حديث: من منح منحة ورق أو ذهب فهو كعدل رقبة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب فضل المنيحة

عن النعمان بن بشير، قال: سمعتُ رسول الله ﷺ يقول: «مَنْ مَنَحَ مِنْحَةَ وَرِقًا أَوْ ذَهَبًا أَوْ سَقَى لَبَنًا أَوْ أَهْدَى زِقَاقًا فَهُوَ كَعَدْلِ رَقَبَةٍ».

حسن: رواه أحمد (١٨٤٠٣)، والبزّار - كشف الأسنار (٩٤٨) كلاهما من حديث حسين بن واقد، حَدَّثَنِي سماك بن حرب، عن النعمان بن بشير، فذكره.

عن النعمان بن بشير، قال: سمعتُ رسول الله ﷺ يقول: «مَنْ مَنَحَ مِنْحَةَ وَرِقًا أَوْ ذَهَبًا أَوْ سَقَى لَبَنًا أَوْ أَهْدَى زِقَاقًا فَهُوَ كَعَدْلِ رَقَبَةٍ».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النبوي الشريف الذي رواه الإمام أحمد في مسنده، والترمذي في سننه، وصححه الألباني:

الحديث:


عن النعمان بن بشير رضي الله عنه، قال: سمعتُ رسول الله ﷺ يقول: «مَنْ مَنَحَ مِنْحَةَ وَرِقًا أَوْ ذَهَبًا أَوْ سَقَى لَبَنًا أَوْ أَهْدَى زِقَاقًا فَهُوَ كَعَدْلِ رَقَبَةٍ».


1. شرح المفردات:


● مَنَحَ: أعطى عطية بدون مقابل، أو أقرض قرضًا حسنًا.
● مِنْحَةَ: العطية أو الهبة أو القرض الحسن.
● وَرِقًا: الفضة، ويقصد بها النقود المصنوعة من الفضة.
● ذَهَبًا: الذهب، ويقصد به النقود الذهبية أو الذهب نفسه.
● سَقَى لَبَنًا: أعطى لبناً ليشرب، سواء كان لبناً طازجاً أو متغيراً (مثل اللبن الرائب).
● أَهْدَى زِقَاقًا: الزقاق هو الطريق الضيق، والمقصود هنا إرشاد شخص إلى طريق أو توجيهه إلى ما ينفعه، أو قد يُفسر بأنه إعطاء شيء يسير كسقاية الماء.
● كَعَدْلِ رَقَبَةٍ: أي كفكارة رقبة، أي كعتق عبد مؤمن.


2. المعنى الإجمالي للحديث:


يبيّن النبي ﷺ في هذا الحديث فضل الإحسان إلى الآخرين بصور مختلفة، سواءً بإعطاء مال (فضة أو ذهب)، أو بسقي اللبن، أو بتقديم إرشاد أو توجيه نافع. ويؤكد أن هذه الأفعال البسيطة التي يقوم بها المسلم لمساعدة أخيه المسلم تعدل في الأجر عتق رقبة مؤمنة، وهو من أعظم القربات والصدقات.


3. الدروس المستفادة منه:


● فضل الإحسان إلى الناس: الحديث يشجع على بذل المعروف ومساعدة الآخرين، حتى بالأشياء البسيطة التي قد يستهين بها الإنسان.
● التيسير على الناس: يدل على أن الإسلام يحث على التيسير ورفع الحرج، وأن الأعمال الصالحة ليست مقصورة على الكبار فقط، بل تشمل الصغار أيضاً.
● المساواة في الأجر بين الأعمال الظاهرة والباطنة: فسقي اللبن أو إرشاد شخص إلى طريق قد يكونان أسهل من عتق الرقبة، لكنهما يعادلانه في الأجر إذا قُصِد بهما وجه الله.
● تشجيع على القرض الحسن: الإعطاء بدون مقابل أو بإقراض بدون فائدة من الأعمال التي يحبها الله ورسوله.
● أن القليل من الخير يعظم أجره: فلا يحتقر الإنسان أي معروف يقدمه، فقد يجعله الله سبباً في نيل أجر عظيم.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث يدخل في باب "الصدقات" و"الإحسان"، وقد رواه الترمذي وقال: "حديث حسن".
- المقصود بـ "كعدل رقبة" أي في الأجر والثواب، وليس أن هذه الأفعال تجزئ عن كفارة اليمين أو غيرها، بل الفضل العام.
- يستفاد منه أن الأعمال تتقاضى بنياتها، فإذا قصد الإنسان وجه الله في إعطاء شيء بسيط، فإن الله يكافئه عليه بأجر كبير.
- ينبغي للمسلم أن يحرص على هذه الأعمال، خاصة في زمن قلّ فيه المعين، وكثرت فيه الحاجات.

أسأل الله تعالى أن يجعلنا من المحسنين، وأن يتقبل منا صالح الأعمال، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (١٨٤٠٣)، والبزّار - كشف الأسنار (٩٤٨) كلاهما من حديث حسين بن واقد، حَدَّثَنِي سماك بن حرب، عن النعمان بن بشير، فذكره.
وإسناده حسن من أجل سماك بن حرب فإنه مختلف فيه غير أنه لا بأس به في غير روايته عن عكرمة، عن ابن عباس، فإنه مضطرب فيه.
قال البزّار: «لا نعلمه عن النعمان إِلَّا من هذا الوجه» ولم أقف على هذا الحديث في «مجمع الزوائد» في باب ما جاء في المنيحة، ولكن وجدت في بعض النسخ الأخرى ذُكر هذا الحديث في هذا الباب نفسه، وقال الهيثميّ بعد أن عزاه لأحمد والطَّبرانيّ في الكبير: «رجاله رجال الصَّحيح».
وأمّا ما رُوي عن ابن مسعود، عن النَّبِيِّ ﷺ قال: «أَتَدْرُونَ أَيُّ الصَّدَقَةِ أَفْضَلُ؟». قَالُوا: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: «المَنِيحَةُ أَنْ يَمْنَحَ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ الدِّرْهَمَ، أَوْ ظَهْرَ الدَّابَّةِ أَوْ لَبَنَ الشَّاةِ أَوْ لَبَنَ البَقَرَةِ». فإسناده ضعيف.
رواه الإمام أحمد (٤٤١٥)، وأبو يعلى (٥١٢١) كلاهما من حديث إبراهيم الهجريّ، قال: سمعت أبا الأحوص، عن عبد الله، فذكره.
وإبراهيم الهجريّ هو ابن مسلم العبدي أبو إسحاق الهجريّ، يذكر بكنيته، ضعيف باتفاق أهل العلم
وأمّا قول الهيثميّ في «المجمع» (٣/ ١٣٣): «رجال أحمد رجال الصَّحيح» فليس بصحيح؛ فإنَّ إبراهيم الهجريّ لم يرو له غير ابن ماجه.
ولكن رواه البزّار -كشف الأستار (٩٤٧) - عن عمرو بن يحيى الأُبليّ، ثنا حفص بن جميع، عن سماك، عن إبراهيم بن علقمة، والأسود، عن عبد الله رفعه، قال: «أيّ الصّدقة أفضل» قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: «أن يمنح الرّجل أخاه الدراهم أو ظهر الدابة».
قال البزّار: «لا نعلم رواه هكذا إِلَّا حفص، ولم نسمعه إِلَّا من عمرو».
قال الأعظمي: وحفص بن جميع العجليّ، ضعَّفه أبو حاتم. وقال أبو زرعة: «ليس بالقوي». وقال ابن حبَّان: «لا يحتج به». انظر: الميزان (١/ ٥٥٦).
وفي المجروحين لابن حبَّان (٢٥٤): «كوفي منكر الحديث سكن البصرة، يروي عن سماك بن
حرب، روى عنه أحمد بن عبدة الضبيّ، كان ممن يخطئ حتّى خرج عن حدّ الاحتجاج به إذا انفرد» انتهى.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 239 من أصل 379 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من منح منحة ورق أو ذهب فهو كعدل رقبة

  • 📜 حديث: من منح منحة ورق أو ذهب فهو كعدل رقبة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: من منح منحة ورق أو ذهب فهو كعدل رقبة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: من منح منحة ورق أو ذهب فهو كعدل رقبة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: من منح منحة ورق أو ذهب فهو كعدل رقبة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب