حديث: التجارة في مواسم الحج ليست عليكم بها جناح

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب التجارة في الحج ّ

عن عبد الله بن عباس، قال: «إنَّ النَّاسَ فِي أَوَّلِ الْحَجِّ كَانُوا يَتَبَايَعُونَ بِمِنًى وَعَرَفَةَ وَسُوقِ ذِي الْمَجَازِ وَمَوَاسِمِ الْحَجِّ فَخَافُوا الْبَيْعَ وَهُمْ حُرُمٌ فَأَنْزَلَ اللهُ
سُبْحَانَهُ: ﴿لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ﴾ فِي مَوَاسِمِ الْحَجِّ.
قال: فحدَّثني عبيد بن عمير أنّه كان يقرَؤُهَا في المُصْحَفِ.

حسن: رواه أبو داود (١٧٣٤) عن محمد بن بشار، حدّثنا حماد بن مسعدة، حدّثنا ابن أبي ذئب، عن عطاء بن أبي رباح، عن عبيد بن عمير، عن عبد الله بن عباس، فذكره.

عن عبد الله بن عباس، قال: «إنَّ النَّاسَ فِي أَوَّلِ الْحَجِّ كَانُوا يَتَبَايَعُونَ بِمِنًى وَعَرَفَةَ وَسُوقِ ذِي الْمَجَازِ وَمَوَاسِمِ الْحَجِّ فَخَافُوا الْبَيْعَ وَهُمْ حُرُمٌ فَأَنْزَلَ اللهُ
سُبْحَانَهُ: ﴿لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ﴾ فِي مَوَاسِمِ الْحَجِّ.
قال: فحدَّثني عبيد بن عمير أنّه كان يقرَؤُهَا في المُصْحَفِ.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النبوي الشريف شرحاً وافياً مستنداً إلى كلام أهل العلم المعتمدين:

نص الحديث:


عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: «إنَّ النَّاسَ فِي أَوَّلِ الْحَجِّ كَانُوا يَتَبَايَعُونَ بِمِنًى وَعَرَفَةَ وَسُوقِ ذِي الْمَجَازِ وَمَوَاسِمِ الْحَجِّ فَخَافُوا الْبَيْعَ وَهُمْ حُرُمٌ فَأَنْزَلَ اللهُ سُبْحَانَهُ: ﴿لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ﴾ فِي مَوَاسِمِ الْحَجِّ. قال: فحدَّثني عبيد بن عمير أنّه كان يقرَؤُهَا في المُصْحَفِ.»

1. شرح المفردات:


● يتبايعون: يتعاملون بالبيع والشراء.
● منى وعرفة: من مشاعر الحج المعروفة.
● ذي المجاز: سوق من أسواق العرب الشهيرة في الجاهلية والإسلام قرب مكة، وكانت تقام في أيام الحج.
● مواسم الحج: الأزمنة والأماكن الخاصة بالحج.
● حُرُم: جمع محرم، وهو الذي أحرم بالحج أو العمرة.
● جناح: إثم أو حرج.
● أن تبتغوا فضلاً من ربكم: أن تطلبوا رزقاً وتجارة من فضل الله تعالى.

2. شرح الحديث:


يخبرنا عبد الله بن عباس رضي الله عنهما - حبر الأمة وترجمان القرآن - عن حالة الناس في صدر الإسلام، حيث كانوا يتاجرون ويتبايعون في مواسم الحج وأماكنه، مثل منى وعرفة وسوق ذي المجاز، ثم نشأ عندهم خوف وقلق من أن البيع والشراء أثناء الإحرام قد يكون محرماً أو فيه إثم، لأن الإحرام حالة فيها التفرغ للعبادة وترك بعض المباحات.
فأنزل الله تعالى الآية الكريمة من سورة البقرة: {لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ} [البقرة: 198]، لتبين لهم أن التكسب والتجارة أثناء موسم الحج لا حرج فيهما، ما دام ذلك لا يشغلهم عن أداء مناسك الحج الواجبة.
وقوله: «فحدَّثني عبيد بن عمير أنّه كان يقرؤها في المصحف» يشير إلى أن هذه الزيادة ("في مواسم الحج") كانت معروفة في قراءة بعض الصحابة كعبد الله بن عباس، وهي من القراءات التفسيرية التي توضح محل النزول وسببها، وإن لم تكن جزءاً من النص القرآني المتلو في المصاحف العثمانية.

3. الدروس المستفادة منه:


● رفع الحرج في الدين: الإسلام دين يسر، ورفع الحرج عن المكلفين مقصد عظيم من مقاصد الشريعة.
● الجمع بين العبادة والتجارة: لا تعارض بين طلب الرزق الحلال وأداء العبادات، ما لم تشغل التجارة عن الواجبات الدينية.
● بيان سبب النزول: أهمية معرفة أسباب نزول الآيات لفهم القرآن فهماً صحيحاً.
● مشروعية الانشغال بالتجارة في مواسم الحج: بشرط ألا يؤثر على القيام بالمناسك على الوجه المطلوب.

4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذه الآية تدل على أن الأعمال الدنيوية المباحة إذا قصد بها التقوي على الطاعة، فإنها تدخل في نطاق العبادة.
- ذو المجاز: هو سوق كان بالقرب من عرفات، وكانت العرب تتاجر فيه في الجاهلية والإسلام.
- العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب، فالحكم يشمل كل أنواع طلب الرزق المباح في الحج.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (١٧٣٤) عن محمد بن بشار، حدّثنا حماد بن مسعدة، حدّثنا ابن أبي ذئب، عن عطاء بن أبي رباح، عن عبيد بن عمير، عن عبد الله بن عباس، فذكره.
وإسناده حسن من أجل عمير بن عبيد مولي ابن عباس.
ورواه أبو داود أيضًا (١٧٣٥) عن أحمد بن صالح، حدّثنا ابن أبي فديك، أخبرني ابن أبي ذئب، عن عبيد بن عمير، قال أحمد بن صالح كلامًا معناه أنه مولي ابن عباس، عن عبد الله بن عباس، أن الناس في أول ما كان الحج كانوا يبيعون فذكر معناه إلى قوله: «مواسم الحج».
ورواية أحمد بن صالح رواها أيضًا أبو بكر بن أبي داود في كتاب «المصاحف» (١٩٣) (١/ ٣٢٨ - ٣٢٩) بإسناده مثله.
قال ابن أبي ذئب: فحدثني عبيد أنه كان يقرؤها في المصحف.
فإنْ صحّ قول أحمد بن صالح فإن عبيد بن عمير روي عنه ابن أبي ذئب كما روى عنه عطاء بن أبي رباح، وبه صار الإسناد حسنًا لأن له أصلا ثابتا.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 143 من أصل 689 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: التجارة في مواسم الحج ليست عليكم بها جناح

  • 📜 حديث: التجارة في مواسم الحج ليست عليكم بها جناح

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: التجارة في مواسم الحج ليست عليكم بها جناح

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: التجارة في مواسم الحج ليست عليكم بها جناح

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: التجارة في مواسم الحج ليست عليكم بها جناح

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب