حديث: نازلون غداً بخيف بني كنانة حيث تقاسموا على الكفر
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب مكان نزول النبيّ ﷺ بمكة في حجة الوداع
متفق عليه: رواه البخاريّ في الحج (١٥٩٠)، ومسلم في الحج (١٣١٤: ٣٤٤) من طريق الوليد بن مسلم، حدّثنا الأوزاعي، حدثني الزّهري، حدثني أبو سلمة، حدثنا أبو هريرة، فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن ينفعنا بما ندرس من حديث نبيه الكريم.
الحديث بلفظه كاملاً:
عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قَالَ لَنَا رَسُولُ اللهِ ﷺ وَنَحْنُ بِمِنًى: «نَحْنُ نَازِلُونَ غَدًا بِخَيْفِ بَنِي كِنَانَةَ، حَيْثُ تَقَاسَمُوا عَلَى الْكُفْرِ. وَذَلِكَ أَنَّ قُرَيْشًا وَبَنِي كِنَانَةَ تَحَالَفُوا عَلَى بَنِي هَاشِمٍ وَبَنِي الْمُطَّلِبِ: أَنْ لَا يُنَاكِحُوهُمْ، وَلَا يُبَايِعُوهُمْ، حَتَّى يُسْلِمُوا إِلَيْهِمْ رَسُولَ اللهِ ﷺ» يَعْنِي بِذَلِكَ الْمُحَصَّبَ.
(أخرجه البخاري في صحيحه)
أولاً. شرح المفردات:
● بِمِنًى: مكان معروف قرب مكة، حيث يبيت الحجاج في أيام التشريق.
● خَيْف بَنِي كِنَانَةَ: "الخيف" هو ما انحدر من الجبل وارتفع عن level الأرض، وهو مكان في مِنى. وكان من منازل قبيلة كنانة (وهي القبيلة الأم التي تفرعت منها قريش).
● تَقَاسَمُوا: تعاهدوا وتحالفوا وأقسموا فيما بينهم.
● تَحَالَفُوا: عقدوا حلفاً وعهداً.
● أَنْ لا يُنَاكِحُوهُمْ: أي لا يتزوجوا منهم ولا يزوجوهم.
● لا يُبَايِعُوهُمْ: أي لا يبيعونهم ولا يشترون منهم، معنى أوسع: مقاطعة اقتصادية واجتماعية كاملة.
● حَتَّى يُسْلِمُوا إِلَيْهِمْ رَسُولَ اللهِ ﷺ: حتى يسلموا النبي صلى الله عليه وسلم لهم ليفعلوا به ما يشاءون.
● الْمُحَصَّبَ: هو مكان بين منى ومكة، يسمى أيضًا "الأبطح"، كان النبي ﷺ ينزل فيه أحيانًا.
ثانيًا. شرح الحديث:
يحدثنا الصحابي الجليل أبو هريرة رضي الله عنه أن النبي ﷺ وهو في منى أثناء حجة الوداع، أخبر أصحابه أنهم سينزلون في اليوم التالي في مكان محدد في منى يسمى "خيف بني كنانة".
ثم يبين النبي ﷺ سبب الإشارة إلى هذا المكان تحديدًا، فيذكر حادثة تاريخية مؤلمة وقعت قبل الهجرة، وهي حصار وشعب أبي طالب أو المقاطعة العامة التي فرضتها قريش وحلفاؤها من بني كنانة على بني هاشم وبني المطلب (وهما بطنا من قريش).
طبيعة المقاطعة: كان هذا تحالفًا ظالمًا تعهدت فيه قريش وكنانة بعدم الزواج من بني هاشم والمطلب، وعدم البيع والشراء معهم، وعزلهم اجتماعيًا واقتصاديًا بالكامل، بهدف إجبارهم على تسليم النبي ﷺ لهم لقتله أو إيذائه.
كان هذا الحصار قاسياً استمر ثلاث سنوات، عانى خلالها المسلمون والمؤمنون من بني هاشم والمطلب جوعاً شديداً وضيقاً حتى تم نقض الصحيفة الظالمة بمعجزة إلهية.
وفي حجة الوداع، وبعد أن أذل الله الكفر وأعز الإسلام، وقف النبي ﷺ في ذلك المكان نفسه الذي حُددت فيه تلك المؤامرة الكافرة، ليذكر المسلمين بنعمة الله تعالى، ويظهر انتصار الحق على الباطل، ويجعل من المكان الذي planned فيه للكفر والظلم، منطلقًا للتوقف والاعتبار والذكرى.
ثالثًا. الدروس المستفادة والعبر:
1- عظمة النبي ﷺ وصدق نبوته: فهو يخبر عن حدث ماضي كان قد حدث قبل سنوات طويلة في ذلك المكان بالذات، وهذا من علمه الذي أعطاه الله إياه.
2- انتصار الحق في النهاية: الحديث يصور لحظة انتصار مؤثرة، حيث يعود النبي ﷺ منتصرًا إلى المكان الذي أراد أعداؤه فيه القضاء على دعوته، فكان العكس هو ما حدث. وهذا درس بأن نهاية الصبر على الأذى في سبيل الله هي النصر والتمكين.
3- التاريخ معلم: النبي ﷺ يُرَبِّي أصحابه على قراءة الأحداث التاريخية والاعتبار بها، وربط الأماكن بالأحداث لتبقى العبرة حية.
4- ظلم المتآمرين وخيبة أملهم: تذكير بأن مؤامرات الكفار ومكرهم يذهب الله به ويحبطه، {وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ ۖ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ} [آل عمران: 54].
5- قوة التضحية والعزيمة: تذكرنا الحادثة بتضحيات بني هاشم وبني المطلب الذين وقفوا مع النبي ﷺ في أقسى الظروف رغم أن بعضهم لم يكونوا مسلمين بعد، دفاعًا عن الحق والنسيب.
6- التأكيد على مكانة النبي ﷺ: الحديث يبرز قيمة النبي ﷺ عند قومه أولاً، ثم عند الله تعالى، حيث كان هو المحور الذي دارت حوله كل هذه الأحداث العظام.
رابعًا. معلومات إضافية:
- هذا الحديث جزء من خطب وأحاديث حجة الوداع، التي كانت توجيهاً عاماً للأمة وتذكيراً بأصول الدين.
- المكان المذكور (المحصب أو الأبطح) سنة النزول فيه غير مؤكدة، فبعض العلماء قال إن النبي ﷺ نزله للراحة ولم يجعله سنة دائمة، وبعضهم قال باستحباب النزول فيه اقتداءً بالن
تخريج الحديث
ولفظ البخاريّ نحوه وزاد في أوله: «قال النبيّ ﷺ من الغد يوم النحر -وهو بمني- ... إلخ».
وفي رواية للبخاريّ في المغازي (٤٢٨٤)، ومسلم من طريق الأعرج (عبد الرحمن بن هرمز)، عن أبي هريرة، عن النبيّ ﷺ قال: «منزلنا إن شاء الله -إذا فتح الله- الخَيْف، حيث تقاسموا على الكفر».
وفي رواية للبخاريّ في الحج (١٥٨٩) من طريق شعيب، عن الزهريّ، به، قال: قال رسول الله ﷺ -حين أراد قدوم مكة-: «منزلنا (فذكره إلى قوله): على الكفر».
وفي رواية للبخاري في المناقب (٣٨٨٢) من طريق إبراهيم بن سعد، عن ابن شهاب، به، قال: قال رسول الله ﷺ -حين أراد حنينًا-: «منزلنا غدًا» الحديث إلى قوله: «على الكفر».
قال الأعظمي: ولا تنافي بين هذه الروايات لإمكان حملها على تعدد الوقائع.
وقوله: «بخيف بني كنانة» فُسِّر في الحديث بالمحصَّب، والظاهر أنه تفسير الإمام الزهري ﵀. قال ابن حجر: «ويختلج في خاطري أن جميع ما بعد قوله: «يعني المحصب«إلى آخر الحديث من قول الزهريّ أدرج في الخبر».
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 161 من أصل 689 حديثاً له شرح
- 136 المُحْرِمُ لا يَنْكِحُ وَلا يُنْكِحُ وَلا يَخْطُبُ
- 137 تزوّج النبي ميمونة وهو مُحرم.
- 138 تزوّج النبيّ ﷺ بعض نسائه وهو محرم
- 139 تزوج رسول الله ميمونة وهو حلال.
- 140 تزوّجني رسول الله وأنا حلال بعدما رجعنا من مكة
- 141 تزوّج رسول الله ميمونة وهو حلال.
- 142 كانت عكاظ ومجنة وذو المجاز أسواقا في الجاهلية
- 143 التجارة في مواسم الحج ليست عليكم بها جناح
- 144 كنت رجلا أكري في هذا الوجه، وكان ناس يقولون لي:...
- 145 من حج البيت فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته...
- 146 انظروا إلى هذا المحرم ما يصنع
- 147 خمس ليالٍ بقين من ذي القعدة
- 148 خروج النبي من المدينة لخمس بقين من ذي القعدة
- 149 رسول الله مكث تسع سنين لم يحج ثم أذن في...
- 150 كانوا يرون العمرة في أشهر الحج من أفجر الفجور
- 151 انطلق النبي من المدينة لخمس بقين من ذي القعدة
- 152 رسول الله ﷺ كان ينزل بذي طوى ويصلي الصبح هناك
- 153 هدي النبي في المبيت بذي طوى والصلاة والاغتسال
- 154 خَرَجَ النَّبِيَّ ﷺ لَيْلاً مِنَ الْجِعِرَّانَةِ مُعْتَمِرًا
- 155 يخرج من طريق الشجرة ويدخل من طريق المعرس
- 156 دخل النبي مكة من أعلاها وخرج من أسفلها
- 157 نزلنا مع النبي ها هنا ونحن خفاف الحقائب
- 158 نزله رسول الله ﷺ، لأنه كان أسمح لخروجه إذا خرج
- 159 التحصيب ليس من شعائر الحج بل هو منزل للنبي
- 160 طواف النبي بالبيت وسعيه بين الصفا والمروة.
- 161 نازلون غداً بخيف بني كنانة حيث تقاسموا على الكفر
- 162 ينزلون الأبطح: النبي وأبو بكر وعمر
- 163 لَمْ يَأْمُرْنِي رَسُولُ اللهِ أَنْ أَنْزِلَ الأَبْطَحَ
- 164 حجة رسول الله ﷺ مكث تسع سنين لم يحج
- 165 ركب راحلته بذي الحليفة ثم يهل حين تستوي به قائمة
- 166 الإحرام من البيداء التي تكذبون فيها على رسول الله ﷺ
- 167 صلى النبي بالمدينة أربعًا وبذي الحليفة ركعتين
- 168 إهلال رسول الله ﷺ من ذي الحليفة حين استوت به...
- 169 نهي النبي ﷺ عن لبس المزعفر الذي يردع على الجلد
- 170 صَلَّى الظُّهْرَ أَرْبَعًا وَالْعَصْرَ بِذِي الحُلَيْفَةِ رَكْعَتَيْنِ
- 171 ابن عمر إذا صلى الغداة بذي الحليفة أمر براحلته فرحلت
- 172 صلى النبي الظهر أربعًا والعصر بذي الحليفة ركعتين
- 173 صَلِّ فِي هَذَا الْوَادِي الْمُبَارَكِ وَقُلْ عُمْرَةً فِي حَجَّةٍ
- 174 أَنَاخَ بِالْبَطْحَاءِ الَّتِي بِذِي الْحُلَيْفَةِ فَصَلَّى بِهَا
- 175 لبيك وسعديك والخير بيديك، لبيك والرغباء إليك والعمل
- 176 لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك
- 177 لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك...
- 178 لبيك لا شريك لك إلا شريكا هو لك تملكه
- 179 لبيك إله الحق لبيك
- 180 لبيك حقًا حقًا تعبدًا ورقًا
- 181 موسى واضعًا إصبعيه في أذنيه له جؤار إلى الله بالتلبية
- 182 خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ نَصْرُخُ بِالْحَجِّ صُرَاخًا
- 183 نُصْرُخُ بِالْحَجِّ صُرَاخًا
- 184 أمرني جبريل أن آمر أصحابي برفع الصوت بالتلبية
- 185 أمرني جبريل أن أعلن بالتلبية
معلومات عن حديث: نازلون غداً بخيف بني كنانة حيث تقاسموا على الكفر
📜 حديث: نازلون غداً بخيف بني كنانة حيث تقاسموا على الكفر
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: نازلون غداً بخيف بني كنانة حيث تقاسموا على الكفر
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: نازلون غداً بخيف بني كنانة حيث تقاسموا على الكفر
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: نازلون غداً بخيف بني كنانة حيث تقاسموا على الكفر
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








