حديث: ينزل الله على هذا البيت كل يوم وليلة عشرين ومائة رحمة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما روي في فضل النّظر إلى الكعبة

في الباب أحاديث لا تصح.
منها: ما رُوي عن ابن عباس مرفوعًا: «ينزل الله عز وجل على هذا البيت كلّ يوم وليلة عشرين ومائة رحمة، ستون منها للطّائفين، وأربعون للمصلّين، وعشرون للنّاظرين».

ضعيف: رواه الأزرقيّ (٢/ ٨) عن جدّه، عن سعيد بن سالم وسليم بن مسلم، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس، فذكره.

في الباب أحاديث لا تصح.
منها: ما رُوي عن ابن عباس مرفوعًا: «ينزل الله ﷿ على هذا البيت كلّ يوم وليلة عشرين ومائة رحمة، ستون منها للطّائفين، وأربعون للمصلّين، وعشرون للنّاظرين».

شرح الحديث:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد،
فالحديث الذي ذكر: «ينزل الله ﷻ على هذا البيت كلّ يوم وليلة عشرين ومائة رحمة، ستون منها للطّائفين، وأربعون للمصلّين، وعشرون للنّاظرين»، هو حديث ضعيف لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وفيما يلي تفصيل ذلك:

1. حكم الحديث:


هذا الحديث ضعيف الإسناد، وقد حكم بعدم صحته جمع من أئمة الحديث وعلمائه، منهم:
● الإمام البيهقي في "شعب الإيمان"، حيث قال بعد ذكره: "هذا إسناد ضعيف".
● الإمام الألباني في "سلسلة الأحاديث الضعيفة"، حيث ضعفه وقال: "ضعيف".
● شيخ الإسلام ابن تيمية وكذلك غيره من المحققين.
والضعف في إسناده يعود إلى راوٍ يُدعى عبد الله بن المؤمل، الذي ضعفه عدد من أئمة الجرح والتعديل، مثل الإمام أحمد بن حنبل ويحيى بن معين وغيرهم.


2. شرح مفردات الحديث (على سبيل الفهم):


● ينزل الله: المقصود نزول رحمته وإحسانه وبركته، لا ذاته تعالى؛ لأن الله مستوٍ على عرشه، لا يحل في مكان، ونزول الرحمة من باب الإضافة والتكريم.
● على هذا البيت: أي الكعبة المشرفة في مكة المكرمة.
● عشرين ومائة رحمة: أي 120 رحمة.
● الطائفين: الذين يطوفون حول الكعبة.
● المصلين: الذين يصلون في الحرم.
● الناظرين: الذين ينظرون إلى الكعبة بتعظيم وإجلال.


3. المعنى الإجمالي (على سبيل الفهم):


يفيد الحديث -لو كان صحيحًا- أن الله تعالى يخص البيت الحرام يوميًا بمئة وعشرين رحمة، تقسم على:
- 60 رحمة للطائفين حول الكعبة.
- 40 رحمة للمصلين في الحرم.
- 20 رحمة للناظرين إلى الكعبة بتعظيم.


4. الدروس المستفادة (من حيث المبدأ والمعنى):


مع ضعف الحديث، إلا أن فيه معاني صحيحة مستفادة من نصوص أخرى، منها:
● فضل البيت الحرام: فهو مكان مبارك، وقد جاء في القرآن الكريم: {إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا} [آل عمران:96].
● فضل الطواف والصلاة والنظر إلى الكعبة: هذه العبادات من أعظم القربات في الحرم، وثبت فضلها بأحاديث صحيحة أخرى.
● كرم الله تعالى: فإن رحمته وسعت كل شيء، وهو الكريم الذي يعطي بغير حساب.


5. تنبيه مهم:


لا يجوز نسبة الحديث إلى النبي صلى الله عليه وسلم مع العلم بضعفه، إلا مع بيان حاله، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «مَنْ حَدَّثَ عَنِّي بِحَدِيثٍ يُرَى أَنَّهُ كَذِبٌ، فَهُوَ أَحَدُ الْكَاذِبِينَ» (رواه مسلم).


6. بدائل صحيحة في فضل الحرم والطواف:


هناك أحاديث صحيحة في فضل مكة والطواف، منها:
- عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ طَافَ بِالْبَيْتِ، لَمْ يَرْفَعْ قَدَمًا وَلَمْ يَضَعْهَا إِلَّا كَتَبَ اللَّهُ لَهُ حَسَنَةً، وَحَطَّ عَنْهُ بِهَا خَطِيئَةً، وَرَفَعَ لَهُ بِهَا دَرَجَةً» (رواه ابن ماجة، وهو حسن).
- وكذلك فضل الصلاة في المسجد الحرام، الذي ورد أن الصلاة فيه تعدل مئة ألف صلاة.


الخلاصة:


الحديث المذكور ضعيف لا يصح، ولا يجوز العمل به أو نشره دون بيان ضعفه. ومع ذلك، فإن فضائل الطواف والصلاة في الحرم والنظر إلى الكعبة ثابتة بأدلة صحيحة أخرى.
والله أعلم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الأزرقيّ (٢/ ٨) عن جدّه، عن سعيد بن سالم وسليم بن مسلم، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس، فذكره.
ورواه ابن حبان في «المجروحين» في ترجمة (سعيد بن سالم القداح) (٣٨٩) وقال: كان يرى الإرجاء، وكان يهم في الأخبار حتى يجيء بها مقلوبة حتى خرج عن حدّ الاحتجاج به. ونقل عن
ابن معين أنه قال: ليس بشيء.
وقال عن سليم بن مسلم: «قد تبرأنا من عهدته».
قال الأعظمي: سعيد بن سالم القداح هذا قد اضطرب في متن الحديث، فرواه الأزرقي عن جدّه كما سبق.
ورواه الحارث بن أبي أسامة في مسنده -بغية الباحث (٣٩٢) - عن شيخه أبي عبد الله أحمد بن يزيد من أهل كرمان، ثنا سعيد بإسناده، وفيه: «ستون منها للطائفين، وعشرون منها لأهل مكة، وعشرون منها لسائر النّاس».
قال ابن الجوزي وغيره: «هذا حديث لا يصح». انظر: العلل المتناهية (٢/ ٥٧٣). وللحديث أسانيد أضعف من هذا والذي ذكرته هو أصحها.
وفي الباب أيضًا عن عبد الله بن عمرو بن العاص، وأبي هريرة، وأبي أمامة وغيرهم إلا أنها كلها ضعيفة. ذكر بعضها ابن الجوزي في العلل المتناهية، وبيّن عللها.
وأورد محبّ الطبريّ في كتابه «القرى» (ص ٣٤١) آثارًا عن الصحابة والتابعين بأنّ النّظر إلى الكعبة عبادة.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 278 من أصل 689 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ينزل الله على هذا البيت كل يوم وليلة عشرين ومائة رحمة

  • 📜 حديث: ينزل الله على هذا البيت كل يوم وليلة عشرين ومائة رحمة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: ينزل الله على هذا البيت كل يوم وليلة عشرين ومائة رحمة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: ينزل الله على هذا البيت كل يوم وليلة عشرين ومائة رحمة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: ينزل الله على هذا البيت كل يوم وليلة عشرين ومائة رحمة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب