لبيك وسعديك والخير بيديك، لبيك والرغباء إليك والعمل

حديث: لبيك وسعديك والخير بيديك، لبيك والرغباء إليك والعمل

عن ابن عمر: أَنَّ تَلْبِيَةَ رَسُولِ اللهِ ﷺ: «لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ لا شَرِيكَ لَكَ، لَبَّيْكَ إِنَّ الْحَمْدَ وَالنِّعْمَةَ لَكَ وَالْمُلْكَ لا شَرِيكَ لَك».
قَال: وَكَانَ عبد الله بْنُ عُمَرَ يَزِيدُ فِيهَا: لَبَّيْكَ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ وَالْخَيْرُ بِيَدَيْكَ، لَبَّيْكَ وَالرَّغْبَاءُ إِلَيْكَ وَالْعَمَلُ.

متفق عليه: رواه مالك في الحج (٢٨) عن نافع، عن ابن عمر، فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإن حديث ابن عمر رضي الله عنهما في تلبية النبي ﷺ من الأحاديث العظيمة التي تبين هيئة التلبية التي كان النبي ﷺ يلبي بها في الحج والعمرة، وسأشرحه لكم جزءًا جزءًا بإذن الله.

أولاً. شرح المفردات:

● لَبَّيْكَ: كلمة تفيد الإجابة والتلبية للنداء، ومعناها: إجابة بعد إجابة، أو أنا مقيم على طاعتك.
● سَعْدَيْكَ: السعد هو السعادة واليمن والبركة، وسعديك أي أسعدك الله وأدام سعادتك.
● الرَّغْبَاءُ: الرغبة والطلب، أي الرغبة إليك والطلب منك.
● الْعَمَلُ: هنا يقصد به العمل الصالح والطاعة.

ثانيًا. شرح الحديث:

روى عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن تلبية رسول الله ﷺ كانت: «لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ لا شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ، إِنَّ الْحَمْدَ وَالنِّعْمَةَ لَكَ وَالْمُلْكَ، لا شَرِيكَ لَكَ». ثم ذكر ابن عمر أنه كان يزيد فيها: «لَبَّيْكَ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ، وَالْخَيْرُ بِيَدَيْكَ، لَبَّيْكَ وَالرَّغْبَاءُ إِلَيْكَ وَالْعَمَلُ».
شرح التلبية النبوية:
- «لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ»: أي إجابة لك يا الله إجابة بعد إجابة، وهذا إعلان للاستجابة لنداء الله تعالى بالحج أو العمرة.
- «لا شَرِيكَ لَكَ»: نفي للشركاء عن الله تعالى، وهو إقرار بالتوحيد الخالص لله.
- «إِنَّ الْحَمْدَ وَالنِّعْمَةَ لَكَ وَالْمُلْكَ»: اعتراف بأن الحمد كله لله، والنعم كلها منه، والملك له وحده.
- «لا شَرِيكَ لَكَ»: تأكيد مرة أخرى على توحيد الله ونفي الشريك.
شرح الزيادة التي كان يزيدها ابن عمر:
- «لَبَّيْكَ لَبَّيْكَ»: توكيد للتلبية والإجابة.
- «وَسَعْدَيْكَ»: أي أسعدك الله، وهو دعاء لله تعالى بالسعادة والبركة.
- «وَالْخَيْرُ بِيَدَيْكَ»: اعتراف بأن الخير كله بيد الله تعالى.
- «لَبَّيْكَ وَالرَّغْبَاءُ إِلَيْكَ وَالْعَمَلُ»: أي إجابة لك، والرغبة والطلب إليك، والعمل الصالح لك.

ثالثًا. الدروس المستفادة من الحديث:

1- التلبية سنة نبوية: التلبية بهذه الصيغة سنة عن النبي ﷺ، ويستحب للإنسان أن يلتزم بها في الحج والعمرة.
2- إظهار التوحيد: التلبية تحتوي على إقرار بالتوحيد ونفي الشرك، مما يجعل الحاج أو المعتمر يذكر ربه ويوحده.
3- التذلل والافتقار إلى الله: في التلبية إظهار للعبودية والانكسار بين يدي الله تعالى.
4- جواز الزيادة في الذكر بما لا مخالفة فيه: زيادة ابن عمر رضي الله عنهما في التلبية تدل على جواز الزيادة في الأذكار إذا كانت موافقة للشرع ولم تكن فيها مخالفة.
5- استحضار النعم والفضل الإلهي: في التلبية اعتراف بنعم الله تعالى وفضله.

رابعًا. معلومات إضافية:

- التلبية تشرع في الحج والعمرة من حين الإحرام إلى أن يبدأ الحاج أو المعتمر في رمي جمرة العقبة للحاج، أو عند شروع المعتمر في الطواف.
- يستحب رفع الصوت بالتلبية للرجال، أما النساء فيخفضن أصواتهن.
- التلبية من أعظم أذكار الحج والعمرة، وهي شعار الحجاج والمعتمرين.
أسأل الله تعالى أن يتقبل منا الصيام والقيام وصالح الأعمال، وأن يبلغنا حج بيته الحرام، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مالك في الحج (٢٨) عن نافع، عن ابن عمر، فذكره.
ورواه البخاري في الحج (١٥٤٩)، ومسلم في الحج (١١٨٤: ١٩) من طريق مالك، به، مثله. إلّا أن البخاريّ لم يذكر تلبية ابن عمر.
ورواه البخاريّ في اللباس (٥٩١٥)، ومسلم في الحج (١١٨٤: ٢١) كلاهما من طريق عبد الله ابن وهب، أخبرني يونس، عن ابن شهاب الزهريّ، أن سالم بن عبد الله بن عمر، أخبرني، عن أبيه، قال: سمعت رسول الله ﷺ يهلّ ملبِّدًا يقول (فذكر تلبية رسول الله ﷺ -كما في رواية مالك-) ثم قال: «لا يزيد على هؤلاء الكلمات».
زاد مسلم: «وكان عبد الله بن عمر ﵄ يقول: كان عمر بن الخطاب يهلّ بإهلال رسول الله ﷺ من هؤلاء الكلمات ويقول: لبيك اللهم لبيك، لبيك وسعديك والخير في يديك لبيك، والرَّغباء إليك والعمل».
وقال الترمذي (٨٢٦) عقب حديث ابن عمر: «حديث ابن عمر حديث حسن صحيح، والعمل عليه عند بعض أهل العلم من أصحاب النبيّ ﷺ وغيرهم، وهو قول سفيان والشافعي وأحمد
وإسحاق».
قال الشافعي: «إن زاد في التلبية شيئًا من تعظيم الله فلا بأس إن شاء الله، وأحبُّ أن يقتصر على تلبية رسول الله ﷺ» انتهى.
والزيادات التي زادها ابن عمر الصحيح أنها من زيادات أبيه، وأنه اقتدى به في ذلك.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 175 من أصل 689 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لبيك وسعديك والخير بيديك، لبيك والرغباء إليك والعمل

📜 حديث: لبيك وسعديك والخير بيديك، لبيك والرغباء إليك والعمل

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: لبيك وسعديك والخير بيديك، لبيك والرغباء إليك والعمل

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: لبيك وسعديك والخير بيديك، لبيك والرغباء إليك والعمل

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: لبيك وسعديك والخير بيديك، لبيك والرغباء إليك والعمل

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية