خمس من الدواب كلهن فاسق يقتلهن في الحرم

حديث: خمس من الدواب كلهن فاسق يقتلهن في الحرم

عن عائشة، أنّ رسول الله ﷺ قال: «خَمْسٌ مِنَ الدَّوَابِّ كُلُّهُنَّ فَاسِقٌ يَقْتُلُهُنَّ فِي الْحَرَمِ: الْغُرَابُ، وَالْحِدَأَةُ، وَالْعَقْرَبُ، وَالْفَأْرَةُ، وَالْكَلْبُ الْعَقُورُ».

متفق عليه: رواه البخاريّ في جزاء الصيد (١٨٢٩)، ومسلم (١١٩٨: ٧١) كلاهما من طريق ابن وهب، أخبرني يونس، عن ابن شهاب، عن عروة بن الزبير، عن عائشة، فذكرته، واللفظ للبخاريّ.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإن حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها الذي رواه البخاري ومسلم وغيرهما من أصحاب السنن، فيه بيان لحكم شرعي مهم يتعلق بقتل بعض الحيوانات حتى في الحرم، وهو مكان عظيم تحرم فيه الأشجار والحيوانات إلا ما استثناه الشرع.

شرح المفردات:

● خمس: عدد محصور، وهذه الحيوانات مذكورة على سبيل التمثيل وليس الحصر، بدليل وجود أحاديث أخرى تذكر حيوانات أخرى.
● الدواب: جمع دابة، وهي كل ما يدب على الأرض من الحيوانات.
● فاسق: خارج عن الطاعة، وسارق مؤذٍ، وقد أطلقت الفسق هنا لخروج هذه الحيوانات عن سلوك الحيوانات المسالمة التي لا تؤذي.
● في الحرم: المنطقة المحيطة بمكة المكرمة، التي لها حرمة خاصة ويحرم فيها القتال والصيد وقطع الشجر.
● الغراب: طائر أسود معروف، والمقصود هنا هو الغراب الذي يفسد ويؤذي، وليس كل غراب.
● الحدأة: طائر جارح يشبه الصقر، معروف بأذيّته للحيوانات الصغيرة والطيور.
● العقرب: حشرة سامة معروفة بأذيتها للإنسان والحيوان.
● الفأرة: حيوان صغير معروف بإتلاف الطعام والممتلكات ونقل الأمراض.
● الكلب العقور: الكلب الذي يعقر، أي يهاجم ويعض، سواء كان كلبًا مسعورًا أو متوحشًا.

شرح الحديث:

يخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن هذه الحيوانات الخمسة -وغيرها مما في حكمها- تعتبر فاسقة بسبب أذيتها للإنسان أو للممتلكات أو لنقلها للأمراض. ولذلك أبيح قتلها حتى داخل الحرم، على عكس الأصل العام الذي يحرم الصيد وقتل الحيوانات في الحرم.
وهذا الاستثناء يدل على أن الشريعة جاءت لتحقيق المصالح ودرء المفاسد، فحرمة الإنسان وأمنه وسلامته مقدمة على حرمة الحيوان، خاصة إذا كان هذا الحيوان مؤذياً.

الدروس المستفادة:

1- مراعاة المقاصد الشرعية: الشريعة تهدف إلى حفظ النفس والعقل والمال، فإذا تعارضت هذه المقاصد مع بعض الأحكام، قد تُقدّم المصالح الكبرى.
2- الرحمة بالإنسان: إباحة قتل هذه الحيوانات المؤذية حتى في الحرم تدل على عناية الإسلام بصحة الإنسان وسلامته.
3- الحكمة في التشريع: ليس المقصد قتل هذه الحيوانات عبثًا، بل للضرورة، فإذا لم تكن مؤذية فلا داعي لقتلها.
4- التفريق بين الحيوانات: ليس كل كلب يُقتل، بل الكلب العقور فقط، وليس كل غراب، بل المؤذي منه. وهذا يدعو إلى التمييز وعدم التعميم.

معلومات إضافية:

- وردت أحاديث أخرى تزيد على هذه الخمس، مثل الحديث الذي يذكر الوزغ (البرص) والحديث الذي يذكر الذئب، مما يدل على أن الحكم يعم كل مؤذٍ من الحيوانات.
- العلماء اختلفوا في تفسير "الفسق" هنا، فمنهم من قال: فاسق بخروجه عن طاعة الحيوانات المسالمة، ومنهم من قال: لأنه يؤذي في الحرم مع حرمته، فصار فاسقاً بهذا الاعتبار.
- يجوز قتل هذه الحيوانات بأي وسيلة، ولكن يفضل أن لا يعذبها المسلم عند قتلها.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في جزاء الصيد (١٨٢٩)، ومسلم (١١٩٨: ٧١) كلاهما من طريق ابن وهب، أخبرني يونس، عن ابن شهاب، عن عروة بن الزبير، عن عائشة، فذكرته، واللفظ للبخاريّ.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 132 من أصل 689 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: خمس من الدواب كلهن فاسق يقتلهن في الحرم

📜 حديث: خمس من الدواب كلهن فاسق يقتلهن في الحرم

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: خمس من الدواب كلهن فاسق يقتلهن في الحرم

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: خمس من الدواب كلهن فاسق يقتلهن في الحرم

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: خمس من الدواب كلهن فاسق يقتلهن في الحرم

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية