حديث: أسرعوا بالجنازة فإن تك صالحة فخير تقدمونها إليه

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب الإسراع بالجنازة

عن أبي هريرة، عن النبي -صلي الله عليه وسلم- قال: «أسرعوا بالجنازة، فإن تك صالحة فخير ما تقدموها إليه، وإن يك سوى ذلك فشرٌ تضعونه عن رقابكم».

متفق عليه: رواه البخاري في الجنائز (١٣١٥)، ومسلم في الجنائز (٩٤٤) كلاهما من حديث سفيان بن عيينة، قال: حفظناه من الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة فذكر الحديث.

عن أبي هريرة، عن النبي -صلي الله عليه وسلم- قال: «أسرعوا بالجنازة، فإن تك صالحة فخير ما تقدموها إليه، وإن يك سوى ذلك فشرٌ تضعونه عن رقابكم».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث الشريف الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه، أخرجه الإمام البخاري في صحيحه (رقم 1315)، والإمام مسلم في صحيحه (رقم 944)، وغيرهما، وهو من الأحاديث التي تتعلق بآداب تشييع الجنازة ودفن الميت.

أولاً. شرح المفردات:


● أسرعوا بالجنازة: أي أسرعوا في السير بها إلى المقبرة، بخطوات متوسطة ليست بالسريعة المفرطة ولا بالبطيئة.
● فإن تك صالحة: أي إن كانت الجنازة لرجل صالح أو امرأة صالحة.
● فخير ما تقدموها إليه: أي فأنتم تسرعون بها إلى الخير الذي أعدّه الله لها من الثواب والكرامة.
● وإن يك سوى ذلك: أي وإن تكن غير صالحة (أي سيئة).
● فشر تضعونه عن رقابكم: أي فأنتم بتعجيل دفنها تتخلصون من شرها وثقلها الذي كان على المجتمع.

ثانياً. شرح الحديث:


يأمر النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث بالإسراع في حمل الجنازة والمشي بها إلى مكان الدفن، ولكن ليس الإسراع المفرط الذي يؤدي إلى إيذاء حامليها أو إسقاطها، بل هو إسراعٌ بالمعنى المعروف في عرف السلف، وهو المشي بخطى سريعة نسبياً مع التحفظ.
ثم يبين النبي صلى الله عليه وسلم الحكمة من هذا الأمر، فيقول:
- إذا كان الميت صالحاً، فإنكم بتعجيل دفنه تقدمونه إلى الخير الذي أعده الله له من رحمته وكرامته وثوابه، فأنتم تُسَرِّعون في وصوله إلى ما هو خير له.
- وإن كان الميت غير صالح (فاسقاً أو كافراً)، فإنكم بتعجيل دفنه تتخلصون من شره وشر بقائه بين أظهركم، فتضعون هذا الشر عن كواهلكم وعن المجتمع.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- وجوب الإسراع بالجنازة إلى القبر: وهذا من كمال الشريعة التي جاءت بما فيه مصلحة الأحياء والأموات.
2- تفاضل الناس عند الله تعالى: فالصالحون لهم حال عند الله، وغير الصالحين لهم حال أخرى.
3- التفكير في مصير الإنسان بعد الموت: فالحديث يذكرنا بأن الميت إما أن يكون من أهل الخير فيُسارع به إليه، أو من أهل الشر فيتخلص الأحياء من شره.
4- الحكمة من التشريع: فالشريعة الإسلامية لا تأمر بشيء إلا وفيه حكمة ومصلحة، سواء ظهرت لنا أم لم تظهر.
5- التحذير من سوء الخاتمة: فالحديث يحث المسلم على أن يكون من الصالحين، ليكون ممن يُسارع به إلى الخير لا إلى الشر.

رابعاً. معلومات إضافية:


- يستحب الإسراع بالجنازة دون الجري أو الإسراع المفرط الذي يمنع الوقار أو يؤدي إلى إيذاء الحاملين.
- هذا الإسراع يكون من حين الوفاة إلى الدفن، فيستحب تعجيل تجهيز الميت وغسله وتكفينه والصلاة عليه ثم دفنه.
- وردت أحاديث أخرى تؤكد على هذا المعنى، منها قوله صلى الله عليه وسلم: «لا يجلس أحدكم عند الجنازة فإذا وضعت فليقم» رواه أبو داود، مما يدل على الاستعجال في دفنها.
أسأل الله تعالى أن يوفقنا للعمل الصالح، وأن يختم لنا بخاتمة الخير، وأن يرزقنا الفقه في دينه، والله أعلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الجنائز (١٣١٥)، ومسلم في الجنائز (٩٤٤) كلاهما من حديث سفيان بن عيينة، قال: حفظناه من الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة فذكر الحديث. ورواه مالك في الجنائز (٥٦) عن نافع، عن أبي هريرة فذكره.
وأما ما رُوي عنه قال: كنت مع رسول الله -صلي الله عليه وسلم- في جنازة فكنت إذا مشيتُ سبقني فأهرول، فإذا هرولتُ سبقتُه، فالتفتُّ إلى رجل جنبي فقلت: تُطْوى له الأرضُ وخليل إبراهيم. ففيه رجلٌ مجهولٌ.
رواه إسحاق بن راهويه في مسنده (١٣٩) عن النضر بن شميل، وأحمد (٧٥٠٦، ٧٩٢٩) عن يزيد، كلاهما عن عبد الله بن عون، حدثني أبو محمد عبد الرحمن بن عبيد، عن أبي هريرة فذكره.
وأبو محمد عبد الرحمن بن عبيد، لم يرو عنه إلا عبد الله بن عون بن أرطبان، ولم يوثقه أحد فهو في عداد المجهولين، إلا أن ابن حبان ذكره في «الثقات» (٦/ ٩٤) على قاعدته.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 313 من أصل 541 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أسرعوا بالجنازة فإن تك صالحة فخير تقدمونها إليه

  • 📜 حديث: أسرعوا بالجنازة فإن تك صالحة فخير تقدمونها إليه

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أسرعوا بالجنازة فإن تك صالحة فخير تقدمونها إليه

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أسرعوا بالجنازة فإن تك صالحة فخير تقدمونها إليه

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أسرعوا بالجنازة فإن تك صالحة فخير تقدمونها إليه

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب