حديث: إذا وضعت الجنازة فاحتملها الرجال على أعناقهم

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب الإسراع بالجنازة

عن أبي سعيد الخدري قال: كان النبي -صلي الله عليه وسلم- يقول: «إذا وضعت الجنازةُ فاحتملها الرجال على أعناقهم، فإن كانت صالحةً قالت: قدِّموني، وإن كانت غير صالحة قالت لأهلها: يا ويلَها، أَين يذهبون بها؟ يسمع صوتها كل شيء إلا الإنسان، ولو سمع الإنسان لصَعِق».

صحيح: رواه البخاري في الجنائز (١٣١٦) عن عبد الله بن يوسف، حدثنا الليث، حدثنا سعيد، عن أبيه، أنه سمع أبا سعيد الخدري فذكره.

عن أبي سعيد الخدري قال: كان النبي -صلي الله عليه وسلم- يقول: «إذا وضعت الجنازةُ فاحتملها الرجال على أعناقهم، فإن كانت صالحةً قالت: قدِّموني، وإن كانت غير صالحة قالت لأهلها: يا ويلَها، أَين يذهبون بها؟ يسمع صوتها كل شيء إلا الإنسان، ولو سمع الإنسان لصَعِق».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإن حديث أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - هذا من الأحاديث التي تُظهر جانبًا من عالم الغيب الذي أطلعنا عليه النبي - صلى الله عليه وسلم -، وهو يتعلق بحال الميت بعد وفاته وما يحدث له عند حمل جنازته.

شرح الحديث:


1. شرح المفردات:
● الجنازة: الميت المحمول على الأعناق ليُدفن.
● فاحتملها الرجال على أعناقهم: أي يحملون نعشها على أكتافهم.
● صالحة: أي مطيعة لله، مؤدية لحقوقه، توفيت على الإيمان والتقوى.
● غير صالحة: العاصية لله، التي توفيت على غير طاعة.
● قدِّموني: أي أسرعوا بي إلى القبر.
● يا ويلَها: كلمة تقال للتفجع والحزن، كأنها تقول: واحسرتا عليها.
● لصَعِق: أي لسقط مغشيًّا عليه من شدة الفزع والهلع.
2. شرح الحديث:
يخبرنا النبي - صلى الله عليه وسلم - عن حالة خفية تحدث عند حمل الجنازة إلى المقبرة، لا ندركها بحواسنا ولكن النبي - صلى الله عليه وسلم - أطلعنا عليها بوحي من الله تعالى.
● "إذا وضعت الجنازة فاحتملها الرجال على أعناقهم": أي عندما يُرفع النعش ليُحمل إلى مكان الدفن.
● "فإن كانت صالحة قالت: قدِّموني": النفس المؤمنة الصالحة التي عاشت في طاعة الله، تكون مشتاقة إلى لقاء ربها، وتنتظر ما أعده الله لها من الكرامة في قبرها، فتسارع الخطى نحو مصيرها المحمود، فتطلب من حامليها أن يسرعوا في السير بها إلى قبرها.
● "وإن كانت غير صالحة قالت لأهلها: يا ويلَها، أين يذهبون بها؟": أما النفس الفاجرة التي عاشت في معصية الله، فهي تتوجس خيفةً مما ستلقاه من عذاب وعقاب، فتنادي بأهلها - الذين يتبعون الجنازة - متوجعةً ومتفجعةً، مستغيثةً من المصير المُخيف الذي تنتظره، متسائلةً في ذعر: إلى أين يذهبون بي؟ كأنها تستعطفهم ليعيدوها ولا يذهبوا بها إلى ذلك المصير.
● "يسمع صوتها كل شيء إلا الإنسان، ولو سمع الإنسان لصَعِق": هذا النداء والكلام الذي يصدر من الميت يسمعه جميع المخلوقات من الملائكة والجن والحيوانات وغيرها، لكن الله - حكمةً منه - حجب سمعه عن الإنسان الحي؛ لأن سماعه لمثل هذا الصوت المخيف المفزع، لكان سببًا في أن يغشى عليه من شدة الهول والفزع، بل قد يموت من هول ما يسمع.
3. الدروس المستفادة منه:
● اليقين بالغيب: الحديث يؤكد على وجود عالم الغيب الذي نؤمن به، وأن الميت لا تنتهي حياته بالموت بل تبدأ حياة أخرى (حياة البرزخ).
● حقيقة الموت: الموت ليس فناءً، بل هو انتقال من دار العمل إلى دار الجزاء.
● الحث على الاستعداد: الحديث يحفز المسلم على أن يكون من الصالحين، ليكون مصيره مثل مصير الصالحين المشتاقين إلى لقاء ربهم، لا مثل الفجار الخائفين من عقابه.
● التحذير من المعاصي: يحذرنا من أن نكون من أهل المعاصي، الذين يندمون حيث لا ينفع الندم، ويخافون حين لا تنفع المخافة.
● عظمة قدرة الله: فهو الذي يخلق في الميت هذه الأحاسيس والقدرة على الكلام بعد الموت، وهو على كل شيء قدير.
4. معلومات إضافية مفيدة:
- هذا الحديث رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما، مما يدل على صحته وقوته.
- هذا الكلام من الميت هو من أمور الغيب التي يجب الإيمان بها كما جاءت، دون تحريف أو تعطيل أو تكييف، فنؤمن بأنه يحدث على الحقيقة التي أرادها الله، ولا نعلم كيفيته.
- يستحب للإنسان أن يسرع بالجنازة إلى القبر، امتثالاً لأمر الصالحة في الحديث، ولأن في الإسراع إكرامًا للميت وتخفيفًا عنه.
- هذا الحديث يزيد المؤمن رغبة في الخير ورهبة من الشر، فيعمل للآخرة ويعتبر بالدنيا.
نسأل الله تعالى أن يجعلنا من الصالحين المشتاقين إلى رحمته وكرامته، وأن يقينا عذاب القبر وناره.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الجنائز (١٣١٦) عن عبد الله بن يوسف، حدثنا الليث، حدثنا سعيد، عن أبيه، أنه سمع أبا سعيد الخدري فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 314 من أصل 541 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: إذا وضعت الجنازة فاحتملها الرجال على أعناقهم

  • 📜 حديث: إذا وضعت الجنازة فاحتملها الرجال على أعناقهم

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: إذا وضعت الجنازة فاحتملها الرجال على أعناقهم

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: إذا وضعت الجنازة فاحتملها الرجال على أعناقهم

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: إذا وضعت الجنازة فاحتملها الرجال على أعناقهم

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب