حديث: من نام قبل أن يفطر لم يأكل ليلته ولا يومه
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب وجوب صوم شهر رمضان
صحيح: رواه البخاري في الصوم (١٩١٥) عن عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن البراء، فذكره.
![عن البراء قال: كان أصحاب محمد ﷺ إذا كان الرجل صائمًا فحضر الإفطار فنام قبل أن يفطر لم يأكل ليلته ولا يومه حتى يمسي. وإنّ قيس بنَ صِرْمة الأنصاريّ كان صائمًا، فلما حضر الإفطارُ أتي امرأته فقال لها: عندك طعامٌ؟ قالت: لا، ولكن أنطلقُ فأطلب لك، وكان يومه يعمل، فغلبته عيناه، فجاءته امرأته، فلما رأته قالت: خيبة لك! فلما انتصف النّهار غُشي عليه، فذكر ذلك للنبي ﷺ فنزلت هذه الآية: ﴿أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ﴾ [البقرة: ١٨٧] ففرحوا بها فرحًا شديدًا، ونزلت: ﴿وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ﴾ [سورة البقرة: ١٨٧]). عن البراء قال: كان أصحاب محمد ﷺ إذا كان الرجل صائمًا فحضر الإفطار فنام قبل أن يفطر لم يأكل ليلته ولا يومه حتى يمسي. وإنّ قيس بنَ صِرْمة الأنصاريّ كان صائمًا، فلما حضر الإفطارُ أتي امرأته فقال لها: عندك طعامٌ؟ قالت: لا، ولكن أنطلقُ فأطلب لك، وكان يومه يعمل، فغلبته عيناه، فجاءته امرأته، فلما رأته قالت: خيبة لك! فلما انتصف النّهار غُشي عليه، فذكر ذلك للنبي ﷺ فنزلت هذه الآية: ﴿أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ﴾ [البقرة: ١٨٧] ففرحوا بها فرحًا شديدًا، ونزلت: ﴿وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ﴾ [سورة البقرة: ١٨٧]).](img/Hadith/hadith_4177.png)
شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يفتح علينا من فضله.
هذا الحديث الذي ذكر رواه الإمام البخاري في صحيحه، وهو حديث عظيم يروي قصة نزول آيات من كتاب الله تعالى كانت تخفيفاً ورحمة من الله عز وجل لهذه الأمة. وإليك الشرح المفصل:
1. شرح المفردات:
● حضر الإفطار: أي جاء وقت الإفطار (غروب الشمس).
● لم يأكل ليلته ولا يومه حتى يمسي: أي امتنع عن الأكل والشرب طوال الليل الذي يليه واليوم التالي حتى يأتي المساء (وقت الإفطار التالي).
● قيس بن صرمة الأنصاري: صحابي جليل من الأنصار.
● خيبة لك: كلمة تقال للتفجع والتحسر، أي "يا خسارتك" أو "يا حظك السيء".
● غُشي عليه: أُصيب بالإعياء الشديد حتى فقد وعيه.
● الرَّفَثُ: الجماع وما يؤدي إليه من المقدمات.
● حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود: أي حتى يتضح ضوء النهار (الفجر الصادق) من ظلام الليل.
2. المعنى الإجمالي للحديث:
يصف لنا الصحابي الجليل البراء بن عازب رضي الله عنه حال الصحابة في بداية فرضية الصيام، حيث كان من نام بعد غروب الشمس وقبل أن يفطر يظل صائماً إلى اليوم التالي، وهذا كان تشديداً على أنفسهم واجتهاداً في الطاعة، ولم يكن أمراً مفروضاً من الله تعالى.
ثم يحكي قصة قيس بن صرمة الأنصاري الذي كان صائماً، وعندما حان وقت الإفطار لم يجد طعاماً، فذهبت زوجته تبحث له عن طعام، فغلبته عيناه (أي نام) قبل أن يأكل. وعندما رأته زوجته نائماً قالت له كلمة تفجع على ما حصل له. وفي اليوم التالي، من شدة الجوع والعطش، أُغمي عليه.
فلما بلغت هذه القصة النبي صلى الله عليه وسلم، نزلت الآيات الكريمة من سورة البقرة التي أباحت للصائم الأكل والشرب والجماع من بعد غروب الشمس إلى طلوع الفجر، فكان هذا تخفيفاً عظيماً ورحمة من الله بهذه الأمة، ففرح الصحابة بهذا التيسير فرحاً شديداً.
3. الدروس المستفادة منه:
● رحمة الله تعالى ويسر الشريعة: هذا الحديث من أعظم الأدلة على أن شريعة الإسلام مبنية على التيسير ورفع الحرج، وأن الله تعالى لا يكلف نفساً إلا وسعها.
● اجتهاد الصحابة ومحبتهم للطاعة: يظهر لنا حرص الصحابة رضي الله عنهم على التمسك بالعبادة واجتهادهم في طاعة الله، حتى إنهم كانوا يزيدون على الفرض تشديداً على أنفسهم.
● التدرج في التشريع: كثير من أحكام الإسلام نزلت تدريجياً، وكانت تبدأ بالتشديد ثم يأتي التخفيف، مما يسهل على الناس تقبلها والتزامها.
● فرح المؤمن بتيسير الله: الفرح العظيم الذي شعر به الصحابة عند نزول التخفيف يدل على أن الفرح بالرحمة واليسر من علامات الإيمان، وليس التشديد والتعسير.
● جواز النوم قبل الإفطار: الحديث يدل على جواز نوم الصائم قبل أن يفطر، ولا حرج في ذلك.
4. معلومات إضافية مفيدة:
- الآيات التي نزلت هي قوله تعالى: {أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتَانُونَ أَنفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنكُمْ فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ} [البقرة: 187].
- هذه القصة كانت في السنة الثانية للهجرة، بعد فرضية الصيام.
- الحديث يدل على أن الأصل في العبادات التوقيف، فلا يجوز للإنسان أن يشرع من تلقاء نفسه تشديداً لم يأذن به الله.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن يتقبل منا صيامنا وقيامنا.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
تخريج الحديث
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 4 من أصل 428 حديثاً له شرح
- 1 وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والحج، وصوم رمضان
- 2 من سرَّه أن ينظر إلى رجل من أهل الجنّة فلينظر...
- 3 خمس صلوات في اليوم والليلة
- 4 من نام قبل أن يفطر لم يأكل ليلته ولا يومه
- 5 الصيام كما كتب على الذين من قبلكم
- 6 من شاء صام ومن شاء أفطر فافتدي بطعام مسكين
- 7 طعام مسكين فدية منسوخة
- 8 الشيخ الكبير والمرأة الكبيرة لا يستطيعان أن يصوما فليطعما
- 9 إطعام مسكين عن كل يوم لمن لا يطيق الصوم
- 10 من أفطر يومًا من رمضان في غير رخصة لم يقض...
- 11 إذا دخل شهر رمضان فتحت أبواب السماء
- 12 إذا كان أول ليلة من شهر رمضان صفدت الشياطين
- 13 لله عتقاء في كل يوم وليلة
- 14 الله عند كل فطر عتقاء
- 15 عتقاء الله عند كل فطر في كل ليلة
- 16 إن هذا الشهر قد حضركم، وفيه ليلة خير من ألف...
- 17 تُفتح أبواب السماء وتغلق أبواب النار في رمضان
- 18 من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم...
- 19 فضل صيام رمضان إيمانا واحتسابا
- 20 منزلة من ادى الفرائض من الصديقين والشهداء
- 21 صمت رمضان كله وقمته كله
- 22 كان النبي أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل
- 23 لا تصوموا حتى تروا الهلال ولا تفطروا حتى تروه
- 24 الشهر تسع وعشرون فلا تصوموا حتى تروا الهلال
- 25 لا تصوموا حتى تروه ولا تفطروا حتى تروه
- 26 صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته
- 27 إذا رأيتم الهلال فصوموا وإذا رأيتموه فأفطروا
- 28 إن الله مدَّه للرؤية فهو لليلة رأيتموه
- 29 لا تقدموا الشهر بصيام يوم ولا يومين
- 30 فإن غم عليكم فأكملوا العدة ثلاثين
- 31 لا تقدموا الشهر حتى تروا الهلال أو تكملوا العدة
- 32 إذا رأيتموه فأفطروا، فإن أغمي عليكم فعدوا ثلاثين يوما
- 33 يتحفظ من هلال شعبان ما لا يتحفّظ من غيره
- 34 صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته فإن غم عليكم فأكملوا العدة ثلاثين
- 35 إن الشهر يكون تسعة وعشرين يومًا
- 36 الشهر يكون تسعا وعشرين
- 37 الشهر هكذا وهكذا مرة تسعة وعشرين ومرة ثلاثين
- 38 أصبحنا يومًا ونساء النبي يبكين عند كل امرأة منهن أهلها
- 39 الشهر تسع وعشرون
- 40 الشهر تسع وعشرون يومًا
- 41 الشهر هكذا وهكذا ثم نقص في الثالثة إصبعًا
- 42 الشهر تسع وعشرون يوما
- 43 صُمتُ مع رسول الله تسعًا وعشرين أكثر مما صمتُ ثلاثين
- 44 اعتزل رسول الله ﷺ نساءه شهرًا فخرج في تسع وعشرين
- 45 الشهر هكذا والشهر هكذا والشهر هكذا وأمسك واحدة
- 46 لا تتقدموا رمضان بصوم يوم أو يومين
- 47 من صام هذا اليوم فقد عصى أبا القاسم ﷺ
- 48 عن أنس بن مالك: دخلت عليه عند العصر فأكل
- 49 الصوم يوم تصومون والفطر يوم تفطرون والأضحى يوم تضحون
- 50 شهران لا ينقصان شهرا عيد رمضان وذو الحجة
معلومات عن حديث: من نام قبل أن يفطر لم يأكل ليلته ولا يومه
📜 حديث: من نام قبل أن يفطر لم يأكل ليلته ولا يومه
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: من نام قبل أن يفطر لم يأكل ليلته ولا يومه
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: من نام قبل أن يفطر لم يأكل ليلته ولا يومه
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: من نام قبل أن يفطر لم يأكل ليلته ولا يومه
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








