حديث: الصيام كما كتب على الذين من قبلكم
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب وجوب صوم شهر رمضان
حسن: رواه أبو داود (٢٣١٣) عن أحمد بن محمد بن شبَّويه، حدّثني علي بن حسين بن واقد، عن أبيه، عن يزيد النحوي، عن عكرمة، عن ابن عباس، فذكره.
![عن ابن عباس: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ﴾ [البقرة: ١٨٣]، فكان النّاس على عهد النبي ﷺ إذا صلوا العتمة: حرم عليهم الطّعام والشراب والنساء، وصاموا إلى القابلة. فاختان رجل نفسه فجامع امرأته وقد صلّي العشاء ولم يفطر. فأراد الله أن يجعل ذلك يُسرًا لمن بقي ورخصة ومنفعة، فقال سبحانه: في ﴿عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ﴾ [البقرة: ١٨٧] وكان هذا مما نفع الله به الناس ورخّص لهم ويسَّر. عن ابن عباس: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ﴾ [البقرة: ١٨٣]، فكان النّاس على عهد النبي ﷺ إذا صلوا العتمة: حرم عليهم الطّعام والشراب والنساء، وصاموا إلى القابلة. فاختان رجل نفسه فجامع امرأته وقد صلّي العشاء ولم يفطر. فأراد الله أن يجعل ذلك يُسرًا لمن بقي ورخصة ومنفعة، فقال سبحانه: في ﴿عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ﴾ [البقرة: ١٨٧] وكان هذا مما نفع الله به الناس ورخّص لهم ويسَّر.](img/Hadith/hadith_4178.png)
شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن ينفعنا جميعاً بفهم سنة نبيه ﷺ.
هذا الأثر الذي رواه ابن عباس رضي الله عنهما يشرح لنا جانباً عظيماً من رحمة الله تعالى وتيسيره على عباده، وهو يتعلق ببيان نزول آيات الصيام وخصوصاً قوله تعالى: {أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ} [البقرة: 187].
أولاً. شرح المفردات:
● العتمة: هي صلاة العشاء، سُميت بذلك لأنها تؤخر إلى إظلام الليل والعتمة هي الظلمة.
● إلى القابلة: أي إلى الليلة التالية، والمعنى: أن صومهم كان يمتد من بعد صلاة العشاء (عند النوم) إلى الليلة التالية عند غروب الشمس.
● اختان نفسه: من الخيانة، أي خان نفسه بمعصيته لله بفعل ما هو محرم عليه. والمراد هنا: أن الرجل غش نفسه وخانها بمعصية الله.
● اليسر: السهولة ورفع الحرج والمشقة.
● الرخصة: ما شرعه الله من أحكام تخفيفية عند وجود المشقة.
ثانياً. المعنى الإجمالي للأثر:
يبيّن لنا ابن عباس رضي الله عنهما المرحلة التشريعية الأولى للصيام في الإسلام. فحين نزل قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ} [البقرة: 183]، كان الحكم على النحو التالي:
كان المسلمون إذا صلوا صلاة العشاء (ودخل وقتها) أصبح ذلك بداية لحرمة الطعام والشراب والجماع، واستمروا على هذا الحرمة (أي الصيام) حتى غروب شمس اليوم التالي. فكان الصيام يمتد من بعد العشاء إلى العشاء من اليوم التالي (أكثر من 24 ساعة في بعض الأوقات).
ثم حدث أن اخْتَانَ رجلٌ نفسه (أي أذنب وعصى) فجامع زوجته بعد أن صلى العشاء، وكان ذلك محرماً عليه في ذلك الوقت. فشعر بالندم والخوف وأخبر النبي ﷺ بما حدث. فأنزل الله تعالى الآيات التالية مبينة التيسير ورفع الحرج، فقال: {عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ} [البقرة: 187]. فنسخ الله ذلك الحكم الأول وجعل بداية الصيام من طلوع الفجر الصادق إلى غروب الشمس، وأحل للمسلمين الأكل والشرب والجماع في كل الليل حتى يطلع الفجر.
ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:
1- رحمة الله تعالى ويسر الشريعة: هذا الأثر من أعظم الأدلة على أن شريعة الإسلام مبنية على التيسير ورفع الحرج، وليس على التعسير والتشديد. فالله تعالى لم يعاقب ذلك الرجل، بل قبِل توبته وأنزل التيسير لأمته كلها بسببه.
2- التدرج في التشريع: من حكمة الله تعالى أن شرع الأحكام بشكل تدريجي، حتى تتهيأ النفوس لها وتستطيع قبولها والالتزام بها. فبدايةً كان الصيام شاقاً، ثم خفف الله عن الأمة وجعل وقت الصيام من الفجر إلى المغرب فقط.
3- أن المعصية قد تكون سبباً للخير: خطيئة ذلك الرجل كانت سبباً في نزول الرخصة والتيسير على الأمة كلها إلى يوم القيامة. وهذا لا يعني التمادي في المعصية، ولكن لبيان أن حكمة الله تعالى قد تقتضي أن يخرج الخير من حيث لا نحتسب.
4- وجوب الصبر على الطاعة: بيان أن الصحابة رضي الله عنهم كانوا يصبرون على الطاعات حتى الشاقة منها، ولم يكونوا يتذمرون أو يترددون في الامتثال لأمر الله ورسوله.
5- فضل الصدق والإخبار بالمعصية: أن الرجل لم يكتم معصيته بل أتى إلى النبي ﷺ معترفاً بذنبه طالباً للهدى والحل، فكان صدقه سبباً في الخير للأمة.
رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:
- هذا الأثر رواه الإمام البخاري في صحيحه.
- الآيات التي نزلت للتبيين هي قوله تعالى: {أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ} إلى قوله: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ} [البقرة: 187]، فبينت أن وقت الإمساك هو بطلوع الفجر، وليس بصلاة العشاء.
- هذا من أمثلة النسخ في الشريعة، حيث نسخ الحكم الأول (الإمساك من العشاء) بالحكم الثاني (الإمساك من الفجر).
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن يعيننا على طاعته وييسر لنا أمرنا.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تخريج الحديث
وإسناده حسن من أجل الكلام في علي بن الحسين بن واقد غير أنه حسن الحديث.
ويزيد النحوي هو ابن أبي سعيد أبو الحسن.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 5 من أصل 428 حديثاً له شرح
- 1 وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والحج، وصوم رمضان
- 2 من سرَّه أن ينظر إلى رجل من أهل الجنّة فلينظر...
- 3 خمس صلوات في اليوم والليلة
- 4 من نام قبل أن يفطر لم يأكل ليلته ولا يومه
- 5 الصيام كما كتب على الذين من قبلكم
- 6 من شاء صام ومن شاء أفطر فافتدي بطعام مسكين
- 7 طعام مسكين فدية منسوخة
- 8 الشيخ الكبير والمرأة الكبيرة لا يستطيعان أن يصوما فليطعما
- 9 إطعام مسكين عن كل يوم لمن لا يطيق الصوم
- 10 من أفطر يومًا من رمضان في غير رخصة لم يقض...
- 11 إذا دخل شهر رمضان فتحت أبواب السماء
- 12 إذا كان أول ليلة من شهر رمضان صفدت الشياطين
- 13 لله عتقاء في كل يوم وليلة
- 14 الله عند كل فطر عتقاء
- 15 عتقاء الله عند كل فطر في كل ليلة
- 16 إن هذا الشهر قد حضركم، وفيه ليلة خير من ألف...
- 17 تُفتح أبواب السماء وتغلق أبواب النار في رمضان
- 18 من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم...
- 19 فضل صيام رمضان إيمانا واحتسابا
- 20 منزلة من ادى الفرائض من الصديقين والشهداء
- 21 صمت رمضان كله وقمته كله
- 22 كان النبي أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل
- 23 لا تصوموا حتى تروا الهلال ولا تفطروا حتى تروه
- 24 الشهر تسع وعشرون فلا تصوموا حتى تروا الهلال
- 25 لا تصوموا حتى تروه ولا تفطروا حتى تروه
- 26 صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته
- 27 إذا رأيتم الهلال فصوموا وإذا رأيتموه فأفطروا
- 28 إن الله مدَّه للرؤية فهو لليلة رأيتموه
- 29 لا تقدموا الشهر بصيام يوم ولا يومين
- 30 فإن غم عليكم فأكملوا العدة ثلاثين
- 31 لا تقدموا الشهر حتى تروا الهلال أو تكملوا العدة
- 32 إذا رأيتموه فأفطروا، فإن أغمي عليكم فعدوا ثلاثين يوما
- 33 يتحفظ من هلال شعبان ما لا يتحفّظ من غيره
- 34 صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته فإن غم عليكم فأكملوا العدة ثلاثين
- 35 إن الشهر يكون تسعة وعشرين يومًا
- 36 الشهر يكون تسعا وعشرين
- 37 الشهر هكذا وهكذا مرة تسعة وعشرين ومرة ثلاثين
- 38 أصبحنا يومًا ونساء النبي يبكين عند كل امرأة منهن أهلها
- 39 الشهر تسع وعشرون
- 40 الشهر تسع وعشرون يومًا
- 41 الشهر هكذا وهكذا ثم نقص في الثالثة إصبعًا
- 42 الشهر تسع وعشرون يوما
- 43 صُمتُ مع رسول الله تسعًا وعشرين أكثر مما صمتُ ثلاثين
- 44 اعتزل رسول الله ﷺ نساءه شهرًا فخرج في تسع وعشرين
- 45 الشهر هكذا والشهر هكذا والشهر هكذا وأمسك واحدة
- 46 لا تتقدموا رمضان بصوم يوم أو يومين
- 47 من صام هذا اليوم فقد عصى أبا القاسم ﷺ
- 48 عن أنس بن مالك: دخلت عليه عند العصر فأكل
- 49 الصوم يوم تصومون والفطر يوم تفطرون والأضحى يوم تضحون
- 50 شهران لا ينقصان شهرا عيد رمضان وذو الحجة
معلومات عن حديث: الصيام كما كتب على الذين من قبلكم
📜 حديث: الصيام كما كتب على الذين من قبلكم
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: الصيام كما كتب على الذين من قبلكم
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: الصيام كما كتب على الذين من قبلكم
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: الصيام كما كتب على الذين من قبلكم
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








