حديث: من نام قبل أن يفطر لم يأكل ليلته ولا يومه

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب وجوب صوم شهر رمضان

عن البراء قال: كان أصحاب محمد ﷺ إذا كان الرجل صائمًا فحضر الإفطار فنام قبل أن يفطر لم يأكل ليلته ولا يومه حتى يمسي. وإنّ قيس بنَ صِرْمة الأنصاريّ كان صائمًا، فلما حضر الإفطارُ أتي امرأته فقال لها: عندك طعامٌ؟ قالت: لا، ولكن أنطلقُ فأطلب لك، وكان يومه يعمل، فغلبته عيناه، فجاءته امرأته، فلما رأته قالت: خيبة لك! فلما انتصف النّهار غُشي عليه، فذكر ذلك للنبي ﷺ فنزلت هذه الآية: ﴿أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ﴾ [البقرة: ١٨٧] ففرحوا بها فرحًا شديدًا، ونزلت: ﴿وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ﴾ [سورة البقرة: ١٨٧]).

صحيح: رواه البخاري في الصوم (١٩١٥) عن عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن البراء، فذكره.

عن البراء قال: كان أصحاب محمد ﷺ إذا كان الرجل صائمًا فحضر الإفطار فنام قبل أن يفطر لم يأكل ليلته ولا يومه حتى يمسي. وإنّ قيس بنَ صِرْمة الأنصاريّ كان صائمًا، فلما حضر الإفطارُ أتي امرأته فقال لها: عندك طعامٌ؟ قالت: لا، ولكن أنطلقُ فأطلب لك، وكان يومه يعمل، فغلبته عيناه، فجاءته امرأته، فلما رأته قالت: خيبة لك! فلما انتصف النّهار غُشي عليه، فذكر ذلك للنبي ﷺ فنزلت هذه الآية: ﴿أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ﴾ [البقرة: ١٨٧] ففرحوا بها فرحًا شديدًا، ونزلت: ﴿وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ﴾ [سورة البقرة: ١٨٧]).

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يفتح علينا من فضله.
هذا الحديث الذي ذكر رواه الإمام البخاري في صحيحه، وهو حديث عظيم يروي قصة نزول آيات من كتاب الله تعالى كانت تخفيفاً ورحمة من الله عز وجل لهذه الأمة. وإليك الشرح المفصل:

1. شرح المفردات:


● حضر الإفطار: أي جاء وقت الإفطار (غروب الشمس).
● لم يأكل ليلته ولا يومه حتى يمسي: أي امتنع عن الأكل والشرب طوال الليل الذي يليه واليوم التالي حتى يأتي المساء (وقت الإفطار التالي).
● قيس بن صرمة الأنصاري: صحابي جليل من الأنصار.
● خيبة لك: كلمة تقال للتفجع والتحسر، أي "يا خسارتك" أو "يا حظك السيء".
● غُشي عليه: أُصيب بالإعياء الشديد حتى فقد وعيه.
● الرَّفَثُ: الجماع وما يؤدي إليه من المقدمات.
● حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود: أي حتى يتضح ضوء النهار (الفجر الصادق) من ظلام الليل.

2. المعنى الإجمالي للحديث:


يصف لنا الصحابي الجليل البراء بن عازب رضي الله عنه حال الصحابة في بداية فرضية الصيام، حيث كان من نام بعد غروب الشمس وقبل أن يفطر يظل صائماً إلى اليوم التالي، وهذا كان تشديداً على أنفسهم واجتهاداً في الطاعة، ولم يكن أمراً مفروضاً من الله تعالى.
ثم يحكي قصة قيس بن صرمة الأنصاري الذي كان صائماً، وعندما حان وقت الإفطار لم يجد طعاماً، فذهبت زوجته تبحث له عن طعام، فغلبته عيناه (أي نام) قبل أن يأكل. وعندما رأته زوجته نائماً قالت له كلمة تفجع على ما حصل له. وفي اليوم التالي، من شدة الجوع والعطش، أُغمي عليه.
فلما بلغت هذه القصة النبي صلى الله عليه وسلم، نزلت الآيات الكريمة من سورة البقرة التي أباحت للصائم الأكل والشرب والجماع من بعد غروب الشمس إلى طلوع الفجر، فكان هذا تخفيفاً عظيماً ورحمة من الله بهذه الأمة، ففرح الصحابة بهذا التيسير فرحاً شديداً.

3. الدروس المستفادة منه:


● رحمة الله تعالى ويسر الشريعة: هذا الحديث من أعظم الأدلة على أن شريعة الإسلام مبنية على التيسير ورفع الحرج، وأن الله تعالى لا يكلف نفساً إلا وسعها.
● اجتهاد الصحابة ومحبتهم للطاعة: يظهر لنا حرص الصحابة رضي الله عنهم على التمسك بالعبادة واجتهادهم في طاعة الله، حتى إنهم كانوا يزيدون على الفرض تشديداً على أنفسهم.
● التدرج في التشريع: كثير من أحكام الإسلام نزلت تدريجياً، وكانت تبدأ بالتشديد ثم يأتي التخفيف، مما يسهل على الناس تقبلها والتزامها.
● فرح المؤمن بتيسير الله: الفرح العظيم الذي شعر به الصحابة عند نزول التخفيف يدل على أن الفرح بالرحمة واليسر من علامات الإيمان، وليس التشديد والتعسير.
● جواز النوم قبل الإفطار: الحديث يدل على جواز نوم الصائم قبل أن يفطر، ولا حرج في ذلك.

4. معلومات إضافية مفيدة:


- الآيات التي نزلت هي قوله تعالى: {أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتَانُونَ أَنفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنكُمْ فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ} [البقرة: 187].
- هذه القصة كانت في السنة الثانية للهجرة، بعد فرضية الصيام.
- الحديث يدل على أن الأصل في العبادات التوقيف، فلا يجوز للإنسان أن يشرع من تلقاء نفسه تشديداً لم يأذن به الله.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن يتقبل منا صيامنا وقيامنا.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الصوم (١٩١٥) عن عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن البراء، فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 4 من أصل 428 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من نام قبل أن يفطر لم يأكل ليلته ولا يومه

  • 📜 حديث: من نام قبل أن يفطر لم يأكل ليلته ولا يومه

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: من نام قبل أن يفطر لم يأكل ليلته ولا يومه

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: من نام قبل أن يفطر لم يأكل ليلته ولا يومه

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: من نام قبل أن يفطر لم يأكل ليلته ولا يومه

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب