قام رسول الله ﷺ ثم قعد في الجنازة.

حديث: قام رسول الله ﷺ ثم قعد في الجنازة.

عن عليّ بن أبي طالب أن رسول الله ﷺ كان يقوم في الجنازة، ثمّ جلس، بعد.
وفي رواية: عن واقد بن عمرو بن سعد بن معاذ أنه قال: رآني نافع بن جبير، ونحن في جنازةٍ قائمًا، وقد جلس ينتظر أن توضع الجنازة، فقال لي: ما يُقيمك؟ فقلت: أنتظر أن توضع الجنازة لما يحدث أبو سعيد الخدريّ، فقال نافع: فإن مسعود بن الحكم حَدَّثَنِي عن عليّ بن أبي طالب أنه قال: قام رسولُ الله ﷺ ثمّ قعد.

صحيح: رواه مالك في الجنائز (٣٣) عن يحيى بن سعيد، عن واقد بن عمرو بن سعد بن معاذ، عن نافع بن جبير بن مطعم، عن مسعود بن الحكم، عن عليّ بن أبي طالب فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث المرفوع:

الحديث:

عن عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ كان يقوم في الجنازة، ثمّ جلس، بعد. وفي رواية: عن واقد بن عمرو بن سعد بن معاذ أنه قال: رآني نافع بن جبير، ونحن في جنازةٍ قائمًا، وقد جلس ينتظر أن توضع الجنازة، فقال لي: ما يُقيمك؟ فقلت: أنتظر أن توضع الجنازة لما يحدث أبو سعيد الخدريّ، فقال نافع: فإن مسعود بن الحكم حَدَّثَنِي عن عليّ بن أبي طالب أنه قال: قام رسولُ الله ﷺ ثمّ قعد.

1. شرح المفردات:

● يقوم في الجنازة: أي يقف عند مجيء الجنازة للصلاة عليها.
● جلس: أي جلس النبي ﷺ بعد أن كان واقفاً.
● ما يُقيمك؟: أي ما الذي يجعلك باقياً واقفاً؟
● توضع الجنازة: أي تضعها النَّعْش على الأرض استعداداً للصلاة.

2. شرح الحديث:

هذا الحديث يدل على سنة القيام للجنازة عندما تُحْمَل أو تمرُّ بالجالسين، ولكنَّه أيضًا يُبيّن أن النبي ﷺ ترَك القيامَ وجلس، مما يدل على أن القيام ليس واجباً، بل هو من السنن التي يمكن تركها.
● القيام للجنازة: كان من هدي النبي ﷺ وأصحابه القيام إجلالاً للميت وتكريماً له.
● الجلوس بعد القيام: في هذا الحديث بيان أن النبي ﷺ جلس بعد أن كان قائماً، مما يدل على أن الأمر فيه سعة، وأن القيام ليس فرضاً بل مستحب.
ورواية واقد بن عمرو توضح أن الصحابة كانوا ينتظرون وضع الجنازة حتى يبدؤوا بالصلاة، وأن بعضهم التزم القيام تأسياً بما كان يفعله النبي ﷺ أولاً، ثم بين له نافع بن جبير أن النبي ﷺ قد جلس بعد ذلك، أي أن السنة تتغير أحياناً حسب الظروف أو تطور التشريع.

3. الدروس المستفادة:

1- مشروعية القيام للجنازة: وهو من آداب تشييع الموتى وإظهار الاحترام لهم.
2- القيام ليس بواجب: لأنه ﷺ تركه وجلس، مما يدل على أن الأمر ليس فرضاً.
3- اتباع السنة النبوية: ينبغي للمسلم أن يتبع ما ثبت عن النبي ﷺ، سواءً بالقيام أو بالجلوس، حسب ما جاء في الأحاديث الصحيحة.
4- التيسير في العبادات: الإسلام دين يسر، وليس فيه تكليف فوق الطاقة، فمن قام فقد أحسن، ومن جلس فلا حرج عليه.
5- تعليم الجاهل: كما فعل نافع بن جبير عندما بين لواقد بن عمرو سنة النبي ﷺ في الجلوس.

4. معلومات إضافية:

- هذا الحديث أخرجه الإمام مسلم في صحيحه، وهو من الأحاديث التي استدل بها الفقهاء على أن القيام للجنازة سنة وليس فرضاً.
- جمهور العلماء (الحنفية والمالكية والشافعية) على أن القيام للجنازة مستحب وليس واجباً.
- بعض أهل العلم قالوا: إن القيام كان في أول الإسلام ثم نُسخ، والراجح أنه لم ينسخ، بل هو سنة ثابتة، لكنه ليس بلازم.

الخلاصة:

الحديث يدل على أن القيام للجنازة سنةٌ مؤكدة، لكنه ليس بواجب، بل يجوز الجلوس أيضاً، خاصة إذا طال الوقوف أو كان هناك مشقة. والمهم هو التأسي برسول الله ﷺ في كل أحواله.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مالك في الجنائز (٣٣) عن يحيى بن سعيد، عن واقد بن عمرو بن سعد بن معاذ، عن نافع بن جبير بن مطعم، عن مسعود بن الحكم، عن عليّ بن أبي طالب فذكره.
والرّواية الثانية عند مسلم في الجنائز (٩٦٢) من طرق عن اللّيث بن سعد، عن يحيى بن سعيد،
عن واقد بن عمرو فذكره.
ورواه من وجه آخر عن شعبة، عن محمد بن المنكدر، قال: سمعتُ مسعود بن الحكم يحدث عن عليّ قال: رأينا رسول الله ﷺ قام فقمنا، وقعد فقعدنا. يعني في الجنازة.
وفي رواية للطحاوي في شرحه (١/ ٢٨٢): «كان رسول الله ﷺ أمرنا بالقيام في الجنازة، ثمّ جلس بعد ذلك وأمرنا بالجلوس».
وفي رواية عنده أيضًا من طريق إسماعيل بن مسعود بن الحكم الزرقيّ، عن أبيه قال: شهدت جنازة بالعراق، فرأيت رجالًا قيامًا ينتظرون أن توضع، ورأيت عليّ بن أبي طالب يشير إليهم أن اجلِسُوا، فإن النَّبِيّ ﷺ قد أمرنا بالجلوس بعد القيام. وإسناده حسن من أجل إسماعيل بن مسعود فإنه «صدوق».
ورواه النسائيّ (١٩٢٣) من وجه آخر عن أبي معمر قال: كنا عند عَلِيّ فمرت به جنازة فقاموا لها، فقال عَلِيّ: ما هذا؟ قالوا: أمْر أبي موسى، فقال: إنّما قام رسول الله ﷺ لجنازة يهودية، ولم يَعُدْ بعد ذلك، وإسناده صحيح.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 299 من أصل 541 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: قام رسول الله ﷺ ثم قعد في الجنازة.

📜 حديث: قام رسول الله ﷺ ثم قعد في الجنازة.

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: قام رسول الله ﷺ ثم قعد في الجنازة.

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: قام رسول الله ﷺ ثم قعد في الجنازة.

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: قام رسول الله ﷺ ثم قعد في الجنازة.

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية