: ورُوِيناه بتشديد الياء في آخرها، وبتخفيفها معًا في غير مسلم. إذ هو في رواية لمسلم: (بأنْبَجَانِية) مشدد مكسور على الإضافة إلى أبي جهم، وعلى التذكير كما جاء في الرواية الأخرى: «كساء له أنْبَجَانِيا«، قال ثعلب: هو كل ما كثف، قال غيره: هو كساء غليظ لا علم له، فإذا كان للكساء علم فهو خميصة، فإن لم يكن فهو: أنْبَجَانِية. كذا في شرح النوويّ.
وقال ابن الأثير في النهاية: كساء أنْبَجَانِي منسوب إلى مَنْبِج، المدينة المعروفة، وهي مكسورة الباء، ففتحتْ في النسب، وأبدلتْ الميم همزة، وقيل: إنها منسوبة إلى موضع اسمه: أَنْبِجان وهو أشبه.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 796 من أصل 1241 حديثاً له شرح
- 771 اتخذ الجدار قبلة وصلى وبهيمة تمر بين يديه
- 772 لو يعلم المار بين يدي المصلي ماذا عليه
- 773 ممر الشاة بين مصلى النبي والجدار
- 774 إذا صلى أحدكم إلى سترة فليدْنُ منها
- 775 صلاة الظهر والعصر ركعتين بالبطحاء في الهاجرة
- 776 الصلاة في ثوب واحد
- 777 لا تصل في الثوب الواحد ليس على عاتقيك شيء
- 778 من صلى في ثوب واحد فليخالف بين طرفيه
- 779 صلاة النبي ﷺ في ثوب ملتحفًا به ورداؤه موضوع
- 780 رسول الله ﷺ يصلي ثماني ركعات ملتحفًا في ثوب واحد
- 781 يصلي في ثوب واحد واضعًا طرفيه على عاتقه
- 782 كان رجال يصلون مع النبي ﷺ عاقدي أزرهم على أعناقهم...
- 783 يصلِّي في ثوبٍ واحدٍ متوشِّحًا به
- 784 الصلاة في الثوب الواحد
- 785 صلّ في القميص الواحد وازرره ولو بشوكة
- 786 آخر صلاة صلَّاها النَّبِيّ ﷺ مع القوم
- 787 نهى رسول الله عن الصلاة في لحاف لا يتوشح به.
- 788 الصلاة في الثوب الواحد: إن كان واسعًا فالتحف به، وإن...
- 789 إذا كان لأحدكم ثوبان فليصل فيهما
- 790 نهى رسول الله ﷺ عن لبستين: اشتمال الصماء واحتباء بثوب
- 791 نهى رسول الله عن بيعتين ولبستين وصلاتين واشتمال الصماء
- 792 من أسبل إزاره في صلاته خيلاء فليس من الله في...
- 793 لا تسدل في الصلاة ولا تُغطِّ فاك
- 794 خرج النبي في حلة حمراء مشمرًا صلى بالناس ركعتين
- 795 لا ينبغي هذا للمتقين
- 796 ذهبوا بخميصتي هذه إلى أبي جهم
- 797 كان النبي ﷺ يصلي في نعليه.
- 798 خلع النبي نعليه في الصلاة مرة واحدة.
- 799 إذا رأى في نعليه قذرًا فليمسحه وليصل فيهما
- 800 خالفوا اليهود لا يصلون في نعالهم ولا خفافهم
- 801 صلى رسول الله حافيًا ومنتعلاً
- 802 ليلبس نعليه أو ليخلعهما بين رجليه
- 803 كان رسول الله يصلِّي قائمًا وقاعدًا وحافيًا ومنتعلًا
- 804 يُصَلِّي في نعليه
- 805 يشرب قائمًا وقاعدًا ويصلي منتعلاً وحافيًا
- 806 وضع النبي نعليه عن يساره يوم الفتح.
- 807 الحائض مفترشة بحذاء المسجد والنبي يصلي
- 808 صلى رسول الله ﷺ باليتيم والعجوز
- 809 ما رأيته صلى الضحى إلا يومئذ
- 810 يصلي على حصير يسجد عليه
- 811 يُصَلِّي على الخُمرة
- 812 كان النبي ﷺ يأتي أم سليم فيقيل عندها
- 813 كان النبي ﷺ يصلي على الخمرة.
- 814 صلاة النبي على الخمرة ورفع الحصير خشية الفتنة.
- 815 كان النبي ﷺ يصلي على الخمرة
- 816 كان رسول الله ﷺ يصلي على الخمرة ويسجد عليها
- 817 لا يقبل الله صلاة حائض إلا بخمار
- 818 حافظوا على الصلوات ونزل الأمر بالسكوت فيها
- 819 في الصلاة شُغلا
- 820 إنما منعني أن أرد عليك أني كنت أصلي
معلومات عن حديث: ذهبوا بخميصتي هذه إلى أبي جهم
📜 حديث: ذهبوا بخميصتي هذه إلى أبي جهم
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: ذهبوا بخميصتي هذه إلى أبي جهم
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: ذهبوا بخميصتي هذه إلى أبي جهم
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: ذهبوا بخميصتي هذه إلى أبي جهم
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Thursday, November 20, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








