حديث: لبيك حقًا حقًا تعبدًا ورقًا
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب في صيغة تلبية رسول الله ﷺ -
صحيح: رواه الخطيب في تاريخه (١٤/ ٢١٥) عن أبي عمر بن مهدي، أخبرنا محمد بن مخلد، حدّثنا يحيى بن محمد بن أعين، حدّثنا النّضر بن شميل، أخبرنا هشام بن حسّان، عن محمد بن سيرين، عن أخيه يحيى بن سيرين، عن أنس بن مالك، فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النبوي الشريف:
الحديث:
عن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله ﷺ يلبّي: «لبيك حقًّا حقًّا، تعبّدًا ورقًّا».
1. شرح المفردات:
● يُلَبّي: يقول "لبيك اللهم لبيك" وهي كلمة إجابة ودعاء في الحج والعمرة.
● لَبَّيْكَ: أصله "لَبَّ لَكَ"، أي إجابة بعد إجابة، أو أنا مقيم على طاعتك.
● حَقًّا حَقًّا: تأكيد على صدق الإجابة والوفاء بالنداء.
● تَعَبُّدًا: خضوعًا وعبادة لك يا رب.
● وَرِقًّا: من الرقة والخشوع والذل بين يديك.
2. شرح الحديث:
هذا الحديث يصف كيف كان النبي ﷺ يُلبي في الحج أو العمرة، حيث كان يزيد على التلبية المعروفة "لبيك اللهم لبيك" بقوله: "لبيك حقًا حقًا، تعبدًا ورقًا".
● "لبيك حقًا حقًا": توكيد لصدق الإقبال على الله، وأنه يستجيب لنداء ربه بكل إخلاص ويقين.
● "تعبدًا ورقًا": بيان لحالته عند الإجابة، فهو يعبد الله خاضعًا متذللاً، وقلبه مليء بالرقة والخشوع.
3. الدروس المستفادة:
● الإخلاص في العبادة: ينبغي للمسلم أن يستحضر الإخلاص والصدق في استجابته لربه.
● الخشوع والذل لله: العبادة لا تكون بحركات الجوارح فقط، بل لابد من حضور القلب والرقة بين يدي الله.
● زيادة الذكر في المناسك: يستحب للمسلم أن يزيد في التلبية وأذكار الحج والعمرة بما ورد عن النبي ﷺ.
● اتباع السنة: في هذا الحديث بيان لهدي النبي ﷺ في التلبية، فيستحب للمسلم أن يقتدي به.
4. معلومات إضافية:
- هذا اللفظ زيادة على التلبية المشهورة (لبيك اللهم لبيك)، وليس بديلاً عنها، بل يضيفها الحاج أو المعتمر أحيانًا تأسياً بالنبي ﷺ.
- التلبية من أعظم أذكار الحج والعمرة، وهي إجابة لنداء الله تعالى في قوله: {وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ} [الحج: 27].
- كان النبي ﷺ يكثر من التلبية ويرفع صوته بها، كما جاء في الأحاديث الأخرى.
أسأل الله أن يتقبل منا الطاعات، وأن يرزقنا الإخلاص والخشوع في القول والعمل.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تخريج الحديث
هذا إسناد صحيح، رواه البزار -«كشف الأستار» (١٠٩٠) - عن بعض أصحابه يحدّث عن النضر بن شميل بإسناده إلا أنه لم يسم شيخه.
ولكن قال الدارقطني كما نقله الخطيب عقب الحديث: «تفرّد به يحيي بن محمد بن أعين، عن النّضر بن شميل بهذا الإسناد، وما سمعناه إلا عن ابن مخلد».
فتعقبه الخطيب بقوله: «قلت: قد رواه هدية بن عبد الوهاب المروزيّ، عن النّضر بن شميل كرواية، ابن أعين عنه، ثم ذكر هذه الرواية».
ويحيي بن محمد بن أعين بن أبي الوزير ثقة كما قال الخطيب، فلا يضرّ لو تفرّد مع أنه قد توبع.
وأما ما رواه البزار (١٠٩١) من طريق حماد بن زيد، عن هشام بن حسان، بإسناده موقوفًا على أنس. وقول البزار: «لم يسند حماد، وأسنده النّضر بن شميل، ولم يحدّث يحيي بن سيرين عن أنس إلا هذا» فلا يُعلّ من أسنده لأنه أوثق من حماد بن زيد، وكون يحيي بن سيرين لم يحدّث عن أنس إلّا هذا فهو مدفوع أيضًا؛ لأنّ يحيى بن سيرين الأنصاريّ من ثقات التابعين.
وأروده الهيثميّ في «المجمع» (٣/ ٢٢٣) ولم ير هذه العلة قادحة ولذا اكتفى بقوله: «رواه البزار مرفوعًا وموقوفًا، ولم يسم شيخه في المرفوع».
وفي الباب ما رُوي عن عمرو بن معدي كرب الزُّبيديّ لقد رأيتنا من قرب، ونحن إذا حججنا قلنا:
لبيك تعظيمًا إليك عذرًا ... هذي زبيدا قد أتتك قصرًا
يقطعن خبنا وجبالًا وعرًا ... خلفوا الأنداد خلْوًا صفرًا
ولقد رأيتنا وقوفنا ببطن محسّر نخاف أن تتخطّفنا الجنّ، فقال لنا رسول الله ﷺ: «ارتفعوا عن بطن عرنة، فإنهم إخوانكم إذ أسلموا» وعلمنا التلبية: «لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إنّ الحمد والنّعمة لك والملك لا شريك لك».
رواه الطبراني في «الأوسط» (٢٣٠٣)، و«الصغير» (١٥٧) عن أحمد بن محمد بن عباد الجوهريّ البغداديّ، حدّثنا محمد بن زياد الكلبيّ، حدّثنا شَرقي بن القُطاميّ، قال: سمعت أبا طلْق العائديّ، يحدّث عن شراحيل بن القعقاع، عن عمرو بن معدي كرب الزّبيديّ، فذكره.
هكذا في «الأوسط» و«الصغير» وقال فيهما: «لم يرو هذا الحديث عن شرقي بن القطاميّ إلا محمد بن زياد بن زبَّار الكلبيّ».
ورواه البزار -«كشف الأستار» (١٠٩٣) - من وجه آخر عن محمد بن زياد بن زبّار، بإسناده، ولكنه ذكر البيت هكذا:
هذي زبيد قد أتتك قسرًا ... تغدو بها مضمرات شزرًا
يقطعن خبتًا وجبالًا وعرًا ... قد تركوا الأصنام خلوا صفرًا.
وقال: «إسناده ليس بالثابت، وإنما يحتمل إذا لم نعرف غيره، وقد أسلم عمرو في زمن النبيّ ﷺ ولم يحدث بها».
وأعلّه الهيثميّ في «المجمع» (٣/ ٢٢٢) بعد أن عزاه للبزّار والمعاجم الثلاثة للطبراني: «وفيه شرقي بن قطاميّ، وهو ضعيف».
وهذا كله يشير إلى أن الطبراني في «المعجم الكبير» رواه أيضًا من هذا الوجه، ولكن رواه في «المعجم الكبير» (١٧/ ٤٦ - ٤٧) من طريق عمرو بن سمر، عن أبي طوق، عن شراحيل بن القعقاع، بإسناده، نحوه. ولا يلتقي إلّا في شراحيل بن القعقاع.
وقوله في «المعجمين» يشعر أنه لا يُروى هذا الحديث إلا من حديث محمد بن زياد الكلبي، عن شرقي بن القطامي فتنبّه.
وهو في «المعرفة والتاريخ» (١/ ٣٣٢ - ٣٣٣) من هذا الوجه باختصار.
وعمرو بن شمر هذا هو الجعفيّ الكوفيّ ترجمه ابن حبان في المجروحين (٦١٧) وقال: «كان
رافضيًا يشتم أصحاب رسول الله ﷺ، وكان ممن يروي الموضوعات عن الثقات في فضائل أهل البيت وغيرها، ولا يحل كتابة حديثه إلا على جهة التعجب».
ونقل عن يحيى بن معين قال: «ليس بثقة» وفي رواية أخرى: «لا يكتب حديثه». والحديث هذا أخرجه الخطيب في ترجمة أحمد بن محمد بن عباد الجوهريّ البغداديّ (٥/ ٥٥).
وفيه أيضًا محمد بن زياد وهو ابن زبّار الكلبيّ قال ابن معين: «لا شيء»، وقال صالح جزرة: «ليس بذاك كما في: الميزان«للذهبي» (٣/ ٥٨١).
وقال ابن حبان في ترجمة شراحيل بن القعقاع في «الثقات» (٤/ ٣٦٥): «والخبر ما أراه بمحفوظ عنه».
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 180 من أصل 689 حديثاً له شرح
- 155 يخرج من طريق الشجرة ويدخل من طريق المعرس
- 156 دخل النبي مكة من أعلاها وخرج من أسفلها
- 157 نزلنا مع النبي ها هنا ونحن خفاف الحقائب
- 158 نزله رسول الله ﷺ، لأنه كان أسمح لخروجه إذا خرج
- 159 التحصيب ليس من شعائر الحج بل هو منزل للنبي
- 160 طواف النبي بالبيت وسعيه بين الصفا والمروة.
- 161 نازلون غداً بخيف بني كنانة حيث تقاسموا على الكفر
- 162 ينزلون الأبطح: النبي وأبو بكر وعمر
- 163 لَمْ يَأْمُرْنِي رَسُولُ اللهِ أَنْ أَنْزِلَ الأَبْطَحَ
- 164 حجة رسول الله ﷺ مكث تسع سنين لم يحج
- 165 ركب راحلته بذي الحليفة ثم يهل حين تستوي به قائمة
- 166 الإحرام من البيداء التي تكذبون فيها على رسول الله ﷺ
- 167 صلى النبي بالمدينة أربعًا وبذي الحليفة ركعتين
- 168 إهلال رسول الله ﷺ من ذي الحليفة حين استوت به...
- 169 نهي النبي ﷺ عن لبس المزعفر الذي يردع على الجلد
- 170 صَلَّى الظُّهْرَ أَرْبَعًا وَالْعَصْرَ بِذِي الحُلَيْفَةِ رَكْعَتَيْنِ
- 171 ابن عمر إذا صلى الغداة بذي الحليفة أمر براحلته فرحلت
- 172 صلى النبي الظهر أربعًا والعصر بذي الحليفة ركعتين
- 173 صَلِّ فِي هَذَا الْوَادِي الْمُبَارَكِ وَقُلْ عُمْرَةً فِي حَجَّةٍ
- 174 أَنَاخَ بِالْبَطْحَاءِ الَّتِي بِذِي الْحُلَيْفَةِ فَصَلَّى بِهَا
- 175 لبيك وسعديك والخير بيديك، لبيك والرغباء إليك والعمل
- 176 لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك
- 177 لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك...
- 178 لبيك لا شريك لك إلا شريكا هو لك تملكه
- 179 لبيك إله الحق لبيك
- 180 لبيك حقًا حقًا تعبدًا ورقًا
- 181 موسى واضعًا إصبعيه في أذنيه له جؤار إلى الله بالتلبية
- 182 خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ نَصْرُخُ بِالْحَجِّ صُرَاخًا
- 183 نُصْرُخُ بِالْحَجِّ صُرَاخًا
- 184 أمرني جبريل أن آمر أصحابي برفع الصوت بالتلبية
- 185 أمرني جبريل أن أعلن بالتلبية
- 186 ارفعوا أصواتكم بالتلبية فإنها من شعائر الحج
- 187 مَنْ لَبَّى لَبَّى مَعَهُ الحَجَرُ وَالشَّجَرُ وَالمَدَرُ
- 188 أفضل الحج العج والثج
- 189 كان النبي ﷺ يبيت بذي طوى ويصلي الصبح ويغتسل
- 190 رَكِبَ الْفَضْلُ رَسُولَ اللَّهِ غَدَاةَ جَمْعٍ
- 191 لم أزل ألبي حتى رميت الجمرة
- 192 عَلَيْكُمْ بِالسَّكِينَةِ
- 193 أفضت مع النبي من المزدلفة فلم أزل أسمعه يلبي حتى...
- 194 أفضت مع النبي في عرفات فلم يزل يلبي حتى رمي...
- 195 من ترك التلبية حتى رمي جمرة العقبة
- 196 من شاء أن يهل بحج فليهل ومن شاء أن يهل...
- 197 خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ مُهِلِّينَ بِالْحَجِّ
- 198 مَنْ لَمْ يَسُقِ الْهَدْيَ فَلْيَحِلَّ
- 199 عائشة تبكي في الحج ويقول لها النبي افعلي ما يفعل...
- 200 بِمَ أَهَلَلْتَ يَا عَلِيُّ؟
- 201 طُفْ بِالْبَيْتِ وَبِالصَّفَا وَالْمَرْوَةِ ثُمَّ حِلَّ
- 202 من لم يكن معه هدي فليجعلها عمرة
- 203 من لم يكن معه هدي فليحل
- 204 كَانُوا يَرَوْنَ أَنَّ الْعُمْرَةَ فِي أَشْهُرِ الْحَجِّ مِنْ أَفْجَرِ الْفُجُورِ
معلومات عن حديث: لبيك حقًا حقًا تعبدًا ورقًا
📜 حديث: لبيك حقًا حقًا تعبدًا ورقًا
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: لبيك حقًا حقًا تعبدًا ورقًا
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: لبيك حقًا حقًا تعبدًا ورقًا
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: لبيك حقًا حقًا تعبدًا ورقًا
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








