حديث: خلُّوا فوالذي أكرم وجه أبي القاسم لقد رأيتنا مع رسول الله
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب الإسراع بالجنازة
وخرج زياد يمشي بين يدي السرير، فجعل رجال من أهل عبد الرحمن ومواليهم يستقبلون السرير، ويمشون على أعقابهم ويقولون رُويدًا رُويدًا بارك الله فيكم فكانوا يدبون دَبيبًا حتى إذا كنا في بعض طريق المربد لحقنا أبو بكرة على بغلة، فلما رأى الذي يصنعون حمل عليهم ببغلته، وأهوى إليهم بالسوط وقال: خلُّوا فوالذي أكرم وجه أبي القاسم ﷺ لقد رأيتنا مع رسول الله -صلي الله عليه وسلم- وإنا لنكاد نرملُ بها رَمَلًا فانبسط القوم.
حسن: رواه أبو داود (٣١٨٣) من طريق خالد بن الحارث، وعيسى بن يونس، والنسائي (١٩١٢) من طريق خالد وحده، عن عيينة بن عبد الرحمن به فذكره، واللفظ للنسائي، واختصره أبو داود.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.أما بعد، فهذا الحديث رواه الإمام البخاري في صحيحه، وهو حديث صحيح ثابت، وفيه فوائد وآداب عظيمة تتعلق بجنائز المسلمين واتباع السنة في تشييعها.
أولاً. شرح المفردات:
● عيينة بن عبد الرحمن: راوي الحديث عن أبيه عبد الرحمن بن سمرة.
● عبد الرحمن بن سمرة: صحابي جليل، وهو صاحب الجنازة المذكورة في الحديث.
● زياد: هو زياد بن أبيه، وكان واليًا على البصرة وقتها.
● يمشي بين يدي السرير: أي كان يمشي أمام الجنازة.
● يستقبلون السرير: أي يواجهون النعش ويمشون إلى الخلف.
● على أعقابهم: أي يمشون القهقرى (إلى الوراء).
● رُويدًا رُويدًا: أي تمهّلوا وامشوا ببطء.
● يدبون دَبيبًا: أي يمشون مشية بطيئة كدبيب النمل.
● طريق المربد: مكان في البصرة معروف.
● أبو بكرة: هو الصحابي الجليل نفيع بن الحارث، مولى رسول الله ﷺ.
● أهوى إليهم بالسوط: أي حرك السوط باتجاههم تهديدًا.
● نرمل بها رَمَلًا: أي نمشي مشية سريعة دون إسراع مفرط.
● فانبسط القوم: أي انفسحوا ومشوا بشكل طبيعي.
ثانيًا. شرح الحديث:
يصف هذا الحديث موقفًا حدث أثناء تشييع جنازة الصحابي عبد الرحمن بن سمرة، حيث كان بعض الناس يمشون إلى الخلف أمام الجنازة ويطلبون من الحاملين التمهل، مما تسبب في بطء شديد في السير. فلما رأى الصحابي أبو بكرة هذا الفعل، أنكر عليهم بشدة، وحمل عليهم ببغلته وهددهم بالسوط، وأخبرهم بأنهم خالفوا السنة التي رأوها مع رسول الله ﷺ، حيث كان الصحابة يمشون في الجنازات مشية معتدلة سريعة (الرمل) دون تباطؤ مفرط. فما كان من القوم إلا أن انفسحوا ومشوا بشكل طبيعي.
ثالثًا. الدروس المستفادة والعبر:
1- وجوب اتباع السنة في الجنائز: المشي بالجنازة يجب أن يكون بالهيئة التي فعلها النبي ﷺ وصحابته، وهي المشي بسير معتدل إلى سريع دون تباطؤ.
2- الإنكار على المخالف للسنة: يجب على المسلم أن ينكر المنكر إذا رأى مخالفةً للسنة، خاصة في الأمور التعبدية، وكان أبو بكرة قدوة في ذلك.
3- التوسط وعدم التكلف: المشي البطيء جدًا أمام الجنازة مع الاستقبال والدهشة هو من البدع والمكروهات، والسنة هي المشي الطبيعي.
4- فضل الصحابة وحرصهم على السنة: الصحابة كانوا حريصين على تطبيق السنة وتعليمها للناس، ولو كان ذلك بالمواجهة الحازمة.
5- عدم المشي أمام الجنازة إلى الوراء: هذه الهيئة غير مشروعة، والأفضل أن يمشي المشيع خلف الجنازة أو عن يمينها أو شمالها.
رابعًا. معلومات إضافية:
- هذا الحديث يدل على أن السنة في تشييع الجنازة هي الإسراع نسبيًا (بدون عدو) وعدم البطء الشديد.
- فيه بيان لحكمة المشي السريع بالجنازة، وهي إكرام الميت بإسراع دفنه وتخفيف المشقة على الحاملين.
- يعتبر هذا الحديث من الأدلة على وجوب الأخذ بالسنة وترك البدع، حتى في مثل هذه الأمور.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تخريج الحديث
ورواه الإمام أحمد (٢٠٤٠٠) عن يحيى بن سعيد، عن عيينة به مثله.
كل هؤلاء قالوا في حديثهم: «عبد الرحمن بن سمرة» ورواه أبو داود (٣١٨٢) من وجه آخر عن شعبة، عن عيينة بن عبد الرحمن فقال في حديثه «عثمان بن أبي العاص» قال البخاري: هذا وهم، والصواب: عبد الرحمن بن سمرة.
قال الأعظمي: وهو الصواب، وكذلك أخرجه أيضًا ابن حبان في صحيحه (٣٠٤٣)، والحاكم (٣/ ٤٤٦) من وجهين آخرين عن عيينة بن عبد الرحمن.
وعبد الرحمن بن سمرة هو ابن حبيب بن عبد شمس صحابي، افتح سجستان، ثم سكن البصرة، ومات بها سنة خمسين، صلي عليه زياد، ومشى في جنازته، هكذا قاله مصعب بن عبد الله الزبيري، رواه الحاكم (٣/ ٤٤٤) من طريق إبراهيم بن إسحاق الحربي، عنه.
ثم رواه النسائي (١٩١٣)، والحاكم (١/ ٣٥٥) كلاهما من طريق هشيم، عن عيينة بن عبد الرحمن، واقتصرا على قول أبي بكرة: لقد رأيتُنا مع رسول الله -صلي الله عليه وسلم-، وإنا لنكاد نرمُل بها رملًا. قال الحاكم: صحيح الإسناد. وصحَّحه ابن حبان (٣٠٤٤) ورواه من هذا الوجه.
وعيينة بن عبد الرحمن هو ابن جَوْشن الغطفاني «صدوق» وأبوه عبد الرحمن بن جوشن «ثقة» كما في التقريب.
والمِربد: بكسر الميم وفتح الباء -موضع بالبصرة.
وأما ما رُوي عن ابن عمر مرفوعًا: «إذا مات أحدكم فلا تحبسوه، وأسرعوا به إلى قبره، وليقرأ عند رأسه بفاتحة الكتاب، وعند رجليه بخاتمة البقرة في قبره» فهو ضعيف. رواه الطبراني في «الكبير» (١٢/ ٤٤٤) عن أبي شُعيب الحراني، ثنا يحيى بن عبد الله البابلتي، ثنا أيوب بن نهيك قال: سمعتُ عطاء بن أبي رباح يقول: سمعت ابن عمر فذكر الحديث.
قال الهيثمي في «المجمع» (٣/ ٤٤): ورواه الطبراني في «الكبير» ، وفيه يحيي بن عبد الله البابلتي
ضعيف».
قال الأعظمي: وفيه أيضًا شيخه أيوب بن نَهيك ضعَّفه أبو حاتم وغيره، وقال الأزدي: متروك، وقال أبو زرعة: هو منكر الحديث، وذكره ابن حبان في ثقاته وقال: يخطئ، ترجمه الحافظ في «اللسان».
وكذلك لا يصح ما رُوي عن طلحة بن البراء في مرضه الذي أتاه النبي -صلي الله عليه وسلم- يعود فقال: «إني لا أرى طلحة إلا قد حدث فيه الموت، فآذنوني به وعَجِّلوا، فإنه لا ينبغي لجيفة مسلم أن تحبس بين ظهراني أهله».
رواه أبو داود (٣١٥٩) عن عبد الرحيم بن مطرف الرواسي أبي سفيان وأحمد بن جناب، قالا: حدثنا عبي، قال أبو داود: وهو ابن يونس عن سعيد بن عثمان البلوي، عن عزرة، وقال عبد الرحيم: عروة بن سعيد الأنصاري، عن أبيه، عن الحصين بن وحْوَح أن طلحة بن البراء مرض فذكر الحديث.
وفيه عروة أو عزرة «مجهول» كما قال الحافظ في التقريب، والراوي عنه سعيد بن عثمان البلوي، لم يرو عنه سوى عيسى بن يونس، ولم يوثقه أحد فهو «مجهول» أيضًا إلا أن الحافظ قال فيه: «مقبول» تبعًا لذكره ابن حبان في «الثقات» ولكن هو أيضًا لم يذكر من الرواة عنه سوى عيسى ابن يونس
والحصين بن وَحْوَح -بفتح أوله، وسكون الحاء- الأنصاري الأوسي صحابي له حديث واحد هو هذا.
وكذلك لا يصح ما رُوي عن علي بن أبي طالب أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم- قال له: «يا علي! ثلاث لا تُؤخِّرها: الصلاة إذا أَتتْ، والجنازةُ إذا حضرتْ، والأيّمُ إذا وجدت لها كفؤًا».
رواه الترمذي (١٠٧٥)، وابن ماجه (١٤٨٦) كلاهما من طريق عبد الله بن وهب، عن سعيد بن عبد الله الجهني، عن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب، فذكره واللفظ للترمذي، وأما ابن ماجه فإنه اقتصر على قوله «لا تؤخروا الجنازة إذا حضرت».
قال الترمذي: «حديث غريب، وما أرى إسناده بمتصل».
قال الأعظمي: وفيه سعيد بن عبد الله الجهني مجهول.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 315 من أصل 541 حديثاً له شرح
- 290 إذا رأيتم الجنازة فقوموا، فمن تبعها فلا يجلس حتى توضع
- 291 النَّبِيّ ﷺ نهانا عن الجلوس قبل أن توضع الجنازة
- 292 مرّ رسول الله ﷺ بجنازة فقام
- 293 قوموا إذا رأيتم الجنازة
- 294 ما رأينا رسول الله شهد جنازة قط فجلس حتى توضع
- 295 إن الموت فزع، فإذا رأيتم الجنازة فقوموا
- 296 أليست نفسًا؟
- 297 إن للموت فزعًا
- 298 قمنا للملائكة
- 299 قام رسول الله ﷺ ثم قعد في الجنازة.
- 300 قام الحسن للجنازة ولم يقم ابن عباس
- 301 من لم يحفر اللحد بعد فجلس النبي ﷺ مستقبل القبلة
- 302 اتبعوا الجنائز، وعودوا المريض، وأجيبوا الداعي
- 303 رد السلام وعيادة المريض واتباع الجنائز وإجابة الدعوة وتشميت العاطس
- 304 من تبع جنازة فله قيراط من الأجر
- 305 من شهد الجنازة حتى تدفن فله قيراطان مثل الجبلين
- 306 من اتبع جنازة مسلم إيمانًا واحتسابًا حتى يدفنها
- 307 من صلى على الجنازة وتبعها كان له قيراطان مثل أحد
- 308 من صلى على جنازة فله قيراط
- 309 من تبع جنازة فصلى عليها فله قيراط
- 310 من مشى مع الجنازة حتى تدفن فله قيراطان مثل أحد
- 311 إذا انطلقتم بجنازتي فأسرعوا المشي ولا تجعلوا في لحدي شيئا...
- 312 لا تزال أمتي في مسكة من دينها ما لم يكلوا...
- 313 أسرعوا بالجنازة فإن تك صالحة فخير تقدمونها إليه
- 314 إذا وضعت الجنازة فاحتملها الرجال على أعناقهم
- 315 خلُّوا فوالذي أكرم وجه أبي القاسم لقد رأيتنا مع رسول...
- 316 الراكب يسير خلف الجنازة والماشي يمشي خلفها وأمامها
- 317 ركوب النبي فرسًا معرورًا بعد جنازة ابن الدحداح
- 318 الملائكة كانت تمشي فلم أكن لأركب وهم يمشون
- 319 نهينا عن اتباع الجنائز ولم يعزم علينا
- 320 تقدم فلولا أنها السنة ما قدمتك
- 321 ثلاثة لا تقبل منهم صلاة ولا تصعد إلى السماء
- 322 صلاة النبي على المرأة التي ماتت في نفاسها
- 323 صلاة النبي على الجنازة: الرجل عند رأسه والمرأة عند وسطها
- 324 صلاة الجنائز: وضع الرجال قرب الإمام والنساء عند القبلة.
- 325 الغلام مما يلي الإمام في الجنازة هذه السنة
- 326 لا تصلوا على الجنازة بين القبور
- 327 ما صلي رسول الله على سهيل ابن بيضاء إلا في...
- 328 رجم اليهودي واليهودية عند مسجد النبي
- 329 صلى النبي على النجاشي في المصلى وكبر أربعًا
- 330 مات رجل فغسلناه وكفناه وحنطناه
- 331 صلى النبي على الحبش وصففنا خلفه
- 332 متى دفن هذا أفلا آذنتموني
- 333 دعوة رسول الله للصلاة على عمير بن أبي طلحة في...
- 334 كيف نصلي على رسول الله عند وفاته
- 335 حيث قبض الله روحه فإنه لم يقبضها إلا في مكان...
- 336 صلى النبي على النجاشي وكبر أربعًا
- 337 نعى رسول الله ﷺ النجاشي وصلى عليه أربع تكبيرات
- 338 التكبير أربعًا على الجنازة وحثو التراب من قبل الرأس ثلاثًا.
- 339 صلاة الغائب على النجاشي بأربع تكبيرات
معلومات عن حديث: خلُّوا فوالذي أكرم وجه أبي القاسم لقد رأيتنا مع رسول الله
📜 حديث: خلُّوا فوالذي أكرم وجه أبي القاسم لقد رأيتنا مع رسول الله
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: خلُّوا فوالذي أكرم وجه أبي القاسم لقد رأيتنا مع رسول الله
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: خلُّوا فوالذي أكرم وجه أبي القاسم لقد رأيتنا مع رسول الله
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: خلُّوا فوالذي أكرم وجه أبي القاسم لقد رأيتنا مع رسول الله
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, December 17, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








