حديث: من اتبع جنازة مسلم إيمانًا واحتسابًا حتى يدفنها

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب الأمر باتباع الجنائز وفضله

عن أبي هريرة قال: إن رسول الله ﷺ قال: «من اتبع جنازة مسلم إيمانًا واحتسابًا، وكان معه حتّى يصلى عليها، ويفرغ من دفْنِها فإنه يرجع من الأجر بقيراطين، كل قيراط مثل أحد، ومن صلى عليها ثمّ رجع قبل أن تدفن فإنه يرجع بقيراط».

صحيح: رواه البخاريّ في الإيمان (٤٧) عن أحمد بن عبد الله بن عليّ المنجوفي قال: حَدَّثَنَا رَوح، قال: حَدَّثَنَا عوف، عن الحسن ومحمد، عن أبي هريرة فذكره.

عن أبي هريرة قال: إن رسول الله ﷺ قال: «من اتبع جنازة مسلم إيمانًا واحتسابًا، وكان معه حتّى يصلى عليها، ويفرغ من دفْنِها فإنه يرجع من الأجر بقيراطين، كل قيراط مثل أحد، ومن صلى عليها ثمّ رجع قبل أن تدفن فإنه يرجع بقيراط».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
حياكم الله و بياكم أيها السائل الكريم، ونسأل الله أن يوفقنا جميعاً لفهم سنة نبيه ﷺ والعمل بها.
الحديث الشريف:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: «مَنِ اتَّبَعَ جَنَازَةَ مُسْلِمٍ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، وَكَانَ مَعَهَا حَتَّى يُصَلَّى عَلَيْهَا، وَيُفْرَغَ مِنْ دَفْنِهَا، فَإِنَّهُ يَرْجِعُ مِنَ الأَجْرِ بِقِيرَاطَيْنِ، كُلُّ قِيرَاطٍ مِثْلُ أُحُدٍ، وَمَنْ صَلَّى عَلَيْهَا ثُمَّ رَجَعَ قَبْلَ أَنْ تُدْفَنَ فَإِنَّهُ يَرْجِعُ بِقِيرَاطٍ».
رواه البخاري ومسلم وغيرهما.


1. شرح المفردات:


● اتَّبَعَ جَنَازَةَ: سار خلفها أو معها لتشييعها.
● إِيمَانًا: تصديقاً بوعد الله وثوابه، وإيماناً بالبعث والجزاء.
● احْتِسَابًا: طلباً لوجه الله تعالى وثوابه، لا رياءً ولا سمعةً.
● حَتَّى يُصَلَّى عَلَيْهَا: يبقى معها حتى تنتهي صلاة الجنازة عليها.
● وَيُفْرَغَ مِنْ دَفْنِهَا: حتى يتم وضع الميت في قبره وتسوى عليه التراب.
● قِيرَاطٍ: مقياس للوزن أو القيمة، وهو هنا كناية عن قدر عظيم من الأجر.
● مِثْلُ أُحُدٍ: تشبيه لعظمة الأجر بجبل أحد في الضخامة والثبات والعظمة.


2. شرح الحديث:


يبيّن النبي ﷺ في هذا الحديث فضل تشييع الجنازة والصبر عليها حتى تتم مراسم الدفن كاملة. وهو يفرق بين درجتين من الأجر:
● الدرجة الأولى (الأجر الأعظم): لمن صحب الجنازة بنية خالصة لله، وبقي معها حتى يُصلَّى عليها صلاة الجنازة، ثم يظل معها حتى يتم دفن الميت وتسوية قبره. فهذا يرجع من الأجر بقيراطين، كل قيراط منهما في الضخامة والثواب مثل جبل أحد.
● الدرجة الثانية: لمن صلى على الجنازة ثم انصرف قبل أن تُدفن. فهذا يرجع بقيراط واحد من الأجر، وهو أجر عظيم أيضاً، لكنه نصف أجر من أكمل المشي معها حتى الدفن.


3. الدروس المستفادة منه:


1- عظم أجر تشييع الجنازة: فيه بيان لعظمة ثواب من يشارك في تشييع جنازة المسلم ويصبر عليها حتى تُدفن.
2- تفاضل الأعمال بالنيات: الشرط الأساسي لحصول هذا الأجر هو الإيمان والاحتساب، أي إخلاص النية لله تعالى.
3- فضل البقاء حتى الدفن: الحضور حتى نهاية مراسم الدفن له فضل مضاعف، مما يشجع على المواساة الكاملة لأهل الميت وإكرام الميت حتى آخر لحظة.
4- التعاون على البر والتقوى: تشييع الجنازة من صفات المجتمع المسلم المتعاون الذي يتواد أفراده ويتعاطفون في الأفراح والأتراح.
5- التذكير بالآخرة: حضور الجنائز يذكر بالآخرة والموت، فيرقق القلب ويوجهه إلى الاستعداد للقاء الله.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث من الأحاديث التي تُظهر عظمة الأجر على الأعمال التي قد يراها الناس بسيطة، ولكنها عظيمة عند الله.
- القيراط هنا ليس المقصود به القيراط المعروف في الميزان الدنيوي، بل هو كناية عن قدر هائل من الثواب.
- تشبيه القيراط بجبل أحد من أساليب النبي ﷺ في تبسيط المعاني وتقريب صورة الثواب للعقول.
- يستحب للمسلم أن يحرص على تشييع الجنازات، فإنها من الحقوق التي للمسلم على أخيه.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن يعيننا على طاعته وطاعة رسوله ﷺ إلى يوم الدين.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الإيمان (٤٧) عن أحمد بن عبد الله بن عليّ المنجوفي قال: حَدَّثَنَا رَوح، قال: حَدَّثَنَا عوف، عن الحسن ومحمد، عن أبي هريرة فذكره. وتابعه عثمان المؤذن قال: حَدَّثَنَا عوف، عن محمد، عن أبي هريرة، عن النَّبِيّ ﷺ نحوه. انتهى.
والحسن هو: ابن أبي الحسن البصريّ، وسماعه عن أبي هريرة مختلف فيه، والصواب أنه لم يسمع منه، وهو كثير الإرسال ولذا كان اعتماد البخاريّ على رواية محمد، وهو: ابن سيرين، ويكون الحسن متابعًا له.
وعوف هو: ابن أبي جميلة، وكنيته: أبو سهل.
وعثمان المؤذن هو: ابن الهيثم من شيوخ البخاري.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 306 من أصل 541 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من اتبع جنازة مسلم إيمانًا واحتسابًا حتى يدفنها

  • 📜 حديث: من اتبع جنازة مسلم إيمانًا واحتسابًا حتى يدفنها

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: من اتبع جنازة مسلم إيمانًا واحتسابًا حتى يدفنها

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: من اتبع جنازة مسلم إيمانًا واحتسابًا حتى يدفنها

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: من اتبع جنازة مسلم إيمانًا واحتسابًا حتى يدفنها

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب