حديث: نهي النبي ﷺ عن لبس المزعفر الذي يردع على الجلد
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب ما جاء من أين أهلّ النبيّ ﷺ ومتي؟
صحيح: رواه البخاريّ في الحج (١٥٤٥) عن محمد بن أبي بكر المقدّمي، حدّثنا فضيل بن سليمان، حدّثني موسى بن عقبة، أخبرني كريب، عن ابن عباس، قال: فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإن حديث ابن عباس رضي الله عنهما من الأحاديث العظيمة التي تبين هدي النبي ﷺ في حجة الوداع، وسأشرحه لكم جزءًا جزءًا بعون الله تعالى.
أولاً. شرح المفردات:
● ترجل: مشط شعره.
● ادهن: وضع الدهن في شعره.
● إزاره ورداءه: ثياب الإحرام، فالإزار ما يغطي النصف الأسفل، والرداء ما يغطي النصف الأعلى.
● المزعفررة: الثياب المصبوغة بالزعفران، وهو طيب ذو لون أصفر أو أحمر.
● تردع على الجلد: تلصق بالجلد وتؤذيه.
● ذو الحليفة: ميقات أهل المدينة.
● البيداء: مكان قرب ذي الحليفة.
● أهل: رفع صوته بالتلبية.
● قلد بدنته: علق في عنق الهدي شيئًا يعرف به أنه هدي.
● مهلاً بالحج: ملبياً بالحج.
ثانيًا. شرح الحديث:
يصف ابن عباس رضي الله عنهما كيف خرج النبي ﷺ من المدينة متجهًا لأداء حجة الوداع، وقد تهيأ للإحرام بتسريح شعره ووضع الدهن فيه، ثم لبس هو وأصحابه ملابس الإحرام. ولم ينه النبي ﷺ عن أي نوع من الثياب إلا التي مصبوغة بالزعفران؛ لأنها قد تلتصق بالجلد وتؤذيه.
ثم وصل إلى ذي الحليفة (ميقات أهل المدينة)، فركب ناقته حتى إذا بلغ البيداء -وهو مكان معروف- شرع في التلبية هو وأصحابه، وقلد هديه (أي وضع علامة عليه). وكان خروجه من المدينة في الخامس والعشرين من ذي القعدة.
وصل مكة في الرابع من ذي الحجة، فطاف بالكعبة (طواف القدوم)، وسعى بين الصفا والمروة. وبقي محرمًا لأن معه هديًا (أضحية) وقد قلدها، فلم يحل من إحرامه.
نزل في أعلى مكة عند مكان يسمى الحجون، وهو لا يزال محرمًا بالحج. ولم يطُف بالكعبة مرة أخرى بعد طواف القدوم حتى انتهى من الحج ورجع من عرفة.
وأمر أصحابه الذين ليس معهم هدي أن يطوفوا بالبيت ويسعوا بين الصفا والمروة، ثم يقصروا من شعر رؤوسهم (وهو التحلل الأول)، فيحل لهم كل شيء إلا النساء والطيب. أما من كان معه هدي مثله، فيجب أن يبقى على إحرامه حتى يذبح هديه.
وأباح ﷺ لمن كان معه زوجته أن يتمتع بها إذا أحل من إحرامه بعد التقصير، وكذلك الطيب والثياب.
ثالثًا. الدروس المستفادة:
1- الاهتمام بالنظافة والهيئة الحسنة: فقد تهيأ النبي ﷺ للإحرام بترجيل شعره وادهانه، مما يدل على أهمية الظهور بمظهر حسن حتى في عبادة الإحرام.
2- التيسير ورفع الحرج: نهى فقط عن الثياب المصبوغة بالزعفران التي قد تؤذي الجلد، وأباح ما سواها.
3- بيان أنواع النسك: الحديث يوضح صورة تمتع القارن (الذي جمع بين الحج والعمرة مع الهدي)، وصورة تمتع المفرد (الذي أحرم بالعمرة ثم تحلل ثم أحرم بالحج).
4- التفريق بين من معه هدي ومن لم يكن معه هدي: من معه هدي يجب أن يبقى على إحرامه حتى يذبح هديه، ومن لا هدي معه يحل بعد الطواف والسعي والتقصير.
5- جواز التمتع بالزوجة بعد التحلل الأول: لمن لم يكن معه هدي.
رابعًا. معلومات إضافية:
- هذا الحديث أخرجه الإمام البخاري في صحيحه.
- حجة الوداع كانت في السنة العاشرة من الهجرة.
- الحديث يبين تفاصيل مهمة لمناسك الحج، خاصة لمن ساق الهدي.
أسأل الله تعالى أن يفقهنا في ديننا، وأن يتقبل منا صالح الأعمال.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تخريج الحديث
وفي الباب عن سعيد بن جبير، قال: قلتُ: لعبد الله بن عَبَّاسٍ: يَا أَبَا الْعَبَّاسِ! عَجِبْتُ لاخْتِلافِ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ ﷺ فِي إِهْلَالِ رَسُولِ اللهِ ﷺ حِينَ أَوْجَبَ؟ فَقَالَ: «إِنِّي لَأَعْلَمُ النَّاسِ بِذَلِكَ، إِنَّهَا إِنَّمَا كَانَتْ مِنْ رَسُولِ اللهِ ﷺ حَجَّةً وَاحِدَةً فَمِنْ هُنَاكَ اخْتَلَفُوا! خَرَجَ رَسُولُ اللهِ ﷺ حَاجًّا، فَلَمَّا صَلَّى فِي مَسْجِدِهِ بِذِي الْحُلَيْفَةِ رَكْعَتَيْهِ أَوْجَبَ فِي مَجْلِسِهِ فَأَهَلَّ بِالْحَجِّ حِينَ فَرَغَ مِنْ رَكْعَتَيْهِ فَسَمِعَ ذَلِكَ مِنْهُ أَقْوَامٌ فَحَفِظْتُهُ عَنْهُ، ثُمَّ رَكِبَ فَلَمَّا اسْتَقَلَّتْ بِهِ نَاقَتُهُ أَهَلَّ وَأَدْرَكَ ذَلِكَ مِنْهُ أَقْوَامٌ، وَذَلِكَ أَنَّ النَّاسَ إِنَّمَا كَانُوا يَأْتُونَ أَرْسَالًا فَسَمِعُوهُ حِينَ اسْتَقَلَّتْ بِهِ نَاقَتُهُ يُهِلُّ، فَقَالُوا: إِنَّمَا أَهَلَّ رَسُولُ اللهِ ﷺ حِينَ اسْتَقَلَّتْ بِهِ نَاقَتُهُ، ثُمَّ مَضَى رَسُولُ اللهِ ﷺ فَلَمَّا عَلَا عَلَى شَرَفِ الْبَيْدَاءِ أَهَلَّ وَأَدْرَكَ ذَلِكَ مِنْهُ أَقْوَامٌ، فَقَالُوا: إِنَّمَا أَهَلَّ حِينَ عَلَا عَلَى شَرَفِ الْبَيْدَاءِ، وَأيْمُ اللهِ! لَقَدْ أَوْجَبَ فِي مُصَلاهُ، وَأَهَلَّ حِينَ اسْتَقَلَّتْ بِهِ نَاقَتُهُ، وَأَهَلَّ حِينَ عَلَا عَلَى شَرَفِ الْبَيْدَاءِ.
قَالَ سَعِيدُ: فَمَنْ أَخَذَ بِقَوْلِ عبد الله بْنِ عَبَّاسٍ أَهَلَّ فِي مُصَلاهُ إِذَا فَرَغَ مِنْ رَكْعَتَيْهِ.
رواه أبو داود (١٧٧٠) عن محمد بن منصور، حدّثنا يعقوب -يعني ابن إبراهيم-، عن أبيه، عن ابن إسحاق، قال: حدثني خُصيف بن عبد الرحمن الجزريّ، عن سعيد بن جبير، قال (فذكره).
ومن هذا الوجه رواه أيضًا الإمام أحمد (٢٣٥٨) وصحّحه الحاكم (١/ ٤٥١) على شرط مسلم.
والصّواب أنه ليس على شرط مسلم، فإن خصيف بن عبد الرحمن الجزريّ ليس من رجال مسلم، ثم هو مختلف فيه فضعّفه الإمام أحمد والنسائي وغيرهما؛ لأنه كما قال أبو حاتم: يخلط وتُكلِّم في سوء حفظه. وقال ابن حبان: «كان شيخًا صالحًا فقيهًا عابدًا إلا أنه كان يخطئ كثيرًا فيما يروي، وينفرد عن المشاهير بما لا يتابع عليه، وهو صدوق في روايته».
وقال البيهقيّ (٥/ ٣٧): «خصيف الجزريّ غير قوي، وقد رواه الواقدي بإسناد له عن ابن عباس إلا أنه لا تنفع متابعة الواقدي، والأحاديث وردت في ذلك عن ابن عمر وغيره أسانيدها قوية ثابتة». اهـ.
وأورده البغويّ في «شرحه» (٧/ ٥٨) بصيغة التمريض إشارة إلى ضعفه.
فقوله في الحديث: «وأيم الله لقد أوجب في مصلاه» يخالف ما رواه الثقات عن ابن عباس بأن النبيّ ﷺ أهلّ حين استوت راحلته على البيداء.
وحديث ابن عباس هذا رواه الترمذي (٨١٩)، والنسائي (٢٧٥٥) كلاهما عن قتيبة، حدّثنا عبد السلام، عن خصيف، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، أنّ رسول الله ﷺ أهل في دبر الصلاة. هكذا روياه باختصار.
واختلف حكم الترمذيّ في النّسخ، ففي نسخة «حسن غريب»، وفي نسخة «غريب».
وأمّا قول الترمذيّ: «لا نعرف أحدًا رواه غير عبد السلام بن حرب» فقد رأيت رواه أيضًا محمد ابن إسحاق مطوّلًا، فإن كان قصده هكذا مختصرا فصحيح وإلا فلا. ثم قال الترمذي: «وهو الذي يستحبه أهل العلم أن يُحرم الرجل في دبر الصلاة».
قال الأعظمي: وهو قول أبي حنيفة والإمام أحمد وغيرهما.
وذهب مالك، والشافعي، وغيرهما إلى أن الأفضل أن يُحرم عند ابتداء السير وانبعاث الرّاحلة.
وأمّا ما رُوي عن سعد بن أبي وقاص قال: «كان نبي الله ﷺ إذا أخذ طريق الفرع أهلّ إذا استقلت به راحلته، وإذا أخذ طريق أحد أهلَّ إذا أشرف على جبل البيداء» فهو ضعيف.
رواه أبو داود (١٧٧٥) عن محمد بن بشار، حدّثنا وهب -يعني ابن جرير-، حدّثنا أبي، قال: سمعت محمد بن إسحاق يحدث عن أبي الزّناد، عن عائشة بنت سعد بن أبي وقاص، قالت: قال سعد بن أبي وقاص، فذكرته. وابن إسحاق مدلس، وقد انفرد بهذه السنة ولم يتابعه على ذلك أحد.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 169 من أصل 689 حديثاً له شرح
- 144 كنت رجلا أكري في هذا الوجه، وكان ناس يقولون لي:...
- 145 من حج البيت فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته...
- 146 انظروا إلى هذا المحرم ما يصنع
- 147 خمس ليالٍ بقين من ذي القعدة
- 148 خروج النبي من المدينة لخمس بقين من ذي القعدة
- 149 رسول الله مكث تسع سنين لم يحج ثم أذن في...
- 150 كانوا يرون العمرة في أشهر الحج من أفجر الفجور
- 151 انطلق النبي من المدينة لخمس بقين من ذي القعدة
- 152 رسول الله ﷺ كان ينزل بذي طوى ويصلي الصبح هناك
- 153 هدي النبي في المبيت بذي طوى والصلاة والاغتسال
- 154 خَرَجَ النَّبِيَّ ﷺ لَيْلاً مِنَ الْجِعِرَّانَةِ مُعْتَمِرًا
- 155 يخرج من طريق الشجرة ويدخل من طريق المعرس
- 156 دخل النبي مكة من أعلاها وخرج من أسفلها
- 157 نزلنا مع النبي ها هنا ونحن خفاف الحقائب
- 158 نزله رسول الله ﷺ، لأنه كان أسمح لخروجه إذا خرج
- 159 التحصيب ليس من شعائر الحج بل هو منزل للنبي
- 160 طواف النبي بالبيت وسعيه بين الصفا والمروة.
- 161 نازلون غداً بخيف بني كنانة حيث تقاسموا على الكفر
- 162 ينزلون الأبطح: النبي وأبو بكر وعمر
- 163 لَمْ يَأْمُرْنِي رَسُولُ اللهِ أَنْ أَنْزِلَ الأَبْطَحَ
- 164 حجة رسول الله ﷺ مكث تسع سنين لم يحج
- 165 ركب راحلته بذي الحليفة ثم يهل حين تستوي به قائمة
- 166 الإحرام من البيداء التي تكذبون فيها على رسول الله ﷺ
- 167 صلى النبي بالمدينة أربعًا وبذي الحليفة ركعتين
- 168 إهلال رسول الله ﷺ من ذي الحليفة حين استوت به...
- 169 نهي النبي ﷺ عن لبس المزعفر الذي يردع على الجلد
- 170 صَلَّى الظُّهْرَ أَرْبَعًا وَالْعَصْرَ بِذِي الحُلَيْفَةِ رَكْعَتَيْنِ
- 171 ابن عمر إذا صلى الغداة بذي الحليفة أمر براحلته فرحلت
- 172 صلى النبي الظهر أربعًا والعصر بذي الحليفة ركعتين
- 173 صَلِّ فِي هَذَا الْوَادِي الْمُبَارَكِ وَقُلْ عُمْرَةً فِي حَجَّةٍ
- 174 أَنَاخَ بِالْبَطْحَاءِ الَّتِي بِذِي الْحُلَيْفَةِ فَصَلَّى بِهَا
- 175 لبيك وسعديك والخير بيديك، لبيك والرغباء إليك والعمل
- 176 لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك
- 177 لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك...
- 178 لبيك لا شريك لك إلا شريكا هو لك تملكه
- 179 لبيك إله الحق لبيك
- 180 لبيك حقًا حقًا تعبدًا ورقًا
- 181 موسى واضعًا إصبعيه في أذنيه له جؤار إلى الله بالتلبية
- 182 خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ نَصْرُخُ بِالْحَجِّ صُرَاخًا
- 183 نُصْرُخُ بِالْحَجِّ صُرَاخًا
- 184 أمرني جبريل أن آمر أصحابي برفع الصوت بالتلبية
- 185 أمرني جبريل أن أعلن بالتلبية
- 186 ارفعوا أصواتكم بالتلبية فإنها من شعائر الحج
- 187 مَنْ لَبَّى لَبَّى مَعَهُ الحَجَرُ وَالشَّجَرُ وَالمَدَرُ
- 188 أفضل الحج العج والثج
- 189 كان النبي ﷺ يبيت بذي طوى ويصلي الصبح ويغتسل
- 190 رَكِبَ الْفَضْلُ رَسُولَ اللَّهِ غَدَاةَ جَمْعٍ
- 191 لم أزل ألبي حتى رميت الجمرة
- 192 عَلَيْكُمْ بِالسَّكِينَةِ
- 193 أفضت مع النبي من المزدلفة فلم أزل أسمعه يلبي حتى...
معلومات عن حديث: نهي النبي ﷺ عن لبس المزعفر الذي يردع على الجلد
📜 حديث: نهي النبي ﷺ عن لبس المزعفر الذي يردع على الجلد
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: نهي النبي ﷺ عن لبس المزعفر الذي يردع على الجلد
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: نهي النبي ﷺ عن لبس المزعفر الذي يردع على الجلد
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: نهي النبي ﷺ عن لبس المزعفر الذي يردع على الجلد
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








