حديث: إن الله لا يعذب بدمع العين، وبحزن القلب

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب جواز البكاء على الميت وإظهار الحزن عليه

عن عبد الله بن عمر قال: اشتكى سعد بن عبادة شكوى له، فأتاه النبي ﷺ يَعُوده مع عبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقَّاص وعبد الله بن مسعود، فلما دخل عليه فوجده في غاشية أهله فقال: «قد قضى؟» قالوا: لا يا رسول الله! فبكى النبي ﷺ، فلما رأى القومُ بكاءَ النبي ﷺ بكوا. فقال: «ألا تسمعون؟ إن الله لا يعذب بدمع العين، وبحزن القلب، ولكن يُعَذِّب بهذا -وأشار إلى لسانه- أو يرحم، وإن الميت يعذب ببكاء أهله عليه».

متفق عليه: رواه البخاري في الجنائز (١٣٠٤)، ومسلم في الجنائز (٩٢٤) كلاهما من حديث ابن وهب، قال: أخبرني عمرو بن الحارث، عن سعيد بن الحارث الأنصاري، عن عبد الله بن عمر فذكر الحديث، ولفظهما سواء.

عن عبد الله بن عمر قال: اشتكى سعد بن عبادة شكوى له، فأتاه النبي ﷺ يَعُوده مع عبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقَّاص وعبد الله بن مسعود، فلما دخل عليه فوجده في غاشية أهله فقال: «قد قضى؟» قالوا: لا يا رسول الله! فبكى النبي ﷺ، فلما رأى القومُ بكاءَ النبي ﷺ بكوا. فقال: «ألا تسمعون؟ إن الله لا يعذب بدمع العين، وبحزن القلب، ولكن يُعَذِّب بهذا -وأشار إلى لسانه- أو يرحم، وإن الميت يعذب ببكاء أهله عليه».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد،
فأقدم لكم شرحاً لهذا الحديث النبوي الشريف، الذي رواه الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما، عن الصحابي الجليل عبد الله بن عمر رضي الله عنهما.

أولاً. شرح المفردات:


● اشتكى سعد بن عبادة شكوى له: أي أصابه مرض شديد أقعده.
● يَعُوده: يزوره لمواساته والدعاء له بالشفاء.
● في غاشية أهله: محاطاً بأهله وذويه، والغاشية ما يغشى الإنسان ويحيط به.
● قد قضى؟: أي هل مات؟
● بكى النبي ﷺ: أظهر الحزن وبكى دمعاً.
● يعذب بهذا -وأشار إلى لسانه-: أي أن العذاب قد يكون بسبب الكلام المحرم.

ثانياً. شرح الحديث:


يحدثنا الصحابي عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن سعد بن عبادة -وهو من كبار الأنصار- مرض مرضاً شديداً، فزاره النبي ﷺ في مجموعة من أصحابه الكرام. وعندما دخل عليه ورأه محاطاً بأهله في حالة شديدة، ظن أنه قد مات فسأل: "هل قضى؟" أي هل مات؟ فأجابوه أنه لا يزال حياً. فبكى النبي ﷺ لحزنه على صحابته ومحبته لهم.
فلما رأى الصحابة بكاء النبي ﷺ تأثروا وبكوا أيضاً. هنا بين النبي ﷺ حكمتين عظيمتين:
1- بكاء الرحمة لا يعذب الله عليه: طمأن النبي ﷺ أصحابه بأن البكاء الطبيعي الناتج عن الحزن في القلب أو دمع العين لا يعذب الله عليه، لأنه من طبيعة البشر ومشاعر الرحمة التي جبلهم الله عليها.
2- التحذير من لسان السوء: أشار النبي ﷺ إلى لسانه معلناً أن مصدر العذاب الحقيقي هو اللسان حين ينطق بالباطل، أو الكفر، أو الشكوى غير المشروعة، أو نعي الميت بما يسخط الله.
3- نفي العذاب ببكاء الأهل: بين النبي ﷺ أن الميت لا يعذب ببكاء أهله عليه، وهذا رد على اعتقاد الجاهلية أن الميت يتأثر ويعذب ببكاء الحي.

ثالثاً. الدروس المستفادة:


1- زيارة المرضى: فيها تأكيد على سنة زيارة المرضى وتفقد أحوالهم، وهي من حقوق المسلمين بعضهم على بعض.
2- البكاء من الرحمة لا حرج فيه: الحزن الطبيعي والبكاء من خشية الله أو من الرحمة لا يأثم عليه الإنسان، بل هو دليل على رقة القلب.
3- التحذير من اللسان: اللسان هو من أعظم أسباب العذاب إن أسئ استخدامه، فيجب حفظه عن الغيبة والنميمة والكذب والسب.
4- تصحيح المعتقدات: النبي ﷺ صحح المعتقد الخاطئ عند بعض الناس بأن الميت يعذب ببكاء أهله، وجعل العذاب مرتبطاً بأعمال الإنسان نفسه لا بأفعال غيره.
5- مشروعية البكاء على الميت: البكاء على الميت دون نياحة أو صراخ أمر جائز، كما بكى النبي ﷺ على ابنه إبراهيم وقال: "العين تدمع، والقلب يحزن، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا".

رابعاً. معلومات إضافية:


- هذا الحديث من الأحاديث التي تبين رحمة النبي ﷺ بأصحابه وشفقته عليهم.
- فيه بيان أن الإسلام يرفض الخرافات والمعتقدات الباطلة التي كانت في الجاهلية.
- يستفاد منه أن العذاب مرتبط بالإرادة والاختيار، فالبكاء اللاإرادي لا يؤاخذ عليه الإنسان، أما الكلام فهو تحت سيطرة الإنسان واختياره.
أسأل الله أن ينفعنا بما علمنا، وأن يرزقنا حسن العمل والفهم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الجنائز (١٣٠٤)، ومسلم في الجنائز (٩٢٤) كلاهما من حديث ابن وهب، قال: أخبرني عمرو بن الحارث، عن سعيد بن الحارث الأنصاري، عن عبد الله بن عمر فذكر الحديث، ولفظهما سواء.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 218 من أصل 541 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: إن الله لا يعذب بدمع العين، وبحزن القلب

  • 📜 حديث: إن الله لا يعذب بدمع العين، وبحزن القلب

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: إن الله لا يعذب بدمع العين، وبحزن القلب

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: إن الله لا يعذب بدمع العين، وبحزن القلب

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: إن الله لا يعذب بدمع العين، وبحزن القلب

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب