حديث: يخرج من طريق الشجرة ويدخل من طريق المعرس
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب دخول النبي ﷺ مكة من أعلاها، وخروجه من أسفلها
متفق عليه: رواه البخاريّ في الحج (١٥٧٦)، ومسلم في الحج (١٢٥٧) كلاهما من طريق عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر، فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن ينفعنا بما ندرس من سنة نبيه ﷺ.
الحديث الذي تطلب شرحه هو حديث صحيح رواه الإمام البخاري في صحيحه (عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ كَانَ يَخْرُجُ مِنْ طَرِيقِ الشَّجَرَةِ وَيَدْخُلُ مِنْ طَرِيقِ الْمُعَرَّسِ، وَإِذَا دَخَلَ مَكَّةَ دَخَلَ مِنَ الثَّنِيَّةِ الْعُلْيَا وَيَخْرُجُ مِنَ الثَّنِيَّةِ السُّفْلَى).
أولاً. شرح المفردات:
* يَخْرُجُ مِنْ طَرِيقِ الشَّجَرَةِ: أي كان يخرج من المدينة المنورة متوجهًا إلى مكة للعمرة أو الحج من طريق يُعرف بـ "طريق الشجرة"، وهو مكان معروف على طريق المدينة - مكة، ويسمى اليوم "ذي الحليفة"، وهو ميقات أهل المدينة ومن يمر به.
* وَيَدْخُلُ مِنْ طَرِيقِ الْمُعَرَّسِ: أي كان إذا قفل راجعًا من مكة إلى المدينة، كان يدخل المدينة من طريق آخر يسمى "طريق المعرس". و"المُعَرَّس" من العرس، وهو الإقامة ليلاً، وسُمي بذلك لأن النبي ﷺ عرّس فيه، أي أقام فيه ليلاً ونزل فيه.
* الثَّنِيَّةِ الْعُلْيَا: "الثنية" في اللغة: هي الطريق في الجبل أو العقبة. و"العليا" هي العالية المرتفعة.
* الثَّنِيَّةِ السُّفْلَى: هي الدنيا المنخفضة.
ثانياً. شرح الحديث:
يخبرنا الصحابي الجليل عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن هدي النبي ﷺ في سفره من المدينة إلى مكة والعودة منها. وكان من هديه ﷺ في هذه الرحلة أمران:
1- في الطريق بين المدينة ومكة: كان ﷺ إذا خرج من المدينة قاصدًا مكة (لحج أو عمرة) يسلك طريق ذي الحليفة (طريق الشجرة) وهو الميقات. أما عند عودته من مكة إلى المدينة، فكان يدخل من طريق آخر هو "طريق المعرس".
2- في الدخول والخروج من مكة نفسها: كان ﷺ إذا أراد دخول مكة دخل من الجهة العليا منها، وهي "ثنية كداء" (وكانت تُعرف بالثنية العليا). وإذا أراد الخروج من مكة خرج من الجهة السفلى منها، وهي "ثنية كدى" (وكانت تُعرف بالثنية السفلى). وهاتان الثنيتان هما مدخلان مشهوران لمكة في ذلك الزمان.
ثالثاً. الدروس المستفادة والفقه في الحديث:
1- استحباب مخالفة الطريق في الذهاب والإياب: هذا من السنة النبوية، حيث كان النبي ﷺ يذهب في طريق ويرجع في آخر. وقد ذكر العلماء حِكماً عديدة لهذا الفعل، منها:
* إظهار شعائر الله تعالى في أكثر من مكان وطريق.
* لينال أجر الصلاة عليه ﷺ وذكر الله من قبل سكان تلك الطرق ومن يمر بها.
* لقاء عدد أكبر من الناس، لإفادتهم وتعليمهم ونشر الدعوة بين القبائل التي تسكن على تلك الطرق.
* إغاثة الملهوف وقضاء حوائج الناس في مناطق متعددة.
* وهو من التواضع، حيث يسلك الطرق المختلفة ويلاقي الناس كافة.
2- التيسير على الأمة ورفع الحرج: فعل النبي ﷺ هذا دليل على أن الدين يسر، وأنه لا حرج على المسلم إذا ذهب في طريق وعاد من آخر، بل هو سنة مستحبة.
3- التعليم العملي: كان النبي ﷺ يعلم أصحابه وأمته من خلال أفعاله، فلم يكتفِ بالقول بل بيَّن السنة العملية في السفر.
4- استحباب الدخول إلى مكة من أعلاها والخروج من أسفلها: وهذا من كمال الأدب مع بيت الله الحرام، حيث يدخلها المسلم من المكان العالي إجلالاً لهذا البيت العظيم، ويخرج من المكان المنخفض تواضعاً عند مفارقته. وقد استحب العلماء للقادم إلى مكة أن يدخل من أعلاها إن تيسر له ذلك.
5- حرص الصحابة على متابعة النبي ﷺ في كل صغيرة وكبيرة: فقد لاحظ عبد الله بن عمر رضي الله عنهما هذه التفاصيل الدقيقة في سيرة النبي ﷺ ونقلها للأمة، مما يدل على شدة محبتهم واتباعهم له.
رابعاً. معلومات إضافية:
* مكان "ذي الحليفة" (طريق الشجرة) هو ميقات أهل المدينة وهو أبعد المواقيت عن مكة.
* استنبط العلماء من هذا الحديث مشروعية أذكار السفر والإهلال بالنسك (التلبية) من الميقات، حيث كان النبي ﷺ يفعل ذلك عند خروجه من طريق الشجرة.
* هذا الهدي النبوي في اختلاف الطريق يشمل جميع الأسفار التي يقصد فيها الخير، وليس فقط سفر الحج والعمرة.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
تخريج الحديث
واللفظ لمسلم. ورواه البخاريّ (١٥٧٥) من طريق معن بن عيسى، عن مالك، عن ابن عمر، مختصرًا. وليس الحديث في موطأ الليثيّ، ولا ذكره الجوهريّ في مسند الموطأ.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 155 من أصل 689 حديثاً له شرح
- 130 الغراب، والحدأة، والعقرب، والفأرة، والكلب العقور
- 131 خمس من الدواب كلها فاسق لا حرج على من قتلهن
- 132 خمس من الدواب كلهن فاسق يقتلهن في الحرم
- 133 بينما نحن مع النبي في غارٍ بمنى إذ نزلت عليه...
- 134 خمس قتلهن حلال في الحرم
- 135 لا يَنْكِحِ الْمُحْرِمُ وَلا يُنْكِحُ وَلا يَخْطُبُ
- 136 المُحْرِمُ لا يَنْكِحُ وَلا يُنْكِحُ وَلا يَخْطُبُ
- 137 تزوّج النبي ميمونة وهو مُحرم.
- 138 تزوّج النبيّ ﷺ بعض نسائه وهو محرم
- 139 تزوج رسول الله ميمونة وهو حلال.
- 140 تزوّجني رسول الله وأنا حلال بعدما رجعنا من مكة
- 141 تزوّج رسول الله ميمونة وهو حلال.
- 142 كانت عكاظ ومجنة وذو المجاز أسواقا في الجاهلية
- 143 التجارة في مواسم الحج ليست عليكم بها جناح
- 144 كنت رجلا أكري في هذا الوجه، وكان ناس يقولون لي:...
- 145 من حج البيت فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته...
- 146 انظروا إلى هذا المحرم ما يصنع
- 147 خمس ليالٍ بقين من ذي القعدة
- 148 خروج النبي من المدينة لخمس بقين من ذي القعدة
- 149 رسول الله مكث تسع سنين لم يحج ثم أذن في...
- 150 كانوا يرون العمرة في أشهر الحج من أفجر الفجور
- 151 انطلق النبي من المدينة لخمس بقين من ذي القعدة
- 152 رسول الله ﷺ كان ينزل بذي طوى ويصلي الصبح هناك
- 153 هدي النبي في المبيت بذي طوى والصلاة والاغتسال
- 154 خَرَجَ النَّبِيَّ ﷺ لَيْلاً مِنَ الْجِعِرَّانَةِ مُعْتَمِرًا
- 155 يخرج من طريق الشجرة ويدخل من طريق المعرس
- 156 دخل النبي مكة من أعلاها وخرج من أسفلها
- 157 نزلنا مع النبي ها هنا ونحن خفاف الحقائب
- 158 نزله رسول الله ﷺ، لأنه كان أسمح لخروجه إذا خرج
- 159 التحصيب ليس من شعائر الحج بل هو منزل للنبي
- 160 طواف النبي بالبيت وسعيه بين الصفا والمروة.
- 161 نازلون غداً بخيف بني كنانة حيث تقاسموا على الكفر
- 162 ينزلون الأبطح: النبي وأبو بكر وعمر
- 163 لَمْ يَأْمُرْنِي رَسُولُ اللهِ أَنْ أَنْزِلَ الأَبْطَحَ
- 164 حجة رسول الله ﷺ مكث تسع سنين لم يحج
- 165 ركب راحلته بذي الحليفة ثم يهل حين تستوي به قائمة
- 166 الإحرام من البيداء التي تكذبون فيها على رسول الله ﷺ
- 167 صلى النبي بالمدينة أربعًا وبذي الحليفة ركعتين
- 168 إهلال رسول الله ﷺ من ذي الحليفة حين استوت به...
- 169 نهي النبي ﷺ عن لبس المزعفر الذي يردع على الجلد
- 170 صَلَّى الظُّهْرَ أَرْبَعًا وَالْعَصْرَ بِذِي الحُلَيْفَةِ رَكْعَتَيْنِ
- 171 ابن عمر إذا صلى الغداة بذي الحليفة أمر براحلته فرحلت
- 172 صلى النبي الظهر أربعًا والعصر بذي الحليفة ركعتين
- 173 صَلِّ فِي هَذَا الْوَادِي الْمُبَارَكِ وَقُلْ عُمْرَةً فِي حَجَّةٍ
- 174 أَنَاخَ بِالْبَطْحَاءِ الَّتِي بِذِي الْحُلَيْفَةِ فَصَلَّى بِهَا
- 175 لبيك وسعديك والخير بيديك، لبيك والرغباء إليك والعمل
- 176 لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك
- 177 لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك...
- 178 لبيك لا شريك لك إلا شريكا هو لك تملكه
- 179 لبيك إله الحق لبيك
معلومات عن حديث: يخرج من طريق الشجرة ويدخل من طريق المعرس
📜 حديث: يخرج من طريق الشجرة ويدخل من طريق المعرس
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: يخرج من طريق الشجرة ويدخل من طريق المعرس
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: يخرج من طريق الشجرة ويدخل من طريق المعرس
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: يخرج من طريق الشجرة ويدخل من طريق المعرس
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








