أخذ عمر بيدي وقال: إن لك في رسول الله أسوة حسنة

حديث: أخذ عمر بيدي وقال: إن لك في رسول الله أسوة حسنة

عن يعلى قال: طُفتُ مع عمر بن الخطاب، فلما كنتُ عند الركن الذي يلي الباب مما يلي الحجر، أخذتُ بيده ليستلم، فقال: أما طفتَ مع رسول الله ﷺ؟ قلت: بلى. قال: فهل رأيته يستلمه؟ قلت: لا. قال: فانفذ عنك، فإنّ لك في رسول الله أسوةً حسنةً.

صحيح: رواه الإمام أحمد (٢٥٣)، وأبو يعلى (١٨٢) كلاهما من حديث يحيى، عن ابن جريج، حدثني سليمان بن عتيق، عن عبد الله بن بابيه، عن يعلى بن أمية، فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
حياكم الله و بياكم أيها السائل الكريم، و نسأل الله تعالى أن يرزقنا و إياكم العلم النافع والعمل الصالح، اللهم علمنا ما ينفعنا و انفعنا بما علمتنا و زدنا علما وفقها في الدين واجعلنا هداة مهتدين. هذا الحديث الذي ذكر حديث عظيم، رواه الإمام مسلم في صحيحه، وفيه دروس وعبر جليلة. سأشرحه لك جزءًا جزءًا بحول الله وقوته.

أولاً. شرح مفردات الحديث:

● طُفتُ مع عمر بن الخطاب: أي أديت مناسك الطواف حول الكعبة مع الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
● الركن الذي يلي الباب مما يلي الحجر: المقصود هنا الركن اليماني، وهو الركن الذي يلي باب الكعبة من جهة الحجر الأسود، وهو أحد أركان الكعبة الأربعة.
● ليستلم: أي ليمسح الركن بيده أو يقبله، كما يفعل بعض المسلمين عند الطواف استحبابًا.
● فانفذ عنك: أي اتركه وابتعد عنه، ولا تمسه.
● أسوة حسنة: أي قدوة طيبة يُقتدى بها.

ثانيًا. شرح الحديث:

يخبر الصحابي الجليل يعلى بن أمية رضي الله عنه أنه كان يطوف حول الكعبة مع أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فلما وصلا إلى الركن اليماني (وهو الركن الذي يلي باب الكعبة من جهة الحجر الأسود)، أراد يعلى أن يأخذ بيد عمر ليستلم هذا الركن (أي يمسحه أو يقبله)، فسأله عمر: "أما طفت مع رسول الله ﷺ؟" فأجاب يعلى: "نعم طفت معه"، فقال عمر: "فهل رأيته يستلم هذا الركن؟" فأجاب يعلى: "لا، ما رأيته يفعله"، فقال له عمر: "فانفذ عنك، فإن لك في رسول الله أسوة حسنة"، أي اترك هذا الفعل ولا تفعله، لأن النبي ﷺ لم يفعله، وهو قدوتنا التي نقتدي بها.

ثالثًا. الدروس المستفادة من الحديث:

1- وجوب الاقتداء بالنبي ﷺ في العبادات: فالعبادات توقيفية، لا يُشرع منها إلا ما شرعه الله ورسوله، وليس لأحد أن يزيد فيها أو ينقص.
2- حرص الصحابة على الاتباع وترك الابتداع: فقد نبه عمر رضي الله عنه على ذلك، وبيّن أن الأصل في العبادة هو ما فعله النبي ﷺ.
3- الفهم العميق للسنة النبوية: حيث استدل عمر بعدم مشروعية استلام الركن اليماني بعدم فعل النبي ﷺ له، مع أن استلام الحجر الأسود ثابت بالسنة.
4- الأسلوب الحكيم في التعليم والتنبيه: حيث لم يزجر عمر يعلى بشدة، بل ناقشه برفق وسأله عن دليله، ثم بين له الصواب.
5- التثبت في العبادات: فلا ينبغي للمسلم أن يفعل عبادة إلا بدليل صحيح من الكتاب أو السنة.

رابعًا. معلومات إضافية مفيدة:

● الركن اليماني: يستحب استلامه في الطواف دون تقبيل، كما جاء في بعض الأحاديث، ولكن لم يثبت أن النبي ﷺ قبله، بل كان يمسحه بيده.
● الفرق بين الركن اليماني والحجر الأسود: الحجر الأسود يُستلم ويُقبل إن أمكن، أما الركن اليماني فيُستلم فقط دون تقبيل.
● عمر بن الخطاب رضي الله عنه: كان شديد الحرص على اتباع السنة، ومحاربة البدع، وهذا من حكمته وعدله.

أسأل الله تعالى أن يجعلنا ممن يقتدي برسوله ﷺ في القول والعمل، وأن يفقهنا في ديننا، ويبصرنا بسنة نبينا. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الإمام أحمد (٢٥٣)، وأبو يعلى (١٨٢) كلاهما من حديث يحيى، عن ابن جريج، حدثني سليمان بن عتيق، عن عبد الله بن بابيه، عن يعلى بن أمية، فذكره. وإسناده صحيح.
وعبد الله بن بابيه يقال له: «باباه» أيضًا، وهو من رجال مسلم ثقة.
إذا صحّ هذا فلا يضرّ ما جاء في بعض الروايات الواسطة بين عبد الله بن بابيه وبين يعلى بن أمية بقوله: «عن بعض بني يعلى بن أمية» هكذا رواه أيضًا الإمام أحمد (٣١٣) عن روح، عن ابن جريج، أخبرني سليمان بن عتيق، عن عبد الله بن بابيه، عن بعض بني يعلى، فذكره.
ومثله ما رواه عبد الرزاق (٨٩٤٥) عن ابن جريج بإسناده، ولفظه: «طفت مع عمر فاستلم الركن، فكنت مما يلي البيت، فلما بلغنا الركن الغربي الذي يلي الأسود جررت يده لأن يستلم. قال: ما شأنك؟ فقلت: ألا تستلم؟ فقال: ألم تطف مع رسول الله ﷺ؟ قلت: بلى. قال: فرأيتَه يستلم هذين الركنين الغربيين؟ قال: فقلت: لا. قال: أليس لك في رسول الله أسوة حسنة؟ قلت: بلى. قال: فابعد عنك» انتهى.
ورواه البيهقيّ (٥/ ٧٧) من طريق يعقوب بن سفيان، ثنا أبو عاصم، عن ابن جريج، بإسناده، وفيه: «أنفذ عنك».
ونقل عن الشّافعيّ قوله: «وأما العلة فيهما فنرى أنّ البيت لم يتمم على قواعد إبراهيم، فكانا كسائر البيت» انتهى.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 267 من أصل 689 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أخذ عمر بيدي وقال: إن لك في رسول الله أسوة حسنة

📜 حديث: أخذ عمر بيدي وقال: إن لك في رسول الله أسوة حسنة

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: أخذ عمر بيدي وقال: إن لك في رسول الله أسوة حسنة

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: أخذ عمر بيدي وقال: إن لك في رسول الله أسوة حسنة

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: أخذ عمر بيدي وقال: إن لك في رسول الله أسوة حسنة

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية