حديث: المُحْرِمُ لا يَنْكِحُ وَلا يُنْكِحُ وَلا يَخْطُبُ

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب تحريم نكاح المحرم وخطبته

عن ابن عمر، عن النبيّ ﷺ قال: «الْمُحْرِمُ لا يَنْكِح، وَلا يُنْكِحُ وَلا يَخْطُبُ».

حسن: رواه الدارقطني (٣٦٥٠) عن أبي طالب أحمد بن نصر الحافظ، حدثنا هلال بن العلاء، حدثنا النقيلي، حدثنا مسلم بن خالد، حدثنا إسماعيل بن أمية، عن نافع، عن ابن عمر، فذكره.

عن ابن عمر، عن النبيّ ﷺ قال: «الْمُحْرِمُ لا يَنْكِح، وَلا يُنْكِحُ وَلا يَخْطُبُ».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
الحديث الشريف:
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الْمُحْرِمُ لا يَنْكِح، وَلا يُنْكِحُ وَلا يَخْطُبُ». رواه مسلم في صحيحه.


1. شرح المفردات:


● الْمُحْرِمُ: هو الشخص الذي دخل في نُسك الحج أو العمرة، ولبى بهما، والتزم بمحظورات الإحرام.
● لا يَنْكِح: أي لا يتزوج بنفسه.
● وَلا يُنْكِحُ: أي لا يزوج غيره، كأن يزوج ابنته أو يشارك في عقد نكاح آخر.
● وَلا يَخْطُبُ: أي لا يطلب امرأة للزواج، سواء لنفسه أو لغيره.


2. شرح الحديث:


هذا الحديث النبوي الشريف يبين حكمًا مهمًا يتعلق بالمحرم في الحج أو العمرة، حيث ينهى النبي صلى الله عليه وسلم المحرم عن ثلاثة أمور متعلقة بالزواج:
● عدم الزواج: فلا يجوز للمحرم أن يعقد عقد نكاح لنفسه أثناء إحرامه.
● عدم تزويج الغير: فلا يجوز له أن يكون وليًا في عقد نكاح، أو أن يشارك في إجراء عقد الزواج للآخرين.
● عدم الخطبة: فلا يجوز له أن يخطب امرأة لنفسه أو لغيره، لأن الخطبة تمهيد للعقد.
والعلة في هذا النهي أن الإحرام حالة تعبدية يتفرغ فيها المسلم لعبادة الله، وينبغي أن يكون همه منصَبًا على الطاعة والذكر، والزواج وشؤونه قد تشغله عن هذه العبادة العظيمة. كما أن في النهي تأكيدًا على احترام مناسك الحج والعمرة وعدم الاشتغال بأمور الدنيا فيها.


3. الدروس المستفادة:


● التفرغ للعبادة: الإحرام حالة خاصة ينبغي للمسلم أن يتفرغ فيها لله تعالى، ويجتنب ما يشغله عن الطاعة.
● احترام الشرع: النهي عن هذه الأمور أثناء الإحرام يدل على عظمة مناسك الحج والعمرة، وأنها تحتاج إلى كامل التركيز والإخلاص.
● التزام الأدب مع الله: المسلم مطالب بالتزام أوامر الله ونواهيه، حتى في أحلك الظروف وأعظم اللحظات.


4. معلومات إضافية:


- هذا الحديث متفق على صحته، وقد أخرجه مسلم في صحيحه، وهو من الأحاديث التي تدل على اهتمام الشريعة بالعبادات وعدم الاشتغال بما يخل بها.
- إذا وقع عقد نكاح في حال الإحرام، فهو عقد باطل عند جمهور العلماء، ولا يصح، ويجب إعادة العقد بعد التحلل من الإحرام.
- يستثنى من هذا النهي ما إذا كان الإنسان محرمًا وحصلت له ضرورة، مثل أن يخاف على امرأة من الضياع إذا لم يتزوجها، فإنه يجوز له العقد عند بعض العلماء مراعاة للضرورة.
أسأل الله أن يفقهنا في الدين، وأن يوفقنا لطاعته، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الدارقطني (٣٦٥٠) عن أبي طالب أحمد بن نصر الحافظ، حدثنا هلال بن العلاء، حدثنا النقيلي، حدثنا مسلم بن خالد، حدثنا إسماعيل بن أمية، عن نافع، عن ابن عمر، فذكره.
ورواه أيضًا (٣٦٥١) من وجه آخر عن المغيرة بن عبد الرحمن، عن الضحاك بن عثمان، عن نافع، عن ابن عمر.
قال: لا أعلمه إلا عن النبي ﷺ: «لا ينكح المحرم ولا يُنكح، ولا يخطب، ولا يخطب على غيره».
والإسناد الأول حسن من أجل الكلام في مسلم بن خالد وهو الزنجيّ، مختلف فيه، فقال ابن المديني: «ليس بشيء«، وقال ابن معين: «ثقة«، ووثقه أيضًا الدّارقطني، وذكره ابن حبان في: الثقات«، وقال ابن عدي: «حسن الحديث، وأرجو أنه لا بأس به». قلت: وهو كما قال.
وقال البيهقيّ (٧/ ٢١٠): «روي عن إسماعيل بن أمية، عن نافع، عن ابن عمر، مرفوعًا. وعن
الضحاك بن عثمان، عن نافع، عن ابن عمر -بالشّك-. والصحيح عن ابن عمر موقوف» انتهى.
قال الأعظمي: ويؤيده أن مالكًا رواه في الموطأ (٧٢) عن نافع، عن ابن عمر، قوله. ولفظه: «لا يَنْكِحُ الْمُحْرِمُ، ولا يَخْطُبُ عَلَى نَفْسِهِ ولا على غَيْرِهِ».
ولكن يجوز أن يكون الموقوف على سبيل الفتوى، والمرفوع على سبيل الرّواية، وكلاهما صحيح.
وأما ما رواه عبد الله بن أحمد (٥٩٥٨) قال: وجدت هذا الحديث في كتاب أبي بخطّ يده: حدّثنا أسود بن عامر، حدّثنا أيوب بن عتبة، حدّثنا عكرمة بن خالد، قال: سألت عبد الله بن عمر عن امرأة أراد أن يتزوجها رجل، وهو خارج من مكة، فأراد أن يعتمر أو يحجّ؟ فقال: «لا تتزوجها وأنت محرم، نهى رسول الله ﷺ عنه».
ورواه الدارقطني (٣٦٤٩) من وجه آخر عن الأسود بن عامر، بإسناده، مثله.
وأيوب بن عتبة اليمامي أبو يحيى القاضي، ضعّفه جمهور أهل العلم، وبه أعله الهيثمي في «المجمع» (٤/ ٢٦٨).
قال الترمذي (٨٤٠) -عقب إخراج حديث عثمان-: «حديث عثمان حديث حسن صحيح، والعمل على هذا عند بعض أصحاب النبيّ ﷺ منهم: عمر بن الخطاب، وعلي بن أبي طالب، وابن عمر، وهو قول فقهاء التابعين، وبه يقول مالك، والشافعي، وأحمد، وإسحاق، لا يرون أن يتزوج المحرم قالوا: فإن نكح فنكاحه باطل».
قال البيهقي: وروينا عن عمر، وعلي، وزيد بن ثابت، وابن عمر في ردّ نكاح المحرم.
قال الأعظمي: حديث عمر بن الخطاب، رواه مالك (١/ ٣٤٩) وعنه البيهقي (٥/ ٦٦)، والدّارقطني (٣٦٤٦) عن يحيى بن سعيد كلاهما عن داود بن الحصين، أن أبا غطفان بن طريف المري أخبره، أن أباه طريفًا تزوّج امرأة وهو محرم، فردّ عمر بن الخطاب نكاحه». وإسناده صحيح.
وحديث علي بن أبي طالب. رواه البيهقي عن الحسن، عنه، قال: «من تزوّج وهو محرم نزعنا منه امرأته».
ورواه أيضًا من طريق جعفر بن محمد، عن أبيه، عن علي، قال: «لا ينكح المحرم، فإن نكح ردّ نكاحه».
وحديث زيد بن ثابت. رواه أيضًا البيهقي أن مولاه شوذب تزوج وهو محرم ففرق بينهما.
وروى البيهقي عن سعيد بن المسيب، أن رجلًا تزوج وهو محرم، فأجمع أهل المدينة على أن يفرق بينهما.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 136 من أصل 689 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: المُحْرِمُ لا يَنْكِحُ وَلا يُنْكِحُ وَلا يَخْطُبُ

  • 📜 حديث: المُحْرِمُ لا يَنْكِحُ وَلا يُنْكِحُ وَلا يَخْطُبُ

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: المُحْرِمُ لا يَنْكِحُ وَلا يُنْكِحُ وَلا يَخْطُبُ

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: المُحْرِمُ لا يَنْكِحُ وَلا يُنْكِحُ وَلا يَخْطُبُ

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: المُحْرِمُ لا يَنْكِحُ وَلا يُنْكِحُ وَلا يَخْطُبُ

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب