حديث: تزوّج النبي ميمونة وهو مُحرم.

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب زواج النبيّ ﷺ من ميمونة هل كان حلالا أو محرمًا؟

عن ابن عباس، أنّ النبيّ ﷺ تزوّج ميمونة وهو مُحرم.

متفق عليه: رواه البخاريّ في النكاح (٥١١٤)، ومسلم في النكاح (١٤١٠: ٤٦) كلاهما من طريق سفيان بن عيينة، أخبرنا عمرو بن دينار، حدثنا جابر بن زيد أبو الشّعثاء، أن ابن عباس أخبره، به، فذكره.

عن ابن عباس، أنّ النبيّ ﷺ تزوّج ميمونة وهو مُحرم.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن يوفقنا جميعاً لفهم سنة نبيه ﷺ والعمل بها.
الحديث: عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: "أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ تَزَوَّجَ مَيْمُونَةَ وَهُوَ مُحْرِمٌ."
مصدر الحديث: أخرجه الإمام البخاري في صحيحه (كتاب النكاح، باب نكاح المحرم)، ومسلم في صحيحه (كتاب النكاح، باب تحريم نكاح المحرم وإباحة نكاح المحل).


الشرح التفصيلي:



# 1. شرح المفردات:


● تَزَوَّجَ: عقد النكاح.
● مَيْمُونَةَ: هي ميمونة بنت الحارث الهلالية رضي الله عنها، آخر من تزوجها النبي ﷺ، وهي خالة خالد بن الوليد رضي الله عنه، وكانت أخت أم الفضل زوجة العباس بن عبد المطلب رضي الله عنهما.
● مُحْرِمٌ: هو الشخص الذي دخل في نسك الحج أو العمرة ولبى به، فحرم عليه ما كان حلالاً له من قبل، كالطيب والنساء والصيد وغيرها.

# 2. شرح الحديث ومعناه:


يشير هذا الحديث إلى أن النبي ﷺ عقد نكاح السيدة ميمونة رضي الله عنها وهو في حالة الإحرام للحج أو العمرة.
وهنا مسألة فقهية مهمة، فقد اختلف العلماء في هذا الحديث على قولين مشهورين، وهذا من دقة فهمهم لأحاديث النبي ﷺ:
● القول الأول (وهو الراجح): أن العقد وقع وهو محرم، ولكن الدخول بها لم يحدث إلا بعد أن حل النبي ﷺ من إحرامه. وهذا القول هو ما رجحه جمع كبير من المحققين، منهم الإمام النووي وابن حجر العسقلاني. واستدلوا بأن النبي ﷺ لم يدخل بها في أثناء إحرامه، وإنما كان العقد فقط. وبالتالي، فإن الحديث لا يدل على جواز الدخول بالمرأة أثناء الإحرام، وإنما على جواز عقد النكاح فقط.
● القول الثاني: أن النبي ﷺ كان حلالاً (غير محرم) حين عقد عليها، وأن الراوي ظن أنه كان محرماً. وهذا القول ذهب إليه بعض العلماء مثل سعيد بن المسيب، حيث رأوا أن الإحرام يمنع عقد النكاح أصلاً، كالجماع.
الترجيح: الراجح -والله أعلم- هو القول الأول، وهو أن العقد جائز للمحرم، أما الجماع فهو محرم بالإجماع. وقد بين النبي ﷺ هذا بنفسه فقال: "لا يَنْكِحُ المُحْرِمُ، وَلا يُنْكَحُ، وَلا يَخْطُبُ" (رواه مسلم). والمراد بالنكاح هنا هو الجماع، كما هو شائع في لغة العرب، وليس عقد النكاح. وهذا التفصيل هو جمهور أهل العلم.

# 3. الدروس المستفادة والعبر:


● جواز عقد النكاح في الإحرام: يستفاد من الحديث (على القول الراجح) أن عقد النكاح للمحرم جائز، بشرط ألا يقترن به دعوة ووليمة أو ما يشبه ذلك من أمور المنكرات، وأن يؤجل الدخول إلى ما بعد التحلل.
● التيسير ورفع الحرج: في هذا دليل على يسر الشريعة الإسلامية وسماحتها، حيث لم تشدد في أمر العقد الذي هو أساس بناء الأسرة، مع تحريمها ما يفسد النسك وهو الجماع.
● فهم النصوص في إطارها الصحيح: الحديث مثال على أهمية الجمع بين النصوص وفهمها بشكل متكامل. فحديث النهي عن نكاح المحرم محمول على الجماع، بينما حديث ابن عباس محمول على العقد فقط.
● سعة علم الصحابة: ينبغي للعالم أن يتثبت في النقل، فقد كان ابن عباس رضي الله عنهما حريصاً على نقل ما رآه أو سمعه بدقة، مما يعطينا صورة صحيحة عن حياة النبي ﷺ.

# 4. معلومات إضافية مفيدة:


- وقع عقد نكاح النبي ﷺ على ميمونة في منطقة تسمى "سَرِف" على بعد نحو 10 كيلومترات من مكة، في طريق عودته من عمرة القضاء (سنة 7 هـ).
- كان الذي زوجها للنبي ﷺ هو العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه.
- هذا الحديث من الأحاديث التي تظهر جواز التزوج في السفر، وعدم اقتصاره على الحضر.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في النكاح (٥١١٤)، ومسلم في النكاح (١٤١٠: ٤٦) كلاهما من طريق سفيان بن عيينة، أخبرنا عمرو بن دينار، حدثنا جابر بن زيد أبو الشّعثاء، أن ابن عباس أخبره، به، فذكره.
ورواه البخاري في المغازي (٤٢٥٨) من طريق عكرمة، عن عبد الله بن عباس، قال: «تزوّج النبيّ ﷺ ميمونة وهو مُحرم، وبنى بها وهو حلال، وماتتْ بسرف».
قال البخاريّ: وزاد ابن إسحاق: حدثني ابن أبي نجيح، وأبان بن صالح، عن عطاء ومجاهد، عن عبد الله بن عباس، قال: «تزوّج النبيّ ﷺ ميمونة في عمرة القضاء».
قال الحافظ: «هو موصول في السيرة، وزاد في آخره: «وكان الذي زوّجها منه العباس بن عبد المطلب«ولابن حبان، والطبراني من طريق إبراهيم بن سعد، عن ابن إسحاق بلفظ: «تزوّج ميمونة بنت الحارث في سفره ذلك -يعني عمرة القضاء- وهو حرام، وكان الذي زوّجه إيّاها العباس». ونحوه للنسائي من وجه آخر عن ابن عباس» انتهى. فتح الباري (٧/ ٥١٠).

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 137 من أصل 689 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: تزوّج النبي ميمونة وهو مُحرم.

  • 📜 حديث: تزوّج النبي ميمونة وهو مُحرم.

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: تزوّج النبي ميمونة وهو مُحرم.

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: تزوّج النبي ميمونة وهو مُحرم.

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: تزوّج النبي ميمونة وهو مُحرم.

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب