حديث: نزلنا مع النبي ها هنا ونحن خفاف الحقائب

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب مكان نزول النبيّ ﷺ بمكة في حجة الوداع

عن عبد الله مولى أسماء بنت أبي بكر حدّثه؛ أَنَّهُ كَانَ يَسْمَعُ أَسْمَاءَ تَقُولُ كُلَّمَا مَرَّتْ بِالحَجُونِ: صَلَّى الله عَلَى رَسُولِهِ مُحَمَّدٍ لَقَدْ نَزَلْنَا مَعَهُ هَا هُنَا وَنَحْنُ يَؤْمَئِذٍ خِفَافٌ الحقائب، قَلِيلٌ ظَهْرُنَا، قَلِيلَةٌ أَزْوَادُنَا فَاعْتَمَرْتُ أَنَا وَأُخْتِي عَائِشَةُ وَالزُّبَيْرُ وَفُلانٌ وَفُلانٌ فَلَمَّا مَسَحْنَا الْبَيْتَ أَحْلَلْنَا، ثُمَّ أَهْلَلْنَا مِن الْعَشِيِّ بِالْحَجِّ.

متفق عليه: رواه البخاريّ في العمرة (١٧٩٦)، ومسلم في الحج (١٢٣٧) كلاهما من طريق أحمد بن عيسى، حدثنا ابن وهب، أخبرني عمرو (هو ابن الحارث)، عن أبي الأسود، أن عبد الله مولي أسماء، به، فذكره.

عن عبد الله مولى أسماء بنت أبي بكر حدّثه؛ أَنَّهُ كَانَ يَسْمَعُ أَسْمَاءَ تَقُولُ كُلَّمَا مَرَّتْ بِالحَجُونِ: صَلَّى الله عَلَى رَسُولِهِ مُحَمَّدٍ لَقَدْ نَزَلْنَا مَعَهُ هَا هُنَا وَنَحْنُ يَؤْمَئِذٍ خِفَافٌ الحقائب، قَلِيلٌ ظَهْرُنَا، قَلِيلَةٌ أَزْوَادُنَا فَاعْتَمَرْتُ أَنَا وَأُخْتِي عَائِشَةُ وَالزُّبَيْرُ وَفُلانٌ وَفُلانٌ فَلَمَّا مَسَحْنَا الْبَيْتَ أَحْلَلْنَا، ثُمَّ أَهْلَلْنَا مِن الْعَشِيِّ بِالْحَجِّ.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث الشريف رواه الإمام البخاري في صحيحه، وهو من رواية السيدة الجليلة أسماء بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنها وأرضاها، أم عبد الله بن الزبير، والتي تُكنى بـ "ذات النطاقين" لموقفها المشهور في تهيئة الطعام للنبي صلى الله عليه وسلم وأبيها عند الهجرة.
أولاً: شرح المفردات:
● الحَجُون: مكان معروف في مكة المكرمة، وهو جزء من مقبرة المعلاة حيث دفن العديد من الصحابة ومنهم السيدة خديجة رضي الله عنها.
● خِفَافٌ الحقائب: خفاف جمع خفيف، أي أن أمتعتنا وحقائبنا كانت قليلة وخفيفة، ليس فيها الكثير من المتاع.
● قَلِيلٌ ظَهْرُنَا: أي قليلة دوابنا التي نركبها (كالإبل والبغال).
● قَلِيلَةٌ أَزْوَادُنَا: الأزواد هي الزاد والطعام الذي يُتزود به في السفر، أي كان طعامنا قليلاً.
● اعْتَمَرْتُ: أدينا العمرة.
● مَسَحْنَا الْبَيْتَ: طفنا حول الكعبة المشرفة (أدينا طواف العمرة).
● أَحْلَلْنَا: خرجنا من إحرام العمرة بحلق الشعر أو تقصيره.
● أَهْلَلْنَا: أدخلنا ourselves في الإحرام من جديد وقلنا "لبيك اللهم بحج".
ثانياً: شرح الحديث:
تذكر السيدة أسماء رضي الله عنها، كلما مرت بمنطقة "الحجون" في مكة، ذكرياتها مع النبي صلى الله عليه وسلم في إحدى أسفاره. فهي تشير إلى وقت كانوا فيه هم والصحابة رضوان الله عليهم في حالة من الزهد وقلة الدنيا، حيث كانت أمتعتهم خفيفة، ودوابهم قليلة، وزادهم في السفر شحيحاً.
ثم تخبر عن قصة محددة، حيث أنهم أحرموا للعمرة (هم وأشخاص آخرون ذكروا بدون تسمية في الرواية "وفلان وفلان"). فلما وصلوا مكة، طافوا حول الكعبة (وهو ركن العمرة)، ثم حلوا من إحرامهم بحلق أو تقصير. ولكن بعد ذلك، في وقت العشي (أي المساء)، أحرموا من جديد، ولكن هذه المرة بالحج. وهذا ما يُعرف في شريعتنا الإسلامية بـ "التمتع"، وهو أن يجمع الإنسان بين العمرة والحج في سفر واحد ويحل بينهما.
ثالثاً: الدروس المستفادة والعبر:
1- التذكير بنعمة الله: في هذا الحديث تذكير عظيم بنعمة الله تعالى، حيث كانت حياة الصحابة الأولى في جهاد وفقر وصبر، ثم فتح الله عليهم من فضله. تذكر السيدة أسماء تلك الأيام لشكر الله على نعمه الحالية.
2- الزهد والقناعة: تصف لنا السيدة أسماء حالة الصحابة وهم قدوة الأمة، حيث كانت دنياهم خفيفة، ولم تكن همتهم في جمع المتاع، بل في طاعة الله ورسوله.
3- حب الصحابة للنبي صلى الله عليه وسلم: حرص السيدة أسماء على ذكر النبي صلى الله عليه وسلم والدعاء له كلما تذكرت تلك المواقف معه، وهذا من كمال محبتها له.
4- جواز التمتع في الحج: الحديث دليل واضح على مشروعية التمتع في الحج، وهو أن يحرم المسلم بالعمرة في أشهر الحج (شوال، ذو القعدة، ذو الحجة) ثم يحل منها، ثم يحرم بالحج في نفس العام. وهذا من فضل الله تعالى على عباده لتيسير المناسك عليهم.
5- استحضار الذكريات الإيمانية: ينبغي للمسلم أن يحرص على تذكر المواقف التي قربته من الله ورسوله، فهي تزيد الإيمان وتجدد العهد مع الطاعة.
رابعاً: معلومات إضافية:
- هذا الحديث جزء من "حديث الجعرانة" الطويل، حيث خرج النبي صلى الله عليه وسلم من المدينة إلى مكة لأداء العمرة، وكان ذلك في سنة 8 هـ بعد غزوة حنين.
- المنطقة التي كانت تمر بها أسماء ("الحجون") هي مكان له قدسيته؛ لارتباطه بذكريات النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، ووجود مقبرة فيها للعديد من السلف الصالح.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في العمرة (١٧٩٦)، ومسلم في الحج (١٢٣٧) كلاهما من طريق أحمد بن عيسى، حدثنا ابن وهب، أخبرني عمرو (هو ابن الحارث)، عن أبي الأسود، أن عبد الله مولي أسماء، به، فذكره.
واللفظ لمسلم، ولفظ البخاري قريب منه.
قولها: «الحجون» بحاء مهملة مفتوحة، بعدها جيم مضمومة: ثنية بأعلى مكة، وهي لا تزال معروفة بهذا الاسم إلا أن العامة ينطقونها «الحُجُون» بضم المهملة، وبها مقبرة أهل مكة التي تسمى مقبرة المعلي

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 157 من أصل 689 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: نزلنا مع النبي ها هنا ونحن خفاف الحقائب

  • 📜 حديث: نزلنا مع النبي ها هنا ونحن خفاف الحقائب

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: نزلنا مع النبي ها هنا ونحن خفاف الحقائب

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: نزلنا مع النبي ها هنا ونحن خفاف الحقائب

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: نزلنا مع النبي ها هنا ونحن خفاف الحقائب

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب