حديث: امرأة تشتكي زوجها يضربها إذا صلت

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب لا تصوم المرأة التطوع إلّا بإذن زوجها

عن أبي سعيد الخدري، قال: جاءت امرأة صفوان بن المعطَّل إلى النّبيِّ ﷺ
ونحن عنده. فقالت: يا رسول الله، إنّ زوجي صفوان بن المعطَّل يضربني إذا
صليتُ، ويُفطرني إذا صُمْتُ، ولا يصلي صلاة الفجر حتى تطلع الشمس قال -
وصفوان عنده - قال: فسأله عمَّا قالت، فقال: يا رسول الله، أمّا قولُها: يضربني
إذا صليتُ، فإنها تقرأ سورتين، فقد نهيتُها عنها. قال: فقال: «لو كانت سورة
واحدة لكفتِ النَّاسَ». وأما قولها: يُفطِّرني. فإنّها تصومُ وأنا رجلٌ شابٌ. فلا
أصَبْرُ. قال: فقال رسولُ الله ﷺ يومئذ: «لا تصومَنَّ امرأةٌ إلا بإذن زوجها». قال:
وأما قولها: بأنّي لا أصلّي حتى تطلع الشّمسُ، فإنّا أهل بيتٍ قد عُرِف لنا ذاك، لا
نكادُ نستيقظ حتى تطلعَ الشّمس. قال: «فإذا استيقظتَ فصلِّ».

صحيح: رواه أبو داود (٢٤٥٩)، والإمام أحمد وابنه (١١٧٥٩)، وصححه ابن حبان (١٤٨٨)، والحاكم (١/ ٤٣٦) وعنه البيهقي (٤/ ٣٠٣) كلّهم من حديث جرير، عن الأعمش، عن
أبي صالح، عن أبي سعيد، فذكره.

عن أبي سعيد الخدري، قال: جاءت امرأة صفوان بن المعطَّل إلى النّبيِّ ﷺ
ونحن عنده. فقالت: يا رسول الله، إنّ زوجي صفوان بن المعطَّل يضربني إذا
صليتُ، ويُفطرني إذا صُمْتُ، ولا يصلي صلاة الفجر حتى تطلع الشمس قال -
وصفوان عنده - قال: فسأله عمَّا قالت، فقال: يا رسول الله، أمّا قولُها: يضربني
إذا صليتُ، فإنها تقرأ سورتين، فقد نهيتُها عنها. قال: فقال: «لو كانت سورة
واحدة لكفتِ النَّاسَ». وأما قولها: يُفطِّرني. فإنّها تصومُ وأنا رجلٌ شابٌ. فلا
أصَبْرُ. قال: فقال رسولُ الله ﷺ يومئذ: «لا تصومَنَّ امرأةٌ إلا بإذن زوجها». قال:
وأما قولها: بأنّي لا أصلّي حتى تطلع الشّمسُ، فإنّا أهل بيتٍ قد عُرِف لنا ذاك، لا
نكادُ نستيقظ حتى تطلعَ الشّمس. قال: «فإذا استيقظتَ فصلِّ».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله خاتم النبيين وإمام المتقين.
أما بعد، فإن الحديث الذي طلبت شرحه حديث عظيم، رواه الإمام أحمد في مسنده، وأبو داود في سننه، وابن ماجه، وغيرهم، عن الصحابي الجليل أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، وهو حديث صحيح.

شرح الحديث:
1. شرح المفردات:
● يُفَطِّرْنِي: أي يمنعني من الصوم، ويجبرني على الإفطار.
● لا أَصْبِرُ: أي لا أستطيع الصبر عن الجماع، وهو كناية عن الشهوة.
● عُرِفَ لَنَا ذَاك: أي صار هذا الأمر معروفًا وعادةً لنا.
2. شرح الحديث:
جاءت امرأة صفوان بن المعطل إلى النبي صلى الله عليه وسلم تشتكي زوجها في ثلاث مسائل:
● أولاً: أنها تصلي فيضربها.
● ثانياً: أنها تصوم فيفطرها (أي يجبرها على الإفطار).
● ثالثاً: أنه يتأخر في صلاة الفجر حتى تطلع الشمس.
فدعا النبي صلى الله عليه وسلم زوجها صفوان بن المعطل وسأله عن ذلك، فكان رده:
● أما الضرب: فإنها تقرأ سورتين في الصلاة (ولم يبين اسمهما)، وقد نهاها عن ذلك.
● أما الإفطار: فإنها تصوم وهو شاب لا يصبر عن الجماع.
● أما تأخير الصلاة: فإن عادتهم كأهل بيت أن لا يستيقظوا إلا بعد طلوع الشمس.
فأجاب النبي صلى الله عليه وسلم على كل نقطة:
● في مسألة القراءة: قال: «لَوْ كَانَتْ سُورَةٌ وَاحِدَةٌ لَكَفَتِ النَّاسَ»، أي أن قراءة سورة واحدة في الصلاة كافية، ولا ينبغي أن يضربها لأنها زادت في القراءة، بل الأفضل أن ينصحها برفق.
● في مسألة الصوم: قال: «لا تَصُومَنَّ امْرَأَةٌ إِلا بِإِذْنِ زَوْجِهَا»، أي أن للمرأة أن تتطوع بالصوم، ولكن إذا كان زوجها حاضراً (أي غير مسافر) فلا تصوم إلا بإذنه؛ لأن له حقاً عليها في الاستمتاع، ولا يجوز لها أن تمنعه من ذلك بالصوم النافلة.
● في مسألة تأخير الصلاة: قال: «فَإِذَا اسْتَيْقَظْتَ فَصَلِّ»، أي إذا استيقظت بعد طلوع الشمس فصلي الصلاة فوراً، ولا تؤخرها أكثر من ذلك، ولا كفارة عليها إذا كان التأخير بسبب نومٍ غير متعمد.
3. الدروس المستفادة:
- وجوب مراعاة حقوق الزوجية، وأن للزوج حقاً في منع زوجته من صوم النافلة إذا كان حاضراً.
- النهي عن العنف في معاملة الزوجة، والأفضل استخدام اللين والنصيحة.
- أن النائم الذي فاتته الصلاة بسبب النوم لا إثم عليه، ويجب عليه أن يصليها immediately بعد استيقاظه.
- جواز شكوى المرأة لولي الأمر إذا ظلمها زوجها.
- أهمية الحوار بين الزوجين وحل المشاكل بالتفاهم.
4. معلومات إضافية:
- هذا الحديث يدل على أن صوم النافلة للمرأة متوقف على إذن الزوج إذا كان حاضراً، أما إذا كان غائباً أو لا يشتهيها فلا بأس.
- لا يجوز للزوج أن يضرب زوجته بسبب أمور دينية مثل الصلاة أو زيادة القراءة، بل ينبغي أن يعلمها برفق.
- قول النبي صلى الله عليه وسلم: «لَوْ كَانَتْ سُورَةٌ وَاحِدَةٌ لَكَفَتِ النَّاسَ» فيه توجيه إلى عدم التكلف في العبادة، وأن الأفضل الاقتصاد على ما جاء في السنة.
أسأل الله تعالى أن يفقهنا في الدين، وأن يوفقنا لطاعته، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٢٤٥٩)، والإمام أحمد وابنه (١١٧٥٩)، وصححه ابن حبان (١٤٨٨)، والحاكم (١/ ٤٣٦) وعنه البيهقي (٤/ ٣٠٣) كلّهم من حديث جرير، عن الأعمش، عن
أبي صالح، عن أبي سعيد، فذكره. وإسناده صحيح.
قال الحاكم: «صحيح على شرط الشيخين».
ورواه ابن ماجه (١٧٦٢) من حديث أبي عوانة، عن سليمان الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي سعيد، قال: «نهى رسول الله ﷺ النساء أن يصمن إلا بإذن أزواجهن». هكذا مختصرًا، وإسناده صحيح.
وصحّحه الحافظ ابن حجر في «الإصابة» (٢/ ١٩١) في ترجمة صفوان بن معطّل. وقال: «ولكن يشكل عليه أنّ عائشة قالت في حديث الإفك: «إن صفوان قال: واللهِ! ما كشفتُ كنف أنثي قطّ». وقد أورد هذا الاشكال قديمًا البخاريّ ومال إلى تضعيف حديث أبي سعيد بذلك. وقال: ويمكن أن يجاب بأنه تزوّج بعد ذلك» انتهى كلام ابن حجر.
قال الأعظمي: فقد عاش بعد قصة الإفك زمنًا؛ فإنه قُتل في غزوة إرمينية شهيدًا سنة (١٩ هـ) كما قاله ابن إسحاق. وفي الباب ما رُوي عن ابن عباس مرفوعًا وموقوفًا.
فأمّا المرفوع فهو ما رواه أبو يعلى -كما في المطالب العالية (٢/ ١٩٥) - من طريق ليث بن أبي سليم، عن عطاء، عن ابن عباس، قال: سألت امرأة رسول الله ﷺ، فقالت: ما حقُّ الرجل على امرأته؟ قال: «لا تمنعه نفسها وإن كانت على رأس قتب». قالت: وما حقُّ الرجل على امرأته؟ قال: «لا تصومُ يومًا تطوعًا إلا بإذنه، فإن فعلتْ أثمت، ولم يتقبَّل منها».
وليث بن أبي سليم سيء الحفظ، وقد اضطرب في هذا الحديث، فرواه مرة هكذا، وأخرى عن مجاهد، عن ابن عباس. رواه البيهقي (٧/ ٢٩٢) من طريق هشيم عنه.
ورواه عبد الرزاق في المصنف (٧٨٨٩) عن رجل، عن صالح مولى التوأمة، قال: سمعتُ ابن عباس يقول: «لا تحل لامرأة أن تصوم تطوعًا إلا بإذن زوجها» موقوفًا.
ثم رواه ليث بن أبي سليم أخرى فجعله من مسند ابن عمر.
رواه أبو داود الطيالسيّ، عن جرير، عن ليث بن أبي سليم، عن عطاء، عن ابن عمر، عن النبيّ ﷺ: أنّ امرأة أتته فقالت: «ما حقّ الزّوج» فذكر مثله.
ومن طريقه رواه البيهقيّ (٧/ ٢٩٢) وقال: تفرد به ليث بن أبي سُليم.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 257 من أصل 428 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: امرأة تشتكي زوجها يضربها إذا صلت

  • 📜 حديث: امرأة تشتكي زوجها يضربها إذا صلت

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: امرأة تشتكي زوجها يضربها إذا صلت

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: امرأة تشتكي زوجها يضربها إذا صلت

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: امرأة تشتكي زوجها يضربها إذا صلت

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب