من سرَّه أن ينظر إلى رجل من أهل الجنّة فلينظر إلى هذا

حديث: من سرَّه أن ينظر إلى رجل من أهل الجنّة فلينظر إلى هذا

عن أبي هريرة، أنّ أعرابيًّا جاء إلى رسول الله ﷺ فقال: يا رسول الله، دلّني على عمل إذا عملتُه دخلتُ الجنّة، قال: «تعبد الله لا تشرك به شيئًا، وتقيم الصّلاة المكتوبة، وتؤدّي الزّكاة المفروضة، وتصوم رمضان». قال: والذي نفسي بيده لا أزيد على هذا شيئًا أبدًا، ولا أنقص منه. فلمّا ولّى قال النّبيُّ ﷺ: «من سرَّه أن ينظر إلى رجل من أهل الجنّة فلينظر إلى هذا».

متفق عليه: رواه البخاريّ في الزكاة (١٣٩٧)، ومسلم في الإيمان (١٤) كلاهما من طريق عفّان بن مسلم، حدّثنا وُهيب، عن يحيي بن سعيد بن حيان، عن أبي زرعة، عن أبي هريرة، فذكر الحديث.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فأقدم لكم شرحًا وافيًا لهذا الحديث النافع، معتمدًا على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.

الحديث:

عن أبي هريرة رضي الله عنه، أنّ أعرابيًّا جاء إلى رسول الله ﷺ فقال: يا رسول الله، دلّني على عمل إذا عملتُه دخلتُ الجنّة، قال: «تعبد الله لا تشرك به شيئًا، وتقيم الصّلاة المكتوبة، وتؤدّي الزّكاة المفروضة، وتصوم رمضان». قال: والذي نفسي بيده لا أزيد على هذا شيئًا أبدًا، ولا أنقص منه. فلمّا ولّى قال النّبيُّ ﷺ: «من سرَّه أن ينظر إلى رجل من أهل الجنّة فلينظر إلى هذا».
مصدر الحديث: أخرجه الإمام البخاري (1397) ومسلم (14) في صحيحيهما.

الشرح:

# 1. شرح المفردات:

● الأعرابي: هو ساكن البادية، وكان يُعرف بجلادة طبعه وقوة عزيمته وصدق لهجته.
● دلّني: أرْشِدني ووَجِّهني.
● تعبد الله: تخلص العبادة لله وحده.
● لا تشرك به شيئًا: لا تصرف شيئًا من أنواع العبادة (كالدعاء، الخوف، الرجاء، الذبح، النذر) لغير الله تعالى.
● تقيم الصلاة: تؤديها كاملة بشروطها وأركانها وواجباتها وخشوعها في أوقاتها.
● تؤدي الزكاة: تخرجها طيبة بها نفسك، وتعطيها لمستحقيها.
● تصوم رمضان: تمسك عن المفطرات من طلوع الفجر إلى غروب الشمس بنية التقرب إلى الله.
● والذي نفسي بيده: قَسَمٌ من النبي ﷺ يؤكد صدق ما يقول، وهو من أعظم الأقسام لأنفس الأيمان.
● من سره: من أراد وأحب.

# 2. المعنى الإجمالي للحديث:

يخبرنا الصحابي الجليل أبو هريرة رضي الله عنه أن رجلاً من أهل البادية أتى النبي ﷺ سائلاً إياه عن عملٍ واضحٍ ومحددٍ يكفل له دخول الجنة، فلم يبخل عليه النبي ﷺ بالجواب، فذكر له أركان الإسلام العملية بعد الركن الأول وهو الشهادتان (إذ كان السؤال عن "عمل"). فبين له أن طريق الجنة يبدأ بإخلاص العبادة لله وحده، ثم يؤدي الفرائض الكبرى التي هي أعظم أركان الإسلام بعد الشهادتين: الصلاة، والزكاة، وصوم رمضان. فاستجاب الأعرابي بكل حماس وثبات، وأقسم أن يلتزم بهذه الواجبات دون زيادة أو نقصان، فشهد له النبي ﷺ بعد انصرافه بأنه من أهل الجنة.

# 3. الدروس المستفادة والعبر:

● سماحة الإسلام ويسره: طريق الجنة واضح ومعبد بأداء الفرائض واجتناب الكبائر، وليس بكثرة النوافل فحسب، قال تعالى: {وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ}.
● عظمة الفرائض: الحديث يرفع من شأن الفرائض ويبين أنها الأساس المتين لدخول الجنة، فمن حافظ عليها كان من الفائزين.
● الإخلاص وصدق النية: كان سبب نيل الأعرابي هذه المنزلة هو صدق سؤاله، وعدم تردده في القبول، وعزمه الصادق على الالتزام.
● الاستجابة الفورية للخير: ينبغي على المسلم إذا عرف الحق أن يبادر إلى قبوله والعمل به من غير تلكؤ أو تسويف.
● بشرى للمحافظ على الفرائض: الحديث بشرى عظيمة لكل من يحافظ على الصلوات الخمس ويؤدي الزكاة ويصوم رمضان، أنه على طريق أهل الجنة، خاصة إذا اجتنب الكبائر.
● التوازن في الدين: لم يطلب الأعرابي المزيد من النوافل مع ترك الفرائض، بل فهم أن الأساس هو إتقان الواجبات، وهذا هو منهج الاعتدال في الدين.

# 4. معلومات إضافية مفيدة:

- هذا الحديث هو أحد الأحاديث التي جمعت أركان الإسلام، وهو مفسر لقوله تعالى: {وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا}.
- قول النبي ﷺ عن الأعرابي وهو من أهل الجنة، هذه شهادة عظيمة تدل على فضل هذا الرجل وصدقه، وهي من معجزات النبي ﷺ التي أخبر بها عن الغيب.
- يستفاد من الحديث أهمية السؤال عن العلم النافع، والعمل به، وأن طلب الجنة هو غاية كل مؤمن.
- يظهر في الحديث حسن خلق النبي ﷺ وتواضعه في تعليمه حتى للأعرابي، وصبره على السائل.
نسأل الله تعالى أن يجعلنا من أهل الجنة، وأن يعيننا على أداء فرائضه وذكره وشكره وحسن عبادته.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الزكاة (١٣٩٧)، ومسلم في الإيمان (١٤) كلاهما من طريق عفّان بن مسلم، حدّثنا وُهيب، عن يحيي بن سعيد بن حيان، عن أبي زرعة، عن أبي هريرة، فذكر الحديث. واللفظ لمسلم، ولفظ البخاريّ نحوه.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 2 من أصل 428 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من سرَّه أن ينظر إلى رجل من أهل الجنّة فلينظر إلى هذا

📜 حديث: من سرَّه أن ينظر إلى رجل من أهل الجنّة فلينظر إلى هذا

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: من سرَّه أن ينظر إلى رجل من أهل الجنّة فلينظر إلى هذا

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: من سرَّه أن ينظر إلى رجل من أهل الجنّة فلينظر إلى هذا

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: من سرَّه أن ينظر إلى رجل من أهل الجنّة فلينظر إلى هذا

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية