حديث: نزله رسول الله ﷺ، لأنه كان أسمح لخروجه إذا خرج
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب مكان نزول النبيّ ﷺ بمكة في حجة الوداع
متفق عليه: رواه البخاريّ في الحج (١٧٦٥)، ومسلم في الحج (١٣١١) من طريق هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، واللفظ لمسلم.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث الذي ذكر رواه الإمام البخاري في صحيحه، وهو من كلام السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها وأرضاها، وهي التي كانت أعلم الناس بسنة النبي صلى الله عليه وسلم، خاصة فيما يتعلق ببيته وأحواله الشخصية.
أولاً. شرح المفردات:
● نُزُولُ الْأبْطَحِ: الإقامة والنزول في مكان يسمى "الأبطح" أو "بطحاء مكة". والأبطح هو المكان المتسع المنبسط من الأرض بين جبلين، والمقصود هنا هو مكان معروف في مكة.
● لَيْسَ بِسُنَّةٍ: أي ليس هذا الفعل سنةً يُتعبَّد بها ويُطلب من الناس فعلها اقتداءً بالنبي صلى الله عليه وسلم.
● أَسْمَحَ: أي أيسر وأسهل وأكثر سعةً ومرونة.
ثانياً. شرح الحديث:
تشرح لنا السيدة عائشة رضي الله عنها سبب نزول النبي صلى الله عليه وسلم في مكان يسمى "الأبطح" أثناء وجوده في مكة (غالباً بعد فتح مكة أو في حجة الوداع). فكان بعض الناس يظن أن هذا النزول فيه سنةٌ يتقرب بها إلى الله، أو أنه فعل واجبٌ أو مستحبٌ في الحج أو العمرة.
فأخبرت أم المؤمنين أن النبي صلى الله عليه وسلم لم ينزل هناك بقصد التعبد والتشريع للأمة، وإنما كان سبب نزوله سبباً دنيوياً بحتاً، وهو أن ذلك المكان كان أوسع وأسهل لحركته صلى الله عليه وسلم وخروجه لاحتياجاته أو لقيادته للناس وتدبير شؤونهم. كان مكاناً مريحاً ومناسباً له، فاختاره لهذه المصلحة الدنيوية، لا لكونه عبادة بذاته.
ثالثاً. الدروس المستفادة منه:
1- الفهم الدقيق للسنة: ليس كل ما فعله النبي صلى الله عليه وسلم يعتبر سنةً مشروعة يجب أو يستحب الاقتداء به فيها. فمن أفعاله ما كان خاصاً به (كزواج أكثر من أربع)، ومنها ما كان جبلياً (كطريقة أكله أو مشيته)، ومنها ما كان لأسباب دنيوية محضة كما في هذا الحديث. السنة التي يشرع لنا اتباعها هي ما فعله بقصد التشريع والتعبد.
2- تمييز العادة عن العبادة: هذا الحديث أصل عظيم في تمييز العادات (الأفعال الدنيوية التي يفعلها لأسباب شخصية) عن العبادات (الأفعال التي يقصد بها التقرب إلى الله). فلا يجوز تحويل العادة إلى عبادة إلا بدليل.
3- رفع الحرج عن الأمة: بيان السيدة عائشة لهذا الأمر يرفع الحرج عن المسلمين، فلا يشقون على أنفسهم بالسعي لنزول الأبطح ظناً منهم أنه سنة، مع أنه ليس كذلك.
4- حكمة الصحابة وفقههم: فقه السيدة عائشة رضي الله عنها ودقتها في نقل السنة وبيان مقاصد الأفعال النبوية، مما يحثنا على الرجوع إلى فهم الصحابة للدين.
رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:
- هذا الحديث من قواعد أصول الفقه المهمة، والتي يستدل بها العلماء على أن "ترك النبي صلى الله عليه وسلم للشيء لا يدل على تحريمه ما لم يقترن به نهي"، وأن "ليس كل ما فعله النبي صلى الله عليه وسلم يعتبر سنة إلّا إذا قصد به التشريع".
- تطبيقات هذه القاعدة كثيرة في حياتنا، فمثلاً: أنواع الطعام والشراب التي تناولها النبي صلى الله عليه وسلم، أو ألوان الثياب التي لبسها، هي من العادات ولا يجب التقييد بها، إلا إذا ورد دليل على استحبابها.
- هذا البيان من السيدة عائشة يحمى السنة من أن تدخل فيها أمور ليست منها، ويحفظ الدين من الإضافة والابتداع.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
تخريج الحديث
ورواه مسلم أيضًا من طريق الزهريّ، عن سالم، أنّ أبا بكر وعمر، وابن عمر كانوا ينزلون الأبطح. قال الزهريّ: وأخبرني عروة عن عائشة، أنها لم تكن تفعل ذلك وقالت: «إنما نزله رسول الله ﷺ لأنه كان منزلًا أسمح لخروجه».
قوله: «الأبطح» أي البطحاء التي بين مكة ومني، وهي ما انبطح من الوادي واتسع، وهي التي يقال لها: المحصّب، والمعرّس، وحدُّها ما بين الجبلين إلى المقبرة.
والمحصّب، والأبطح، وخيف بني كنانة اسم لشيء واحد.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 158 من أصل 689 حديثاً له شرح
- 133 بينما نحن مع النبي في غارٍ بمنى إذ نزلت عليه...
- 134 خمس قتلهن حلال في الحرم
- 135 لا يَنْكِحِ الْمُحْرِمُ وَلا يُنْكِحُ وَلا يَخْطُبُ
- 136 المُحْرِمُ لا يَنْكِحُ وَلا يُنْكِحُ وَلا يَخْطُبُ
- 137 تزوّج النبي ميمونة وهو مُحرم.
- 138 تزوّج النبيّ ﷺ بعض نسائه وهو محرم
- 139 تزوج رسول الله ميمونة وهو حلال.
- 140 تزوّجني رسول الله وأنا حلال بعدما رجعنا من مكة
- 141 تزوّج رسول الله ميمونة وهو حلال.
- 142 كانت عكاظ ومجنة وذو المجاز أسواقا في الجاهلية
- 143 التجارة في مواسم الحج ليست عليكم بها جناح
- 144 كنت رجلا أكري في هذا الوجه، وكان ناس يقولون لي:...
- 145 من حج البيت فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته...
- 146 انظروا إلى هذا المحرم ما يصنع
- 147 خمس ليالٍ بقين من ذي القعدة
- 148 خروج النبي من المدينة لخمس بقين من ذي القعدة
- 149 رسول الله مكث تسع سنين لم يحج ثم أذن في...
- 150 كانوا يرون العمرة في أشهر الحج من أفجر الفجور
- 151 انطلق النبي من المدينة لخمس بقين من ذي القعدة
- 152 رسول الله ﷺ كان ينزل بذي طوى ويصلي الصبح هناك
- 153 هدي النبي في المبيت بذي طوى والصلاة والاغتسال
- 154 خَرَجَ النَّبِيَّ ﷺ لَيْلاً مِنَ الْجِعِرَّانَةِ مُعْتَمِرًا
- 155 يخرج من طريق الشجرة ويدخل من طريق المعرس
- 156 دخل النبي مكة من أعلاها وخرج من أسفلها
- 157 نزلنا مع النبي ها هنا ونحن خفاف الحقائب
- 158 نزله رسول الله ﷺ، لأنه كان أسمح لخروجه إذا خرج
- 159 التحصيب ليس من شعائر الحج بل هو منزل للنبي
- 160 طواف النبي بالبيت وسعيه بين الصفا والمروة.
- 161 نازلون غداً بخيف بني كنانة حيث تقاسموا على الكفر
- 162 ينزلون الأبطح: النبي وأبو بكر وعمر
- 163 لَمْ يَأْمُرْنِي رَسُولُ اللهِ أَنْ أَنْزِلَ الأَبْطَحَ
- 164 حجة رسول الله ﷺ مكث تسع سنين لم يحج
- 165 ركب راحلته بذي الحليفة ثم يهل حين تستوي به قائمة
- 166 الإحرام من البيداء التي تكذبون فيها على رسول الله ﷺ
- 167 صلى النبي بالمدينة أربعًا وبذي الحليفة ركعتين
- 168 إهلال رسول الله ﷺ من ذي الحليفة حين استوت به...
- 169 نهي النبي ﷺ عن لبس المزعفر الذي يردع على الجلد
- 170 صَلَّى الظُّهْرَ أَرْبَعًا وَالْعَصْرَ بِذِي الحُلَيْفَةِ رَكْعَتَيْنِ
- 171 ابن عمر إذا صلى الغداة بذي الحليفة أمر براحلته فرحلت
- 172 صلى النبي الظهر أربعًا والعصر بذي الحليفة ركعتين
- 173 صَلِّ فِي هَذَا الْوَادِي الْمُبَارَكِ وَقُلْ عُمْرَةً فِي حَجَّةٍ
- 174 أَنَاخَ بِالْبَطْحَاءِ الَّتِي بِذِي الْحُلَيْفَةِ فَصَلَّى بِهَا
- 175 لبيك وسعديك والخير بيديك، لبيك والرغباء إليك والعمل
- 176 لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك
- 177 لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك...
- 178 لبيك لا شريك لك إلا شريكا هو لك تملكه
- 179 لبيك إله الحق لبيك
- 180 لبيك حقًا حقًا تعبدًا ورقًا
- 181 موسى واضعًا إصبعيه في أذنيه له جؤار إلى الله بالتلبية
- 182 خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ نَصْرُخُ بِالْحَجِّ صُرَاخًا
معلومات عن حديث: نزله رسول الله ﷺ، لأنه كان أسمح لخروجه إذا خرج
📜 حديث: نزله رسول الله ﷺ، لأنه كان أسمح لخروجه إذا خرج
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: نزله رسول الله ﷺ، لأنه كان أسمح لخروجه إذا خرج
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: نزله رسول الله ﷺ، لأنه كان أسمح لخروجه إذا خرج
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: نزله رسول الله ﷺ، لأنه كان أسمح لخروجه إذا خرج
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








