حديث: الشيخ الكبير والمرأة الكبيرة لا يستطيعان أن يصوما فليطعما

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب من قال: ﴿وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ﴾ هي في حقِّ الكبير والمرضع والحامل وليست بمنسوخة

عن ابن عباس قرأ: ﴿وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ﴾ قال: ليست بمنسوخة، هو الشيخ الكبير والمرأة الكبيرة لا يستطيعان أن يصوما، فليُطعما مكان كلِّ يوم مسكينًا.

صحيح: رواه البخاريّ في التفسير (٤٥٠٥) عن إسحاق (هو ابن راهويه)، أخبرنا روح (هو ابن عُبادة)، حدّثنا زكريا بن إسحاق، حدّثنا عمرو بن دينار، عن عطاء، سمع ابن عباس، فذكره.

عن ابن عباس قرأ: ﴿وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ﴾ قال: ليست بمنسوخة، هو الشيخ الكبير والمرأة الكبيرة لا يستطيعان أن يصوما، فليُطعما مكان كلِّ يوم مسكينًا.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد، فإليك شرح هذا الأثر الوارد عن الصحابي الجليل عبد الله بن عباس رضي الله عنهما في تفسير قوله تعالى: {وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ} [البقرة: 184].

أولاً. شرح المفردات:


● يُطِيقُونَهُ: أي يقدرون على الصوم، ولكن بمشقة وعَنَاء شديد.
● فِدْيَةٌ: بدل أو عوض يُدفع مقابل التخلف عن عبادة معينة.
● طَعَامُ مِسْكِينٍ: مقدار من الطعام يكفي لإشباع مسكين لليلة ويومه، وقدره العلماء بنحو نصف صاع من قوت البلد (كالأرز أو القمح) وهو ما يعادل تقريباً 1.5 كيلوغرام.

ثانيًا. المعنى الإجمالي للأثر:


يبيّن لنا ابن عباس رضي الله عنهما أن هذه الآية الكريمة لم تُنسخ، بل هي仍然 سارية المفعول وحكمها ثابت، ولكنها خُصصت بفئة معينة. فليست عامة لكل الناس، بل هي خاصة بالشيخ الكبير والمرأة الكبيرة اللذين لا يستطيعان الصوم بسبب كبر السن والضعف البدني، ولا يُرجى برؤهما (أي لا يُتوقع أن يعودا قادرين على الصوم في المستقبل). فالحكم الشرعي لهما هو الإفطار وإطعام مسكين عن كل يوم يفطرانه.

ثالثًا. الدروس المستفادة والفقهية:


1- رحمة الشريعة الإسلامية ومرونتها: فلم تكلِّف الإنسان ما لا يطيق، بل شرعت البديل المناسب الذي يحقق مقصد العبادة دون حرج.
2- التخصيص والتبيين: أهمية الرجوع إلى تفسير الصحابة للقرآن الكريم، فهم أعلم الناس بمراد الله تعالى، حيث بيّن ابن عباس أن الحكم خاص بمن عجز عجزاً مستمراً، وليس عاماً كما قد يُفهم من ظاهر الآية.
3- حكم الإفطار للعاجز عجزاً مستمراً: من كان في حكم الشيخ الكبير أو المريض مرضاً مزمناً لا يُرجى شفاؤه، فحكمه الإفطار وإطعام مسكين عن كل يوم.
4- الفارق بين العذر المؤقت والدائم: المريض الذي يرجى برؤه يفطر ويقضي الأيام لاحقاً، أما العاجز عجزاً دائماً فيفطر ويطعم.

رابعًا. معلومات إضافية:


- هذا القول هو مذهب جمهور العلماء من السلف والخلف، وهو الراجح.
- اتفق الفقهاء على أن الإطعام يكون بـنصف صاع من قوت البلد عن كل يوم.
- يجوز دفع القيمة النقدية بدلاً من الطعام عند كثير من العلماء المعاصرين إذا كان ذلك أنفع للمسكين، وهو قول في المذهب الحنفي واختيار بعض المحققين.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في التفسير (٤٥٠٥) عن إسحاق (هو ابن راهويه)، أخبرنا روح (هو ابن عُبادة)، حدّثنا زكريا بن إسحاق، حدّثنا عمرو بن دينار، عن عطاء، سمع ابن عباس، فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 8 من أصل 428 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: الشيخ الكبير والمرأة الكبيرة لا يستطيعان أن يصوما فليطعما

  • 📜 حديث: الشيخ الكبير والمرأة الكبيرة لا يستطيعان أن يصوما فليطعما

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: الشيخ الكبير والمرأة الكبيرة لا يستطيعان أن يصوما فليطعما

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: الشيخ الكبير والمرأة الكبيرة لا يستطيعان أن يصوما فليطعما

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: الشيخ الكبير والمرأة الكبيرة لا يستطيعان أن يصوما فليطعما

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب