حديث: وَاللهِ لَيَبْعَثَنَّهُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَهُ عَيْنَانِ يُبْصِرُ بِهِمَا

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب إنّ الحجر الأسود يشهد يوم القيامة لمن استلمه بحقّ

عن ابن عباس، قال: قال رسول الله ﷺ فِي الْحَجَرِ: «وَاللهِ! لَيَبْعَثَنَّهُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَهُ عَيْنَانِ يُبْصِرُ بِهِمَا، وَلِسَانٌ يَنْطِقُ بِهِ يَشْهَدُ عَلَى مَنِ اسْتَلَمَهُ بِحَقٍّ».

حسن: رواه الترمذيّ (٩٦١)، وابن ماجه (٢٩٤٤) كلاهما من طريق ابن خثيم، عن سعيد بن جبير، قال: سمعت ابن عباس يقول: (فذكره).

عن ابن عباس، قال: قال رسول الله ﷺ فِي الْحَجَرِ: «وَاللهِ! لَيَبْعَثَنَّهُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَهُ عَيْنَانِ يُبْصِرُ بِهِمَا، وَلِسَانٌ يَنْطِقُ بِهِ يَشْهَدُ عَلَى مَنِ اسْتَلَمَهُ بِحَقٍّ».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فسأقوم بشرح هذا الحديث النبوي الشريف شرحًا وافيًا مستندًا إلى المصادر المعتمدة عند أهل السنة والجماعة.

نص الحديث:


عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله ﷺ في الحجر: «وَاللهِ! لَيَبْعَثَنَّهُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَهُ عَيْنَانِ يُبْصِرُ بِهِمَا، وَلِسَانٌ يَنْطِقُ بِهِ يَشْهَدُ عَلَى مَنِ اسْتَلَمَهُ بِحَقٍّ».
رواه الإمام أحمد في مسنده، والترمذي في سننه، وابن ماجه، والحاكم، وصححه الألباني.


1. شرح المفردات:


● الحَجَر: المقصود هنا هو الحجر الأسود، وهو حجر مبارك من أحجار الجنة، موجود في الركن الجنوبي الشرقي للكعبة المشرفة.
● لَيَبْعَثَنَّهُ اللهُ: سيُحييه الله تعالى ويُقيمه.
● يَوْمَ الْقِيَامَةِ: اليوم الذي يُبعث فيه الناس للحساب.
● عَيْنَانِ يُبْصِرُ بِهِمَا: عينان يرى بهما.
● لِسَانٌ يَنْطِقُ بِهِ: لسان يتكلم به.
● يَشْهَدُ: يشهد ويُخبر.
● اسْتَلَمَهُ: لمسه وقبَّله أو أشار إليه تكريمًا له، كما يفعل الحجاج والمعتمرون عند الطواف.
● بِحَقٍّ: بحقيقة إيمانه وإخلاصه.


2. شرح الحديث:


يخبرنا النبي ﷺ في هذا الحديث العظيم عن مكانة الحجر الأسود ومنزلته عند الله تعالى. فهو ليس مجرد حجر عادي، بل هو حجر شاهد ومبجل.
يقسم النبي ﷺ بالله تعالى على صدق ما يخبر به، فيؤكد أن الله سيبعث هذا الحجر يوم القيامة حيًّا له عينان يبصر بهما، ولسان ينطق به. وسيشهد هذا الحجر على كل من استلمه (أي لمسه أو قبله أو أشار إليه) في الدنيا بحق وإيمان وإخلاص، فيشهد له بالإيمان والصدق في نيته وتعبده.
وهذا التشريف العظيم للحجر الأسود يدل على عظم مكانته، وأن استلامه وتقبيله ليس مجرد حركة شكلية، بل هو عبادة يتقرب بها المسلم إلى الله، ويُظهر فيها صدق إيمانه ومحبته لشرع الله.


3. الدروس المستفادة منه:


1- عظمة الحجر الأسود: فهو من أحجار الجنة، وقد شرفه الله تعالى بأن جعله يشهد للمؤمنين يوم القيامة.
2- الإيمان بالغيب: الحديث يدعونا إلى الإيمان بقدرة الله تعالى التي لا تعجز عن إحياء الجمادات، فالله على كل شيء قدير.
3- أهمية الإخلاص: استلام الحجر ليس مجرد عادة، بل هو عبادة تحتاج إلى نية صادقة وإخلاص لله تعالى، لأن الحجر سيشهد يوم القيامة على من فعله بحق.
4- التكريم الإلهي للمشاعر: الله تعالى يكرم بعض الأماكن والمشاعر، ويجعل لها منزلة خاصة، فيجب على المسلم أن يعظمها ويحترمها.
5- الاستعداد ليوم القيامة: ينبغي للمسلم أن يتذكر أن كل عمل يعمله محسوب عليه، وأن الجمادات نفسها ستشهد له أو عليه يوم القيامة.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- الحجر الأسود نزل من الجنة وكان أشد بياضًا من اللبن، ولكن سوَّدته خطايا بني آدم، كما ورد في الحديث.
- استلام الحجر أو الإشارة إليه سنة عن النبي ﷺ، وهو بداية الطواف.
- يستحب تقبيل الحجر إذا تيسر ذلك بدون مزاحمة أو أذى للغير، وإلا فيكفي الإشارة إليه.
- هذا الحديث من معجزات النبي ﷺ التي أخبر فيها عن أمور غيبية ستقع يوم القيامة.

أسأل الله تعالى أن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن يتقبل منا صالح الأعمال، ويشهد لنا الحجر الأسود بالإيمان والصدق يوم القيامة.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الترمذيّ (٩٦١)، وابن ماجه (٢٩٤٤) كلاهما من طريق ابن خثيم، عن سعيد بن جبير، قال: سمعت ابن عباس يقول: (فذكره).
وإسناده حسن من أجل عبد الله بن خثيم فإنه حسن الحديث.
ورواه أيضًا الإمام أحمد (٢٢١٥، ٢٣٩٨، ٢٦٤٣) وصحّحه ابن خزيمة (٢٧٣٥)، وابن حبان (٣٧١٢)، والحاكم (١/ ٤٥٧) كلّهم من هذا الوجه.
قال الحاكم: «صحيح الإسناد».
ورواه الطبراني في الكبير (١١/ ١٨٢) من طريق بكر بن محمد القرشيّ، ثنا الحارث بن غسان، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس ولفظه: «يبعث الله الحجر الأسود، والرّكن اليمانيّ يوم القيامة، ولهما عينان ولسان وشفتان يشهدان لمن استلمهما بالوفاء».
فزاد فيه: «الركن اليماني» وفيه بكر بن محمد القرشيّ وشيخه الحارث بن غسان لا يعرفان كما قال الهيثميّ في «المجمع» (٣/ ٢٤٢).
وفي الباب ما روي عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله ﷺ: «يأتي الركن يوم القيامة أعظم من أبي قبيس له لسان وشفتان».
رواه أحمد (٦٩٧٨) وابن خزيمة (٢٧٣٧) والحاكم (١/ ٤٥٧) كلهم من حديث عبد الله بن المؤمل، عن عطاء بن أبي رباح، عن عبد الله بن عمرو بن العاصي، فذكره.
قال الحاكم: «وقد روي لهذا الحديث شاهد مفسر غير أنه ليس من شرط الشيخين، فإنهما لم يحتجا بأبي هارون عمارة بن جوين العبدي».
وقال الذهبي في تلخيصه: «عبد الله بن المؤمل واه».
قال الأعظمي: عبد الله بن المؤمل ابن هبة المخزومي المكي ضعيف باتفاق أهل العلم إلا ابن معين، فروى عباس الدوري عنه: «صالح الحديث» وقال ابن أبي خيثمة وغير واحد عنه: «ضعيف».
وأما الشاهد الذي أشار إليه الحاكم فهو ما رواه بإسناده عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: حججنا مع عمر بن الخطاب، فلما دخل الطواف استقبل الحجر فقال: إني أعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع، ولولا أني رأيت رسول الله ﷺ قبلك ما قبلتك، ثم قبَّله، فقال له علي بن أبي طالب: بلى يا أمير المؤمنين إنه يضر وينفع. قال: ثم قال: بكتاب الله تبارك وتعالى قال: وأين ذلك من كتاب الله؟ قال: قال الله عز وجل: ﴿وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ
أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى﴾ [الأعراف: ١٧٢] خلق الله آدم ومسح على ظهره فقررهم بأنه الرب وأنهم العبيد، وأخذ عهودهم ومواثيقهم وكتب ذلك في رق، وكان لهذا الحجر عينان ولسان، فقال له: افتح فاك، قال: ففتح فاه، فألقمه ذلك الرق، وقال: اشهد لمن وافاك بالموافاة يوم القيامة، وإني أشهد لسمعت رسول الله ﷺ يقول: «يؤتى يوم القيامة بالحجر الأسود وله لسان ذلق يشهد لمن يستلمه بالتوحيد» فهو يا أمير المؤمنين يضر وينفع، فقال عمر: أعوذ بالله أن أعيش في قوم لست فيهم يا أبا حسن.
قال الذهبي في تلخيصه: «أبو هارون ساقط».
قال الأعظمي: هو عمارة بن جوين -بجيم مصغرا- مشهور بكنيته، كَذَّبَه غير واحد من أهل العلم، وهو شيعي محترق.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 269 من أصل 689 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: وَاللهِ لَيَبْعَثَنَّهُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَهُ عَيْنَانِ يُبْصِرُ بِهِمَا

  • 📜 حديث: وَاللهِ لَيَبْعَثَنَّهُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَهُ عَيْنَانِ يُبْصِرُ بِهِمَا

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: وَاللهِ لَيَبْعَثَنَّهُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَهُ عَيْنَانِ يُبْصِرُ بِهِمَا

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: وَاللهِ لَيَبْعَثَنَّهُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَهُ عَيْنَانِ يُبْصِرُ بِهِمَا

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: وَاللهِ لَيَبْعَثَنَّهُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَهُ عَيْنَانِ يُبْصِرُ بِهِمَا

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب