الغراب، والحدأة، والعقرب، والفأرة، والكلب العقور

حديث: الغراب، والحدأة، والعقرب، والفأرة، والكلب العقور

عن ابن عمر، أنّ رسول الله ﷺ قال: «خَمْسٌ مِن الدَّوَابِّ لَيْسَ عَلَى الْمُحْرِمِ فِي قَتْلِهِنَّ جُنَاحٌ: الْغُرَابُ، وَالْحِدَأَةُ، وَالْعَقْرَبُ، والْفَأْرَةُ، وَالْكَلْبُ الْعَقُورُ».

متفق عليه: رواه مالك في الحج (٨٨) عن نافع، عن ابن عمر، فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يزيدنا وإياك فهماً لسنة نبيه ﷺ.
الحديث الشريف:
عن الصحابي الجليل عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، أن رسول الله ﷺ قال: «خَمْسٌ مِن الدَّوَابِّ لَيْسَ عَلَى الْمُحْرِمِ فِي قَتْلِهِنَّ جُنَاحٌ: الْغُرَابُ، وَالْحِدَأَةُ، وَالْعَقْرَبُ، والْفَأْرَةُ، وَالْكَلْبُ الْعَقُورُ».
رواه الإمام البخاري في صحيحه، والإمام مسلم، وغيرهما.

1. شرح المفردات:

● خَمْسٌ مِن الدَّوَابِّ: خمسة أنواع من الحيوانات أو الهوام.
● لَيْسَ عَلَى الْمُحْرِمِ: لا إثم على الشخص الذي دخل في إحرامه للحج أو العمرة.
● فِي قَتْلِهِنَّ جُنَاحٌ: إثم أو حرج في قتلها.
● الْغُرَابُ: طائر معروف بسواده ونعقه، وهو من الطيور المؤذية والمؤذية.
● الْحِدَأَةُ: طائر جارح (من الجوارح) يشبه الصقر، معروف بالافتراس.
● الْعَقْرَبُ: معروفة بلسعتها المؤلمة والضارة.
● الْفَأْرَةُ: من القوارض، معروفة بإتلاف الطعام والأمتعة ونقل الأمراض.
● الْكَلْبُ الْعَقُورُ: الكلب العاقر، أي الذي يعض ويؤذي الناس والحيوانات، وليس المقصود كل كلب، بل الخاصية المؤذية منه.

2. شرح الحديث:

يبيّن النبي ﷺ في هذا الحديث أن المحرم -وهو الذي دخل في نسك الحج أو العمرة ولبى بهما- يحرم عليه اصطياد الصيد البري، لقوله تعالى: {وَحُرِّمَ عَلَيْكُمْ صَيْدُ الْبَرِّ مَا دُمْتُمْ حُرُمًا} [المائدة: 96]. ولكن يستثني من هذا التحريم العام هذه الخمسة من الدواب، وذلك لأمرين رئيسيين:
1- أنها مؤذية بطبعها: فهي من الحيوانات المؤذية للإنسان والتي قد تضره في بدنه أو ماله أو طعامه.
2- أنها ليست من الصيد المعتاد الذي يُراد لحمه: فالمحرم منهي عن صيد ما يُقتنى للانتفاع بلحمه، أما هذه فتهدف لإزالة أذاها، وليس لأكل لحمها.
فجعل ﷺ قتلها مباحاً للمحرم، بل قد يكون مطلوباً أحياناً إذا كانت مؤذية، ولا إثم عليه في ذلك، بل هو مأجور على إزالة الأذى.

3. الدروس المستفادة منه:

1- رفع الحرج في التشريع الإسلامي: من رحمة الإسلام أنه رفع الحرج والمشقة عن الناس، فلم يمنع المحرم من قتل ما يؤذيه ويضر به.
2- إباحة دفع الضرر: يجوز للإنسان أن يدفع الضرر عن نفسه وماله، حتى في أحلك الظروف وأعظم الأحوال، كحالة الإحرام.
3- الحكمة من التشريع: التفريق بين الصيد المحرم، وهو ما كان للاقتناء والانتفاع، وبين الهوام المؤذية التي يُقصد من قتلها دفع أذاها.
4- العناية بالنظافة والصحة: من الحكمة في إباحة قتل الفأرة والعقرب هو المحافظة على الصحة العامة ووقاية الإنسان من الأمراض والأذى.

4. معلومات إضافية مفيدة:

● حكم قتلها لغير المحرم: يستحب أو يجوز قتل هذه الخمسة وغيرها من المؤذيات حتى لغير المحرم، لدلالة أحاديث أخرى على استحباب قتلها، كالحديث الذي يقول: «خمس فواسق يقتلن في الحل والحرم...» وذكر منها الغراب والحدأة.
● الكلب العقور: اختلف الفقهاء في تفسيره على أقوال، أظهرها أنه كل ما يعقر ويؤذي من السباع، كالذئب والنمر والأسد، وليس فقط الكلب المعروف.
● هل يقتصر على الخمسة؟: جمهور العلماء على أن الحكم ليس مقصوراً على هذه الخمسة، بل يشمل كل ما في معناها من الحيوانات والهوام المؤذية، كالذئب والثعبان ونحوهما.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مالك في الحج (٨٨) عن نافع، عن ابن عمر، فذكره.
ورواه البخاري في جزاء الصيد (١٨٢٦)، ومسلم في الحج (١١٩٩: ٧٦) كلاهما من طريق مالك، به، مثله.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 130 من أصل 689 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: الغراب، والحدأة، والعقرب، والفأرة، والكلب العقور

📜 حديث: الغراب، والحدأة، والعقرب، والفأرة، والكلب العقور

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: الغراب، والحدأة، والعقرب، والفأرة، والكلب العقور

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: الغراب، والحدأة، والعقرب، والفأرة، والكلب العقور

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: الغراب، والحدأة، والعقرب، والفأرة، والكلب العقور

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية