حديث: كانوا يرون العمرة في أشهر الحج من أفجر الفجور
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب وقت دخول النبيّ ﷺ إلى مكة عام حجة الوداع
قَدِمَ النَّبِيُّ ﷺ وَأَصْحَابُهُ صَبِيحَةَ رَابِعَةٍ مُهِلِّينَ بِالْحَجِّ فَأَمَرَهُمْ أَنْ يَجْعَلُوهَا عُمْرَةً فَتَعَاظَمَ ذَلِكَ عِنْدَهُمْ فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ! أَيُّ الْحِلِّ؟ قَالَ: «حِلٌّ كُلُّه».
متفق عليه: رواه البخاريّ في الحج (١٥٦٤)، ومسلم في الحج (١٢٤٠: ١٩٨) كلاهما من طريق وهيب، حدّثنا عبد الله بن طاوس، عن أبيه، عن ابن عباس، فذكره، ولفظهما سواء.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النافع الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه عن الصحابي الجليل عبد الله بن عباس رضي الله عنهما:
أولاً. شرح المفردات:
● يَرَوْنَ: يعتقدون ويظنون.
● الْعُمْرَةَ فِي أَشْهُرِ الْحَجِّ: أداء مناسك العمرة خلال أشهر الحج وهي: شوال، ذو القعدة، ذو الحجة.
● أَفْجَرِ الْفُجُورِ: أكبر الكبائر وأعظم المعاصي.
● يَجْعَلُونَ الْمُحَرَّمَ صَفَرًا: يؤخرون تحريم شهر المحرم إلى شهر صفر، فيحرمون القتال في صفر بدلاً من المحرم.
● بَرَأَ الدَّبَرْ: برئ ظهر الدابة من السفر والتعب.
● عَفَا الأَثَرْ: اختفى أثر السفر والغبار.
● انْسَلَخَ صَفَرْ: انتهى شهر صفر.
● حَلَّت الْعُمْرَةُ: أصبحت العمرة حلالاً وجائزة.
● مُهِلِّينَ بِالْحَجِّ: ملبين بالحج، قائلين: "لبيك اللهم حجاً".
● فَتَعَاظَمَ ذَلِكَ عِنْدَهُمْ: استعظموا هذا الأمر واستثقله.
● أَيُّ الْحِلِّ: أي نوع من الإحلال؟ (أي التحلل من الإحرام).
ثانياً. شرح الحديث:
يصف هذا الحديث حال العرب في الجاهلية قبل الإسلام، حيث كانوا يعتقدون اعتقاداً باطلاً أن أداء العمرة خلال أشهر الحج (شوال، ذو القعدة، ذو الحجة) من أكبر الذنوب وأعظم المعاصي.
وكانوا يتحايلون على الأحكام الشرعية بتأخير شهر المحرم -وهو من الأشهر الحرم- إلى صفر، فيحرمون القتال في صفر بدلاً من المحرم، وهذا من أنواع النسئ الذي ذمه الله تعالى في القرآن بقوله: {إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ} [التوبة: 37].
وكانوا يقولون: لا تجوز العمرة إلا بعد انتهاء أشهر الحج، عندما يبرأ ظهر الدابة من عناء السفر، ويختفي أثر الغبار، وينتهي شهر صفر.
فلما جاء النبي صلى الله عليه وسلم صحح هذه المعتقدات الباطلة، وفي حجة الوداع دخل صلى الله عليه وسلم وأصحابه مكة في صبيحة اليوم الرابع من ذي الحجة وهم محرمون بالحج، فأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم أن يحولوا إحرامهم من حج إلى عمرة، فاستغرب الصحابة هذا الأمر لأنه يخالف ما ألفوه في الجاهلية، فسألوه: يا رسول الله، أي نوع من الإحلال؟ أي كيف نتحلل؟ فقال صلى الله عليه وسلم: "حل كله"، أي تحلوا تحللاً كاملاً من كل محظورات الإحرام، كما يتحلل المحرم بعد انتهاء عمرته.
ثالثاً. الدروس المستفادة:
1- إبطال الشرك والبدع: جاء الإسلام ليمحو عقائد الجاهلية الباطلة ويبطل بدعها وأعرافها المخالفة للشرع.
2- مشروعية العمرة في أشهر الحج: بيان أن العمرة جائزة في جميع أشهر السنة،包括 أشهر الحج، بخلاف ما كان يعتقده أهل الجاهلية.
3- سماحة الإسلام ويسره: أمر النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه بالتحلل من الإحرام بعد العمرة دليل على يسر الإسلام ورفعه للحرج.
4- طاعة النبي صلى الله عليه وسلم: رغم أنه استغرب الصحابة الأمر في البداية، إلا أنهم امتثلوا لأمر النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا دليل على كمال إيمانهم وطاعتهم.
5- تصحيح المفاهيم الخاطئة: على الدعاة والعلماء تصحيح المعتقدات والمفاهيم الخاطئة التي تتنافى مع تعاليم الإسلام الصحيحة.
رابعاً. معلومات إضافية:
- هذا الحديث من الأحاديث التي تبين "حجة الوداع" وتفاصيلها.
- الحديث دليل على مشروعية "التمتع" في الحج، وهو أن يحرم بالعمرة في أشهر الحج ثم يحل منها، ثم يحرم بالحج في نفس العام.
- روى هذا الحديث الإمام البخاري في صحيحه، وهو من أصح الكتب بعد كتاب الله تعالى.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تخريج الحديث
وفي رواية عند مسلم (١٩٩) من طريق أبي العالية البراء، عن ابن عباس، به، وفيه: «فقدم لأربع مَضْين من ذي الحجة».
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 150 من أصل 689 حديثاً له شرح
- 125 خَرَجَ يُرِيدُ مَكَّةَ وَهُوَ مُحْرِمٌ
- 126 الضبع يجعل فيه كبش إذا صاده المحرم
- 127 قضى عمر بن الخطاب في الضبع بكبش
- 128 أهدي لرسول الله ﷺ بيضات نعام وهو حرام فردهن.
- 129 من صيد البحر
- 130 الغراب، والحدأة، والعقرب، والفأرة، والكلب العقور
- 131 خمس من الدواب كلها فاسق لا حرج على من قتلهن
- 132 خمس من الدواب كلهن فاسق يقتلهن في الحرم
- 133 بينما نحن مع النبي في غارٍ بمنى إذ نزلت عليه...
- 134 خمس قتلهن حلال في الحرم
- 135 لا يَنْكِحِ الْمُحْرِمُ وَلا يُنْكِحُ وَلا يَخْطُبُ
- 136 المُحْرِمُ لا يَنْكِحُ وَلا يُنْكِحُ وَلا يَخْطُبُ
- 137 تزوّج النبي ميمونة وهو مُحرم.
- 138 تزوّج النبيّ ﷺ بعض نسائه وهو محرم
- 139 تزوج رسول الله ميمونة وهو حلال.
- 140 تزوّجني رسول الله وأنا حلال بعدما رجعنا من مكة
- 141 تزوّج رسول الله ميمونة وهو حلال.
- 142 كانت عكاظ ومجنة وذو المجاز أسواقا في الجاهلية
- 143 التجارة في مواسم الحج ليست عليكم بها جناح
- 144 كنت رجلا أكري في هذا الوجه، وكان ناس يقولون لي:...
- 145 من حج البيت فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته...
- 146 انظروا إلى هذا المحرم ما يصنع
- 147 خمس ليالٍ بقين من ذي القعدة
- 148 خروج النبي من المدينة لخمس بقين من ذي القعدة
- 149 رسول الله مكث تسع سنين لم يحج ثم أذن في...
- 150 كانوا يرون العمرة في أشهر الحج من أفجر الفجور
- 151 انطلق النبي من المدينة لخمس بقين من ذي القعدة
- 152 رسول الله ﷺ كان ينزل بذي طوى ويصلي الصبح هناك
- 153 هدي النبي في المبيت بذي طوى والصلاة والاغتسال
- 154 خَرَجَ النَّبِيَّ ﷺ لَيْلاً مِنَ الْجِعِرَّانَةِ مُعْتَمِرًا
- 155 يخرج من طريق الشجرة ويدخل من طريق المعرس
- 156 دخل النبي مكة من أعلاها وخرج من أسفلها
- 157 نزلنا مع النبي ها هنا ونحن خفاف الحقائب
- 158 نزله رسول الله ﷺ، لأنه كان أسمح لخروجه إذا خرج
- 159 التحصيب ليس من شعائر الحج بل هو منزل للنبي
- 160 طواف النبي بالبيت وسعيه بين الصفا والمروة.
- 161 نازلون غداً بخيف بني كنانة حيث تقاسموا على الكفر
- 162 ينزلون الأبطح: النبي وأبو بكر وعمر
- 163 لَمْ يَأْمُرْنِي رَسُولُ اللهِ أَنْ أَنْزِلَ الأَبْطَحَ
- 164 حجة رسول الله ﷺ مكث تسع سنين لم يحج
- 165 ركب راحلته بذي الحليفة ثم يهل حين تستوي به قائمة
- 166 الإحرام من البيداء التي تكذبون فيها على رسول الله ﷺ
- 167 صلى النبي بالمدينة أربعًا وبذي الحليفة ركعتين
- 168 إهلال رسول الله ﷺ من ذي الحليفة حين استوت به...
- 169 نهي النبي ﷺ عن لبس المزعفر الذي يردع على الجلد
- 170 صَلَّى الظُّهْرَ أَرْبَعًا وَالْعَصْرَ بِذِي الحُلَيْفَةِ رَكْعَتَيْنِ
- 171 ابن عمر إذا صلى الغداة بذي الحليفة أمر براحلته فرحلت
- 172 صلى النبي الظهر أربعًا والعصر بذي الحليفة ركعتين
- 173 صَلِّ فِي هَذَا الْوَادِي الْمُبَارَكِ وَقُلْ عُمْرَةً فِي حَجَّةٍ
- 174 أَنَاخَ بِالْبَطْحَاءِ الَّتِي بِذِي الْحُلَيْفَةِ فَصَلَّى بِهَا
معلومات عن حديث: كانوا يرون العمرة في أشهر الحج من أفجر الفجور
📜 حديث: كانوا يرون العمرة في أشهر الحج من أفجر الفجور
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: كانوا يرون العمرة في أشهر الحج من أفجر الفجور
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: كانوا يرون العمرة في أشهر الحج من أفجر الفجور
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: كانوا يرون العمرة في أشهر الحج من أفجر الفجور
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








