مَنْ نزل على قوم فلا يصومنّ تطوعًا إلا بإذنهم

حديث: مَنْ نزل على قوم فلا يصومنّ تطوعًا إلا بإذنهم

رُوي عن عائشة، قالت: قال رسول الله ﷺ: «مَنْ نزل على قوم، فلا يصومنّ تطوعًا إلّا بإذنهم».

ضعيف: رواه الترمذي في الجامع (٧٨٩) عن بشر بن معاذ العقدي البصريّ، حدثنا أيوب بن واقد الكوفيّ، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، قالت (فذكرته).

تخريج الحديث كاملاً ⏬

رُوي عن عائشة، قالت: قال رسول الله ﷺ: «مَنْ نزل على قوم، فلا يصومنّ تطوعًا إلّا بإذنهم».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فحديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها الذي رواه الإمام أحمد في مسنده، وأبو داود، وابن ماجه، وغيرهم، وصححه الألباني، يقول فيه النبي صلى الله عليه وسلم: «مَنْ نَزَلَ عَلَى قَوْمٍ، فَلَا يَصُومَنَّ تَطَوُّعًا إِلَّا بِإِذْنِهِمْ».

1. شرح المفردات:

● نَزَلَ عَلَى قَوْمٍ: أي حل ضيفًا عليهم، ونزل في بيوتهم أو جاورهم.
● فَلَا يَصُومَنَّ تَطَوُّعًا: (لا يصومن) أداة نهي مؤكدة، أي لا يصوم نافلةً كصوم الاثنين والخميس، أو أيام البيض، أو صوم داود وغيرها.
● إِلَّا بِإِذْنِهِمْ: إلا بعد أن يستأذنهم ويأذنوا له بذلك.

2. شرح الحديث:

يوجه النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث الضيفَ الذي ينزل على قومٍ أن لا يصوم صيامًا تطوعيًا إلا إذا أذن له أصحاب البيت؛ وذلك لأن للضيف حقًّا على مضيفه، ومن حقه أن يقدم له الطعام والشراب في أوقاته، فإذا صام الضيف تطوعًا دون إذنهم، فقد يشق ذلك على المضيف؛ لأنه قد يجهز له الطعام ثم يجده صائمًا، فيضيع عليه تعبه، أو يحزن لظنه أن الطعام لم يعجبه، أو يخجل منه، فيحمل المضيف ما لا طاقة له به، وقد ينفر من استضافته مستقبلًا.
وهذا من كمال أدب الإسلام ورعايته لمشاعر الناس وحقوقهم، حتى في العبادات؛ فالنبي صلى الله عليه وسلم يربط بين العبادة والأخلاق والمعاملة، فلا ينبغي للمرء أن يتقرب إلى الله بعبادةٍ فيها إيذاءٌ للغير أو تقصيرٌ في حقهم.

3. الدروس المستفادة:

● مراعاة مشاعر المضيف وحقه: للضيف حقوق، ولكن للمضيف أيضًا حقوقٌ يجب مراعاتها.
● الأدب في المعاملة: الإسلام دين الذوق والأدب، حتى في أدق العبادات.
● الجمع بين الحقوق: لا تعارض بين حق الله وحق الناس؛ بل يجب الموازنة بينهما.
● التيسير ورفع الحرج: الشرع يريد التيسير على الناس وعدم إلقاء المشقة عليهم.

4. معلومات إضافية:

- هذا الحديث يدل على أن صيام التطوع ليس بواجب، وإلا لما جاز تركها لأجل إذن المضيف.
- إذا أذن المضيف للضيف بالصوم، أو كان المضيف صائمًا فلا بأس، بل قد يكون ذلك أدعى للألفة.
- هذا الحكم خاص بالتطوع، أما صوم الفريضة كقضاء رمضان أو نذرٍ فيصومه حتى لو لم يأذنوا؛ لأن الفريضة لا تسقط بالإذن.
- يستثنى من ذلك إذا كان الصوم سرًّا لا يعلم به المضيف، فلا حرج إن شاء الله.
نسأل الله أن يفقهنا في ديننا، وأن يزيدنا أدبًا وتقوى.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الترمذي في الجامع (٧٨٩) عن بشر بن معاذ العقدي البصريّ، حدثنا أيوب بن واقد الكوفيّ، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، قالت (فذكرته).
ورواه ابن ماجه (١٧٦٣) عن محمد بن يحيى الأزديّ، قال: حدّثنا موسي بن داود، وخالد بن أبي يزيد، قالا: حدّثنا أبو بكر المدني، عن هشام بن عروة، بإسناده، مثله.
قال الترمذي: «هذا حديث منكر، لا نعرف أحدا من الثقات روي هذا الحديث عن هشام بن عروة. وقد روي موسي بن داود عن أبي بكر المدني عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، عن النبي ﷺ نحوًا من هذا».
وقال: «وهذا حديث ضعيف أيضًا. وأبو بكر ضعيف عند أهل الحديث، وأبو بكر الذي روي عن جابر بن عبد الله اسمه الفضل بن مُبشِّر، وهو أوثق من هذا وأقدم، انتهي.
قال الأعظمي: وهو كما قال؛ فإنّ أيوب بن واقد الكوفي أبا الحسن ضعيف باتفاق أهل العلم، قال الدارقطني: «متروك الحديث».
وقال ابن حبان: «يروي المناكير عن المشاهير حتى يسبق إلى القلب أنه كان يتعمّدها لا يجوز الاحتجاج بخبره».
وأبو بكر هو: ابن عبد الله بن محمد بن أبي سيرة القرشي المدني، رموه بالوضع، وهو يروي عن هشام بن عروة ما لم يوافق عليه الثقات من أصحابه.
قال الحاكم أبو عبد الله: «يروي الموضوعات عن الأثبات مثل هشام بن عروة وغيره».

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 258 من أصل 428 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: مَنْ نزل على قوم فلا يصومنّ تطوعًا إلا بإذنهم

📜 حديث: مَنْ نزل على قوم فلا يصومنّ تطوعًا إلا بإذنهم

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: مَنْ نزل على قوم فلا يصومنّ تطوعًا إلا بإذنهم

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: مَنْ نزل على قوم فلا يصومنّ تطوعًا إلا بإذنهم

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: مَنْ نزل على قوم فلا يصومنّ تطوعًا إلا بإذنهم

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية