حديث: الملائكة كانت تمشي فلم أكن لأركب وهم يمشون
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب الركوب عند الانصرف
صحيح: رواه أبو داود (٣١٧٧) عن يحيى بن موسي البلخي، أخبرنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، عن ثوبان فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث الشريف الذي ذكر رواه الإمام أبو داود في سننه، والإمام أحمد في مسنده، وغيرهما، عن الصحابي الجليل ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أولاً. شرح المفردات:
● أُتِيَ بِدَابَّةٍ: أي جيء له بحمار أو بغلة ليركبها.
● مَعَ الْجَنَازَةِ: أي أثناء تشييع الجنازة واتباعها إلى المقبرة.
● فَأَبَى أَنْ يَرْكَبَهَا: أي امتنع ورفض أن يركب الدابة.
● فَلَمَّا انْصَرَفَ: أي عندما انتهى من دفن الميت وبدأ في العودة.
● فَقِيلَ لَهُ: سُئل عن سبب امتناعه أولاً ثم ركوبه ثانياً.
● إِنَّ الْمَلَائِكَةَ كَانَتْ تَمْشِي: أي كانت ملائكة الرحمة تمشي مع الجنازة لتشيعها وتدعو للميت.
ثانياً. شرح الحديث:
يخبرنا الصحابي ثوبان رضي الله عنه عن موقف حصل مع النبي صلى الله عليه وسلم، حيث قدموا له دابة (كالحمار أو البغلة) ليركبها أثناء سيره في جنازة لتخفيف المشقة عليه، فرفض النبي صلى الله عليه وسلم أن يركبها واستمر في المشي مع الناس.
ثم بعد أن انتهوا من دفن الميت وعادوا، قدموا له الدابة مرة أخرى فركبها هذه المرة. فلما سُئل عن سبب رفضه أولاً ثم موافقته بعد ذلك، بيّن صلى الله عليه وسلم الحكمة العظيمة وراء ذلك، فقال: «إن الملائكة كانت تمشي فلم أكن لأركب وهم يمشون، فلما ذهبوا ركبت».
أي أن ملائكة الله -وهم خلقٌ كرام لا يعصون الله ما أمرهم- كانوا حاضرين يمشون مع الجنازة تكريماً للمؤمن وتشريفاً له، فاستحى النبي صلى الله عليه وسلم، وهو سيد البشر وخليل الرحمن، أن يركب وهو يرى هؤلاء الملائكة الأطهار يمشون على أقدامهم تواضعاً لله وتعظيماً لحق الميت المسلم. فلما انصرفوا بعد الدفن، ركب صلى الله عليه وسلم.
ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:
1- التواضع الجم: يتجلى في هذا الموقف أروع صور التواضع من النبي صلى الله عليه وسلم، حيث تواضع لله حتى أمام الملائكة، فلم يترفع عن المشي معهم. وهذا من كمال خلقه صلى الله عليه وسلم.
2- تعظيم جنائز المسلمين: يشير الحديث إلى عظمة وشرف تشييع جنازة المسلم، حتى إن الملائكة themselves تحضر وتشيعها.
3- التأدب مع ملائكة الله: علمنا النبي صلى الله عليه وسلم أدباً رفيعاً مع ملائكة الله، وذلك بإجلالهم وتوقيرهم وعدم الترفع عليهم.
4- الجمع بين التواضع والحكمة: لم يمتنع النبي عن الركوب مطلقاً، بل امتنع في وقت المشي مع الملائكة تواضعاً، ثم ركب عند العودة رحمة بنفسه وتيسيراً على أصحابه، جمعاً بين الفضيلتين.
5- بيان كرم الله على عباده المؤمنين: حيث يكرمهم بعد موتهم بحضور ملائكته لتشييع جنازتهم واستغفارهم.
رابعاً. معلومات إضافية:
- هذا الحديث من الأحاديث التي تُظهر الخلق العظيم للنبي صلى الله عليه وسلم، وهو مما يزيد المؤمنين حباً له واقتداءً به.
- يستحب للمشيع أن يمشي مع الجنازة ولا يركب إلا لحاجة، اقتداءً بهذا الأدب النبوي، وإن كان الركوب جائزاً.
- فيه إثبات حضور الملائكة لجنازة المؤمن، كما ورد في أحاديث أخرى بأنهم يقولون: "أخرجي يا نفس الطيبة...".
أسأل الله تعالى أن يرزقنا الاتصاف بالتواضع، والاقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم في كل حركة وسكنة.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
تخريج الحديث
وأخرجه الحاكم (١/ ٣٥٥) وقال: «صحيح على شرط الشيخين».
وقال الشوكاني في «النيل» (٣/ ١٩): «رجال إسناده رجال الصحيح.
وأما ما رُوي عنه أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم- رأي ناسًا ركبانا على دوابهم في جنازة فقال: «ألا تستحيون أن الملائكة يمشون على أقدامهم، وأنتم رُكبان«فهو ضعيف. رواه الترمذي (١٠١٢)، وابن ماجه (١٤٨٠) كلاهما من طريق أبي بكر بن أبي مريم، عن راشد بن سعد، عن ثوبان فذكره.
قال الترمذي: حديث ثوبان قد رُوي عنه موقوفًا، قال محمد -يعني البخاري-: الموقوف منه أصح».
قال الأعظمي: وفيه أبو بكر بن أبي مريم وهو: أبو بكر بن عبد الله بن أبي مريم الغساني وقد ينسب إلى جده، ضعيف، ضعَّفه أبو داود وأحمد وأبو حاتم والنسائي والدارقطني وغيرهم.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 318 من أصل 541 حديثاً له شرح
- 293 قوموا إذا رأيتم الجنازة
- 294 ما رأينا رسول الله شهد جنازة قط فجلس حتى توضع
- 295 إن الموت فزع، فإذا رأيتم الجنازة فقوموا
- 296 أليست نفسًا؟
- 297 إن للموت فزعًا
- 298 قمنا للملائكة
- 299 قام رسول الله ﷺ ثم قعد في الجنازة.
- 300 قام الحسن للجنازة ولم يقم ابن عباس
- 301 من لم يحفر اللحد بعد فجلس النبي ﷺ مستقبل القبلة
- 302 اتبعوا الجنائز، وعودوا المريض، وأجيبوا الداعي
- 303 رد السلام وعيادة المريض واتباع الجنائز وإجابة الدعوة وتشميت العاطس
- 304 من تبع جنازة فله قيراط من الأجر
- 305 من شهد الجنازة حتى تدفن فله قيراطان مثل الجبلين
- 306 من اتبع جنازة مسلم إيمانًا واحتسابًا حتى يدفنها
- 307 من صلى على الجنازة وتبعها كان له قيراطان مثل أحد
- 308 من صلى على جنازة فله قيراط
- 309 من تبع جنازة فصلى عليها فله قيراط
- 310 من مشى مع الجنازة حتى تدفن فله قيراطان مثل أحد
- 311 إذا انطلقتم بجنازتي فأسرعوا المشي ولا تجعلوا في لحدي شيئا...
- 312 لا تزال أمتي في مسكة من دينها ما لم يكلوا...
- 313 أسرعوا بالجنازة فإن تك صالحة فخير تقدمونها إليه
- 314 إذا وضعت الجنازة فاحتملها الرجال على أعناقهم
- 315 خلُّوا فوالذي أكرم وجه أبي القاسم لقد رأيتنا مع رسول...
- 316 الراكب يسير خلف الجنازة والماشي يمشي خلفها وأمامها
- 317 ركوب النبي فرسًا معرورًا بعد جنازة ابن الدحداح
- 318 الملائكة كانت تمشي فلم أكن لأركب وهم يمشون
- 319 نهينا عن اتباع الجنائز ولم يعزم علينا
- 320 تقدم فلولا أنها السنة ما قدمتك
- 321 ثلاثة لا تقبل منهم صلاة ولا تصعد إلى السماء
- 322 صلاة النبي على المرأة التي ماتت في نفاسها
- 323 صلاة النبي على الجنازة: الرجل عند رأسه والمرأة عند وسطها
- 324 صلاة الجنائز: وضع الرجال قرب الإمام والنساء عند القبلة.
- 325 الغلام مما يلي الإمام في الجنازة هذه السنة
- 326 لا تصلوا على الجنازة بين القبور
- 327 ما صلي رسول الله على سهيل ابن بيضاء إلا في...
- 328 رجم اليهودي واليهودية عند مسجد النبي
- 329 صلى النبي على النجاشي في المصلى وكبر أربعًا
- 330 مات رجل فغسلناه وكفناه وحنطناه
- 331 صلى النبي على الحبش وصففنا خلفه
- 332 متى دفن هذا أفلا آذنتموني
- 333 دعوة رسول الله للصلاة على عمير بن أبي طلحة في...
- 334 كيف نصلي على رسول الله عند وفاته
- 335 حيث قبض الله روحه فإنه لم يقبضها إلا في مكان...
- 336 صلى النبي على النجاشي وكبر أربعًا
- 337 نعى رسول الله ﷺ النجاشي وصلى عليه أربع تكبيرات
- 338 التكبير أربعًا على الجنازة وحثو التراب من قبل الرأس ثلاثًا.
- 339 صلاة الغائب على النجاشي بأربع تكبيرات
- 340 النبي ﷺ يصلي على قبر منبوذ ويكبر أربعًا
- 341 ألا آذنتموني بها فإن صلاتي عليه رحمة
- 342 صلى النبي ﷺ على امرأة ماتت بعد العتمة
معلومات عن حديث: الملائكة كانت تمشي فلم أكن لأركب وهم يمشون
📜 حديث: الملائكة كانت تمشي فلم أكن لأركب وهم يمشون
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: الملائكة كانت تمشي فلم أكن لأركب وهم يمشون
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: الملائكة كانت تمشي فلم أكن لأركب وهم يمشون
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: الملائكة كانت تمشي فلم أكن لأركب وهم يمشون
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








