خمس من الدواب كلها فاسق لا حرج على من قتلهن

حديث: خمس من الدواب كلها فاسق لا حرج على من قتلهن

عن حفصة زوج النبيّ ﷺ قالت: قال رسول الله ﷺ: «خمس من الدّواب كلّها فاسق، لا حرج على من قتلهن: العقرب، والغراب، والحدأة، والفأرة، والكلب العقور».

متفق عليه: رواه البخاريّ في جزاء الصيد (١٨٢٨)، ومسلم في الحج (١٢٠٠) كلاهما من طريق عبد الله بن وهب، أخبرني يونس، عن ابن شهاب، أخبرني سالم بن عبد الله، أن عبد الله بن عمر، قال: قالت حفصة، فذكرته.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث النبوي الشريف الذي روي عن أم المؤمنين حفصة رضي الله عنها:
الحديث:
عن حفصة زوج النبيّ ﷺ قالت: قال رسول الله ﷺ: «خمس من الدّواب كلّها فاسق، لا حرج على من قتلهن: العقرب، والغراب، والحدأة، والفأرة، والكلب العقور».

1. شرح المفردات:

● فاسق: الفسق في الأصل هو الخروج عن الطاعة. وهنا يُقصد به خروج هذه الدواب عن سلوك الحيوانات المباحة، لما فيها من أذى وخطر.
● لا حرج: أي لا إثم ولا جناح.
● العقرب: معروفة، وهي مؤذية بلدغتها السامة.
● الغراب: طائر أسود معروف، وقد يكون ناقلًا للأمراض أو مؤذيًا للمزروعات والطعام.
● الحدأة: طائر جارح من فصيلة الصقور، معروف بالافتراس والأذى.
● الفأرة: معروفة، وهي مؤذية بنقل الأمراض وإتلاف الطعام والممتلكات.
● الكلب العقور: الكلب الذي يعقر، أي يهجم ويعض ويؤذي الناس أو الحيوانات.

2. شرح الحديث:

هذا الحديث يبين أن هذه الخمس دواب قد أذن النبي ﷺ بقتلها، ووصفها بأنها "فاسقة"؛ أي أنها خارجة عن الاعتدال بفعل أذيتها للإنسان أو للممتلكات أو للبيئة.
والحكمة من إباحة قتلها هي دفع ضررها، فالشريعة الإسلامية جاءت لتحصيل المصالح ودرء المفاسد.
وقوله: «لا حرج على من قتلهن» يعني أن قاتلها لا إثم عليه بل قد يكون مأجورًا إذا قصد دفع أذيتها.

3. الدروس المستفادة منه:

- جواز قتل هذه الحيوانات الخمسة لدافع دفع أذيتها، بل استحباب ذلك إذا ترتب على وجودها ضرر.
- حرص الإسلام على صحة الإنسان وسلامته، وحماية ممتلكاته من الإتلاف.
- التفريق بين الحيوانات التي يجوز قتلها لتسببها في الأذى، وتلك التي يحرم قتلها لعدم أذيتها.
- ينبغي للمسلم أن يراعي الضوابط الشرعية في القتل، فلا يعذب الحيوان، بل يقتله بأسرع طريقة تريحه وتزيل ضرره.

4. معلومات إضافية مفيدة:

- هذا الحديث متفق عليه، رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما.
- هناك حيوانات أخرى ورد النص بجواز قتلهم كالحية والوزغ (أبو بريص) وغيرها.
- يجوز قتل هذه الحيوانات حتى في الحرم والإحرام، لدليل هذا الحديث وغيره.
- إذا كان قتل هذه الحيوانات لأكلها (مثل الفأرة أو الغراب) فلا يجوز؛ لأنها ليست من الطيبات، وإنما القتل هنا لدفع الأذى.

أسأل الله تعالى أن يفقهنا في الدين، وأن يردنا إلى دينه ردًا جميلًا.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في جزاء الصيد (١٨٢٨)، ومسلم في الحج (١٢٠٠) كلاهما من طريق عبد الله بن وهب، أخبرني يونس، عن ابن شهاب، أخبرني سالم بن عبد الله، أن عبد الله بن عمر، قال: قالت حفصة، فذكرته.
واللّفظ لمسلم، ولفظ البخاريّ نحوه، وليس عنده: «كلّها فاسق».

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 131 من أصل 689 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: خمس من الدواب كلها فاسق لا حرج على من قتلهن

📜 حديث: خمس من الدواب كلها فاسق لا حرج على من قتلهن

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: خمس من الدواب كلها فاسق لا حرج على من قتلهن

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: خمس من الدواب كلها فاسق لا حرج على من قتلهن

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: خمس من الدواب كلها فاسق لا حرج على من قتلهن

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية