حديث: أكل حتى يتبين الخيط الأبيض من الأسود

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب الإمساك عن الطّعام والشراب والجماع من طلوع الفجر إلى غروب الشمس

عن سهل بن سعد، قال: أُنزلتْ: ﴿وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ﴾ ولم ينزل ﴿مِنَ الْفَجْرِ﴾، فكان رجالٌ إذا أرادوا الصوم ربط أحدُهم في رجله الخيطَ الأبيضَ والخيط الأسودَ، ولم يزلْ يأكلُ حتّى يتبيّن له رؤيتهما، فأنزل الله بعدُ ﴿مِنَ الْفَجْرِ﴾ فعلموا أنه إنما يعني الليل والنّهار».

متفق عليه: رواه البخاريّ في الصوم (١٩١٧)، ومسلم في الصيام (١٠٩١) كلاهما من طريق سعيد بن أبي مريم -شيخ البخاري-، حدّثنا أبو غسان محمد بن مطرّف، قال: حدثني أبو حازم، عن سهل بن سعد، به، فذكره.

عن سهل بن سعد، قال: أُنزلتْ: ﴿وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ﴾ ولم ينزل ﴿مِنَ الْفَجْرِ﴾، فكان رجالٌ إذا أرادوا الصوم ربط أحدُهم في رجله الخيطَ الأبيضَ والخيط الأسودَ، ولم يزلْ يأكلُ حتّى يتبيّن له رؤيتهما، فأنزل الله بعدُ ﴿مِنَ الْفَجْرِ﴾ فعلموا أنه إنما يعني الليل والنّهار».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، و نسأل الله تعالى أن يفتح لنا أبواب فضله وكرمه، اللهم علمنا ما ينفعنا و انفعنا بما علمتنا و زدنا علما وفقها في الدين وارض عنا يا أكرم الأكرمين.
الحديث الشريف:
هذا الحديث رواه الإمام البخاري في صحيحه عن الصحابي الجليل سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه، وهو يروي قصة نزول آية الصيام وكيف فهمها الصحابة أولاً ثم كيف بين الله تعالى المراد منها.
1. شرح المفردات:
● أُنزلتْ: أي نزلت الآية الكريمة من القرآن.
● حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ: حتى يصبح واضحاً لكم ويميز بعضه من بعض.
● الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ: المقصود به في оконча التبيين: بياض النهار من سواد الليل.
● رَبَطَ: وضع وربط بخيط.
● فأنزل الله بعدُ: أي نزلت بعد ذلك الزيادة التوضيحية في الآية.
2. شرح الحديث:
يخبرنا الصحابي سهل بن سعد رضي الله عنه عن مرحلة من مراحل تشريع فريضة الصيام. عندما نزل قول الله تعالى: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ} [البقرة: 187] في بداية الأمر، لم تكن الآية قد اشتملت على الكلمة المفتاحية {مِنَ الْفَجْرِ}.
ففهم بعض الصحابة الكرام -اجتهاداً منهم وحرصاً على تطبيق الأمر بحذافيره- أن المقصود بالخيط الأبيض والأسود هو الحبل أو الخيط الحقيقي. فكان الرجل منهم يربط في رجله خيطين: أبيض وأسود، ويستمر في الأكل والشرب وينظر إليهما، فإذا أصبح قادراً على التمييز بين لون الخيط الأبيض والأسود بضوء النهار (أي أصبحا مرئيين بوضوح) حينها يمتنع عن الطعام والشراب.
فأنزل الله تعالى بعد ذلك التفسير والبيان لهذه الآية، فأضاف كلمة {مِنَ الْفَجْرِ} ليوضح المراد الحقيقي، وهو أن "الخيط الأبيض" هو بياض ضوء الفجر الصادق الذي يعترض الأفق، و"الخيط الأسود" هو ظلام الليل. فعلم الصحابة رضوان الله عليهم أن الإذن بالأكل والشرب ممتد إلى طلوع الفجر، فإذا طلع الفجر حرم الطعام والشراب على الصائم.
3. الدروس المستفادة منه:
● سمو فهم الصحابة وحرصهم على التطبيق: يظهر لنا من الحديث حرص الصحابة الكرام على تطبيق القرآن букваياً كما سمعوه، وعدم تفريطهم في أمر الله، حتى مع مشقة الربط والانتظار.
● بيان الله تعالى ورحمته بأمته: حيث أنزل التوضيح حتى يزيل الحرج والمشقة عن المسلمين، ويبين أن المراد هو ظاهرة طبيعية يراها كل أحد (الفجر) وليس أمراً معقداً.
● أهمية البيان النبوي للقرآن: هذا الحديث من أجلى الأمثلة على أن القرآن الكريم يحتاج إلى بيان من السنة النبوية. فكلمة {مِنَ الْفَجْرِ} هي بمثابة تفسير وتوضيح عملي من الله تعالى لمراده.
● رفع الحرج ويسر الشريعة: جاء البيان الإلهي ليجعل التطبيق يسيراً على جميع الناس، في كل زمان ومكان، حيث يستطيع كل شخص أن يعلم طلوع الفجر برؤية الضوء في الأفق دون حاجة إلى وسائل معقدة.
● أن الاجتهاد في فهم النصوص مشروع: اجتهد الصحابة فهموا الآية على ظاهرها، ولم يؤاخذهم الله على هذا الاجتهاد، بل بين لهم الصواب، مما يدل على أن المجتهد مأجور سواء أصاب أم أخطأ.
4. معلومات إضافية مفيدة:
- هذا الحديث أصل عظيم في معرفة أن الإمساك للصيام يكون بطلوع الفجر الصادق، وهو البياض المعترض في الأفق الذي ينتشر تدريجياً.
- يستفاد منه أيضاً بطلان قول من يقول بـ "الإمساك قبل الفجر" بوقت كعشر دقائق أو غيرها احتياطاً، لأن الله حدد الحد بطلوع الفجر، والاحتياط الحقيقي هو اتباع النص.
- الفجر نوعان: الفجر الكاذب (وهو العمود المنصب من الضوء الذي يظهر ثم يعود الظلام) ولا يحل به الصلاة ولا يحرم به الطعام، والفجر الصادق (وهو الضوء المنتشر المعترض في الأفق) وهو الذي يحرم به الطعام على الصائم وتجب به صلاة الفجر.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الصوم (١٩١٧)، ومسلم في الصيام (١٠٩١) كلاهما من طريق سعيد بن أبي مريم -شيخ البخاري-، حدّثنا أبو غسان محمد بن مطرّف، قال: حدثني أبو حازم، عن سهل بن سعد، به، فذكره. واللفظ للبخاري. وأبو حازم هو سلمة بن دينار المدني.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 260 من أصل 428 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أكل حتى يتبين الخيط الأبيض من الأسود

  • 📜 حديث: أكل حتى يتبين الخيط الأبيض من الأسود

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أكل حتى يتبين الخيط الأبيض من الأسود

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أكل حتى يتبين الخيط الأبيض من الأسود

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أكل حتى يتبين الخيط الأبيض من الأسود

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب