نهينا عن اتباع الجنائز ولم يعزم علينا

حديث: نهينا عن اتباع الجنائز ولم يعزم علينا

عن أم عطية قالت: نُهينا عن اتباع الجنائز، ولم يُعزم علينا.

متفق عليه: رواه البخاري في الجنائز (١٢٧٨)، ومسلم في الجنائز (٩٣٨) كلاهما من طريق حفصة بنت سيرين أم الهُذيل، عن أم عطية ولفظهما سواء.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

عن أم عطية قالت: نُهينا عن اتباع الجنائز، ولم يُعزم علينا.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن يزيدنا وإياك فهماً لسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.
هذا الحديث رواه أم المؤمنين أم عطية نسيبة بنت الحارث الأنصارية رضي الله عنها، وهو حديث صحيح رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما.

شرح المفردات:

● نُهينا: أي وُجه إلينا النهي والمنع.
● عن اتباع الجنائز: أي عن المشي وراء الجنازة عند تشييعها إلى المقبرة.
● ولم يُعزم علينا: أي لم يؤكد علينا النهي تأكيداً شديداً، بل كان نهياً غير جازم، مما يدل على أن الأمر ليس حراماً محضاً، بل فيه نوع كراهة أو منع للنساء لعارض.

شرح الحديث:

يخبر الحديث أن النساء في عهد النبي صلى الله عليه وسلم نُهين عن اتباع الجنائز والمشي خلفها إلى المقبرة، ولكن هذا النهي لم يكن نهياً جازماً مؤكداً، بل كان نهياً غير شديد، مما يدل على أن الحكم ليس تحريماً مطلقاً، بل فيه تفصيل.
وقد اختلف العلماء في حكم اتباع النساء للجنائز على عدة أقوال:
1- كراهة التنزيه: وهو مذهب الجمهور، حيث يرون أن النهي ليس للتحريم، بل للكراهة؛ وذلك لقولها: "ولم يعزم علينا"، مما يدل على أن النهي غير مؤكد.
2- التحريم في بعض الأحوال: إذا كان في اتباعهن فتنة أو خوفاً من عدم الصبر، أو كان في ذلك تشبه بالرجال.
3- الجواز بشرط عدم الفتنة: إذا أمنت المرأة الفتنة وعدم رفع الصوت بالبكاء أو النياحة، جاز لها اتباع الجنازة.
والراجح -والله أعلم- أن النهي للكراهة وليس للتحريم، خاصة إذا وجدت أسباب تدفع الكراهة، مثل اتباع المرأة لجنازة قريبها أو صديقتها مع الاحتشام وعدم رفع الصوت.

الدروس المستفادة:

1- رفق الشريعة بالنساء: حيث لم يشدد عليهن في النهي عن اتباع الجنائز، مراعاةً لطبيعتهن وضعف تحملهن للمشاهد المؤلمة.
2- مراعاة العوارض: النهي قد يكون لأسباب عارضة، مثل الخوف من الفتنة أو عدم الصبر، فإذا زالت هذه الأسباب خف الحكم.
3- أهمية الاستنباط من ألفاظ الحديث: حيث استفاد العلماء من قولها "ولم يعزم علينا" أن النهي ليس تحريماً مؤكداً.
4- تكريم المرأة وصيانتها: النهي هنا يحفظ المرأة من المواقف التي قد تثير عواطفها بشدة أو تعرضها لمواقف لا تناسب حياءها.

معلومات إضافية:

- بعض العلماء استثنى من هذا النهي المرأة العجوز التي لا تثير فتنة، أو القريبة التي تريد أن تدعو للميت.
- ينبغي للمرأة إذا اتبعت الجنازة أن تتجنب الزينة ورفع الصوت، وأن تكون متسترة وحافظة لأدب الشرع.
أسأل الله أن يرزقنا الفقه في الدين، وأن يعلمنا ما ينفعنا، وأن ينفعنا بما علمنا.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الجنائز (١٢٧٨)، ومسلم في الجنائز (٩٣٨) كلاهما من طريق حفصة بنت سيرين أم الهُذيل، عن أم عطية ولفظهما سواء.
وفي غير الصحيحين: «نهانا رسول الله -صلي الله عليه وسلم-».
وقوله: «ولم يُعزم علينا» أي لم يؤكد علينا في المنع كما أكدَّ علينا في غيره من المنهيات، ففيه إشارة إلى كراهة اتباع الجنائز من غير تحريم.
وقد روي في أحاديث غير ثابتة: «ليس لهن في ذلك اجر».
رواه الطبراني في الدعاء (٢١٦١) وابن حبان في «الثقات» (٦/ ٤٩٣) من حديث عائشة. وفي معناه أحاديث أخرى، وكلها ضعيفة.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 319 من أصل 541 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: نهينا عن اتباع الجنائز ولم يعزم علينا

📜 حديث: نهينا عن اتباع الجنائز ولم يعزم علينا

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: نهينا عن اتباع الجنائز ولم يعزم علينا

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: نهينا عن اتباع الجنائز ولم يعزم علينا

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: نهينا عن اتباع الجنائز ولم يعزم علينا

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية