حديث: دخل النبي مكة من أعلاها وخرج من أسفلها

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب دخول النبي ﷺ مكة من أعلاها، وخروجه من أسفلها

عن عائشة: أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ لَمَّا جَاءَ إِلَى مَكَّةَ دَخَلَ مِنْ أَعْلاهَا وَخَرَجَ مِنْ أَسْفَلِهَا.

متفق عليه: رواه البخاريّ في الحج (١٥٧٧)، ومسلم في الحج (١٢٥٨: ٢٢٤) كلاهما من طريق سفيان بن عيينة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، فذكرته.

عن عائشة: أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ لَمَّا جَاءَ إِلَى مَكَّةَ دَخَلَ مِنْ أَعْلاهَا وَخَرَجَ مِنْ أَسْفَلِهَا.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن ينفعنا بما ندرس من سنة نبيه ﷺ.
هذا الحديث رواه الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، وهو يتعلق بسنن دخول مكة المكرمة والخروج منها.

أولاً. شرح المفردات:


● جَاءَ إِلَى مَكَّةَ: المقصود هنا دخوله ﷺ مكة في حجة الوداع أو في الفتح، والأظهر أنه في حجة الوداع.
● دَخَلَ مِنْ أَعْلاهَا: أي من جهة الأعلى، وهي جهة (كَداء) التي تُعرف اليوم بـ (الثنية العليا) أو (حَجُّون).
● وَخَرَجَ مِنْ أَسْفَلِهَا: أي من الجهة المنخفضة، وهي جهة (كُدَى) التي تُعرف اليوم بـ (الثنية السفلى).

ثانيًا. شرح الحديث:


يخبرنا الحديث عن هدي النبي ﷺ وأدبه في دخول مكة وخروجه منها. فلم يكن دخوله ﷺ عشوائيًا، بل كان يحسن التخطيط لحركته تعبدًا لله وتأسياً بمن قبله من الأنبياء.
المعنى الإجمالي: أن النبي ﷺ عند دخوله مكة المكرمة دخل من الطريق العالي (جهة الشمال تقريبًا)، وعند خروجه منها خرج من الطريق المنخفض (جهة الجنوب).
الحكمة والفقه في ذلك:
1- إظهار العبودية والاتباع: كان هذا الفعل سنة من سنن الأنبياء قبله، فقيل إن إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام دخلا من那里، فاتبعهم النبي ﷺ في ذلك. فهو فعل تعبدي، يُشرع للمسلم الاقتداء به فيه.
2- التيسير ومراعاة الأحوال: الدخول من أعلى مكة (وهي منطقة مرتفعة) أيسر على القادم من المدينة (شمال مكة)، والخروج من أسفلها (منطقة منخفضة) أيسر للمتجه إلى الجنوب، كمن يريد الذهاب إلى منى وعرفات. فجمع بين السنة والتيسير.
3- إعلان شعار التوحيد: كان دخوله ﷺ بهذه الكيفية في مواطن العزة والنصر (كفتح مكة وحجة الوداع) إعلانًا لعزة الإسلام وتميزه، وخروجه من أسفلها فيه تواضع لله وخروج بذلة العبد.

ثالثًا. الدروس المستفادة والعبر:


1- الاهتمام بسنن الآداب: الإسلام يهتم بجميع جوانب الحياة، حتى كيفية الدخول والخروج، مما يجعل حياة المسلم كلها عبادة.
2- الاقتداء بالنبي ﷺ: يستحب للمسلم إذا قصد مكة للعمرة أو الحج أن يحاول الدخول من أعلاها والخروج من أسفلها، اقتداءً برسول الله ﷺ، وهذا من كمال المحبة والمتابعة.
3- الجمع بين العبادة والحكمة: في هذا الفعل جمع النبي ﷺ بين نية التعبد والتأسّي وبين الحكمة العملية ومراعاة التيسير على النفس، وهو منهج نبوي كريم.
4- التواضع: حتى في لحظات العزة والانتصار (كفتح مكة) كان هديه ﷺ مليئًا بالتواضع لله تعالى، فلم يدخل دخول الجبابرة المتكبرين.

رابعًا. معلومات إضافية مفيدة:


- ذَكَرَ العلماء أن هذه السنة مستحبة وليست واجبة، فمن فعلها فله الأجر والاقتداء، ومن خالفها لعذر أو لعدم العلم فلا إثم عليه.
- بسبب توسعة الحرم المكي والطرق الحديثة، قد يعسر على الكثيرين تحديد هذه المواضع بدقة، فالمقصود هو نية الاقتداء واستحضار السنة ما أمكن.
- هذا الأدب النبوي يعلمنا أن للمسلم في كل حركة وسكنة ذكرًا وسنة، مما يربط القلب بالله وبنبيه ﷺ throughout.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الحج (١٥٧٧)، ومسلم في الحج (١٢٥٨: ٢٢٤) كلاهما من طريق سفيان بن عيينة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، فذكرته.
ورواه البخاريّ أيضًا (١٥٧٨)، ومسلم (١٢٥٨: ٢٢٥) كلاهما من طريق أبي أسامة (هو حماد ابن أسامة)، حدّثنا هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة: أنّ رسول الله ﷺ دخل عام الفتح من كَداء، وخرج من كُدا من أعلى مكة، والسياق للبخاريّ.
وليس عند مسلم: «وخرج من كُدا ... إلخ». وزاد: قال هشام: فكان أبي يدخل منهما كليهما، وكان أبي أكثر ما يدخل من كَدَاء.
قوله: «كَداء» بفتح الكاف والمدّ، هي الثنية التي ينزل منها إلى المعلى مقبرة أهل مكة، وهي التي يقال لها الحجون.
وقوله: «وخرج من كُدا» بضم الكاف والقصر: هي عند باب شبيكة، وكان بناء هذا الباب عليها في القرن السابع.
قوله: «من أعلى مكة» قال الحافظ في «الفتح» (٣/ ٤٣٧): «كذا رواه أبو أسامة فقلبه،
والصّواب: ما رواه عمرو وحاتم عن هشام: «دخل من كَدَاء من أعلى مكة«ثم ظهر لي أن الوهم فيه ممن دون أبي أسامة، فقد رواه أحمد عن أبي أسامة على الصواب».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 156 من أصل 689 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: دخل النبي مكة من أعلاها وخرج من أسفلها

  • 📜 حديث: دخل النبي مكة من أعلاها وخرج من أسفلها

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: دخل النبي مكة من أعلاها وخرج من أسفلها

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: دخل النبي مكة من أعلاها وخرج من أسفلها

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: دخل النبي مكة من أعلاها وخرج من أسفلها

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب